أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - التذكرةُ قاتلةٌ … لأن القانونَ طيبٌ وأمّي














المزيد.....

التذكرةُ قاتلةٌ … لأن القانونَ طيبٌ وأمّي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 11:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


Facebook: @NaootOfficial
القانون... هل يجبُ أن يكون حازمًا حاسمًا؟ نعم، بالطبع. هل نؤمن بأن الفارق بين دولة متحضرة، ودولة متخلفة، هو احترام القانون وتطبيقه؟! نعم بالطبع. هل نؤمن بأن تطبيق القانون هو الضمانة الأولى لحفظ النظام والأمن والتخلص من الفوضى والعشوائية؟ هل ينبغي علينا أن ننظر إلى القانون في إجلال وتوقير ورهبة؟ وهل يجوز لنا، ونحن ننظر إلى القانون بعين الإجلال، أن نرمق أحيانًا، بطرف العين، "روح القانون"؟ هل نوقن بأن القانون "أعمى"، يضع عصابةً على عينيه كما فعلت "ماعت"، بحيث يُطبَّق سيفُ القانون على الجميع دون تمييز؟ هل احترام القانون لا يختلف في أبسط الأمور عن أضخمها؟ نعم، نعم، نعم.
لن يختلف إثنان في بلادنا على الإجابة بالإيجاب عن كل ما سبق من أسئلة. ولكن الواقع يشهد بأننا نتعامل مع القانون كما نتعامل مع "أمهاتنا”. نحبّه ولا نُطيعه. نوقّره ولكن "نتدلل" عليه. نُطالبه بأن يحسم ويقسو مع الجميع، إلا معنا نحن. نريده شرسًا ورادعًا حين تضيع حقوقُنا ليأتي بها لنا، كما تفعل الأمهات. ثم نطالبه بأن يغضَّ الطرفَ عن الخطأ، حين نكون نحن مرتكبيه، كما تفعلُ الأمهات أيضًا! نتعامل في بلادنا مع القانون بكثير وكثير من العشم. نتعامل مع القانون، وفق "قانون معلش"! وتلك أكبر مآسينا.
قلوبُنا انفطرت حزنًا على البائع الجائل الشابّ الذي قفز من القطار لعدم امتلاكه تذكرة سفر أو بطاقة تحقيق شخصية، خوفًا من التسليم للشرطة، على يد الكمساري، فلقى حتفه تحت عجلات القطار. بكينا على دموع الأم الثكلى تنعى ولدها وتنتحب عليه. ثم بحثنا عن "ناشنكان" كبير نُصوّب عليه رصاصَ غضبنا وحزننا على روح الفتى المغدور، فوجدنا ضالتنا في وزير النقل والمواصلات، الفريق كامل الوزير، فبدأنا في إطلاق النار والمطالبة باستقالته! فما تحديدًا الذي نرجوه من استقالة الوزير؟ هل نرجو مثلا أن يتعلم مشرفو القطارات أن التذكرة لا ضرورة لها، فيكفّون عن طلبها؟ أم نرجو أن يتعلم الركّابُ أن التذكرة ضرورية، فيحرصون على الحصول عليها قبل استقلال القطار؟ أم نطمح باستقالة الوزير أن ترقَّ قلوبُ الركاب فيدفعوا ثمن التذاكر للباعة الجائلين والمُتهرّبين، بدلا من الاكتفاء بالنحيب عليهم حين يموتون؟!
في دول العالم المتحضّر يحدث ما يلي عند تسلل راكب دون تذكرة في قطار أو حافلة. يمرُّ المُحصِّلُ على الركاب، فيُبرِزُ كلٌّ تذكرته. إن وُجِد راكبٌ دون تذكرة، يَسمح له المحصّل باستكمال الرحلة مع تحذير في المرة الأولى. ولو تكرر الأمر يدفع المتسلّلُ غرامة تصل إلى 300 دولار، أو تُرسل إلى بيته فاتورة بالغرامة، بكل هدوء وأدب، ودون أن يشعر أحدٌ من الركاب بما يجري. الجميعُ يعلم بنودَ القانون. والجميعُ يحترمُ القانون. والجميع يُنفّذُ القانون. (ومفيش معلش).
