أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - من جسر الجمهورية حتى سيارة الاسعاف














المزيد.....

من جسر الجمهورية حتى سيارة الاسعاف


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 18:00
المحور: الادب والفن
    


كان واقفا قرب الجدار العازل بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشعب على جسر الجمهورية
كان يحمل بيديه قناني البيبسي وخلطة من الخميرة يستخدمها الثوار لمكافحة الغاز المسيل الدموع وتخفيف تاثيره ، كان يسعف كل شخص يعاني من حالات الاختناق من تاثير الغازات بعد ما اطلقت اكثر من 10 قنابل غاز في وقت واحدَ وسط عدد كبير من المتظاهرين السلميين ؛ بقي واقفا وسط الدخان وعيونه محمرة ونفسه يضيق شيئا فشيئا لكنه كان يتحامل على نفسه ويسعف الحالات التي كانت تمر به وهو يركض هنا وهناك نحو المصابين يسعفهم ناسيا انه وسط هذه الغازات القاتلة لكنه آثر اخوته الثوار على نفسه ففي قرارة نفسه انهم اولى بالاسعاف فهو ما زال واقفا وما زال عنده وقت كاف لاسعاف نفسه وفق تقديره وانه يستطيع التحمل وقتا اطول وسط الابخرة والغازات الخانقة الكثيفة حتى اشتدت حدة الغازات بسبب كثافة القنابل التي بدأت تتزايد ونفذ منه ما كان يحمله من الببسي ومحلول الخميرة فسقط ارضا مغمى عليه يعاني حالة الاختناق التي كان يعاني منها اخوته الثوار لاسيما انه يعاني من الجيوب الانفية المزمنة ولم يبق من حواسه سوى اذنيه يسمع بهما اصوات الثوار فيما يستجدي قليلا من الهواء النقي وفي اثناء ذلك شعر بان ايد رحيمة احتوته بكليته ورفعته من دون معرفة من الذي حمله ..لونه ، عرقه ، طائفته ، دينه ، لكن المؤكد لديه ان هذه ايد عراقية جل همها انقاذه وضعته الايد الطيبة في العربه الهندية الصغيرة ( الُتك تُك ) واحس بان هناك شخصا بجانبه يعاني الاختناق مثله بينما طار بهما (التك تك) كبساط الريح واصوات منبه العجلة التي لم تتوقف تختلط بصوت سائقها الذي يصرخ باعلى صوته وبشكل جنوني (افتح الطريق) ليتفريق الناس يرددها من دون توقف .. من نبرة صوته عرف انه فتى بين الخامسة عشر والسادسة عشر من العمر ليصل بهما الى سيارات الاسعاف .
لم يكن في العجلة سوا هؤلاء الثلاثة الفتى سائق العجلة والمسعف المختنق والمتظاهر الذي يعاني الاختناق ويئن من شدة اصابته في اثناء ذلك وبينما العجلة تسابق الريح والزمن ، امتدت يد الى المسعف تنفث في فمه من جهاز صغير بخاخ طبي وتعطيه جرعات تساعده على التنفس بشكل منتظم كل عشر ثوان ، اخذ المسعف يسأل نفسه من هذا الذي يفعل ذلك ويساعدني وليس هناك سوى ثلاثة في العربة السائق ونحن نعاني من الاختناق بعدها انسحبت اليد وتوقف الانين ؛ وعند وصولهما الى سيارات الاسعاف نقل المصاب الثاني الذي كان بجانبه الى المستشفى فورا بسيارة اسعاف لوحده من شدة خطورة الحالة لانه كان فقد الوعي تماماً ، والشخص الذي وضعه في سيارة الاسعاف عاد اليه ليعالجه بعد ان استطاع ان يفتح عينيه ويستعيد تنفسه الطبيعي وجلس على الرصيف والمعالج وضع جهاز الاوكسجين على انفه وفمه ويتكلم معه ليتاكد من عودة الوعي الكامل اليه وقال له : زميلك فقد وعيه بشكل كامل وحالته خطيرة جدآ والطبيب يقول انه كان يستطيع معالجة نفسه فقد كان معه بخاخ يساعد على ازالة الاختناق لكن لا ادري لماذا لم يستعمله؟ واراه جهز البخاخ الصغير ، حينها عرف انه كان يحتضر لكنه آثره على نفسه وبعد ان استعاد وعيه كاملا اخذ علبة البخاخ هذه واحتفظ بها كذكرى لايمكن التفريط بها ابداً.
هل سمعتم يوما بهكذا بطولات ومثل هذا الايثار؟ ا
ذلك هو العراق وحب العراق الذي صنع ويصنع المعجزات .



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منصورة يا بغداد ... ........ ...
- لا نامت اعين الجبناء .... ايها الثوار الابطال يا شرف العراق ...
- لا مرجعية لنا الا العراق ........ بعد سرقة ثرواتهم العراقيون ...
- المجد والخلود لشهدائنا ولثوار العراق الابطال ....... لا حل ا ...
- كم هو رخيص دم العراقي ؟!!! ..... ماتت الطفلة بتول واغتيلت ال ...
- كم هي رخيصة حياة البشر في العراق ؟!!.. ماتت الطفلة بتول واغت ...
- كم هي رخيصة حياة البشر في العراق ........ ...
- عندما تكون ميزانية الأوقاف الدينية أضعاف ميزانية الصحة
- العالم بخير ما دامت المرأة بخير
- السكوت على الظلم ظلم اكبر ...... ...
- الكلمة نور وبعض الكلمات قبور ...!!!
- لضمير .. الاسى .. مدفن العلة في زمن الانحطاط
- قومو الى صلاتكم ايها المنافقون !!!
- الرجال قوامون على النساء تكليف لا تشريف
- الرجال قوامون على النساء
- التجهيل والاستحمار مرتكزات الاسلام السياسي
- الفتاوى الغاء للعقل البشري ................ ...
- دمار العراق بالارقام ......... ...
- حرائق بفعل فاعل .... ...
- تهاني الكترونية باردة


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد شفيق توفيق - من جسر الجمهورية حتى سيارة الاسعاف