أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - في ذكرى تصريح بلفور الاستعماري.. 102 عام على التآمر على القضية الفلسطينية، والخيانات لشعبها البطل















المزيد.....



في ذكرى تصريح بلفور الاستعماري.. 102 عام على التآمر على القضية الفلسطينية، والخيانات لشعبها البطل


أسامة عرابي
(Osama Shehata Orabi Mahmoud)


الحوار المتمدن-العدد: 6399 - 2019 / 11 / 4 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهدُ الأمة العربية تحولاتٍ خطيرةً على صعيد القضية الفلسطينية في ظلِّ التسوية السياسية الجارية للصراع العربي-الإسرائيلي، وتبني إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرؤية الصهيونية الرامية إلى تصفية مشروع الدولتيْن، وشرعنة الاستيطان، والاعتراف بيهودية إسرائيل، ومنحها كامل الصلاحيات الأمنية، على نحو ما حدث في"مؤتمر العقبة الأردني"عام 2017،بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله، ورئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، وتغييب الطرف الفلسطيني، في إطار مبادرة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق التي دعت إلى الاعتراف بيهودية الدولة، أي أن إسرائيل هي دولة لكل يهود العالم. فتحفَّظ نتنياهو طالبًا عقد لقاء قمَّة تجمعه بقادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية، مُغيِّبًا بصورة مُتعمَّدة أصحاب القرار الوطني الفلسطيني. ممَّا يعني أن مدخل تسوية القضية الفلسطينية سيكون إقليميًّا، أي عربيًّا؛ ومن ثَمَّ التخلي عن المنحى القديم الذي كان يرى أن حلَّ القضية الفلسطينية لا بدَّ أن يمرَّ عبر بوابة الفلسطينيين.الأمرُ الذي يمنح الفلسطينيين "أقل من دولة"على غرار موناكو وباندورا، أي دولة من غير سيادة ولا سلطة على نقاط الدخول والخروج ولا جيش ولا حقّ العودة للاجئين، بعد أن تستحوذ إسرائيل على أكبر مساحة من أرض الضفة الغربية والقدس الشرقية، وحصر الفلسطينيين في معازلَ مُفكَّكةٍ..مُجزَّأة لا تستطيع بدورها تشكيل دولة قابلة للحياة. وبذلك تراجعت طموحاتنا الوطنية الفلسطينية من دولة عربية قومية، إلى دولة فلسطينية(عربية يهودية)، إلى دُويلة في القطاع والضفة، إلى حكم ذاتي فيهما، إلى حكم ذاتي في قطاع غزة، إلى حكم ذاتي في القطاع وبلدة أريحا، مع إعطاء الفلسطينيين جوازاتِ سفر وطوابعَ بريدية وأعلامًا ونوعًا من التمثيل في الأمم المتحدة، لكنْ لن يُسمحَ لهم بممارسة أي شكل من أشكال السيادة على الأرض مهما تكن الظروف. ورافقَ هذا الانتكاسَ، تغييرٌمقصودٌ في التعبيرات السياسية المصكوكة. فأمريكا تتحوَّلُ إلى صديق، وإسرائيلُ إلى شريك، واللاجئون إلى أغراب، والمستعمرون الصهاينة إلى مواطنين، وأضحى النضال خطأ، والكفاح إرهابًا، والجمعية العامة تنكص عن قرارها السابق الصادر عام 1975بدمغ إسرائيل بالعنصرية. وأخذت إسرائيل تدفع الفلسطينيين والعرب إلى التوقيع على وثيقة استسلامهم النهائي،أو بتعبير"أبا إيبان": "إن إسرائيل لن تعقد سلامًا مع العرب، إلَّا عندما يُصبح لديهم اقتناع تامّ، بأن إسرائيل وُجدت لتبقى، ولن يستطيع التغلُّبَ عليها أحدٌ". ووُضعت قضية اللاجئين ضمن المفاوضات متعددة الأطراف، وليست الثنائية، والتركيز على تحسين أوضاعهم وظروفهم في الدول المُضيفة لهم، واستبعاد بحث موضوعيْ"جمع شمل العائلات والعودة". لهذا لن يُقدَّرَ لنا الخروج من هذه الحلقة الجهنمية إلا بمشروعٍ سياسيٍّ ديمقراطيٍّ متكاملٍ، في إطار وحدة وطنية فلسطينية، تقوم على برنامج مشترك، وفي إطار مراجعة نقدية جسورة، تسمح لنا بفحص أخطائنا الصغيرة والكبيرة توطئة لتجاوزها بسياسات واقعية عملية. وإسقاط سلطة أوسلو