أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - مكافحة النار بالنار … !














المزيد.....

مكافحة النار بالنار … !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6395 - 2019 / 10 / 31 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط الحكم العائلي العشائري الفردي الصدامي ومعاناتنا معه ، وما اكثرها ؟! رعباً وخوفاً وضيماً خلال 35 عاما ً سود عجاف ذقنا فيها وخلالها اطناناً من القهر والظلم والظيم لم يعشه شعب على مر التاريخ ابداً !
وعندما سقط النظام البعثي الفاشي المجرم بمعجزة الملايين من دماء الابرياء من العراقيين الذين راحت حياتهم سدىً من قبل صدام وحروبه ، وافراد عائلته التافهين ، وحزبه وكل شياطينه من سقط المتاع ، استبشرنا خيرا وهللت ارواحنا وانتعشت آمالنا وازهرت احلامنا املاً في ان يكون القادم خيراً ، وخاصة من الغرب المتمدن … وقد غُسلت ادرانهم ونُظفت عقولهم وشَبعت بطونهم من نهم الدنيا وطمعها ، وجاءونا مخلصين مصلحين معمرين بانين مطورين يعوضونا حرماناً جفف عروقنا وهتك انسانيتنا واسقط بشريتنا كأنها لاشئ !
وكانت البداية خيبة امل بعد ان انتشرت خفافيش واشباح الظلام في كل مكان ، وعمت الفوضى وعادت مخالب الموت تنهش بارواح العراقيين بالالاف ، وانتشرت رائحته النتنة في كل مكان ، وعادت المآتم تقتحم فضائنا وانتشر البكاء والعويل على المفقودين من الاهل والاحبة ، لا لشئ سوى ان طائفة من هذا الدين تكره اخرى من نفس الدين ، ويتهمونها بالعمالة للامريكان ، وهم يعرفون - ولكنهم يتليعنون - بان العراقي في داخل گوانتنامو صدام لم يرى في حياته امريكي الا في احلامه او في الافلام التي كان يعرضها تلفزيون الشباب التابع للمدلل المعتوه عدي … ولم يُكلم في حياته امريكي ، فمتى اصبح عميلاً للامريكان ؟!! ولكنها لعنتنا نحن العرب او العربان اصح ، التي حلت علينا والبستنا ثوباً لم نُستشر فيه … !! واذا كانوا يقصدون القادمين مع الامريكان من العراقيين فهم لم يكونوا يتجاوزون اصابع اليد فما ذنب طائفة باكملها بالملايين تزهق ارواحهم وارواح احبتهم ؟!
وقلنا صبراً آل ياسر لعلها البداية والبداية دائماً ما تكون عسيرة وصعبة ، وتسلل الاسلام السياسي باطماعه واتباعه وانتشرت العمائم بيضها وسودها ونشب صراع حياة او موت بين النهج العلماني في طور الجنين ، والنهج الديني الراسخ في الفارغ من العقول وما اكثرها ؟ وانتصر الاخير بقوة القوة … واستلم الحكم المتدينون اصحاب اللحى والسبح والكلام الطوبائي الخيالي وفرشوا لنا في كلامهم الارض وروداً ورياحين … ومرت الايام واصبحنا نسمع جعجعةً ولا نرى طحيناً !
وقلنا لابأس فهم اهل دين ويعرفون الله وسيرعونه في هذا الوطن المسكين والشعب المتعب المظلوم … ولكن تبين اخيراً ان من يُطلقون عليه علماني كافر يعرف الله والخير والنزاهه وعفة النفس والرحمة اكثر منهم !!… وتقاسموا الكعكة تحت انظار الفقراء والمحرومون الذين اكتفوا بلحس اصابعهم متوهمين انهم أكلو شيئاً منها !! وقسموا الشعب الى شعب الداخل البعثي واتهمونا جميعاًباننا بعثيين هكذا ببساطة ، والقادمون من الخارج والذين لم يعيشوا ذل وهوان نظام البعث الجائر والامَّر منه الحصار الاممي الذي باعت فيه الناس ابنائها وشرفها ، فجادوا بما لايملكون من اموال ومناصب ووظائف الى من لايستحقوها من عراقيي الخارج وعشنا ولا نزال طبقياً شعبين مترفين ومحرومين !
واخذ او لنقل سرق كل واحد منهم حصته وحصة غيره ، وسرعان ما انتفخت كروشهم وامتلات اوداجهم لحماً حراماً وتضخمت جيوبهم كما ارصدتهم في الداخل والخارج من جيوب وحصص الفقراء والبؤساء ، وما اكثرهم ؟ ويذهبون كل عام الى الحج لغسل عارهم قبل ذنوبهم ، ويقضون وعوائلهم الصيف اللاهب في منتجعات ومصايف اوربا وغيرها ؟ بعد ان تملكوا فيها بيوتاً وفيللاً وحتى ابراجاً ، والبقية تعاني الحرمان ولهيب الصيف الحار في ظل انقطاع الكهرباء المزمن في بلد يغفو على محيط من النفط والخيرات … ونشبت الخلافات بينهم على المناصب والنفوذ والمال السايب ، وبانت الحقيقة المرة على طريقة عندما يتقاسم اللصوص تظهر الحقيقة !
واخيراً طفح الكيل … ولابد للمكبوت من فيضان ! … وهكذا انتفض طائر الفينيق وخرج من تحت الرماد …ونطق صمت الشباب ثورةً في وجوه الفاسدين واللصوص يدفعهم احساس مرير بالحيف وما يرونه من بون شاسع بين حياتهم وما يعانونه من بطالة وتهميش ، وحياة غيرهم من المسؤولين وعوائلهم ، وما يتمتعون به من ثراء فاحش ، ورغد عيش وسيارات فارهه وبيوت عامرة … وهكذا خُلقت طبقة هاي واخرى في القاع !!
والخطورة في هذا الحراك الشبابي أنهم لم يعيشوا مآسي ابائهم واجدادهم ممن انحنت رقابهم امام جزاري وجلادي صدام وسفلته ، ويَحذِروا من صيادي الفرص وسارقي الانتصار ومنتهزي اللحظات ، فيسهل اختراقهم وتغيير بوصلة الاحتجاجات عن سلميتها لغايات في انفسهم المريضة …
خرج الشباب مطالبين بحقوق كل العراقيين وليست حقوقهم وحدهم فكلنا نعاني ونشرب من نفس الكأس ، ولكننا قلنا ولا نزال … رفقا بارواحكم ورفقاً بالعراق لاننا جميعاً لا نملك غيره ستراً وغطاءً ولا نملك جنسية مزدوجة ! … فرفقاً به وبنا ، فنحن نتمزق على من يفقد حياته او يُجرح فيكم ، واحذروا من المحرضين الذين يعيشون في امن وامان في اوربا او غيرها ، ولا يبالون للعراق واهله بقدر ما يمنحهم متعة المشاهدة لحظات على التلفزيون وبمجرد ما ينفض المولد يشيحون بوجوههم وينصرفون الى متعهم … والمتصيدون في المياه الاسنة من المجرمين الساديين من ثعابين الجحور ، المتلهفين للسلطة الملعونة والعودة والثأر …
اطمئنوا سيذهب كل اللصوص والفاسدين والفجرة والمنافقين والمتاجرين بالدين الى المزابل فهذه حتمية التاريخ ولن يبقى سوى العراق ، فرفقا به وبانفسكم وبنا …
نتمنى الخير والسلام والهدوء لوطننا الغالي وشعبنا الطيب !!

