أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - خطوات صغيرة في شوارع كبيرة..(٢----١---٠---)














المزيد.....

خطوات صغيرة في شوارع كبيرة..(٢----١---٠---)


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 10 - 18:21
المحور: سيرة ذاتية
    


(٢----١---٠---)
)٢(
على عكس كثير من عواصم ومدن وطننا العربي الكبير، لم تسر خطواتي كثيرا في شوارع الجزائر لكي تكتشف كل ذلك الحب الكبير لفلسطين... وقد يكون من المفيد هنا التأكيد على ان كثيرا من عواصم الوطن العربي ومدنه ورغم انها بُنيت ونهضت بسواعد وعقول فلسطينية إلى ان تلك الشوارع لم تقابل الوفاء بالوفاء بل قابلت كل ذلك العطاء بقليل من الوفاء وبكثير من الغدر واستباحة الدماء، فبعض تلك العواصم والمدن اللقيطة اعطيناها اعمارنا فاعطتنا الشيب، وبعضها أعطيناها ارواحنا ودمائنا والاهم مستقبلنا؛ لكنها اعطتنا ايلول وسلبت المستقبل وكتمت الماضي وزورت التاريخ، وبعضها اعطيناها حباً وعنفواناً فاخذت حصتها منا في ايار دماً وامعنت بالفتك بنا شهورا وسنوات لم تنتهي ، حتى انها احبت لنا السُكنى في بيوت الصفيح والزينكو ومنعتنا من العمل تأكيدا منها على وقوفها معنا في معركة العودة ..!

في الجزائر ان سرت في الشوارع تجد فلسطين حاضرة بعلمها على سواري الاعلام، وان طالعت صحفها وجدت فلسطين حاضرة وبقوة وفي معظم الاقلام والاخبار التي تزين الصفحات، في الجزائر تصادف وجودنا بوفاة احد الاعمدة الصحفية المناضلة والجريئة واكثرها نبلا علي فضيل صاحب جريدة الشروق وباني مجموعتها، لكن الاهم انه كان علامة فارقة اسهمت ببناء كل ذلك الحب لفلسطين وقضيتها....

في الجزائر تجد الفعاليات التضامنية مع فلسطين اينما تسير وبغير قصد؛ في الجزائر تصادف وجودنا ايضا مع فعالية تنظمها جمعية البركة للعمل الخيري والانساني، التقينا رئيسها واعضائها وحاورناهم واطلعنا على فعالياتهم ونشاطاتهم، زودونا بأعداد من نشراتهم ومجلاتهم، تصفحت مجلتهم، ذهبت الى فهرسها وجدتها فلسطينية في كل شيء، لكن الاجمل اني وجدت عنوانا للصفحة ١---٨--- من المجلة يتحدث عن ابعاد علاقة الشعب الجزائري بفلسطين، كان هذا العنوان مدار بحث الكاتب د. مراد كير على صفحتين على ان يتبع في العدد القادم، كان هذا البحث وهذه العلاقة تحت عنوان رئيس :" كيمياء الرباط"، في ذلك النشاط سررنا بتلك الفتيات الرائعات من منتسبات الجمعية وهن يتجللن بعلم فلسطين، وسررنا اكثر بحلقات وورشات العمل التوعوي والتعبوي التي يقمن بها لاطفال الجزائر، حضرنا ورشة الرسم ومسابقة للاطفال وكانت المسابقة متخصصة برسم القدس والتعريف بها، تبعها اغنية يرددها الاطفال مع الاستيريو، كانت الاغنية كلماتها تقول يارب تنصر الاقصى ويرردها الاطفال بكل حب.

في الجزائر ان "حوست" في شوارعها وسألت اي جزائري عن اي عنوان يتعرف عليك من لهجتك سريعا فينتفض ويبتسم بنباهة قائلا: الاخ فلسطيني؟ تسرّ انت وتأخذ غايتك ومرادك من الحب والوفاء وتمضي لكي تكمل طريقك كما يمضي العشاق في قلوب محبيهم...