وسياساتها التدميرية لمصالح شعبنا الفلسطيني السياسية والاجتماعية. والتمسُّك بثوابت شعبنا الفلسطيني التي أقرَّها"الميثاق الوطني الفلسطيني"؛ من أجل تحقيق أهدافنا في العودة وتقرير المصير وقيام الدولة الوطنية المستقلة من النهر إلى البحر. وهذا هو التحدي الأكبر الذي يُواجهنا. وقد احتفلت بريطانيا رسميًّا في الثاني من نوفمبر عام 2017 بمرور مائة عام على إصدار تصريح بلفور، ودعت رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، وصرَّحت "تيريزا ماي" رئيسة الوزراء أمام البرلمان البريطاني بأنها ستحتفل بهذه المناسبة بافتخار، بل إنها تفتخر بدور إنجلترا في تأسيس إسرائيل. وكانت الحكومة البريطانية قد رفضت في شهر إبريل الماضي تقديم أي اعتذار يتعلق بتصريح بلفور الذي وضعَ الأساس لنشوء الكِيان الصهيوني، وقالت حكومة المحافظين في بيانٍ لها: إن تصريح بلفور موضوع تاريخي ولا نيَّة لديها للاعتذارعنه، مُعربة عن اعتزازها بالدور البريطاني في إيجاد إسرائيل، التي نعتتها "تيريزا ماي" في ديسمبر2017 بـ"البلد الرائع، ومنارة التسامح". ولا عجبَ في ذلك. فـ"آرثر جيمس بلفور"وزير الخارجية البريطانية من -1919:1916في الحكومة الائتلافية الحربية التي رأسها "ديفيد لويد جورج"، كان قد قدَّمَ اقتراحًا لـ"تيودور هرتزل"مؤسس الحركة الصهيونية العالمية في نهاية القرن التاسع عشرإبَّان فترة رئاسته(بلفور) الحكومة البريطانية من 1902_1905 بإنشاء وطن ليهود العالم في أوغندا في إطار ما سُمِّيَ"البرنامج البريطاني لأوغندا"(1903)، لكن المؤتمر الصهيوني السادس رفضه عام 1905. كما أن"بلفور"و"ديفيد لويد جورج" ينتميان إلى تيار الصهيونية المسيحية الذي يزعم أن عودة اليهود إلى أرض أجدادهم شرطٌ ضروريٌّ لعودة المسيح ثانيةً إلى الأرض. لهذا عمَدَ "تصريح بلفور" إلى إحياء مشروع "دولة إسرائيل" كما دعا إليه "تيودور هرتزل" في المؤتمر الصهيوني العالمي الأول في نهاية القرن التاسع عشر. ويَعزو بعض المؤرخين الفضل في إقرار حكومة "ديفيد لويد جورج" تصريح بلفور إلى "حاييم وايزمان"، وعلاقاته داخل بريطانيا وخارجها لاسيما مع الفاتيكان والولايات المتحدة. وهناك أكذوبة تُردِّدها الدوائر الصهيونية للتعمية على حقيقة تصريح بلفور والهدف الكامن من ورائه، مُفادُها أن ثَمَّة مقايضة جرت بين لويد جورج من ناحية، وبين وايزمان من ناحية أخرى، حصل بمقتضاها وايزمان على تصريح بلفورمقابل قيامه بنقل طريقة تصنيع الأسيتون الذي اكتشفه إلى بريطانيا؛ لأهميته في تركيب الذخائر الضرورية للمدافع؛ ولأن مخزون المادة الأساسية (الأسيتون) لصنعه كان حينها تحت سيطرة ألمانيا. ومن المعروف أن حاييم وايزمان كان منذ عام 1904أستاذًا للكيمياء في جامعة مانشستر، واشْتُهِرَ باستخدامه الاختمار البكتيري لإنتاج كَميَّاتٍ كبيرةٍ من أيِّ مادَّة مرغوب فيها. وفي عام 1912، تمكَّن من إنتاج الأسيتون صناعيًّا. وفي سنة 1915، نقلَ طريقة صنعه إلى السلطات البريطانية. وهذا بالطبع من تخَرُّصات الصهيونية وأضاليلها لإخفاء أطماعها القديمة في فلسطين، كما أن بريطانيا نفسها كانت تطمع في الاستيلاء عليها بمفردها، كما يتضح من المباحثات التي جرت بين الإنجليز والفرنسيين التي سبقت معاهدة سايكس- بيكو؛ بسبب موقع فلسطين الجيو- إستراتيجي؛ وبغية تأمين طريق الهند؛ والتمكّن من مراقبة تطور الأوضاع في مصر وقناة السويس. واتفق الإنجليز مع الشريف حسين على أن تضمَّ هذه المملكة مجمل الأراضي العربية التي تقع تحت الحكم العثماني، باستثناء مقاطعتي "مرسين وإسكندرون" وبعض أقسام من سورية تقع غرب مقاطعات دمشق وحماة وحمص وحلب؛ لأن سكَّانهم ليسوا جميعًا من العرب، على ألَّا تُمسَّ مصالح الحليف