أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - مقدمة رواية العسس الليلي كلمة لا بد منها















المزيد.....

مقدمة رواية العسس الليلي كلمة لا بد منها


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 6403 - 2019 / 11 / 8 - 19:31
المحور: الادب والفن
    


مقدمة رواية العسس الليلي كلمة لا بد منها
شاهر أحمد نصر - مالك صقور
لقد ترددنا كثيراً قبل ترجمة هذه الرواية، عندما وجدنا أنفسنا، في رواية "العسس الليلي" لسيرغي لوكيانينكو، أمام قصة بوليسية باطنية، من قصص الخيال والسرد الغرائبي، تدور في الظاهر أحداثها على خلفية الصراع الأزلي بين قوى النور والظلام، تتخللها مغامرات وأحداث معقدة، تهدف في رأي الكاتب إلى توجيه البشرية في الاتجاه الصحيح؛ من خلال لعبة معقدة لا نهاية لها، لا تأبه ببساطة بالتضحية بالأنصار والأعداء لتحقيق الأهداف لاستراتيجية البعيدة، لأنّ الصراع يحصل في عالم الخيال بين النور والظلام. وقد اتفق الطرفان بموجب معاهدة، على تحديد معالم الصراع بينهما بعيداً عن الأخلاق، مما يجعل ما يجمعهما، على الرغم من الصراع الأبدي بينهما، يفوق كثيراً على ما يجمع أي فريق منهما مع الناس العاديين، فضلاً عن استخدام الكاتب للسحر والأرواح الشريرة كعنصر هام، ليس في بنية العالم فحسب، بل وفي تحديد مصيره، من خلال رؤيته القائمة على أنّ من سينقذ البشرية، ليس الشعوب، بل الأبطال الفرديون، الذين يسخرون كلّ طاقاتهم في هذا الاتجاه... وعلى الرغم من جهد الكاتب إلى إغناء روايته بعوالم مشوقة ومتنوعة، إلاّ أنّه لم يستطع أن يرقى بعمله، من وجهة نظرنا، إلى المستوى المأمول في الصراع الكوني بين الخير ولشر، وبقي ضمن حدود أسود، وأبيض؛من دون أن يرفع هذين العالمين إلى مستوى المفاهيم الفلسفية، بل يترك شخصياته تتصارع دفاعاً عنهما.

هكذا، وجدنا أنفسنا أمام رواية تختلف كثيراً في مضمونها عن الأدب الروسي العظيم، فضلاً عن أنّ فصولها الأولى لم تأت بالتشويق والمتعة في متابعة القراءة. ومع أنّ الكاتب لم يستطع الفرار من تقاليد النثر الروسي، ومنها، على سبيل المثال، مسألة الصراع الداخلي للشخصيات، أو في صراعها فيما بينها لبناء الإنسان السليم والسوي؛ إلاّ أنّ رواية "العسس الليلي" بَدَتْ وكأنّها مساهمة من ضمن المساهمات المتعددة والنشاط المحموم لتشتيت عقل القارئ وتلويثه...

لكنّنا في الوقت نفسه رأينا أنّه من الضروري أن يطلع القارئ على هذا الصنف الجديد من العمل الروائي الروسي... ودفعنا ذلك إلى البحث في صدى هذه الرواية في روسيا وخارجها...

في عام 1998، تمت طباعة القسم الثاني من رواية "العسس الليلي" في عدد أيلول (سبتمبر) من مجلة ]"يسلي- إذا"[ الروسية. ثم نشرت الرواية في طبعة مستقلة في العام نفسه، وفي عام 2003 تمت ترجمتها إلى لغات مختلفة، بما في ذلك اللغة الإنكليزية، ونشرت في كثير من دول العالم، ولاقت رواجاً كبيراً. وهذا ما دفع إلى إخراج الرواية في فيلم سينمائي عرض أول مرة عام 2004، وأعيد إنتاجه عام 2006، كما حققت الأفلام التي بنيت على الرواية نجاحاً كبيراً في السينما العالمية، وخاصة في بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وحازت على جوائز متعددة... فحولت إلى ألعاب كمبيوتر اعتباراً من عام 2005، وتم إخراج فيلم رسوم متحركة استناداً إلى الرواية، عرض عام 2009.

"العسس الليلي" رواية كاتب الخيال والسرد الغرائبي الروسي سيرغي لوكيانينكو، هي الرواية الأولى في سلسلة الأعمال التي تبحث في العالم الخيالي للآخرين. وهي تتألف من ثلاثة أقسام - "مصيري"، و"فرد في جماعته"، و"حصرياً بجماعتي".وتدخل رواية "العسس الليلي"، و"عسس الغسق"، و"العسس الأخير"، و"العسس الجديد"، و"العسس السادس"، وغيرها من القصص التي كتبها الكاتب، وغيره من المؤلفين الآخرين في سلسلة روايات "العسس".

تجري أحداث الرواية في موسكو الحديثة؛ حيث إلى جانب عالم الناس المألوف، يوجد عالم (الآخرين)، الذين يشملون: السحرة، والمتحولين، ومصاصي الدماء، والشياطين، والمخلوقات الأخرى التي تحولت من الناس، ولكنّها لا تعدّ نفسها منهم. وينقسم الآخرون إلى أنصار النور، وأتباع الظلام.

لم يعد الخير في الرواية بمواجهة الشر وصراع معه، ولكنّهما في حالة توازن. ومن أجل الحفاظ على التوازن بين النور والظلام، ينبغي موازنة أي تأثير سحري نوراني بآخر ظلماني. وتتم مراقبة هذا التوازن من قبل منظمات تم إنشاؤها لهذه الغاية من قبل العسس – الآخرين.

العسس الليلي يمثل مصالح أنصار النور، والعسس النهاري – أنصار الظلام. وتجري أحداث الرواية على خلفية هذا الصراع.

ويستخدم الكاتب مجموعة من المصطلحات، التي تشكل جزءاً أساسياً من نسيج وعالم هذه الرواية، أهمها:

الغسق:

بالإضافة إلى الواقع الواقعي، يوجد في الرواية الغسق - وهو عالم موازٍ، لا يمكن الوصول إليه إلا من قبل الآخر. وللوصول إلى الغسق، ينبغي العثور على ظلك ورفعه والدخول إليه. وفي الغسق، يبدو كل شيء قاتماً ومكتوماً بعض الشيء، ويمكن رؤية هالات الناس و(الآخرين)، التي تعكس المزاج والطباع والجوهر. كما أنّ العديد من (الآخرين) يمتلكون في الغسق مظاهر مميزة لأنماطهم: المتحولين إلى وحوش، ومصاصي الدماء - المتوفين، والشياطين – أنصار الظلام.

واللعنة هي دوامة سوداء، تلاحق الإنسان، وتفسد حياته. والجميع يفهمون بعضهم بعضاً في الغسق من دون الحاجة إلى اللغة.

الآخرون:

يولد الآخرون بين الناس العاديين، لكنهم يتميزون عنهم في مقدرتهم على الدخول إلى الغسق. مع تطور المجتمع السحري ومعرفة الغسق، يبدأ الآخرون في البحث تحديدًا عن الآخرين (المتحولين) المحتملين، لمساعدة أولئك الذين يدخلون الغسق أول مرة ويدربونهم لاستخدام مقدراتهم. قوى (الآخرين) ليست متساوية، توجد سبعة مستويات مختلفة: من الضعيف السابع إلى القوي الأول. لا يشمل هذا المقياس "السحرة خارج التصنيف" وهم أقوى من جميع الفئات الأخرى. ويشغل (الآخر) مكانه في التسلسل الهرمي للنخبة، بناء على مستواه وخبرته.

العسس:

العسس في اللغة العربية هم من يطوفون في الليل يحرسون الناس ويكتشفون اللصوص. وفي الرواية العسس هيئتان عسس ليلي، وعسس نهاري تقومان بمهمة الحفاظ على التوازن بين الخير والشر؛ العسس الليلي يحمي الناس العاديين من الآخرين (مصاصي الدماء وغيرهم).

يعدّ الصراع بين العسس النهاري والليلي أيديولوجياً صراعاً من أجل "السعادة الشاملة"، بناء على آراء ورؤية قادة "العسس" لها، وضمان عدم نجاح أي طرف في نشر أي أيديولوجيا، أو استخدام الحرية لإلحاق الضرر بالناس. ومع مرور الوقت، أخذ العسس يظهرون في جميع التجمعات السكنية الرئيسية في جميع أنحاء العالم. وفي روسيا، أصبح عسس موسكو الأكبر والأقوى.

اعتمد الكاتب في الرواية اسم زبولون من العهد القديم، وهو زبولون بن يعقوب وأمه ليا، أما اسم غيسار فهو مأخوذ من الفلكلور المغولي – التبتي، وهو أول المقاتلين ضد الفوضى والشياطين.

أما عن الأغاني والموسيقى الواردة في الرواية فيقول الكاتب إنّها الموسيقى والأغاني التي كان يسمعها في أثناء كتابة هذه الفقرة أو تلك من الرواية(*).

وتبقى رواية "العسس الليلي" رواية إشكالية سيتوقف عندها النقاد كنمط جديد في الرواية الروسية ربّما تعكس تأثر بعض الكتاب الروس المعاصرين بالأدب الأوربي الرائج، وترجمة للمعاناة الفظيعة في مسألة تحديد الهوية بعد الانهيار الفظيع الذي شهده الاتحاد السوفيتي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- صدرت ترجمة الرواية عن الهيئة العامة للكتاب في وزارة الثقافة بدمشق عام 2019

(*) انظر: أسئلة في سلسلة "العسس" – الموقع الشخصي لسيرغي لوكيانينكو باللغة الروسية:

Вопросы по книгам. Цикл "Дозоры". Официальный сайт Сергея Лукьяненко. Проверено 13 марта 2016. Архивировано 23 сентября 2016 года.



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من صفات الدكتور طيب تيزيني
- الشعب السوداني والوصفة السحرية
- شبح المكيافلية وبؤس الفكر السياسي المعاصر
- الجزائر وصناعة التاريخ
- لماذا الدولة العلمانية؟
- النقد فن أدبي!*
- في جذور وآفاق بنية الدولة
- جذور وأفاق بنية الدولة
- أسس الإبداع الفني عند دوستويفسكي
- في الترجمة ووحدة الوعي الإنساني
- في تحولات وآفاق بنية الدولة
- فرصة روسيا التاريخية
- متى يحال من يتسبب في اغتيال الفكر و المفكرين إلى القضاء؟
- شاهر أحمد نصر - باحث وكاتب يساري سوري - في حوار مفتوح مع الق ...
- هل لأدونيس أصدقاء حقيقيون؟!
- ما سر التعلق بنظرية المؤامرة؟!
- ما الذي يلغي المشاعر الإنسانية؟!
- الغيبية والطوباوية في (مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية)
- عندما يغيب العقل!
- الحرب مرآة فشل السياسة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - مقدمة رواية العسس الليلي كلمة لا بد منها