أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مختار سعد شحاته - لا تكن إسفنجة!!














المزيد.....

لا تكن إسفنجة!!


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 6397 - 2019 / 11 / 2 - 21:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


نبذل في كل يوم محاولات مضنية لنكون على قدر مسؤولية هذا الوجود، نختار انحيازاتنا باقتناع آملين أنه الصواب، وننسى أن كل الصواب والخطأ محض أمر نسبي، وربما يكون مجرد فقاعة في زمن الاحتمالات تلك، التي تزيد كلما زادت صعوباتنا اليومية والحياتية، حتى لو استخدمنا كل حيلنا الدفاعية لأجل هذا الانحياز، هذه الفقاعة ربما تنفجر في أية لحظة، ليتضح حجم الفراغ الحقيقي الذي احتله الهواء، نعم الهواء أو اللاشيء إن شئت القول، وسندرك حينها كيف ضاعت طاقة عظيمة في الاحتفاء بهذا اللاشيء، وربما تبقى تلك الفقاعة تتقافز في جنبات حياتك وروحك، تزاحم أشياءك الجميلة والرديئة معًا حتى لا تدرك إن كان وجود تلك الفقاعة أمرًا يدعو للاحتفاء أم الرثاء، إلا أن هذا الوجود الفقاعي حين تكتشفه، يكون الاكتشاف متأخرًا جدًا، فقد بدأ تحويلك باضطراد إلى كائن إسفنجي يطارد الفقاعات ويحصدها لا رغبة في المطاردة وإنما فقط لكونك تتحول إلى إسفنجة لا تعرف ولا تملك أي خبرة في الحياة غير الامتصاص للرذاذ والفقاعات. أنت محسور ومحصور للأبد بطبيعتك الجديدة ككائن إسفنجي.

كيف تتحول إلى ذلك الكائن؟:
تبدو الحياة غير عادلة في نظر الكثيرين، وهنا ينقسم هؤلاء إلى شطرين، الأول يحاول أن يتواءم أو يتماهي مع تلك اللا عدالة، ويمنطق الحياة كلها بذلك، قبل أن يستسلم، أو يتصالح على هذا المنطق من لا عدالة الحياة، وأما الشطر الآخر، فهو شطر يظل يصرخ بمثالية جوفاء تحاول أن تكشف وتبروز هذا الوضع اللا عادل، وتتحنجر كلما جاءت الفرصة وسنحت بالحديث لها عن ذلك، لكن هذا الشطر الأخير كائن عجيب، لا عليك إلا أن تنتبه له، وأن تأخذ خطوة أو خطوتين للوراء، أو تحرر نفسك من فقاعته، لتشاهد الصورة ببعض الحياد، وقتها ستبدو صورة هذا الشطر واضحة تمامًا بما تحمله من الأنانية والطمع وحب الذات، وسرعة التنصل من المسئوليات والتبعات التي يخلفها اختيارات هذا الشطر الأخير، وللأسف كلها ثمار عطنة ومسممة، ولا ينصح بالاقتراب منها.

وجه للعجب:
يظل هذا الشطر الآخر على يقينه الظاهر بأنه ذلك الإنسان الذي تأكل وتشرب عليه الحياة، ويغلف كل حياته بقشرة سميكة من المظلومية، لذلك حين يعبر أمامك ستجد دلائل ذلك واضحة أمامك، وأنت بعفوية ستنطلق نحوه، ستمد يدك، وبهدوء ودقة مدروسة، سيترك لك فرصة الدخول إلى عالمه المهشم الذي لن اكتشفه إلا بعد فوات الأوان، إذ يكون تمكن منك تماما، وبدأ في عملية تحويلك من كائن طبيعي إلى كائن الإسفنجة، ثم يبدأ في ضخ كل الطاقات السلبية نحوك باعتبارك صرت إسفنجته الماصة، سيحملك تبعات كل خياراته المبنية على الفردانية والطمع، وسيغلفها كعادته بمظلومية مبالغ فيها، وسيستمر كلما امتلأت فقاعته بتسريب كل ذلك نحوك، فقد ضمن أنك ستمتص كل ذلك دون أن تنطق، إذ دوما سيحاول أن يجعلك لا إنساني بالمرة متى شكوت أنك لم تعد تتحمل تلك الأنانية، بل سيواجه شكواك بقوة وشراسة وسينجح في تغليفها بمظلومية تصل في أخر الأمر أن تجعلك أسير الشعور بالذنب نحوه، كأنك أنت السبب في كل ظلم العالم، وسيتناسى بسهولة أنانيته المفرطة، وسوء اختياراته المبنية على الطمع والاستسهال، ولن يتركك متى زادت الشكوى، وكأن الشكاية تحوله إلى مصاص طاقة ودماء روحك، وسيفعل ذلك ودمعتان تجريان على خديه ولسانه يطنطن بأغنيته عن الظلم واللا عدل الذي أفسد الحياة.
نصيحة لله والإنسانية:
أرى أننا أبناء التجارب، وما دمنا نملك تجربتنا، فحق علينا إعلان النتائج حتى يتعلم أو ينتبه الآخرون ممن هم معرضون لمثل تجاربنا تلك، وهو ما يجعل البعض في حياته شيء من السهولة، إذ يمكن أن يتلافى الفخ الذي وقعنا فيه يوم غفلنا بينما كان هؤلاء يحولوننا بكل أنانية إلى الكائن الإسفنجي، الذي يصير ماصًا لكل الطاقات السلبية في الكون، فيحول حياته بيده إلى جحيم أبدي.
عزيزي القاريء، ما عليك سوى رؤية الأشياء على قدر حجمها، والابتعاد قدر الإمكان عن هؤلاء الذين يحولوننا إلى إسفنجة ثم يطالبونها بأنانية أن تتحمل سوءات اختياراتها المبنية والمؤسسة على أنانية وطمع مدمرين للوجود من حوله وحولك، فقط انتبه، وارفض أن تكون إسفنجة في بار حياة هؤلاء.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص عن الحب لأجل حبيبتي
- حمالة الصدر
- أنا وأنتِ
- تحرر
- إعادة تدوير
- وائل غنيم، عرابي العائد من المنفى.
- تحقيق فيدرالي
- رسالة إلى أميمة
- رسالة إلى إيمان.
- جارة الولي
- أحبك... أنت طالق (لماذا يا لمياء وياسر؟! لكني أتفهم جيدًا)
- أنت نائمة؟
- الرجل المحظوظ الملعون
- من يحملُ الآن عني؟
- عضو ذكري جديد
- رسائل المشترى
- رسائل المشترى: الرسالة الثانية
- رسائل المشترى: الرسالة الأولى
- حبيبتي ذات التجارب
- كيف خلق الله الملائكة؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - مختار سعد شحاته - لا تكن إسفنجة!!