حاكم كريم عطية
الحوار المتمدن-العدد: 6404 - 2019 / 11 / 9 - 14:32
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
منذ أحتلال أمريكا للعراق وأسقاط النظام الدكتاتوري شرعت قوى الأسلام السياسي ببناء مجاميع مسلحة رغم صدور قانون حل هذه المجاميع ودمجها بالقوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع والداخلية بالتالي ورثنا مصطلح جديد في العلوم العسكرية وهو ضابط دمج يتوزع على دوائر الدولة الأمنية ومؤسساتها مهمته الوحيدة هي تشخيص الناشطين المدنيين ومعارضي الوجود الأيراني ومنتقدي الأحزاب والرموز الدينية والأشراف على تنفيذ الطلعات الليلية للقيام بأعتقال هذه الرموز وهو ما أبدعت به هذه الفئة في دوائر الدولة الأمنية ومجاميع المليشيات التابعة لأحزاب الأسلام السياسي وتلعب فئة الدمج دورا مهما في التخطيط الأجرامي لعمليات القمع والأختطاف والقتل ودورها واضح في التصدي لأنتفاضة شعبنا العراقي من عمليات أختطاف وقتل وتهديد وتشخيص الناشطين في قيادة التظاهرات وقد تطور دور هذه الفئة من ضباط دمج ألى مسؤولين عن مجاميع أمنية مهمتها تطوير أساليب القمع بالتشاور مع الجهات الأمنية الأيرانية المختلفة ورموزها في الساحة العراقية وعلى رأسهم قاسمي سليماني وقد أنيط لهذه الشريحة دورا مهما للتصدي لأنتفاضة شعبنا البطلة بكل الأساليب الوحشية ووضعت تحت تصرفها كل الأمكانات البشرية والأسلحة والأموال لذلك تتصاعد وتيرة القمع الدموي في الأيام الأخيرة ويزداد عدد الشهداء والجرحى خصوصا في البصرة والناصرية لقربها من حقول النفط المصدر الغني للثروات العراقية والعمود الفقري لتهريب النفط مصدر المليشيات المالي لأحزاب الأسلام السياسي.
العلاقة ما بين الهرم السياسي ومؤسسات الدولة وبين المؤسسات الأمنية التابعة للمليشيات والتي تحكم فعليا الدولة العراقية والتي تسمى الدولة العميقة هي علاقة تحديد من يعين في الموقع الفلاني والوزارة الفلانية والمديرية المعينة لتسير الدولة وفق ما هو مرسوم لها من أيران وقمع كل الأصوات المعارضة لها وهذا ما نجحت فيه لحد الآن هذه المجاميع وأثبتت التجربة خلال حكم الأسلام السياسي أن هذه الأحزاب ومن يقف ورائها أبدعت في أساليب الأرهاب وبناء أجهزتها القمعية وفشلت في بناء وطن أسمه العراق وقد فشلت فشلا ذريعا لم يعد بالأمكان السكوت عليه وحفز جيل الشباب لعبور حاجز الخوف والوقوف بوجه الفاسدين لأسترجاع وطن أسمه العراق في هبة شعبية وأنتفاضة قل نظيرها في التأريخ السياسي العراقي وهي فرصة نادرة لوضع العراق على الطريق الصحيح لبناء دولة المواطن والقانون والعدالة الأجتماعية والقضاء على الفساد وتقديم كل المجرمين للعدالة وأسترجاع كل ثروات البلد المنهوبة وذلك يستدعي الوقوف والدعم بكل متطلبات الدعم من القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات لتحقيق هذا الهدف وأصبح وضع العراق ومستقبله مرهون بنجاح هذه الأنتفاضة وتنظيف العراق من قاذورات السياسة والفساد الأنتفاضة أمل العراق الوحيد بين نجاحها وأخفاقها مرهون بناء عراق ديمقراطي يجتمع تحت سقفه كل التنوع العراقي وكفيل بتحقيق وطن المشاركة الحقيقة لكل قومياته وأديانه فلنعمل على ديموتها ونجاحها.
لندن في 9/11/2019
#حاكم_كريم_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