أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عصام شعبان حسن - جامعة حلمى شعرواي














المزيد.....

جامعة حلمى شعرواي


عصام شعبان حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6398 - 2019 / 11 / 3 - 11:17
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


كنت أناديه أحيانا: يا "عمي حلمي"، فيقول لي: "إيه عمي دي يا ولد؟"، أرد: "لا أقول عمي سوى لعدد محدود جدا"، أنا صعيدي وأقدر الود وأن أعمامنا في الحركة "اليسارية"، لهم تقدير يتجاوز مسألة حفظ الألقاب.. لهم التقدير والاحترام..

وفي الحقيقة إن العم حلمي لا يحتاج إلى ألقاب، وهو الرجل متعدد الأدوار في مسيرته الطويلة والثرية، من البحث العلمي في مجالات الأنثروبولوجيا والفولكلور، وكونه متخصصا في الشأن الأفريقي، وممارسا ورائدا في مجال الدراسات الافريقية، وفن التحريض الثوري، ومنخرطا فى الدفاع عن الثقافة الوطنية، وهو الذى دفع الثمن راضيا منذ أن اختار هذا الطريق، مثل إجباره على ترك العمل في مؤسسات الدولة أحيانا، أو التخلص منه أحيانا بطرق ملتوية، كما حدث حين أبعد عن الرابطة الأفريقية أو وزارة شؤون السودان.
من أهم الشخصيات المصرية التى تولت مسؤولية دعم حركات التحرر الوطنى في القارة الأفريقية، دعم عددا من حركات التحررالوطنى بافريقيا، وبدورها ساهمت تلك الحركات في تغيّرات سياسية هامة فى بلادنها


كل من يهتم بالشأن الأفريقي لا بد أنه سيمر على الأستاذ، وكل من مر سيعرف اهتمامه بطلابه والباحثين، وهذا لا يحتاج إلى شهادة، هو أمر لصيق الصلة بتكوين الأستاذ حلمي الذي يري شباب العشرين زملاء وربما أصدقاء، وقد أصبح مئات منهم باحثين جادين، ومنهم أعلام ورموز مصرية وأفريقية في مجالات السياسة والعلوم والبحث العلمي.

يمكن أن يكون كتابه الأخير "سيرة مصرية أفريقية" ملخصاً للسيرة الذاتية، وربما تتاح الفرصة لعرضه والنقاش حوله. الاطلاع على الكتاب الذي يتجاوز 600 صفحة، مهم، والمعرفة بمن كتب ضرورية أيضا.. نشاط متقد على مدار سنوات، يرويها شعراوي ويحاول تجاوز السيرة الذاتية، ليصف ويروي فصولاً من تاريخ أفريقيا، ليكون الكتاب/ السيرة الذاتية الموضوعية، مرجعا في تاريخ أفريقيا ومصر على مستويات سياسية واجتماعية متعددة..

يتضح خجل عم حلمي في الحكي أو نسب فضل لنفسه، يتوارى بتعبيرات مثل كنا، حاولنا، عملت الوحدة، المكتب، تتوارى كلمات الاحتفاء بالذات أو تصوير أنك مركز الحدث أو الكون التي تملأ السير الذاتية..

تعبر السيرة مناطق المنوفية الزراعية إلى حواري السيدة زينب، مدرسة السعدية إلى كلية الآداب، من حارة عبد الديم إلى أكسلسيور، ومنها للزمالك حتى العودة إلى وسط المدينة من عند كوبري قصر النيل، ومنها إلى ميادين مصر، وميدان طلعت حرب، الذي حرص الأستاذ أن يربط الكلمة بالفعل ويتظاهر فيه ويتحدى السلطوية في عصور مختلفة.. من حلقات الإخوان المسلمين إلى حلقات ماركسية في الخمسينيات، ثم للحركة في ميلادها الجديد منتصف السبعينيات، وحتى ثورة يناير وما بعدها.

مواجهة السلطوية وقوى الاستعمار، والحلم بعالم ديمقراطي عادل، مساندة قوى التحرر، مساندة الباحثين والثوريين، الاهتمام بفهم ما يجري وتحليله والسؤال الدائم ما العمل، هو ملخص أفكار شعراوي وتجربته الحياتية والسياسية والإنسانية، تجربة فريدة وإنسانية عميقة.

من المنوفية "الجمهورية" إلى زنجبار وإريتريا وإثيوبيا وجنوب أفريقيا والسنغال وغيرها من دول أفريقية، من العيش في القاهرة إلى السودان وتونس ثم العودة للقاهرة مرة أخرى.

ربما لا يكفي مقال عابر للاحتفاء بحلمي شعراوي، لكن ورغم ذلك فتسجيل الشهادات مهمة لرجل لم يسعَ لنيل مكاسب أو الحرص على جمع المال، بقدر حرصه على تنفيذ مشروع وطني وثوري، والمساهمة فى إنشاء مراكز بحثية، وتطوير مهمة البحث ذاتها، وصولا إلى رعاية الباحثين، فضلا عن دعم حركات التحرر الوطنى في أفريقيا، وهي المهمة التي لم تتوقف عند خروجه على المعاش في سن (39 عاما) بعد مجيء السادات وفرض رؤية تتبنى الصلح مع إسرائيل، وتوقيع كامب ديفيد، والانسحاب من ملف دعم الحركات التحررية الأفريقية، والتذيل لأميركا.. كل ما سبق نتائجه معروفة الآن، يكفي بُعد مصر عن أفريقيا وخسارتها المتعددة سياسيا واقتصاديا وأمنيا..

يا ترى لو كان لدينا حلمي شعرواي آخر، هل كانت مصر ستستمر في وضعها الحالي أفريقيا؟ هل ستكون السودان بعيدة عنا، أو نفشل في التفاوض مع إثيوبيا بشأن تأثيرات سد النهضة على حصة مصر في مياه النيل؟

حلمي شعرواى لا يليق بنظام لا يحترم قيم العلم ويحبس أكاديميين يقولون كلمة حق، وهو ذاته النظام الذي لا يحترم خبرات سابقة، فكل من هم خارج دائرته مشكوك في وطنيتهم وجهلة، وهو ليس في حاجة إليهم، أو أصلا في حاجة إلى العلم والدراسات، خاصة دراسات الجدوى، وهو لا يرى جدوى من الحوار والقوى الناعمة، لغة التعالي والفظاظة تليق وتتسق مع نظام المقاولات وإنشاء الطرق السريعة، وهو ذاته ضيق الأفق بالتأكيد، هذه النظم لا تتعامل مع شعراوي، ولا يسمح أصلا من خلالها بتكوين نماذج مشابهة، والدوائر القريبة منه والموهومة به من باحثين، يستمع إليهم بوصفهم خبراء في الشأن الأفريقي، أغلبهم كتاب تقارير يسمعون محسن بيه ما يريد أن يسمع!

شخصيا حرضني أستاذ حلمي على دراسة الأنثروبولوجيا، وسبق أن دعمني وشجعني كما يفعل مع آخرين، ودعاني لمشروع بحثي مهم حول الحركة الاجتماعية وأنا في بداية مشوار الكتابة والبحث، بعد التخرج من الجامعة، لكن لم تسعفني الظروف للمشاركة حينها، نظرا لتفرغي للعمل السياسي، لكنّ هذه الدعوة/ الموقف، نموذج لاهتمام الأستاذ بالباحثين خاصة الشباب منهم، وتعامله معهم باهتمام وتقديم المشورة والعون، وهو الذي لم يمارس التدريس سوى مرة في جامعة جوبا، لكنه كان جامعة.. ويستطيع أن يقول عنه أصدقاؤه/ تلاميذه، إننا تخرجنا من جامعة حلمي شعراوي.



#عصام_شعبان_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيد القطار.. موجز عن المأساة في مصر
- تجاوز الطائفية والطبقة السياسية
- المرحلة الانتقالية في السودان.. انتصار منقوص واحتواء للمعارض ...
- فيسبوك-.. الصراع على العقول والمجال العام
- عن المفقودين والسجناء.. في مصر وغيرها
- عندما يحتفي نتنياهو بثورة يوليو
- اعتقالات مصر.. تشويه اليسار وتجريم السياسة
- مدينتي والصراع الاجتماعي في مصر
- الجيوش والثورات العربية.. السودان والجزائر نموذجين
- الخطاب الاقتصادي يكذب ويتجمل
- انتفاضة النفس الطويل في السودان.. جذور وسمات وآفاق
- لم أكن وحيداً في عيد العمال عن الرفاق والثورة والحب
- السودان والجزائر.. مواجهة خطاب الهزيمة والثورة المضادّة
- قراءة سوسيو اقتصادية في احتجاجات فرنسا
- سلامة كيلة في مصر.. الإنسان والمفكر والمناضل
- الفلاحون في مصر.. الخطاب الغائب والسياسة الواضحة
- سرية الحسابات فى مصر ما بين صراع المصالح وارتباك الإدارة
- صناعة الفقر متعدّد الأوجه في مصر
- إعلام دولة أحمد موسى وخديعة احترام القانون
- كيف نفهم الاحتجاجات الشعبية


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عصام شعبان حسن - جامعة حلمى شعرواي