أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - الشيطان يعظ















المزيد.....

الشيطان يعظ


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت العلاقات الأمريكية الإيرانية بتطورات كثيرة فبعد إن كانت علاقات صداقة وتحالف أيام شاه إيران السابق أصبحت علاقات عداء وتصادم مع نجاح الثورة الإسلامية بقيادة خومينى 1979 حيث تم قطع هذه العلاقات واحتجاز عدد من الامريكين كرهائن في السفارة الأمريكية بطهران ظل بعضهم محتجزا فيها حتى يناير 1981 ولمدة 444 يوما (وقيل إن من بين القائمين بهذا العمل الرئيس الايرانى الحالي ) وقامت الولايات المتحدة بتجميد الأرصدة الإيرانية لديها وفرضت مقاطعة اقتصادية ومنعت شركاتها من العمل في إيران ومن يومها اصطلح على تسمية الولايات المتحدة في كل خطابات رجال الدين هناك بالشيطان الأكبر واستمرت العلاقات هكذا عداء سافر في العلن ولكن خلف الستار كانت هناك علاقات واتصالات لم تستطع الدولتان إنكارها ومنها :
1 مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى إيران إثناء حربها مع العراق فيما عرف بعدها بفضيحة إيران كونترا حيث كانت تستخدم عوائد هذه المبيعات في تمويل ثوارالكونترا ضد جبهة الساندينستا الحاكمة في نيكارجوا .
2 صمت إيران المطبق وعدم اتخاذها اى رد فعل على الاحتلال الامريكى لأفغانستان بل ومساعدة إيران للقوى المناوئة لطالبان .
3 وقوف إيران مع القوى الشيعية المتحالفة مع الأمريكان بهدف إسقاط صدام حسين في الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق .
هذه العلاقات ظلت تتأرجح بين الدولتين طوال الفترات السابقة حيث حاول مثلا الرئيس الايرانى الأسبق المعتدل محمد خاتمي مع الأكثرية المعتدلة في مجلس النواب إن يحاول تقريب وجهات النظر وفتح قنوات اتصال مع الأمريكان ولكنه فشل في كل هذا كما فشل في تمرير اى مشروع قانون اصلاحى فرغم انتخابه وحصوله على أغلبية كبيرة ولفترتين انتخابيتين وحصول المعتدلين على الأغلبية في مجلس الشورى إلا أنهم لم يوفقوا في تمرير اى مشروع قانون اصلاحى نتيجة سيطرة المحافظين على كل السلطات من خلال سلطة القضاء المتحكمين بها ومن خلال مجلس تشخيص مصلحة النظام وأخيرا من خلال مرشد الثورة الإسلامية الذي يملك كل السلطات في يديه وأهمها رئاسته للقوات المسلحة وقوات الحرس الثوري وغيرها .
و لقد أثبتت تجربة محمد خاتمي ويأسه الذي صرح به في نهاية فترته الثانية وعدم قدرته على تحقيق أمال ملايين الشباب الذين انتخبوه فشل وكذب من ادعى إن الثورة الإسلامية قد أقامت حكم ديمقراطي حيث السلطات كلها مركزة في ايدى المرشد وهو حكم ثيوقراطى ديني لا يعرف عن الديمقراطية شئ .
ومع الانتخابات الإيرانية في العام الماضي ومع تحكم مجلس تشخيص مصلحة النظام وفرزه للمرشحين وعدم سماحه بترشح إلا من تتوافق أرائه مع أراء المحافظين هناك ومع انتشار حالة اليأس الذي أصاب الشباب الايرانى نتيجة فشل تجربة خاتمي استطاع المدرس احمد نجاد الوصول إلى سدة الرئاسة هناك معتمدا على الوعود الكثيرة التي أطلقها بتحقيق أمال الفقراء والمساواة والعدالة الاجتماعية وبدا هذا الرئيس عهدته الرئاسية بتصريحات ومواقف كثيرة تدل على عدم درايته بالسياسة أو العلاقات بين الدول وقد أضرت هذه السياسات بإيران أكثر مما إفادتها ومن أمثلة هذه التصريحات : تصريحه بإنكار المحرقة اليهودية وبضرورة إبادة إسرائيل الذي حاول أكثر من متحدث ايرانى فيما بعد يقول إن هذا التصريح قد أسئ تفسيره ولكن احمد نجاد صمم علي تصريحه هذا فيما بعد وان كان قد حاول إن يخفف من تأثيره بقوله إن المحرقة لو كانت قد حدثت فأن علاجها لا يكون على حساب الفلسطينيين .
كذلك عندما نهض وقام مقاطعا أمير قطر قائلا له الخليج الفارسي إثناء خطاب للأمير القطري ذكر فيه الخليج العربي .
ومع وصول احمد نجاد هذا إلى سدة الحكم تصاعدت أكثر لهجة الخطاب بين إيران وأمريكا وازداد إصرار إيران على المضي قدما في ملفها الخاص بتخصيب اليورانيوم خصوصا بعد إن ظنوا إن الولايات المتحدة وقعت في المأزق العراقي وإنها لن تتخذ اى إجراءات مضادة لهم ولكنها فوجئت برد الفعل الامريكى والدولي والإصرار على عدم تمكين إيران من حيازة السلاح النووي لتخوف العالم بما فيه العديد من الدول العربية وخصوصا دول الخليج من امتلاك إيران لمثل هذا السلاح .
ولقد حاولت مجموعة الترويكا الأوربية إن تتدخل بين الأمريكان والايرانين وعرضت أكثر من مبادرة لحل هذه الأزمة ولكن الإيرانيين رفضوا كل هذه المبادرات وأصروا على المضي قدما في عملية التخصيب النووي وعندما أرادت الولايات المتحدة إحالة الملف النووي الايرانى إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار يتيح لها استخدام القوة ضد إيران أو حتى بفرض مقاطعة أو حصار شامل عليهم وجدنا المسئولين الإيرانيين يحاولون بلبلة أفكار الجميع وتضييع الوقت بإعلان بعضهم موافقتهم على استمرار المفاوضات مرة مع هيئة الطاقة الذرية ونفى آخرين لذلك أو إعلان بعضهم قبول المبادرة الروسية ثم نفى ذلك وهكذا إلى إن فوجئنا بالرئيس الايرانى يرتدى ثياب الحملان ويكتب رسالة إلى الرئيس بوش واعتقد العالم كله أنها قد تكون مفتاح لحل الأزمة حيث أنها أول رسالة يكتبها رئيس ايرانى إلى رئيس امريكى منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران ولكن فوجئ العالم كله بان احمد نجاد في رسالته تلك لم يتحدث مطلقا عن الملف النووي الايرانى بل ملأ رسالته التي اضطلع المرشد عليها قبل إرسالها بالكثير من المواعظ والإرشاد وكأنه في موقف يستطيع فيه إن يعظ أو يرشد غيره .
كان من الأفضل للرئيس الايرانى إن يعظ نفسه ويحاول إن ينظر حوله ليتعلم من تجارب الآخرين الذين ساروا على نفس الدرب كي يدرك إن :
* نجاح إيران في عملية تخصيب اليورانيوم أو حتى قدرتها على دخول النادي النووي لن يحل مشاكلها الداخلية ولن يحسن مستوى الفرد فيها بل من الممكن إن تتفاقم الأوضاع هناك لو فرض حظر اقتصادي عليها .
* كوريا الشمالية التي تحدت العالم اجمع بسبب ملفها النووي أيضا أصبحت دولة معزولة وعرضه للمجاعات والأوبئة , وان العراق الذي وقفه رئسه صدام حسين مزهوا بقواته كما يفعل القادة الإيرانيين الآن ومهددا بإبادة إسرائيل لو تمت مهاجمة العراق لم يجد إلا حفرة يختفي فيها عندما حانت ساعة الحسم , كما إن العقيد القذافى في النهاية وبعد أكثر من ثلاثين عاما من تحالفاته الثورية مع مختلف الدول والحركات والإفراد المعارضة للتوجهات الأمريكية لم يجد حل أخر ينقذ به بلاده من الحصار الخانق إلا الالتحاق بالسياسات الأمريكية والكشف عن جميع برامج الأسلحة التي كان يملكها .
* إن الاتحاد السوفيتي السابق رغم قوته أرهق بسبب محاولته مجاراة أمريكا في الإنفاق العسكري مما أدى إلى إهمال مستوى معيشة الفرد فيه مما سهل تفككه وسقوطه فهل يريد الإيرانيين إن يفعلوا مثله ؟
* إن معظم دول العالم قادرة على العيش بدون أسلحة نووية (حيث لا يضم النادي النووي إلا ثمانية دول ) ومع ذلك فأن هذه الدول غير مهددة من احد ومنها كل الدول الإسلامية وخير مثال لها ماليزيا التي ارتفع مستوى دخل الفرد فيها حتى قارب مستواه في الدول المتقدمة .
نحن نعرف إن ما يحدث في إيران من تعبئة للجماهير وللفقراء حول الموضوع النووي هو بمثابة الهاء لهم حتى ينشغلوا عن النظام ومساوئه هذا النظام الذي لا يستطيع إن يعيش ككل الأنظمة الشمولية بدون وجود حالة تعبئة والهاء للجماهير وبعد إن كان صدام حسين والعراق هم الأعداء منذ قيام الثورة 1979 حتى سقوط صدام 2003 كان لابد من الهاء الجماهير وتعبئتها وراء ملف أخر أو عدو أخر وهاهو النظام وجد ضالته في الملف النووي فلماذا لا يستخدمه لإطالة عمره حتى لو كان على حساب الشعب الايرانى ؟
مجدي جورج



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع
- التدين الظاهري ومسؤولية الحكام
- تعليق على برنامج الكلام وأخره
- سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
- مأساة الكنائس المغلقة في مصر
- الأغلبية والأقلية في مصر
- تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
- أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
- مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
- هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي جورج - الشيطان يعظ