أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 4














المزيد.....

ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 4


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6396 - 2019 / 11 / 1 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


لم يعرف عليكي آغا الصغير سببَ غياب صديقه حمّوكي، كل تلك المدة الطويلة، وذلك أثناء ذهابه إلى البادية في مهمة الوساطة. كونه يعرف صديقه منذ أعوام عديدة، وما يتميّز به من مكر ودهاء، كان لا بدّ أن يستبعد فكرةَ وقوعه في فخّ لدى الأعراب. ما لم يخطر بباله قط، أن يؤوب الماكر من المهمة وقد انتزع مكافأة لنفسه. لقد حظيَ بزوجةٍ من ذلك الربع، ولم تكن سوى شقيقة حمّاد ذات الستة عشر عاماً. لا شك أنّ هذا الأخير قام بتزكية الرجل عند الأهل، سواءً لناحية أخلاقه أو وضعه الماديّ، مدفوعاً بالطبع بشعور الوفاء وردّ الجميل. عروس حمّوكي، كانت قد قدمت في نفس الهودج، الذي حمل ابنة محمد آغا.
ستمضي أشهر على العرس المزدوج، ولن يشبعَ في خلالها الشامتون من التندّر على وضع محمد الآغا حينَ اضطر لمسايرة حمي ابنته. إنه وافق على مضضٍ، ولا غرو، أن يُحتفل في آنٍ واحد بالعروسين. فضلاً عن مدى امتعاضه لفكرة، أن يكون أحفاده مستقبلاً أقرباء لأولاد حمّوكي. في حقيقة الحال، كان محمد آغا قد سبقَ ومنح الكرم لابنته، مباشرةً بعد الزواج، مع منزلٍ كبير يقع على طرفه الشماليّ. بخصوص الصهر، جعله وكيلاً لأعماله طالما أنه لم يكن ملائماً لمقامه، كوجيهٍ مرموق، أن يعود الشاب للخدمة في إسطبل الأغنام لدى الأغراب.
الابنة فاتي، كانت من جيلٍ من المواليد، نجا بأعجوبة من أمراض الطفولة واستمر بالحياة. ولكنها نشأت ضعيفة البنية، تلوح على سحنتها علاماتٌ مشئومة كتلك، التي تُنذر بتحقيق نبوءة أو لعنة. مع ذلك، نَحَت الأقاويلُ المغرضة على والد الفتاة بشأن صحتها، المتدهورة شيئاً فشيئاً مع تكوّر بطنها بأول حملٍ. لقد زعموا أنه أمر خادمتها بدس نوع من الأعشاب في طعامها، يحول دونَ حبلها، ولكنه سبّب في النتيجة بانهيار عافيتها. في الصيف التالي، وعلى أثر وضعها مولوداً ذكراً، فاضت روحها وكانت قد أضحت نحيلة مثل الطيف: وإنه طيفها ( أو الزيارة، بالتعبير الشاميّ )، مَن صار منذئذٍ يجول ليلاً في الكرم الكبير، المُعرّف باسمها كأمٍ تعسة؛ " رزّي آني "، والمثير رعبَ الناس جيلاً وراء الآخر.

***
ثلاث مراتٍ غيّرت الأشجارُ كساءها، وهوَ ذا ملاحظُ نواطير البستان راضٍ كل الرضا عن وضعه العائليّ كما وعرينه، الجاثم معزولاً فوق رابية صغيرة، مشرفة على زقاق الحاج حسين. لمحض المصادفة، أنجبت زوجة حمّوكي أول أولادها، وكانت بنتاً كما علمنا، في الشهر ذاته، الذي وضعت فيه ليلو ثاني أبنائها. حينَ ذهب رئيسُ النواطير كي يرى صديقه في مقر عمله، فإن هذا استقبله بوجه مشرق. أخبره بأنه رزق صبياً، وما لبثَ أن أردف بعد وهلة صمت: " أكثر من مرة، رأيتني في المنام أنادى بلقب أبي عكّاش "
" ما شاء الله، امرأة زعيم الحي قامت بتوليد حرمينا بينما كانت هيَ بنفسها حاملاً. أمس ليلاً، قبل توجهي إلى عملي، أخبرني الزعيمُ بولادة ابنه وأنه قرر أن يحمل اسم نبيّ الله، سليمان "، ردّ حمّوكي وكان من الابتهاج لدرجة أن يسلوَ واجب تهنئة صديقه. في واقع الحال، أنّ الرجل سبقَ وتألم كثيراً لفقد المولود البكر، وكانت أيضاً بنتاً. مع دخول عليكي آغا الكبير إلى الحجرة، غيّرَ الصديقان حديثَ الولادات المباركة.

***
كان انقضى على زواج سلمى أعوامٌ أربعة تقريباً، عاشت في خلالها بسعادة مع مَن اقترنت به عقبَ قصة حب مشهودة. بيد أنّ سعادتها كانت منقوصة، ولعلها على شفا الانهيار. لقد وضعوها في موضع النقص كامرأة، لما عجزت عن الاحتفاظ بالحمل ولو مرة واحدة كل تلك المدة الطويلة. هذا، برغم اطمئنانها لناحية رجلها المحب. لقد علّق عليكي آغا الكبير ذات مرة ببساطة على شكواها من لمز الحماة، بالقول: " إنها إرادة الله، ولن يقل عدد البشر لو أننا لم نرزق بولد! ".
ليلو، وكانت في موقع العديل لسلمى فضلاً عن الصداقة الحميمة، كانت تشد من أزرها في كل آونة وتبثها كلمات التشجيع والأمل. لهذا الغرض، استعانت بامرأة زعيم الحي، كونها تمتلك العلم والخبرة كقابلة. وقد أخبرتها سارة، لما انفردا معاً في أحد الأيام، أنّ حالة سلمى نادرة وليس في الوسع علاجها من خلال العطارة: " ولكن هل يرضى لها الزوجُ أن تكشف نفسها لطبيبٍ في الشام، بالأخص أنه سيكون على الأغلب نصرانياً أو يهودياً؟ ".



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل السابع/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل السادس/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل السادس/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل السادس/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل السادس/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل السادس/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 5
- ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 4
- ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 3
- ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 2
- ليلى والذئاب: الفصل الخامس/ 1
- ليلى والذئاب: الفصل الرابع
- ليلى والذئاب: تتمة الفصل الثالث


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - ليلى والذئاب: الفصل الثامن/ 4