أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - استخدام الطبقة العاملة لا خدمتها














المزيد.....

استخدام الطبقة العاملة لا خدمتها


زروال الأمامي

الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يسبق لأي حزب أو منظمة يسارية في المغرب ان ناضلت سياسيا وايديولوجيا من اجل مشروع تحرري بروليتاري، على الرغم من استهلاكها جميعها لمصطلحات ماركسية حول الطبقة العاملة. ويمكن ان نتحدى مناضلي أي حزب يساري في المغرب ان يحدد لنا طبيعة الطبقة العاملة في المغرب واوضاعها الاجتماعية والاقتصادية البئيسة طبعا بالنسبة لأغلبيتها. ما هو قائم فعلا هو الاستغلال السياسوي لمصطلح الطبقة العاملة سواء بالنسبة للأحزاب الانتخابوية او الأحزاب التي لا زالت تقاطع الانتخابات.

اللحظة الفريدة التي نشاهد فيها الطبقة العاملة التي يتم جرها جرا الى استعراضات فاتح ماي من طرف المركزيات النقابية ومناضلي الأحزاب اليسارية المنضوية في ظل تلك المركزيات النقابية. علما ان نسبة خمسة في المائة فقط من الطبقة العاملة هي التي تتوفر فعلا على بطاقة نقابية بينما 95 في المائة ترفض الانخراط في النقابات وحتى في الأحزاب بكافة تلاوينها.

فعلا ان الطبقة العاملة يجب ان تتنظم وتعمل على تحررها تدريجيا، لكن لن يكون ذلك ابدا على يد المركزيات النقابية او الأحزاب السياسية اليسارية، فهذه الأخيرة عبارة عن نوادي سياسية للبرجوازية الصغرى تسعى الى استمالة الطبقة العاملة للركوب على نضالاتها والمساومة بها مع فرقائها السياسيين ومع الدولة.

الإشكالية اذن ليست في اهتمام اليساريين فعلا بتنظيم الطبقة العاملة العاملة وتحررها، بل الإشكالية تكمن في التنافس بين الأحزاب اليسارية او الشيوعية او الماركسية اللينينية على من يعبر اكثر عن مصالح الطبقة العاملة في برامجها السياسية وبالتالي استمالتها لجعلها قاعدة اجتماعية سياسية لمساومة النظام. لكن الامر لا يعدوا جانب الخطاب السياسي ومصطلحاته المتضمنة للطبقة العاملة، حتى بالنسبة للنظام الذي يعرف ان الخطورة لا تكمن تحديدا في الطبقة العاملة لانه الأكثر معرفة بالوضعية المأساوية التي توجد عليها وهي الوضعية التي تجعلها عاجزة تماما على اكتساب الوعي الطبقي وبالتالي تنظيم نفسها وتنظيم معاركها السياسية ضد القوى المناهضة والمستغلة لعملها.

النظام يخاف من الأحزاب اليسارية البرجوازية الصغرى نفسها، ليس من قيادات هذه الأحزاب لانه استطاع تدجينها بل يخاف من قواعد تلك الأحزاب وأيضا من القوى الماركسية اللينينية شبه السرية المنتشرة في مختلف المدن الجامعية وفي مختلف المناطق. وفي هذا الاطار يعمل النظام بكافة الوسائل لتدجين هذه القوى ذات المصطلحات الثورية والتي تستعمل في خطاباتها أيضا كلمة الطبقة العاملة والصراع الطبقي، فعدم ضبط هذه القوى والحد من خطابها السياسي الثوري النقدي لطبيعة النظام الكومبرادوري التبعي وفضح ممارساته واضطهاده للطبقة العاملة، من شأنه ان يخلق وعيا طبقيا ينتشر وسط المجتمع وخاصة وسط الجماهير العمالية قد يشعل احتجاجات شعبية عارمة.