الفرنسي. إلَّا أنه اتضح فيما بعد أن "ماكماهون" استثنى فلسطين من المملكة العربية الموعودة للشريف حسين، بينما كان الأخير يظنُّ أن المملكة العربية المنشودة ستضمُّ فلسطين؛ حيث لم يأتِ الاتفاق على ذكرٍ لفلسطين بالاسم تحديدًا؛ علاوة على أن فلسطين لا تقع غربي مقاطعة دمشق بل جنوبيْها. وبذلك وعدت بريطانيا العرب بالاستقلال في مقابل الانتفاضة على الحكم العثماني ومحاربة جيوشه، بينما كانت المباحثات جارية سرًّا بين ممثلي بريطانيا وفرنسا (مارك سايكس وفرنسوا جورج- بيكو) بشأن اقتسام أراضي الإمبراطورية العثمانية بين الدولتيْن. وفي مايو 1916، أسفرت هذه المحادثات عن "معاهدة سايكس- بيكو" التي نصَّتْ على تجزئة الشرق الأوسط واقتسام مناطقه بين بريطانيا وفرنسا. بَيْدَ أن فرنسا رفضت أنْ تحظى بريطانيا بفلسطين؛ بحسبانها جزءًا من سوريا الكبرى؛ ومن ثَمَّ ستقع في المِنْطقة العائدة إلى فرنسا. ولم يعلم العرب بتآمر بريطانيا مع فرنسا، وظلوا أوفياء للإنجليز؛ فالتزموا بتعهداتهم حتى نهاية الحرب، وتمكَّنت ثورتهم من هزيمة الجيوش العثمانية وإخراجها من الأراضي العربية؛ الأمرُ الذي أسهم في تسديد ضربة قاضية للتحالف الثلاثي الذي قادته ألمانيا. وفي الواقع، ظلَّت الاتفاقيات البريطانية كلها سرية ومحصورة بينها وبين فرنسا، باستثناء تصريح بلفور، ليس لأن البريطانيين كانوا مهتمين فعلًا بحلِّ المسألة اليهودية، بل لأنهما وحلفاءهما كانا في مأزِقٍ في الحرب ضد معسكر الألمان، واقتضت ظروفها إصدار هذا التصريح لإثارة اهتمام الحركة الصهيونية العالمية (وخصوصًا فرعها الأمريكي)، والحصول على تأييدها ومساندتها المالية، وممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية كي تُكثّفَ مجهودها الحربي إلى جانب الحلفاء؛ ممَّا استدعى أن يكون التصريح علنيًّا. وبذلك كانت الفترة من عقد "مؤتمر بازل في سويسرا"(الذي أنشأ الحركة الصهيونية وحدَّدَ أهدافها رسميًّا)إلى قيام إسرائيل، هي فترة التمهيد لنشوئها، بينما الفترة من 1948 وما تلاها من عقود هي فترة توسيع الكِيان الصهيوني وتأمين الحياة والرفاه والحماية والصمود له. وبينما كان التشديد في الفترة المُمتدَّة ما بين 1897 :1917على الاتصالات الدبلوماسية والدولية التي بدأها "تيودورهرتزل"، ثم تابعها"حاييم وايزمان"مع عددٍ من الجهات الدولية. جرى التشديد ما بين بدء الاحتلال والانتداب البريطاني وحرب العام 1948،على إنشاء المؤسسات المدنية التي لا يستقيم وجود إسرائيل من دونها.وانتهجَ الصهاينة وسائل عِدَّة للوصول إلى أهدافهم:1_الهجرة:أي تكثيف الوجود اليهودي في فلسطين؛ في محاولةٍ لقلب الميزان الديموجرافي لصالحهم عملًا بالمقولة الصهيونية : "حق الشعب الذي لا وطن له، في الحصول على الوطن الذي لا شعبَ له"، وبقيَ هرتزل حريصًا على الحصول على ما دعاه"براءة –
"..أي الاعتراف بالسيادة اليهودية على البلد المُحتل. charter
2_اغتصاب الأراضي الفلسطينية وإنشاء المستعمرات عليها:عن طريق الاحتيال على القوانين، والتواطؤ مع حكومة الانتداب البريطاني للاستيلاء على الأراضي المشاع والأميرية؛ ليبنيَ عليها الصهاينة مستعمراتهم وفق خططٍ عسكرية وزراعية واقتصادية وسياسية.3- العنف والإرهاب : أولى الصهاينة القوة العسكرية لحركتهم ومؤسساتهم ومستعمراتهم عناية خاصة. فالأراضي والمهاجرون في حاجة ماسَّة إلى حماية عسكرية. فأنشئوا"الهاجاناه"وسواها من العصابات المُنظَّمة ذات التدريب والتسلُّحِ الجيديْن؛ من أجل جعل الحياة جحيمًا لا يُطاق للفلسطينيين، ودفعهم إلى الهرب خارج البلاد، وضمان الميزان الديموجرافي.4_تعزيز الشعور بالهوية، والفصل الكامل بين الشعب الفلسطيني والمستعمِرين الصهاينة.
وحَرَصَ "تيودور هرتزل" أبو الحركة الصهيونية في مذكراته، وفق د.أنيس صايغ، على عدم ذكرفلسطين والفلسطينيين بالاسم، وتعمَّدَ تسميتَهم"سكَّان فلسطين المحليين"، وقد جاء ذلك في حالتيْن لا تزيد أسطرهما على العشرة.الحالة الأولى : حين نصحَ الصهاينة باستخدام "السكَّان المحليين" في عمليْن مُحدَّديْن : استخدامهم في تعميرأراضي شمال فلسطين حيث تكثر الأفاعي والعقارب، فيكونون هم،لااليهود، ضحايا لسعات العقارب والأفاعي. وكذلك استخدامهم"سقَّائي ماء "يحملون قِرب الماء على ظهورهم لسقي العمال والمزارعين اليهود المهاجرين القادمين من مناطقَ باردةٍ ولم يعتادوا على حرِّ فلسطين وطقسِها الجافِّ. وكانت مهنة السقَّا في ذلك العهد من أحطّ المهن في المنظور الاجتماعي.أمَّا الحالة الأخرى : فكانت حينما يقترح "تهجيرهم" إلى بلاد ما بين النهريْن، أي العراق؛ لإخلاء فلسطين أمام الهجرات اليهودية المتوقَّعة. ولا توجد حدود لأرض الدولة الصهيونية في فلسطين. صحيح أن الصهاينة يُردِّدون القول التوراتي"من النيل إلى الفرات"، لكنهم يُردِّدونه بوصفه شعارًا ورمزًا للمبادئ الصهيونية،غير أنهم- في حقيقة الأمر- لم يرسموا حدودًا معلومة للوطن القومي المنشود، وظلَّ مفهوم الوطن لديهم يتسع ويمتدّ حسب الظروف السياسية والمؤثرات الدولية. لذلك رفضت إسرائيل تعيين حدودها عندما انضمَّت إلى الأمم المتحدة حتى الآن، وعلى الرغم من مُطالبة الأخيرة لها بذلك.غير أن الاستيطان الصهيوني يتسم عن أترابه في روديسيا وجنوب إفريقيا بأنه "إجلائي"، يرمي إلى اقتلاع العرب الفلسطينيين من أرضهم وتشريدهم. كما أن للمشروع الصهيوني وجهيْن أساسييْن متكامليْن : فهو- من جهة- مُوجَّهٌ ضد حركة تحرُّرِ الشعوب العربية. ومن جهة أخرى، يتكئ على إستراتيجية القوى الإمبريالية التي تشغل مركزًا غالبًا في الشرق الأوسط. لهذا فإنه لولا الدعم الاستعماري للكِيان الصهيوني؛ السياسي والإعلامي والعسكري والمالي، ما أمكنه الاستيلاء على فلسطين، ولا التوسّع والتآمر المتواصليْن على الشعب العربي. لذلك ينهض العنصر الأساسي للتماسك الداخلي للجماعة الصهيونية،على الوحدة المعادية للفلسطينيين وللعرب. واللُّحمة الإيديولوجية لهذه الوحدة،هي الرؤيا الصهيونية الميتافيزيقية للتاريخ اليهودي. لهذا تتسم البنية العامَّة الإسرائيلية بسمتيْن رئيستيْن هما :1- أنها دولة تُوحِّدُ سكانها في وجه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.2_أنها تُوطّدُ علاقة تضامن بينها وبين النظام الإمبريالي للسيطرة على البلاد العربية؛ باعتبار أن مصالح إسرائيل الأساسية تلتقي مع المصالح الأساسية للإمبرياليين، وخصوصًا الأمريكيين منهم. لذا فإن التناقض الرئيس بين نمو المشروع الصهيوني وبين مجمل مصالح الشعوب العربية، جعل كل تراخٍ في اليقظة العدوانية لإسرائيل، وكل نقص في وحدتها الداخلية؛ ومن ثَمَّ في طاقتها الهجومية الإجمالية، يُشكِّلُ خطرًا يُضمرُ لها الموت، ضمن إطار التناقض الذي يُواجه إسرائيل بمجمل الشعوب العربية. الأمرُ الذي جعل البوتقة التي صهرت الموجات المتتالية من المهاجرين اليهود قبل إنشاء دولة إسرائيل، عسكرية بصورة أساسية، ومستجيبة لضرورة تنظيم جميع المستوطنين بقصد التوسُّعِ المستمرِّ في وجه مقاومة الشعب الفلسطيني المتزايدة. وهو ما حَدا بالجماعة اليهودية حتى غداة ما زعموا أنها "حرب الاستقلال" إلى التوحُّدِ حول المثل الأعلى، أي إنشاء دولة يهودية، ومعها مهمات الاستعمار المباشر، على الرغم من الصراعات السياسية.
وهو ما أكَّده الرئيس الأمريكي"دونالد ترامب"في اعترافه بالقدس الموحَّدة عاصمة لإسرائيل، ونقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وإزالة العقبات التي تحول دون استمرار بناء المستعمرات الصهيونية في الضفة الغربية، ومعارضة إزالة مستعمرات أخرى. الأمرُ الذي يُذكِّرنا بالتصريح الذي أطلقه غداة فوز"ترامب" برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، رئيس حزب"البيت اليهودي"ووزير التعليم الإسرائيلي"نفتالي بينت":إن زمن الدولة الفلسطينية انتهى. كما يُذكِّرنا بالدور الذي نهضَ به "ترامب" في تخلي "اللجنة الوطنية" للحزب الجمهوري عن سياسة كانت تدعو منذ عقود إلى قيام فلسطين مستقلة في إطار حلِّ الدولتيْن. وهو ما عَمَدَ "ترامب" إلى تأكيده في حملته الانتخابية الرئاسية عبر الوثيقة التي أعدَّها له مستشاراه الصهيونيان "ديفيد فريدمان" الذي عيَّنه سفيرًا لأمريكا في إسرائيل و"جايسون جرينبلات" الذي اختاره مبعوثًا لما يُسمَّى بالعملية السَّلميَّة في مِنْطقة الشرق الأوسط، وتنصُّ(الوثيقة) على حدودٍ لإسرائيلَ آمنةٍ، وقابلةٍ للدفاع عنها في أيِّ تسويةٍ؛ ما يعني التراجع عن فكرة الانسحاب إلى خطوط عام 1967، ومعارضة قيام الدولة الفلسطينية، ومنح الفلسطينيين "أتونوميا" أي حكمًا ذاتيًّا مُقلَّصًا، وضمّ مناطقَ أخرى إلى إسرائيل، بادئين بمستعمرة"معاليه أدوميم" جنوبي شرق القدس بوصفها خُطوة أولى في هذا الاتجاه، وفق المشروع الذي قدَّمه حزب الليكود لفرض السيطرة على الضفة الغربية، أي تطبيق السيادة الإسرائيلية على جميع مستعمرات الضفة الغربية بما فيها القدس. ومن ثَمَّ؛ فإن اعتراف"ترامب"بالقدس كلّها عاصمة لإسرائيل، يُجهض مطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، واستبدالها بـ"قرية أبي ديس" المُطلَّة على الحرم القدسي الشريف، أي على المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ودعم السيادة الإسرائيلية على القدس بشطريْها : الشرقي والغربي، وشرعنة ما أقامته من مستعمَرات فيها، وتقنين سرقة أملاك اللاجئين الفلسطينيين ومصادرتها منذ العام 1948حتى الآن، وتوسيع حدود القدس من "القدس الكبرى" إلى "القدس المتروبوليتانية" على حساب أراضي الضفة الغربية؛ اتساقًا مع مشروع القانون الذي أقرَّه الكنيست الإسرائيلي، قاضيًا ببناء المستعمرات على أراضٍ فلسطينية خاصَّةٍ؛ ما يفتح الطريق أمام ضمِّ الضفة الغربية إلى إسرائيل. وبذلك يجري تهميش القضية الفلسطينية، وإطلاق مسار إقليمي يجمع إسرائيل وعددًا من الدول العربية تحت شعار"المصالح الأمنية المشتركة" لمواجهة ما يُسمونه "مخاطر السياسة الإيرانية في المِنْطقة" من جهة، وما يُسمونه "الإرهاب الإسلامي" من جهة أخرى. وبذلك تعمد إسرائيل إلى فرض ترتيبات خاصَّة بالمعازل التي تُديرها سلطة الحكم الذاتي الإداري الفلسطيني المنقوص في الضفة الغربية، بالإضافة إلى ترتيبات أخرى تتعلَّق بتكريس انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية. وقد أفصحَ رئيس وزراء العدو الصهيوني "بنيامين نتنياهو" عن رؤيته منح الفلسطينيين حكمًا ذاتيًّا مُقلَّصًا في حوار أجريَ معه صبيحة سفره إلى أستراليا في الثاني والعشرين من فبراير 2017 قائلًا : "علينا أن نضمن اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية، كما يتعيَّن أن تمتلك إسرائيل السيطرة الأمنية على جميع الأراضي"، أي على كل فلسطين التاريخية.. وأضاف : "لا أريد ضمَّ مليوني فلسطيني إلى إسرائيل كي يُصبحوا مواطنين إسرائيليين، ولا أريد أن يخضعوا للسيطرة الإسرائيلية. أريد أن يتمتعوا بحرية في حكم ذاتي، من دون أن يُشكِّلوا تهديدًا علينا". وقد أبلغت إسرائيل "أودري أوزولاي" المديرة العامَّة لليونسكو بأنها ستنسحب من المنظمة اعتبارًا من الحادي والثلاثين من ديسمبر2018، وفقًا للقرار الذي اتّخذته بتاريخ الثاني عشر من أكتوبر 2017؛ احتجاجًا على قراراتها (اليونسكو) المُناصِرة للحق الفلسطيني، وإعلان لجنة التراث العالمي بها في يولية الماضي (2017) البلدة القديمة في الخليل "مِنْطقة محميَّة" بصفتها "موقعًا يتمتع بقيمة عالميَّة استثنائية"، كما أدرجت الموقع على لائحة المواقع التراثية المُهدَّدة.