أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - هل ثورة تشرين العراقية شيعية؟














المزيد.....

هل ثورة تشرين العراقية شيعية؟


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6394 - 2019 / 10 / 30 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


www.nasmaa.com
وهل أثبتت هذه الثورة الشبابية الشعبية أن ليس هناك عراق واحد، بل ثلاثة عراقات، عراق شيعي عربي بأغلبيته، وعراق سني عربي بأغلبيته، وعراق كردي بأغلبيته، وبناءً على ذلك فهناك ثلاثة شعوب عراقية، وليس شعب عراقي واحد، وما كانت تسمية «المكونات» حتى الآن، إلا تخفيفا لمصطلح «الشعوب»؟
سأبين لماذا أنفي هذا الادعاء، مبينا نفي كون ثورة تشرين ثورة شيعية عربية، ولماذا أعتبرها ثورة عراقية شعبية، وليست ثورة شيعية، وإن كان الغالب عليها إنها شيعية الجماهير، وإن مناطق اندلاعها وديمومتها هي مناطق الأغلبية الشيعية.
وإذا قيل لماذا إذن لم يشارك كل من السنة والكرد فيها، ولعل السؤال الأهم الذي يطرح، هو سبب عدم مشاركة السنة العرب فيها، ولكني مع هذا سأبدأ بعدم مشاركة الكرد.
إذا نفيت وجود ثلاثة عراقات، وثلاثة شعوب عراقية، فلعلي لا أنفي اثنينية كل منهما، أي وجود عراقَين وشعبَين عراقييَن، هما العراق الكردستاني، والعراق متعدد القوميات بأغلبية عربية، أي عراق ما هو خارج منطقة كردستان. فكل الشواهد والوقائع السياسية والاجتماعية والثقافية تدل على أن كردستان تتعامل حكومة وأحزابا وشعبا (بغالبيته) كدولة مستقلة في الكثير من الممارسات والتفاعلات والمواقف. مع إن الأحزاب الكردية تتعامل بازدواجية، فهي تريد كل امتيازات الدولة الكردية المستقلة، وفي نفس الوقت كل امتيازات كون كردستان جزءً من العراق، والكرد جزءً من الشعب العراقي، أي وفق معادلة «ما لنا هو لنا وحدنا، وما لكم هو لنا ولكم». وشخصيا بينت في عدد من مقالات لي في فترات متباعدة عن أمنيتي أن لو كانت التجربة الديمقراطية الفيدرالية قد نجحت في العراق، ورضي الكرد أن يكونوا جزءً من العراق الواحد الفيدرالي، بعدم بخسهم أي من حقوقهم القومية والفيدرالية من جهة، ومن جهة أخرى بعدم تمددهم بأوسع ما هي حقوقهم بقضم جزء من حقوق الدولة والشعب العراقي أي عراق ما خارج كردستان لصالحهم. فالخطأ حصل من قبل السلطة الاتحادية وأحزاب العراق العربية أو غير الكردية الشيعية والسنية، كما حصل في أداء سلطة الإقليم والأحزاب الكردية الحاكمة أو المتنفذة والمؤثرة بقدر أو بآخر. لذا وما زال الواقع هو هذا، وما زال إقليم كردستان لم يندمج حقيقة في كيان الدولة العراقية، وإن كان من الكرد من يشعر بعراقيته إلى جانب كرديته أو كردستانيته، ولو إن الشعور العراقي يأتي عند معظم هؤلاء ولا نقول كلهم بالمرتبة الثانية بعد شعور الانتماء للشعب الكردي أو الكيان الكردستاني، أو بعضهم للأمة الكردية الكبرى. أقول ما زال الأمر كذلك، فإن العلاقة الأنسب بين منطقة كردستان وبقية العراق، كان يجب أن تكون علاقة كونفدرالية، وذلك بأن تأخذ الكونفدرالية الكردستانية كامل حقوقها غير منقوصة أبدا، ولا تأخذ أي قدر زائد عن حقوقها على حساب حقوق العراق غير الكردستاني، جغرافيا واقتصاديا. ودون نفي أن الكثير من أكراد العراق يتعاطفون مع ما يحصل في بغداد ومحافظات الجنوب، ولكن الأعم الأغلب هناك شعور غير معلن بأن ما يحصل في عراق ما غير كردستان هو شأن داخلي، وأكثر المتعاطفين هم كالذين يتعاطفون مع شعب آخر، وإن كان هناك من الكرد من يتضامن مع الحراك الشعبي عبر شعوره كمواطن عراقي، رغم كرديته، إلا إن هؤلاء بتصوري قد يشكلون أقلية في الوقت الراهن، باستثناء أكراد خارج الإقليم كالفيلية، فشعورهم بالانتماء للعراق أقوى من شعب إقليم كردستان، أو ما يسميهم البعض بأكراد الشمال.
