أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حول احتقار -المثقف الموَسْوَس- لجماهير المنتفضين:















المزيد.....

حول احتقار -المثقف الموَسْوَس- لجماهير المنتفضين:


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6403 - 2019 / 11 / 8 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا ما وضعنا جانبا في سلة المهملات والعار احتقار ساسة النظام وفي مقدمتهم الفاشي الخَرِف عادل عبد المهدي الذي راح يتحدث أمس علي الشاشات عن موازنة العام القادم فيما كانت قواته الأمنية تزهق أرواح العراقيين في البصرة وبغداد، فأن احتقار المثقفين الموَسْوَسين لملايين الناس، للشعوب المنتفضة والثائرة، للشباب المضحين بأرواحهم، لا يقل صفاقةً ولا أخلاقية. هذا الاحتقار تنطوي عليه بوضوح "نظرية القطيع" التي يطبقون مقولاتها الكثيرة ومنها: المدسوسون سيحرفون الانتفاضة. القوى الخفية ستحصد نتائجها في الأخير. لا توجد قيادة وشخصيات للتظاهرات ولا أحزاب معروفة تقودها فهي مشبوهة. لا توجد أية مطالب واضحة وهذا يعني وجود برنامج سري لطرف ما.
*ثمة كذب كثير يستبطنه هذا الكلام، فمطالب الانتفاضة أشهر من نار على علم وهي مبثوثة في الشعارات والهتافات التي صدحت بها حناجر المنتفضين، وهي أكثر نضجا من وريقات المثقفين وبرامج أكثر الأحزاب الموجودة ثورية وجذرية وخلاصتها: يسقط نظام المحاصصة الطائفية ودستوره ومجلس نوابه وحكومته، نعم، لنظام وطني مستقل عن الاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية!
*أما عدم إعلان قادة التظاهرات عن أنفسهم تعليله فواضح أيضا، ونجده في اغتيال خمسة وعشرين متظاهرا بارزا بعد انتفاضة الماء في البصرة، في جرائم سكتت الدولة عنها سكوتا إجراميا، أما في الانتفاضة الجارية فإن عدد الشهداء يقترب من الثلاثمائة وجرحاها فاق العشرة آلاف ودخلنا مرحلة الخطف مع اختطاف الناشطة المسفعة #صبا_المهداوي وعلى صعيد الاغتيالات للمتظاهرين السلمين البارزين قتل الكاتب الديموقراطي أمجد الدهامات اغتيلا من قبل مجهولين في محافظة ميسان فيما أصيب رفيق له كان معه بجراح خطرة، وهذا كله هو ما يمنع أي قيادات من التعريف بأنفسها بشكل رسمي في الوقت الحاضر على الأقل، مع أن عددا من الناشطين البارزين معروفون بنشاطاتهم في قيادة التظاهرات وإصدار بعض البيانات والنشرات العلنية في قلب الانتفاضة "ساحة التحرير ببغداد" وإجراء اللقاءات الصحافية ...إلخ.
وهاكم هذا المثال الطازج، يوم أمس الخميس وخلال لقاء أجرت قناة روسيا اليوم مع اللواء عبد الكريم خلف الناطق باسم عبد المهدي، اتصل أحد المتظاهرين هاتفيا وعرف باسمه "علي عزيز" مع صورته التي عرضت في لقاء سابق كما يبدو، وقال إنه بعد مداخلة تلفزيونية له مع هذه القناة وصلته أربعة تهديدات بالقتل أو مغادرة بغداد من أطراف يُشتبه بأنها حكومية! اللواء خلف رد بقوله إنه يضع رقم هاتفه الشخصي تحت تصرف القناة لتوصله للمتصل وهو سيوفر له حماية ويحل من هدده الى القضاء إذا ثبت ذلك! فهل هناك مهزلة أكثر من هذه حين يحل المسؤول مشاكل معقدة بالطريقة الإخوانية والشخصية؟! وأسجل هنا تحفظي على عدم دقة الأخبار التي يزود بها هذا الشخص -علي عزيز - وسائل الإعلام وقد ذكرت أحدها في منشور سابق.
*بغض النظر عن كل هذا كله على ما فيه من أهمية فائقة، فإن احتقار الناس وازدراء إمكانات وإبداعات الجماهير البسيطة، كما يفعل بعض المثقفين الباحثين عن عباقرة أو باشوات وأرستقراطيين سياسيين في الأحياء العشوائية وأحزمة الفقر، هو ديدن هذا المنهج البرجوازي الصغير المتعالي في السوك والتفكير! نعم، يمكن أن نكرر دون كلل: لا لتصنيم الجماهير والركض خلفها حقا وباطلا وتقديس العفوية واعتبارها بديلا للعلم والعقلانية على طريقة الأناركيين "النقابيين الثوريين" الأوروبيين! ولكن لا وألف لا لاحتقارها واعتبارها قطيعا فاقدا للعقل والإرادة ينساق وراء أي كان يلوح له بخرقة حمراء أو خضراء أو بيضاء كما يفعل المثقفون الموَسْوَسون!
توضيح: لا أقصد شخصا محددا في هذا النص، لأن هذه النماذج من "المثقفين" أو أدعياء الثقافة إن شئت، متنوعة وكثيرة، وقد تحولت فعلا إلى تيار يضم في مَن يضم كتاب المليشيات المعروفين، الذين يصفق لهم المهددون بفقدان مخصصاتهم ورواتبهم الضخمة وامتيازاتهم غير المشروعة بمجرد سقوط النظام والانتهازيين العاديين المشتغلين في أجهزة السلطة وإعلام الأحزاب الفاسدة من فضائيات وغيرها. وقد ميزت دائما بين الكتاب الوطنيين النقديين الحريصين على الانتفاضة ومصيرها وحركتها على الأرض المحذرين من وجود مدسوسين أو محاولات اختراق أو تطرف، فيحذرون من هذا الشعار أو تلك الممارسة الخاطئة كمهاجمة السفارات والقنصليات الأجنبية، وبين "المثقف الوسواسي الرُّهابي"، والذي يلح إلحاحا غريبا على احتمالات حرف المسار والتخريب الداخلي وسَوْق القطيع البشري نحو الحضيرة الأميركية والإسرائيلية وكأن ذلك قدرا مقدورا لا راد له، ودون أن يحاول أن يبصر الواقع بعيونه المجردة وعقله الواعي بعيدا الأوهام والمبالغات القاتلة، هذا إذا أحسنا الظن واعتبرناها أوهاما ومبالغات ليس إلا!
*ثم أين حدث وحُرِفَت الملايين الثائرة على الأنظمة الفاسدة عن مسارها من قبل جواسيس ومندسين؟ لماذا لا يقرأ المثقف الأجوف وقائع الأحداث كما هي على الأرض؟ أ حدث الاختراق والحرف في مصر بعد انتصار الانتفاضة وإسقاط مبارك؟ كلا، فالوقائع تقول إن الملايين بعد انتصار الانتفاضة وإسقاط الدكتاتور مبارك كانت أمام خيارين انتخابيين - وقبل أن يتم تفكيك الدولة الأمنية العميقة - فإما مرشح النظام القديم أحمد شفيق أو مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بعد فشل صعود ممثلي التيارات الناصرية واليسارية واللبرالية في الدور الأول، فاختارت الجماهير بما فيها جماهير الضد النوعي على مضض مرشح الإخوان في الدور الثاني لقطع الطريق على انتصار مرشح النظام القديم ثم سارت الأمور باتجاه الحكم العسكري؟
*هل حدث تحريف في ليبيا التي بدأت الأحداث فيها منذ الأيام الأولى كتمرد عسكري تقوم به مليشيات ومدعوم من الطيران الغربي الشرس فانتهت التظاهرات السلمية مبكرا؟
*أم في تونس التي استقر الوضع فيها على نظام انتخابي رصين وديموقراطيات عامة لا بأس بها رغم أنها محاطة بواقع اقتصادي واجتماعي قاس على الفقراء خصوصا؟
*أم حدث الحرف والتجيير في السودان مؤخرا أم أن مسار الانتفاضة انتهى الى موافقة قياداتها - بما فيها قيادات اليسار الشيوعي الجذري الذي فضل أن يبقى متفرجا على الانتفاضة وهي تسرق نتائجها ولم يبادر الى التصدي - على الاشتراك في حكومة يسيطر عليها العسكر، وما تزال الجماهير متوثبة وقد تنتفض في أية لحظة ضدها؟ فهل هذه مؤامرة لحرف المسار من قبل القوى الخفية أم أخطاء كارثية وقعت فيها قيادة الانتفاضة نفسها؟