لم تكد تبرد نيرانُ قلوبنا على مقتل الشابّ الشهيد "محمود البنا" على يد البلطجي القاتل "محمد راجح" وعصابته، حتى فُجعنا في مقتل بائع متجول استقل القطار دون تذكرة، ولا يحمل أوراق إثبات شخصية، قفز من القطار حين هدده محصّل القطار بأنه سيحرر له محضرًا شرطيًّا.
الواقعةُ برمّتها تجسّد كوكتيل من حالات "الاستهانة" بالقانون والتعامل معه دون رهبة. البائع المتجول وزميله استقلا القطار 934 دون تذاكر/(سند قانوني)، معتمدين على كلمة "معلش" التي تُسيّرُ الأمورَ في بلادنا. حاول موظفُ السكة الحديد أن يطبق القانون عليهما، بتحرير محضر مخالفة، فوجدهما لا يحملان بطاقات هوية/(سند قانوني)، معتمدين كذلك على كلمة "معلش". وبدلا من التحفظ عليهما للمحطة التالية لتنفيذ القانون، أعماه الغضبُ من استهانتهما بالقانون، فنسى بدوره روحَ القانون، وطالبهما بالنزول من القطار، فكانت الفاجعةُ! ووجهت النيابةُ للموظف تهمة "القتل بالترويع". لو حدث ونجح الشابُّ في القفز من القطار إلى الرصيف في سلام، كما يحدث يوميًّا عشرات المرات من ركابٍ مُتهربين مُتسللين، لمرّت الواقعةُ دون أن ندري عنها شيئًا، مثل عشرات الوقائع الأخرى التي "لا يُحترم فيها القانون"، وتمرُّ مرورَ الكرام.
فهل الحلُّ في استقالة الوزير؟ أم في إعدام الكمساري؟ أم في مواساة الأم الثكلى التي فقدت عائلها وتعويضها ماديًّا، إن كان المالُ يُعوّض عن فلذة الكبد؟ أم في تعليم الموظفين التسامحَ مع المتهربين من دفع الأجرة ولا يحملون أوراقًا ثبوتية؟ أم في إصدار أوامرَ لهيئة السكك الحديدية بأن تتهاون مع الموظفين المتهاونين مع الركاب المتهربين من الدفع؟ أم في تدريب المتهربين على القفز السليم من القطارات حال ضبطهم؟ أم في تعليم المجتمع بكامله "مهابة القانون وحتمية احترامه" في كل صغيرة وكبيرة، كما يفعل الغرب؟ علّموا أولادكم قداسةَ القانون. ودائمًا: "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف
- حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!
- يراقصُ الزهراءَ فوق الثريا | إلى مازن ... فاطيما
- البابا تواضروس … والخاذلون أوطانَهم
- -بين بحرين”: بحر الظلام وبحر النور
- كيف عشتُ طقسَ -الحلول- مع فرجينيا؟
- سانت كاترين: متخافوش على مصر
- اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون
- أيها الخائنُ … أيها النبيل!
- يوم من أيام مصر الجميلة... تحيا مصر يسقط كل عدو لمصر!
- مهرجان الجونة … الرقصُ داخل الأغلال
- أن نكون شوكةً في ظهر مصر!
- خالد جلال … يستعيدُ ذاكرةَ (نادية)
- صَهٍ … إن مصرَ تتكلّم!
- اعترافات أجدادي العِظام … السَّلفُ الصالح
- ماعت التي ما ماعت ... في صالوني
- جهادُ المصريين ضد الجهل والطائفية والإخوان
- كانوا وسيمين … كنّ جميلات!
- عنصريةُ اليد اليسرى!
- ابحث عن نسختك الأجمل


المزيد.....




- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - التذكرةُ قاتلةٌ … لأن القانونَ طيبٌ وأمّي