ولا تكافحوا النار بالنار …



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان … وحسرة المظاهرات على النموذج العراقي واللبناني !!
- قراءة نقدية لبعض ما جاء في كتاب ( فترة التكوين في حياة الصاد ...
- قراءة نقدية لبعض ما جاء في كتاب ( فترة التكوين في حياة الصاد ...
- تعليق على بعض ما جاء في خطاب السيد رئيس الوزراء العراقي …
- محنة العقل مع النقل !
- الدين والسياسة …
- ترقب وتوجس من مظاهرات ما بعد الغد …
- إشكالية الشخصية العراقية المحيِّرة …
- هل نسي الله أن يحرر العبيد ؟!
- تعليق على كلمة السيدة ميركل عن دموية الارهاب الاسلامي …
- المنطقة من حرب الى حرب الى حرب !!
- العراق بين نارين الفساد والمحاصصة الطائفية !
- الاسلام وعقدة المرأة !
- نحن أسرى موتى التاريخ !
- المسلمون في وادٍ وبقية العالم في وادٍ آخر !
- الاسلام السياسي ولعبة الديمقراطية !
- لو تركوا حد الردة لما كان هناك اسلام !!
- تعليق على مجريات المؤتمر العالمي الاخير للاخوان المسلمين في ...
- الاسلاميون المتشددون … وآلة الزمن !!
- فتش عن الاخوان …


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال الاسدي - مكافحة النار بالنار … !