بالإضافة إلى تبنيها قرارًا يُؤكِّد "أهمية مدينة القدس القديمة وأسوارها بالنسبة إلى الديانات السماوية الثلاث"، واعتبار المسجد الأقصى"موقعًا إسلاميًّا مقدَّسًا مُخصَّصًا للعبادة"؛ ومن ثَمَّ، لا يحقّ لإسرائيل أن تمنع العبادة فيه،أو أن تتدخل في شئونه، أو أن تقتحمه بالقوة، أو أن تُحاول تغيير تاريخه. لكنَّ العدو الصهيوني مضى في غيِّهِ سادرًا، وأقرَّ الكنيست الإسرائيلي في سنة 1980 ما أسماه "القانون الأساسي"، أي القانون الذي يَعُدُّ إسرائيل الدولة القوميَّة للشعب اليهودي، ونصَّ في مادته الأولى، على أن"أورشليم القدس، الكاملة والمُوحَّدة، هي عاصمة إسرائيل". على الرغم من أن الأمم المتحدة اعتبرت إسرائيل قوة احتلال في القدس. وأصدر مجلس الأمن القرار رقم "478" الذي وَصَمَ فيه "القانون الأساسي" هذا بأنه يُمثّل انتهاكًا للقانون الدولي، ولذا فهو لاغٍ وباطل،ورفضَ الاعترافَ به، ودعا دولَ العالمِ إلى نقلِ سفاراتِها من القدسِ إلى تل أبيب. لكنَّ سلطاتِ الاحتلالِ الإسرائيلية مضتْ في تنفيذ قرارِها الرامي إلى تهويدِ المدينةِ وتغييرِ معالمِها، مُرتكزة في ذلك على مبدأيْن رئيسيْن : الأول : تقليل عدد المواطنين الفلسطينيين في المدينة. والثاني : زيادة عدد المستعمِرين الصهاينة في المدينة. وجرى تقليل عدد الفلسطينيين بطرائق عِدَّة منها : عدم إصدار رخص للبناء والتطوير، وهدم المنازل وإخلاؤها، وسحب الهُويَّات، وفرض القيود على المواليد، وزيادة الضرائب، وتقليل الخدمات، في مقابل زيادة عدد المستعمِرين الصهاينة من خلال البناء والتوسُّع الاستيطاني في القدس، بالمُخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وخصوصًا المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي، وترحيل الأشخاص المحميين أونفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال، أو إلى أراضي أي دولة أخرى محتلة أو غير محتلة أيًّا كانت دواعيه. وتقسيم الضفة الغربية إلى مِنْطقتيْن : شمالية وجنوبية؛ بما يقطع الطريق على إمكان تطبيق حلِّ الدولتيْن. وهدَّدت الإدارة الأمريكية بإيقاف الدعم المالي(370 مليون دولار سنويًّا) الذي تُقدِّمه لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"(الأونروا)، إذا لم يَعُد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل. تاركة البابَ مفتوحًا للتوطين، وحل الوكالة وتصفيتها، على الرغم من الخدمات التي تُقدِّمها لأكثر من خمسة ملايين لاجئ في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا، عبر 711مدرسة، و143عيادة صحيَّة، عاملة على إزاحة قضية اللاجئين بعيدًا عن المفاوضات، والاعتراف بضمِّ الكتل الاستيطانية إلى إسرائيل، ومنح الفلسطينيين كِيانًا في جزء صغير من الضفة الغربية وعاصمة في إحدى ضواحيها. ومع ذلك لم تقطع سلطة الحكم الذاتي الإداري الفلسطيني المنقوص اتصالاتِها بواشنطن، ووجَّهت دعوة إلى القنصل الأمريكي في القدس لحضور الجلسة الافتتاحيَّة للمجلس المركزي التي عُقدت يوم الأحد 14/1/2018 في رام الله. مُبرِّرة ذلك بأنها تُحافظ على العلاقات الثنائيَّة الرسميَّة مع أمريكا، وتُوقف فحسب اتصالاتِها مع الفريق المُختصِّ بالعملية السياسيَّة، ويَضمُّ كلًّا من : مستشار ترامب الخاص وصِهره "جاريد كوشنر"، والمبعوث الخاص بعملية السلام"جايسون جرينبلات"، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل "دافيد فريدمان". الأمرُ الذي لم يُقنع الكثيرين، فأعلنَ أمناءُ سرِّ حركة فتح في الضفة الغربيَّة مقاطعتَهم الجلسة الافتتاحية؛ لتكون رسالة واضحة للقنصل الأمريكي . كما أكَّدَ"جمال محيسن"عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أنه ضد مشاركة القنصل الأمريكي في افتتاح المجلس المركزي. وتساءلَ "عمر شحادة" ممثل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" خلال الاجتماع الذي حضره رئيس المجلس الوطني "سليم الزعنون" لمناقشة توصيات"اللجنة المُصغَّرة" والاتفاق على لجنة لصوغ بيان ختامي يصدر عن المجلس يوم الاثنين 15/1/2018، تساءلَ عن الأسباب التي دعت إلى عدم عقد اجتماع للجنة التنفيذية منذ إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر 2017. كما انتقد "عمر شحادة" بشدَّة عدم تنفيذ قرارات الاجتماع الأخير للمجلس المركزي في مارس 2015، وعدم إحالة ملف الجرائم الإسرائيلية إلى المحكمة الجنائية الدولية، وعدم دعوة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني إلى الاجتماع. وقال عمر شحادة : مَن المسئول : اللجنة التنفيذية، أم الرئيس محمود عباس؟ معتبرًا أن كلَّ هذا يُشكِّلُ خطرًا على القضية الفلسطينية، والمنظمة التي تُعدُّ أهمَّ منجزات الشعب الفلسطيني. وأكَّدَ "عمر شحادة" أن "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ستطلب خلال اجتماع المجلس المركزي حجب الثقة عن محمود عباس، ومساءلته، ومحاسبته على كلِّ سياساته. ما أثار غضب محمود عباس بشدَّة، وتوعَّدَ بطرد الجبهة الشعبية من منظمة التحرير الفلسطينية، وانسحب من الجلسة. وقد كشف "د.أحمد مجدلاني" عضو اللجنة التنفيذية لـ "م.ت.ف" حجم تواطؤ محمود عباس وزمرته مع العدو الصهيو-أمريكي، عبر تصريحاته التي أدلى بها إلى جريدة "الحياة اللندنية" بتاريخ 10/1/2018، ذاكرًا أن "الجانب الفلسطيني قدَّمَ لإدارة باراك أوباما ثلاثة تعهدات هي : عدم إحالة أي ملف ضد إسرائيل إلى المحكمة الجنائية الدولية بـ"لاهاي"، وعدم الانضمام إلى اثنتيْن وعشرين منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة، ومواصلة التنسيق الأمني مع الكِيان الصهيوني، مقابل خمسة التزامات من الجانب الأمريكي مؤداها : اعتبار الأراضي الفلسطينية داخل حدود العام 1967، بما فيها القدس الشرقية، أراضي محتلة، ومعارضة الاستيطان فيها، وعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واستمرار الدعم المالي للسلطة، ومواصلة رعاية العملية السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل، وصولًا إلى حلٍّ سلمي على أساس حلِّ الدولتيْن". واعتبر"أن إدارة دونالد ترامب خرقت كلَّ هذه التفاهمات باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل". وأضاف مجدلاني : "إن المجلس المركزي يتجه إلى إنهاء العلاقات التعاقدية مع إسرائيل، وتغيير وظيفة السلطة من انتقالية إلى مؤسسات دولة تحت الاحتلال، والبحث في إلغاء الاعتراف المتبادَل مع إسرائيل". وهو ما لم يحدث، ولن يفعله محمود عباس بحكم ارتباطه الوثيق بإسرائيل، وموافقتها على مجيئه أصلًا. حتى إنه لا يستطيع اتخاذ موقف حازم تُجاهَ آل سعود وحكَّام الخليج المتأسرلين، وخطواتهم التَّطبيعية المشبوهة مع الكِيان الصَّهيوني النَّازي. وقد قام العدو الصَّهيوني بإخراج علاقاته السرية معهم (أصحاب الجلالة والسمو والفخامة) إلى الإطار العلني، وفضح تواطؤاتهم معه. حتى إنهم لم يتورعوا عن اختلاق وجود يهودي في "دُبي"، على نحو ما زعمته "وكالة أسوشييتد برس" عن وجود كنيس يهودي سري في فيلا تقع بين المنازل بأحد الأحياء الراقية في مدينة دبي الإماراتية، لافتة إلى أنه يُعدُّ أول كنيس يعمل بشكل كامل في شبه الجزيرة العربية منذ عقود. واعتبرت الوكالة، برغم تحفظ أعضائه عن البوح عن