لقد حاولت منظمة العمل الديموقراطي الشعبي سنة 1996 ان تقدم خدمة للنظام باحتواء القوى اليسارية الراديكالية وهناك رسالة لمحمد بنسعيد آيت يدر الى وزارة الداخلية تم الكشف عن مضمونها خلال تلك السنة وشكلت فضيحة آنذاك تقف حيال مبادرات تجميع اليسار الماركسي. نفس المحاولة نشاهدها اليوم يقودها النهج الديموقراطي الذي بدأ يستدعي بعض القوى الماركسية اللينينية لكي يفتح معهم حوارا حول بناء حزب الطبقة العاملة، علما ان الهدف ليست هي الطبقة العاملة بل استخدامها لاحتواء الماركسيين اللينينيين في ظل حزب علني والحد بالتالي من خطورة خطابهم السياسي الثوري.

لكن التناقض الذي وقع فيه النهج الديموقراطي سنة 2019 أفدح من التناقض الذي سبق ان وقع فيه ين سعيد ايت يدر في اطار منظمة العمل الديموقراطي الشعبي سنة 1996، فمن سيفتح النقاش العلني بين النهج الديموقراطي والماركسيين اللينينيين، ويخاطر بالتالي بالانتقال من السرية الى العلنية، وهنا يبدوا ان الجواب محسوما وهو ان لا احد سيغامر بذلك من بين الماركسيين اللينينيين الحقيقيين حتى بالنسبة للتيارات الطلابية المنتشرة في كل مكان والتي لن تتناسى وشايات النهج الديموقراطي لوزارة الداخلية والتي اسفرت عن مقتل مناضلين سنة 2007 وعن اعتقال العشرات من الطلاب الماركسيين اللينينيين منذ سنة 2013 واستشهاد الرفيق مصطفى المزياني في غشت 2014.

صعوبة تحقق أي لقاء او حوار بين الماركسيين اللينينيين والنهج الديموقراطي لا يكمن فقط في ذلك التاريخ العدائي القائم بين الطرفين، بل يمتد الى العديد من التناقضات حول القضايا السياسية والأيديولوجية، فأي ماركسي لينيني سيقبل الجلوس مع النهج الديموقراطي المتحالف مع الظلاميين سواء العدل والإحسان أو العدالة والتنمية والعناق الحار بينهما بحضور قتلة الشهداء المعطي بوملي الذي نحيي ذكرى استشهاده الثامن والعشرين اليوم ، وقتلة الشهيد آيت الجيد بنعيسى. فليس هناك أي مبرر أيديولوجي او سياسي ماركسي لينيني للتحالف مع الظلاميين. وقد نتناول المعتقدات الأيديولوجية الفارغة للنهج الديموقراطي ونفندها الواحدة تلو الأخرى كما يمكننا توجيه النقد اللادع للبرامج السياسية الإصلاحية للنهج الديموقراطي التي تناولتها وثائقه خلال مؤتمراته وخلال مقاطعاته للانتخابات.

إذن فدعوة النهج للحوار مع الماركسيين اللينينيين مجرد فرقعة إعلامية قد يجمع حولها بعض الماركسيين التائهين لتسويق العملية إعلاميا وسياسيا وسط مناضليه أولا واتجاه فدرالية اليسار الديموقراطي ثانيا وإعلان النوايا اتجاه النظام ثالثا بانه قادر على احتواء التيارات الماركسية اللينينية المتعددة العاملة في مختلف المناطق دون جهاز سياسي مركزي.

الخلاصة ان استعمال مصطلح الطبقة العاملة يبقى مجرد شعار اجوف للبرجوازية الصغرى التي تملا الأحزاب اليسارية الغرض منه ليس الطبقة العاملة وانما احتواء القوى الثورية وتقديمها كبش اضحية للنظام على مدبح الطبقة العاملة من اجل استخدامها لا خدمتها.



#زروال_الأمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة للتاريخ
- تيار 96 من تيار انتهازي إلى خادم للسياسات الطبقية للنظام
- السقوط الاخير
- عود على بدء أو تجدد المستنقع
- فرقعة نداء آن الأوان ودلالاتها
- العنوان السياسي الفارغ لتيار البديل الجذري
- نقد العمل الشيوعي في المغرب
- من -التحاق الشجعان- الى -البديل الجذري-


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - استخدام الطبقة العاملة لا خدمتها