في الجزائر مثلنا تماما بفلسطين، لكنهم اجمل! فصاحب الفضل دائما جميل، فهم يعيدون لنا لساننا الكنعاني الاصيل، طبعا هذا ما تكتشفه سريعا ان سمعت كلمة " على ايش تحوس اخويا" بمعنى على ايش بتلف وبدور "بتحوس" وهي كلمة جميلة جدا من افواههم كان اخر عهدي بها منذ سمعتها من شفاه جدي عمر وجدتي هيجر رحمهما الله، وعلى جمال الكلمة وذكرايتها الضاربة بالحنين سقطت من مقلتي دمعتين ووردة...

في الجزائر تطرق العنان لحبك ولاقدامك للتجوال في كل الاماكن، وتجوب كل الشوارع وكل ما تستطيع قدماك ان تحتمله من تعب ومسير، وما تحتمله عيونك من جمال الارض والانسان، لا يمكن لاحد في الجزائر ان يوقف خطواتك، إلا اذا هي اخذت هذا القرار نتيجة التعب او اشياء اخرى...

في الجزائر لا حدود للزمن ولا للايام، وكذلك لا حدود لحب فلسطين...

في الجزائر تفخر بنفسك وبها وانت تردد "بلاد العرب اوطاني"، ففي الجزائر يختلف طعم ومذاق تلك الحروف والكلمات عن غيرها من وطننا العربي الكبير.

لم اكن وحدي يملئني ذلك الشعور ويغمرني كل ذلك الحب تجاه الجزائر، كل من كانوا معي كانت تنبض قلوبهم بتسارع منذ وطأت اقدامنا ارض الجزائر، لا بل ان الكثير منهم فاضت دموعهم بسخاء تعبيرا عن كل ذلك الحب، وفي نفس المقام كان هذا الحال ديدن كل من احب الجزائر وتعمق وتعمد في حبها، ويكتمل هذا الحب ان تكحلت عيناك برؤيتها ويشتد ذلك الغرام وتصاب بالعشق والوله منذ ان تطأ اقدامك ترابها.

قد يحدث ان تعود لزيارة الجزائر مرة اخرى، لكن هذه المرة وبعد كل هذا الحب ستخلع نعليك بمجرد ان تطأ اقدامك ترابها، فمثل هكذا اوطان كل مكان وكل ذرة تراب فيها تصلح لان تطبع قبلاتك عليها...

لم يكن هذا الحال حالنا وحدنا؛ كان حالنا كحال الكثيرين غيرنا ومنهم الشاعر الكبير نزار قباني الذي وقع تحت تأثير ذلك السحر منذ ان وطأت اقدامه ارض الجزائر فقال:" لا يمكن أن يكشف وجه الثورة الجزائرية إلا من رأى إنسانا جزائريا، ولا يمكن أن يعرف طبيعة الثورة إلا من تكلم او دخل حوارا مع جزائري او جزائرية.. إن كل محاولة لفهم الثورة الجزائرية من بعيد تبقى محاولة نظرية أو ذهنية كبعض أشكال الرسم التجريدي أو بعض أشكال الحب العذري وأنا لم أخرج من مرحلة الحب العذري الجزائري إلا حين وطات قدماي للمرة الأولى أرض الجزائر.." وانا ايضا حالي من حال نزار لكني خرجت من مرحلة الحب العذري منذ ان وطأت اقدامي ارض الجزائر في تشرين الثاني ٢---٠---١---٩--- ليتأكد كل ذلك الحب .

يتبع...



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الجزائر مع كل الحب والتقدير
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٦٦)
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٦)
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٤/٥)
- علم حاضر وصورة غائبة (٣)
- علمٌ حاضر وصورةٌ غائبة (٢)
- علم حاضر وصورة غائبة (١)
- في قبضتي
- الغناء الثوري؛ المهمة والدور (٢٢)
- الغناء الثوري؛ المهمة والدور
- صبرا وشاتيلا، هوية عصرنا للأبد
- تبغ وزيتون، حكايات وصور من زمن مقاوم
- العاشقين
- دليل حركة المقاومة الفلسطينية
- أما بعد ؛ كفاح طافش
- موت أرتيميو كروز رواية لكارلوس فوانتس
- خواطر فلسطينية، عبدالفتاح القلقيلي ابو نائل
- القطا لا ينام ، غريب عسقلاني
- قصائد منقوشة على مسلّة الاشرفية
- رائحة التمرحنّة


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مهند طلال الاخرس - خطوات صغيرة في شوارع كبيرة..(٢----١---٠---)