موقعه، أن الموافقة غير المعلنة على وجوده من قبل المشيخة الإسلامية، يعتبر بمثابة إعادة ميلاد بطيء للمجتمع اليهودي في الخليج، الذي تمَّ استئصاله على مرِّ العقود بعد قيام الكِيان الصهيوني، على حد ادعائها. كما ذكرت قناة 13 العبرية أن وفدًا إسرائيليًّا سيتوجه إلى البحرين للمشاركة في مؤتمر سيعقد في المنامة لبحث أمن الملاحة. ونقلت القناة عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إن المؤتمر سيعقد يومي الاثنين والثلاثاء، وسيمثل إسرائيلَ وفدٌ من وزارة الخارجية، مشيرةً إلى أن المؤتمر سيركز على آليات الدفاع عن السفن التي تبحر في الخليج والبحر الأحمر من قبل أي اعتداءات إيرانية؛ وكذلك لمنع تهريب أي أسلحة وخاصةً الأسلحة الخطيرة. وأشارت إلى أن هذا المؤتمر جزء من مؤتمر وارسو الذي عقد في فبراير الماضي في بولندا، والذي حضرته إسرائيل بمشاركة دول عربية بدعوة من الخارجية الأميركية حينها. ولم تنفِ الخارجية الإسرائيلية النبأ، وعلقت بالقول: "نحن نشارك في عملية ما بعد وارسو". وذلك بعد فشل أميركا وإسرائيل في تمرير "صفقة القرن" التي جاءت لتصفية القضية الفلسطينية برُمَّتها، واستبعاد قيام دولة فلسطينية مستقلَّة، وعجزهما عن إنجاح "ورشة البحرين- 25/6/2019" التي أطلقها مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر باعتبارها الجانب الاقتصادي منها، زاعمًا أنها "فرصة القرن" لحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي! مقترحًا جذب استثمارات تتجاوز قيمتها خمسين مليار دولار غالبيتُها لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على عشرة أعوام. لكن الفلسطينيين قاطعوا الورشة، قائلين إنّه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع".




أجلْ..إن إسرائيل ليست العدو الرئيس للشعب الفلسطيني فحسب، بل للشعوب العربية قاطبة. وهي عدو سياسي وعسكري وثقافي واجتماعي واقتصادي، ووجودها هو الخطر الأساسي المباشر الذي يُهدِّد الفلسطينيين والعربَ جميعًا على جميع الصُّعدِ. لذلك لن تتمكَّن الأمة العربية من تلبية طموحاتها الوطنية والقومية إلَّا بالقضاء المُبرم على هذا الكِيان الصَّهيوني العنصري الإجلائي الاستيطاني.



#أسامة_عرابي (هاشتاغ)       Osama_Shehata_Orabi_Mahmoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكتوبر والأدب
- في ذكراه السَّابعة.. حلمي سالم: ونصي ما ثَمَّ إلَّا حيرةٌ
- في ذكراه الحادية عشرة.. حين تغتني الرِّحلة بالصدق
- اشتهاء العرب، واختراع الآخر
- لماذا يلجأ الإخوان المسلمون إلى ليِّ عنق الحقائق؟
- خواطر حول وفاة الرئيس السابق
- حلمي شعراوي.. الحضورُ الفكريُّ الفاعلُ في ثقافةِ التَّحرُّرِ ...
- عبد الغفَّار مكاوي.. التَّعدُّدُ الإبداعيُّ والثَّقافيُّ وال ...
- المكتبةُ وطنُهُ.. والكتُبُ أصدقاؤه
- -أيام الإمام / البشارة-، أو قلقُ الذّات في مرآةِ التَّاريخِ
- -زمن العشق والجنون-.. أو استعارة القوَّة التَّشكيلية للحياة
- عشتُ مرتيْن..حُريَّة مُتجدِّدة للعقلِ والرُّوحِ والتَّاريخِ
- المؤرِّخ عُبادة كحيلة.. عاش أندلسَ الماضي والحاضرِ بين موسى ...
- محمد سعيد العشماوي... وتحديثُ العقلِ الإسلاميِّ
- جلال أمين في -محنة الدُّنيا والدين في مصر- ازدواجيةُ الطَّبق ...
- في عيد ميلاده الثامن والستين.. محمود درويش.. ربيع التجدُّدِ ...
- الغزالة..خصوصية التجربة، وفرادة طريقها في تذوق الحقائق
- الصقر الفلسطيني -أول أوبرا عربية- لمهدي الحسيني
- في الذكرى التَّاسعة لأستاذ الفلسفة المرموق د.فؤاد زكريا
- حبل الوريد.. ولانهائية المرويّ


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسامة عرابي - في ذكرى تصريح بلفور الاستعماري.. 102 عام على التآمر على القضية الفلسطينية، والخيانات لشعبها البطل