أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص














المزيد.....

حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6403 - 2019 / 11 / 8 - 23:32
المحور: الادب والفن
    


وأنا أكتب ملاحظاتي على هوامش نوة الصادرة عن الشركة التونسية للنشر وتنمية فنون الرسم للروائية وحيدة المي ،ضاق بي المكان وصار البياض المتبقي من السطور غير قادر على استيعاب المفاتيح التي ادونها للتحليل لاحقا ،ففي كل صفحة فكرة تستدعي افكارا أخرى تندس بوضوح بين حيثيات السرد ورموزه الكثيفة،استغربت كيف سقطت الرواية من عيون لجان الجوائز العربية (حصلت على جائزة الكريديف)، ولكن لا غرابة فنوة نفسها ساقطة من عيون مجتمع ظالم يرسم ملامح الإنسانية و واقعها وتاريخها وفق مدى رؤية عيونه الضيقة وعلى قول الناقد مراد ساسي المجد للنص ونص نوة يحفر عميقا ليقوض مفاهيمنا لاحتياجات المرأة، للحياة، للإنسانية التي تبني مجدها على الزيف وتقنن له .
نوة لغة هي الريح اذا هبت بقوة ، والريح إذا جاءت بعنف تترك خلفها خرابا . نوة الجسد المتدلي من عناقيد الفقر في الظاهر شخصية متعلمة ثائرة على العرف والمجتمع أرادت الروائية ان تعكس من خلالها صورة المرأة في مرآة مشروخة قصدا لتقدم الواقع النسوي كما هو ،نحن نزيف الحقائق ندعي المدنية ونتشدق بحقوق اعطت للمرأة من الزيف الكثير دون أن تهيء الأرضية المناسبة لها لتعيش اولا انسانيتها في مجتمع ذكوري لا تعنيه القوانين الوضعية حين يمارس جرائمه ضد المرأة جسدا وعقلا و وجودا .لنبدأ من حيث يجب علينا ان نبدأ جملة قذفتها عقيلة المعلمة ثم انطلقت في عدوها عارية في لحظة يراها البعض جنونا ولكنها في الواقع هي اللحظة الفارقة التي تتخلص فيها الماهية من السواتر والحواجب وكل القيود التي تمنع الوصول الى الحقيقة لحظة البدء التي بنيت على العري على الوعي بأننا لسنا سوى طين ملوث شكل الجسد واول جريمة كانت متصلة به فلمَ نتنصل اليوم من تداعيات الجريمة رغم انها مازالت بنا ومازلنا نرتكبها! بدعوى تواصل النسل أو كضرورة وطبيعة غير مبالين بإنسانية الطرف المقابل وحقه في معاملة تخضع بالضرورة لمبدأ المساواة في الإنسانية .القدر الذي هيأ لنوة أسباب الحصول على حياة أفضل تتعلم فيها وتتخلص من الفقر لم يكن هو نفسه الذي رتب لها الخروج من جنتها الصغيرة ،الخالة زنيخة تخلت عنها ،ومشغلها اطردها من العمل لتتعرى من جديد.وتبدأ رحلة السقوط التي يعود تاريخها الى الطفولة يوم صمتت على اغتصاب الأعور لبراءتها غير مبال بحرمة الدم.كل شيء صار خرابا مع تخلي نوار عنها ،نوار الذي آمن ان العظمة للنساء و عاملها كملكة بفكرها "الذي أكبر فيها الأنثى على نخب الاحساس النبيل،نوار هو المثال الذي تبحث عنه نوة ،الجزء المتماهي معها لا الذي يكملها هو الفكرة المتجسدة أمامها عقلا إلاهيا ،يترفع عن كل النواقص ويسعى إلى الكمال ،اذن سهل جدا السقوط في غياب الفكرة المحرضة على الصمود وحين يغيب العقل يحضر الطين ويتحول الجسد الى عناقيد توت كل مرة تسقط أحد حباته. وكان بيع الجسد لمن دفع لمن قدر لمن ملأ الفراغات وكانت نوة للغريب يلبسها كعروس و يمتطيها بذل لتدخل نوة حالة السقوط الاخطر من سقوط الجسد ،حالة تهاوي القيم والضمير والفكرة.(هكذا يعيش الساقطون من الأرحام الفقيرة هكذا نغترب لأننا لا نملك القدرة على التصدي والمقاومة) وتبدأ مرحلة جلد الذات والهلاوس والكوابيس المنتهية باغتيال نوة للرجولة الهادرة بالزيف بتغلبها على الأعور على الغريب على مجتمع ذكوري جاحد ،تقتل نوة الغريب المغتصب بعد أن تجتث لحمة رجولته العفنة ويهوي القارئ في قعر السواد لا منتصرا ولا منتشيا بالنهاية المؤلمة لواقع يهب المرأة الحياة ثم يئدها في معاملته و أعرافه الجائرة ،يتحقق المجد فقط للنص الذي انتصرت به الكاتبة للمرأة بسرد محبوك ،غني بالتفريعات الدالة على حجم المعرفة لوحيدة المي بالأدب والفن وتقنيات الكتابة الروائية وبلغته السردية الموغلة في الشعرية التي تجعل من الحوار الداخلي لنوة قصائد تعانق السرد لتزيد جماليته.



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد
- رواية مراد ساسي المشي على شفرة حادة ، رحلة الهروب من الموت ا ...
- وجودية منير الوسلاتي ما بين الاستشراف العرفاني والشعرية _
- رواية للا السيدة للكاتب طارق الشيباني، الرواية المكتوبة على ...
- حفر دافئة للروائي التونسي الحبيب السالمي رواية التفاصيل المر ...
- الحبيب الهمامي ما بين تحليق وسفر ذات شاعرة يشدها الواقع إليه ...
- الضوء الشارد من فصول أنثى الفصول الفصل الخامس المندس بالرواي ...
- صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرها ...
- اليسار التونسي والقضية الفلسطينة المطموس والمعلن
- يوسفيات نجيب بن علي تنعى المدائن والوطن ___
- عمق المشاعر وضجيج الفكر في الإصدارات الأخيرة للشاعرة فضيلة ا ...
- القاضي والبغي رواية يكتبها محامي ليقرأها متهم
- دراسة نقدية في رواية ليت شهدا
- متعة الكتابة ولذة القراءة في نص ربيعة الفرشيشي :الحلم المشته ...
- الماء يلون أجنحة الفراش قراءة في قصيدة فرشات تونسية ل عبد ال ...


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص