أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - (كذلك) .. قصص عن حياةٍ كالموت ، بل إنها .. كذلك !














المزيد.....

(كذلك) .. قصص عن حياةٍ كالموت ، بل إنها .. كذلك !


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 22:41
المحور: الادب والفن
    


ـ أسماء محمد مصطفى

تحت عنوان مجموعته القصصية (كذلك) ، الصادرة حديثاً عن دار(نصوص) ، يعلن القاص برهان المفتي أنها "قصص قصيرة تحاول الهروب" ..
من ماذا تهرب والى أين ؟ وبما أنّ الكلمة هي الإنسان ، فعن أي إنسان يحاول الهروب تتحدث قصص المفتي الفنطازية حد الواقعية المبكية بمرارة ؟
إنه الإنسان الذي يهوي الى حفرة النهاية ، كما في قصة (مدينة الزجاج) التي تتعثر فيها الخطوات ويسقط أصحابها ، بناءً على مشيئة (المميز) الذي يبث الرعب في نفوس سكان المدينة ، بعد أن يهددهم بضرب أرضهم الزجاجية بقوة إذا لم يسمعوه ، وهذا أضطرهم الى الصمت حتى سقطوا في حفرة النهاية .
إنه الإنسان ذو القدم الكبيرة التي تأخذ بانتعال الكلاب بناءً على أوامر كبير القوم ، حتى صار كلبا بقدمين ضخمتين ، كما في قصة (ربما تعرفونهم) ، وعنوان القصة يوجه القارئ الى مايقصده القاص .
إنه الإنسان الذي يخدع من حواليه كي يصور لهم السماء مضيئة بهلال ونجوم هي في حقيقة الامر كرات زجاجية يسرقها من الأطفال ، لتنتهي قصة (خدعة) بمفارقة متمثلة بخوف الناس من الظلام ، الامر الذي يدفعهم ليطلبوا من المخادع نجوماً ، كي يعلقوها في لياليهم السود ، في تلك المدينة التي تشتهر بوجود عصابات سرقة الكرات الزجاجية وبكاء الأطفال !
إنه الإنسان الحي الميت ، كما في قصة (موت فجائي) ، الذي يزرع طبول الحرب كما في قصة (الطبل) ـ والقاص هنا يستخدم مفردة (زرع) بدلا عن (صنع) متعمدا ، مثلما تعمد إقران المدفع بالتربية وليس بالصنع او الاستخدام (انتشرت تربية المدافع في مدينتنا) في قصة (المدفع) الذي يطلق بارودا مصنوعا من عظام قتلى الحرب .
إنه الإنسان الذي يعجز عن الإمساك بزمنه كما في قصة (ضياع) ، الذي لاظل له ولاذكرى ولاهوية كما في قصة (الدفان) ، الذي يخضع لآخر يعد الاول في سلب الناس حرياتهم وخياراتهم بعد دهر كان فيه الزمن والمكان مفتوحين ، حيث لافاصل بين الناس ولابين السماء والأرض ، ولاسيادة في الأرض كما في قصة (البدايات) ..
هكذا هي قصص المفتي الـ (27) تدور حول أحجار انتظار وتدوير موت وخداع وجشع وضياع ووهم وسلب إرادات وحريات من اجل إخضاع الكل لفرد واحد ، بل تبلغ ذروة الخداع حين تُصنع من دموع الأمهات غيوما تصدر رعوداً هي أصوات أبناء ذهبوا الى الحرب بلارجعة ، كما في قصة (النداء) .
لاتحتوي المجموعة قصة تحمل عنوانها (كذلك) مايعني أن هذا العنوان دلالي يؤشر مايريد القاص إيصاله لنا ، وهو ماقمت بإيجازه في سؤال وجواب في نهاية هذه القراءة كما سترون .
في المجموعة يخبرنا الراوي بكل شيء ، لايترك النهايات مفتوحة كي نتخيلها او يتخيلها كلَ وجع فينا كما يشاء .. الوجع في قصص المفتي هو إنسان تتقاذف الحياة قطعه التي تتناثر كشظايا حلم هو كابوس حلو أكثر مما هو حلم او طموح !
أليس هذا هو إنساننا المكبل ، السائر بعينين مغمضتين ، الحبيس في قبضة القدر ، الغارق في الصمت والقهر والخذلان ؟!
نعم إنه كذلك ، حتى يقرر إنهاء العبودية بصرخة مدوية تعلن عن فجر إنساني جديد .



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفاعل مع الحقيقة المُرّة على أنها حلوة
- العراق فيه هؤلاء
- (مساج) العقل / (8)
- (مساج) العقل / (7)
- (مساج) العقل / (5)
- نوارس الذكريات .. تغني وترقص أيضاً
- (مساج) العقل / (4)
- شبكة الحياة لوحة رسم في الذكرى السنوية الاولى لتأسيسها
- (مساج) العقل (3)
- إيميلي فيدال منسقة برامج النوع الاجتماعي في المعهد الأوروبي ...
- سامحيني .. أغنية العماري الريفي المناهض لاضطهاد المرأة
- الذكاء والأنوثة
- (مساج) العقل (1)
- هي الدنيا
- مائدة نزهت .. الصوت المتفرد
- الدقة .. بديهية في الكتابة الصحافية
- رسالة أم : أفكار ابنتي سماء الامير عن الحب بصفته أفضل دواء ل ...
- شبكة الحياة لوحة رسم : ورش التفكير الايجابي وربط الإبداع بال ...
- شجرة الحياة ، والرسم بالكلمات
- سرطان البيئة الغبية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - (كذلك) .. قصص عن حياةٍ كالموت ، بل إنها .. كذلك !