إذن دعونا نبقى في حدود المتبقي من العراق، أي العراق غير الكردي، متعدد القوميات ذي الغالبية العربية، ومتعدد الأديان ذي الغالبية المسلمة. فباستثناء شرائح الشعب من غير المسلمين، تنقسم الغالبية المسلمة إلى شيعة وسنة. من هنا قد يرى البعض إن ثورة تشرين الشبابية هي ثورة شيعة العراق ضد الطبقة السياسية الفاسدة، والموالية لنظام ولاية الفقيه، والمسيسة للدين والمذهب والمقدسات، وغير الكفوءة لإدارة البلاد، واللامبالية باحتياجات الشعب، والمنتهكة لحقوق الإنسان. ودليلهم من يقول بشيعية الثورة هو عدم مشاركة المناطق ذات الأكثرية السنية. دون أن نقول إن كل السنة مع هذا الحراك الشعبي، كما إن ليس كل الشيعة معه، إلا أننا نستطيع أن نقول إن الغالبية الساحقة لشيعة العراق هم مع هذا الحراك، كما إن أكثرية السنة العرب مع هذا الحراك، بنسبة أو أخرى دون أن تكون النسبة دون كونها تمثل أكثرية. لكن لماذا لم يشاركوا؟ عدم مشاركتهم هو بتقديري وتقدير كثيرين تعبير ذكي وحكيم مع مساندتهم الصامتة للفعل الثوري في بغداد وجنوب العراق، لأنهم يعلمون إنهم لو كانوا قد شاركوا، لوُصِموا فورا من قبل الولائيين بالدعشنة والبعثنة، خاصة وإن هذه المحافظات المحررة من داعش هي تحت سطوة وابتزاز الحواشد، بعد تحررها من إرهاب الدواعش. ثم إن عدم مشاركتهم هو تعبير منفعل غير فاعل passive عن الإسناد للفعل الثوري، كي لا تتحول تهمة الداعشية والبعثية من دائرة السنة العرب، لتشمل الثورة التشرينية كلها، فتمنح قامعيها شرعية القمع، والتي ذهب الشيعسلامويون المتضررون من الثورة باتهامها إنها قد حركتها أصابع خفية إسرا-أمري-سعودية.
فشكرا لشعبنا العراقي في المناطق السنية المتضامن مع ثورة تشرين على الموقف الحكيم والمسؤول، والذي سيأتي دوره في اللحظة المناسبة، بشرط ألا يضفى على الثورة صبغة إسلامية أو عروبية، فمعارضتنا للنفود الإيراني لا ينطلق من حس عروبي تجاه نفود فارسي، بل من حس عراقي وطني تجاه استعمار ولايتفقيهي.
فالثورة إذن عراقية شعبية بغالبيتها شبابية، وليست ثورة شيعية، بل مادتها بسبب الظروف الموضوعية التي حاولت أن تبنها هذه المقالة، هي جماهير المناطق ذات الأغلبية الشيعية، والتي لا يمكن أن ننفي وجود سنة ومسيحيين وصابئة وبهائيين وكرد بينهم، خاصة في المناطق المتنوعة كبغداد والبصرة، بحسب تواجد أي من الشرائح المذكورة.
30/10/2019



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على الشبهات المثارة على الاحتجاجات
- الصراع شيعي-شيعي أم عراقي-عراقي؟
- تحذيري 2007 من خطر الاحتلال الإيراني
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 24
- مع بيان تظاهرة 25 تشرين الأول 3/3
- بيان تظاهرة 25 تشرين الأول 2/3
- مع بيان تظاهرة 25 تشرين الأول 1/3
- حل الأحزاب لمرحلة انتقالية
- شروط التحول إلى النظام الرئاسي
- دروس لثورة تشرين الشبابية من غير وصاية 2/2
- دروس لثورة تشرين الشبابية من غير وصاية 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 23
- لا يشغلنا هم العراق عن خطورة الغزو التركي
- المصلون متوضئين بدماء شعبهم
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 22
- من يدير عمليات قمع ثورة شباب العراق
- مع الثورة التشرينية الشبابية في العراق
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 21
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 20
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 19


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - هل ثورة تشرين العراقية شيعية؟