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سيعدلون دستور بريمر وفق المادة 142وليس المادة 126 وكلت ...
- ورقة مطالب تنسيقيات بغداد المخجلة: أدنى سقفاً حتى من تنازلات ...
- نقد ذاتي: من إعادة كتابة الدستور إلى كتابة دستور جديد
- اللجان والمجلس الشعبية المستقلة هي البديل القادم!
- ج3/ ماذا حدث في البصرة يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟ كلمة أخير ...
- الجزء الثاني/ماذا حدث في العمارة يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟ ...
- ج1/ماذا حدث في الجنوب العراقي يوم الجمعة 25 تشرين الجاري؟
- لنقارن بين هذه العمائم الثلاث لنعرف من هم أصدقاء الشعب من أع ...
- تطورات خطيرة متوقعة قد تؤدي إلى اختطاف الانتفاضة العراقية
- تهديدات العامري والجزائري: المجزرة قادمة!
- نقاط إيجابية وأخرى سلبية في شقشقة الصدر
- الطائفية السياسية بين العراق ولبنان
- ردا على رئيس تحرير -الأخبار- إبراهيم الأمين: الحدث العراقي ا ...
- ملاحظات سريعة على مقالة أسعد أبو خليل حول الانتفاضة العراقية
- كلمات إلى ممانع عربي روَّج للاتهامات ضد المتظاهرين السلميين ...
- ج2/ شهادات حية من قلب الانتفاضة العراقية / الجزء الثاني:
- شهادات حية من قلب الانتفاضة العراقية
- الجنرال الساعدي والحياد المستحيل في نفق النظام
- حول قصة الجنرال الساعدي: غياب البوصلة!
- تركيا تبتز العراق: البيض مقابل المياه؟!


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - حول احتقار -المثقف الموَسْوَس- لجماهير المنتفضين: