أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب القاص محمد علي طه















المزيد.....

حوار التناظر مع الأديب القاص محمد علي طه


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 6394 - 2019 / 10 / 30 - 05:02
المحور: الادب والفن
    


29- 10- 2019
وصار اسمه فارس أبو عرب
بدأت القصة ومعالمها تفوح منها رائحة براءة الطفولة ، تلك المرحلة التي تتداخل فيها الشقاوة والتي يغلب عليها اللهو والمرح بكل سجالها وسجيتها ، تلك السلوكيات التي تصدح بمخرجات السلوك العبثي ، حركات وألفاظ وتنابذ وضحك ، بين الغمز واللمز والتقريع ، بين كر وفر . كلها تصدر خارج نطاق الوعي والإدراك العميق .إنها عبثية الطفولة بكل تفاصيلها ..
هناك في إحدى قرى فلسطين المحتلة عام 1948م داخل خط الاغتصاب الصهيوني تقع قرية " أم الحجارة " .في تلك القرية الساكنة والعامرة بأهلها البسطاء بدأت الحكاية .. تلك القرية التي حين تتجول في طرقاتها الترابية تشم منها عبق طين الوطن ، تزاحم انفك رائحة أشجار الزيتون ، واللوز ، وما قبل فترة القيظ وقت الصباح وقبل مغيب الشمس يتكرر نفس المشهد حين تداعب خيوط الشمس الذهبية المنسدلة المتسللة من بين حواف وجفون أوراق الدالية الخضراء تلك الأوراق التي يداعبها بخفة نسائم الصباح والمساء تجدها تتراقص بنعومة كصبايا بكر في بداية رقصة دلع وقت البلوغ .ترى عناقيد العنب الذهبية المتدلية بكل دلالها تتأرجح أمام الناظرين كلما اهتزت من سيقان احد أطفال القرية . تجد أشجار اللوز الأخضر حين تطوقه الإزهار البيضاء كطوق عروس تتجلى في ليلة زفافها . تزاحم أنفك رائحة أزهار الياسمين الممتدة على أسوار بيت من الحجارة القديمة شيدتها سواعد رجال القرية يحاكيك الجدار المتداعي للسقوط بعدما تعرضت القرية للخراب والقصف من دانات طائرات مغتصب حلقت في سماء القرية حتى الأمس القريب .في طرقات تلك القرية يمضى الأطفال لهوهم ما بين لعبة الطابة ،والمصارعة تيمنا وتقليدا لما شاهدوه على محطات التلفاز ، والاستغماية ، وطاق طاقيه .. تسمع قهقهاتهم ،عبثيتهم وشقاوتهم في اللعب كما لو أن الزمان يقف مبتسما لهم يشاطرهم لهوهم وفرحهم .. ترى فتيات القرية الصغار وهن يلعبن الحجلة ، وتقليد أمهاتهن في البيت ، كالطبخ ، ونصب حلقة منزوية كعرس صنعوه من بنان أفكارهن وزفة وطبلة ترنح بين أصابع طفلة تنقر بها بكل عفوية .. تجد رجال القرية يجتمعون وبعض منهم يلف سيكارة من تبغ عربي يتناولها من علبة معدنية ليشعل تلك السيكارة معلنا الحرب كما لو انه أشعل إطار سيارة في زقاق ضيق . كل هذه العفوية التي تنقشها الأيام تلو الأيام في وجدان هؤلاء الأطفال ذكورا وإناث ، ترسم في وجدانهم وعلى جدران أفئدتهم وعد الطفولة لا يعلمون ما ينتظره لهم المستقبل حين يشتد عودهم ويصبحون شبابا ورجالا يحلون محل من قضوا ليستمر التاريخ جيلا يسلم بعد جيل .هذا النسيج الاجتماعي البسيط في حياة أهل القرية كانت حياتهم كلها تعتمد على الزراعة ورعي الأغنام . كانت مازالت الحياة في تلك القرى تغط في غيبوبة الجهل ومع بداية عصر التعليم لهؤلاء الأطفال .. في ذلك الوقت والزمان وفي ذاك المكان كانت بداية القصة .. لم يكن فارس أبو عرب لقيطا أو ابن حرام ، وضعته أمه رتيبة بين دخنوس الصبر ،كما كانوا يطلقون عليها ، ولم يكن زوجها التي تزوجت منه قد غرر بها ومضى متسللا تحت جناح تعاستها وتركها عرضة لنبذ المجتمع وهجائه . كان زوجها "سعيد" رجلا فتيا قوي البنية وله شاربين يقف عليهما الصقر ، أنجب منها فارس ، فقبل زواج رتيبة من سعيد فقعت سيرتهما في ركن من أركان القرية ، كانت وقعت في غرام سعيد وكانا يلتقيان متخفيان بين دخانيس الصبر، وما أن التقطتهما عيون أحد أفراد القرية حتى انتشر خبرهما بين أهل القرية كانتشار النار في الهشيم .. ولما كانت تلك التصرفات تتعارض مع قيم ومعايير أهل القرية المحافظة كعادات العرب العريقة بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص .. تروح فيها رقاب ، فإما أن يقدم والدها على جز رقبتها ، فهي في نظر أهل القرية والمجتمع عابت ، أوان يخلع والدها الحطة التي على رأسه والعقال ويمشي عار الرأس ، وليس هذا فحسب ، بل عليه حلق شواربه أيضا .الا ان والد رتيبة تجاوز عرف القرية وبحكمة زوج رتيبة لسعيد أبو عرب وطم الفتنة بدل العار الذي سيلتصق به طوال العمر ، .لكن أهل القرية لم يتركوهم دون تقريع واستفزاز وتهكم ..فالأطفال يلسعون فارس طوال الوقت بالتقريع والاستفزاز .. كانوا الأطفال كعادتهم يبحثون عن الإثارة يستمتعون بتسلطهم على فارس حاطين من قدره .ومعظم رجال القرية لم يكونوا أرقى حظا في تسلطهم وتهكمهم على فارس ابن رتيبة .فهل يستطيع فارس ابن رتيبة ابن المرأة الرقيعة أن يغير معادلات الزمن ومفاهيم القرية في ذاك المكان ؟
يقول القاص محمد علي طه :
لو جاء أي شخص غريبا عن قريتهم ليسأل عن فارس أبو عرب قبل اليوم الميمون المعهود .. كان هز الناس رؤوسهم وعبروا عن صدمتهم .." مين" ؟ لوجدت ثغرت أفواه وأنفاس شهقت وعيون بحرت !
من المعهود تراثا ثقافيا بين الأجيال خاصة في القرى ان ذكر اسم الأم من المحرمات ومن العار أن يسأل الناس عن أسماء أمهاتهم .. فاسم الأم عورة تمس شرف زوجها وابنها .. فلو سألت أي طفل عن اسمه واسم والده يجيبك بكل كياسة ولباقة ، ولكن عندما تسأله عن اسم أمه ، فهنا تكون قد تجاوزت كل الأعراف والمحرمات ، فلن ينطق باسم أمه حتى لو أدى الأمر لكسر جمجمة رأسه ، أو لو وعدته بدخول الجنة فلن ينطق بحرف من اسمها ..
ذات يوم حضر المدرس النصراني إلى تلك القرية وأثناء دوامه الدراسي في الفصل سأل احد التلاميذ عن اسمه فأجاب بصوت جهورى رعدا "نمر" ، وما أن سأل نمر عن اسم أمه حتى وقع السؤال عليه كالصاعقة وضح الارتباك والحرج والخجل على الطفل ولم ينطق .. ضحك تلاميذ لفصل مباشرة بعد سؤال المدرس وهمهم الأطفال مستهجنين سؤال المدرس ، فهم لا يدور في خلدهم سوى الهرج واللهو .. رد عليه نمر وشو بدك باسم أمي ؟! فهم المدرس ولطم نمر على وجهه .. خرج نمر من الفصل هائجا غاضبا لاعنا حرمات المدرس .خرج نمر يعلن غضبه مرتين مرة من سؤال المدرس عن اسم أمه وأخرى نظير ضربه له . قام المدرس باستدعاء شخصا آخر وسأله دون توجس عن اسمه فأجاب فارس وحين سأله عن اسم أمه نابه الارتباك إلا أن أبناء قريته تطوعوا لإحراجه فاستباحوا خصوصياته وأجابوا المدرس باسم رتيبة فهم ينادونه فارس رتيبة .. فاشتاط فارس غضبا وشتم ابن قريته كونه نطق باسم أمه .مما دعا المدرس لضرب الاثنين ..
لم يكن فارس طفلا دونيا كما لم يكن نحيل البنية أو ضعيف القوة ، فهو عندما يلتقي بأطفال قريتهم ويتصارعون معه مقلدين المصارعين في التلفاز ، كان يطرحهم أرضا واحدا تلو الآخر حتى لو حاولوا خداعه .. وكان رجال القرية يصفقون له ويهللون له مطلقين عبارات الاستفزاز .. "عاش ابن رتيبة" ، طالع لامه ، وأخر يتواقح ليقول "ولك أمك رمت سيدك" ، فيشتاط غضبا مما يدعه لرمي أبنائهم خارج دائرة القش بكل قوة ليزيد من المهم وانتقاما لشرف أمه ..كان الأطفال ينادونه فارس رتيبة ، وأخرى رتبت ، معانٍ وألفاظ الاستهزاء والاستفزاز ... مرت الأيام والسنون والأطفال أصبحوا شبابا ، إلا أن الصورة في عقولهم تبقى راسخة عن فارس ليبقى في قاع المرتبة مقارنة بأترابه ..فهي تلك النظرة الدونية التي مازالت راسخة في عقولهم .أصبح فارس طباخ ماهر ، يعمل في احد المطاعم لدى مستوطن صهيوني داخل خط الاحتلال الأخضر .وأخر طوبرجي ، وغضبان النمر حجار في محجرة ...وكانت أم رتيبة امهر نساء القرية في طهي الطعام في مناسبات أهل القرية .
قيم أهل المدينة تختلف وتتباين عن قيم أهل القرية ، كان فارس رتيبة عائدا من مكان عملة نهاية الأسبوع وهو يومي إجازة من منتصف يوم الجمعة والسبت ، وهي إجازة متعارف عليها لدى أرباب العمل الصهاينة ، وأثناء عودته بحافلة الركاب عائدا اخذ فارس يرشق ويقذف بكلمات القدح والشتيمة على مختار القرية بأنه رجل حكومة ويحمل مسدسا على جنبه مستعرضا أمام آهل القرية ، فوصفه برجل وفاسد ورجعي ، كل ما أثار حفيظة الركاب واستغرابهم لحد الصدمة من أهل القرية تلك الجرأة التي تجلت بفارس رتيبة ، فكانت محط استغرابهم كيف تحدى ابن حمولة وحامل فرد ولم يتردد في التهجم على مختار القرية أمام عامة الناس ! كانت كلمة رجعي بالنسبة لهم مفردة غريبة المعنى .. إلا ان كلام ونقد فارس لمختار القرية وتحديه له محط إعجاب حتى من تبرم من نقده ، وما كان يمنعه الإعلان عن إعجابه بفارس ابن رتيبة كان الخشية من سطوة مختار القرية ، ولو ان فارس ابن رتيبة ابن أم دخموس الصبر لكان أعلن تضامنه معه وإعجابه به ولكن لو ما خفت من الهاملة .. خاف من ابنها ! انفجر فارس مرة تلو الأخرى يحرض العمال ضد أرباب العمل متهما الدولة بابتزاز العمال ومص دمائهم ، اخذ يحرض العمال ويطالبهم الانضمام لنقابات العمل ، والإضراب عن العمل بغرض الضغط على الحكومة للاستجابة لتحسين وضع العمال وحمايتهم من الاستغلال .بدأت معالم شخصية فارس تتبلور وتنمو وتتطور بشكل مختلف عن بقية أفراد القرية ، بدأت تتجه نحو التمرد على الواقع المرير تحت سطوة الاحتلال كما لو انه يتغذى ثقافة ثورية تستنهض لديه عزيمة الإصرار والتحدي وهي نبتة متأصلة فيه منذ نعومه أظافره برزت في عنفوان سلوكه مع أطفال القرية ..إنها معركة الصراع على البقاء بين السجين والسجان ، بين الحق والباطل ، بين الاحتلال وأهل الأرض الحقيقيين ، بين السذاجة والوعي الثوري ، بين الماضي الضعيف السطحي والواقع الأضعف والأكثر استسلاما من قبل أهل القرية .. انه الصراع لاستنهاض الهمم وعزم الشباب الثائر المغلوب على أمرهم .. كان فارس يحثهم يستنهض همتهم ويشد من أزرهم ويحرك المياه الراكدة في وجدانهم يوجه سلوكهم ليتوحد العمال وليتكاتفوا في وجه الاحتلال الظالم .فواجهته المصاعب الكثيرة ولكنه بقي واستمر يحرض عمال القرية أثناء تنقلاتهم بالحافلة .كان يخبرهم عن دور النقابات في الدفاع عن حقوق العمال وما تحققه لهم من انجازات .ففي الوقت الذي أعلن فارس تمرده على الحكومة أثار حفيظة بعض العمال واستهجانهم ، كيف لهذا ابن رتيبة يتحدى الحكومة ؟ قلة من أبناء القرية اعتبروه زعرنه وتمرد على الحكومة في غير محله . وآخرين وجهوا له نصائحهم دعك من الحكومة ومن العيب ان تطالب العمال بالإضراب ودعك ممن يخدعونك ،ومن لا يعجبه العمل يتركه ويبحث عن عمل لدى ربيب عمل آخر ، وكلامه في السياسة بعودة اللاجئين لديارهم وإعادة أراضيهم التي سلبت منهم ، كلام عريض صعب المنال فالعرب ليس أهل حرب ولا عزم لهم بذلك . استمر فارس بإعلان تمرده وانقسم ركاب الحافلة لقسمين منهم من يؤيده وآخرين معارضين له .. إنها حالة استنهاض الوعي من حضيض الاستسلام ..اعتبر ممن هم معترضين على كلام فارس أن تلك أمورا سياسية ولها أهلها أولئك الذين يتعلمون في الجامعات ودول بره .. وهم ليس أكثر من عمال بسطاء سطحيين يبحثون عن قوت أولادهم .فاجأ فارس العمال في مرات لاحقة بان احضر بعض الأوراق المطبوعة "منشورات" ووزعها على العمال دون مقابل ، وفي هذا اليوم ما ان وصلت الحافلة لمحطة الركاب نزل اثنين من المعترضين وانهالوا عليه بالضرب المبرح دون لضرب مبرح .وكان في تلك الأوان يدور في خلد ابن قريته لو ان فارس ابن رتيبه معقل ما قال عن المختار رجعي ولا قال عاجلا ام آجلا سيرجع اللاجئين ، وكان ما سب الحكومة ، وفي نفس الوقت كان قلبي معه يؤيده وما كان يمنعني إلا خوفي من الحكومة . استمر فارس بتحريض العمال مرة تلو الأخرى ويوزع الجريدة على العمال مجانا حتى لو ما دفعوا ثمنها . عصر ذات يوم مسك فارس بيديه مكبر الصوت "الميكرفون" ، واخذ يدعو الناس للاجتماع والتجمهر في ساحة القرية ، لم يستجيب من الرجال والشباب لمطلبه ، إلا ان الأطفال كعادتهم يتجمهرون من حول كل شيء جديد للمرح والتسلية ، كان البعض من رجال القرية يشتمون عليه ، وفي خضم الوقت حضر شابا شعره اسمر ظهرت عليه بواكير الشيب ، تساءل مستغربا عن سر إعراضهم الحضور والتجمهر ، إلا انه بدأ يخطب بصوت قوي ، وخطابة واضحة بليغة كخطابات الزعيم جمال عبد الناصر ، وانتقد الحكومة وشتمها بكل قوة ، وشرشح مختار القرية ونعته بالعميل للاحتلال ! كل هذه الخصال دفعت أهل القرية للإعجاب بالخطيب وبشجاعته ، فاخذ الناس يزحفون متجمهرين من حوله وازدادت الحماسة واخذ الناس يصفقون له من شدة الإعجاب ، ومن هنا بدأ الاحتلال بمطاردة فارس وملاحقته بالاعتقال مرة تلو الأخرى إلى ان أصبح فارسا شرا لابد منه .، قال إمام الجامع فيهم قولا عجيبا أنهم كفار وهم من عناهم القرآن الكريم بقوله تعالى "غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ، واخذ أهل القرية يتحدثون اليهم سرا خشية من غضب الحكومة ، ومن عيونها ..
كانت في القرية أراض وقف "لأبو طربوس " والمدرسة تتبع للمندوب السامي وارض البص للمنهال وما بقي سوى ارض أم الحجارة وهي ارض خصبة وسال لعاب الحكومة عليها وباتت في عقولهم ليستولوا عليها .. احد الأيام علم فارس ابن رتيبة ان الخواجة ومجموعه من رجاله وخواجة المنهال ورجاله سوف يتجهون ليصلوا الأرض ليفلحوها ، فما كان من فارس إلا أن جمع جماعته وأكثر من عشرين شابا واستعدوا للمواجهة وكمنوا في وعرة الخروبة شمالي ام الحجارة .. ما ان طلائع المناهيل وعماله بمعداتهم حتى هجموا عليهم فارس وجماعته بالحجارة والعصي ، وكان الخواجه قد أصابه الذعر ، وبعد قليل حضرت سيارة شرطه ونزلوا منها يلبسون طاسات الحرب مسلحين واشتدت المواجهة ولم يصمدوا اكثر من نصف ساعة ، وتعالت الصيحات بالروح بالدم نفديك يا أم الحجارة .. فتركوا سيارتهم وفروا هاربين ، وبين هجوم وفرار الجنود وصلت تعزيزات تلو التعزيزات ، وأصبحت معركة ام الحجارة محط إعجاب اهل القرية ، نعم صمدوا الأولاد في وجه الحكومة ، وفارس قاوم واستمر يقاوم ، وعندما شعر فارس خير وسيلة الانسحاب قبل إلقاء القبض على الشباب والجرحى ليحافظ على سلامة المجموعة واكتفى بما حققه من نصر مادي ومعنوي ، امر رجاله بالانسحاب ، ووصل خبر فارس لاهل القرية بأن فارس جريح وتم أسره ورموه في سيارة الشرطة الزرقاء .
زغردت رتيبة وصوتها عم سماء القرية
وانطلقت الحناجر تهتف بالروح بالدم نفديك يا ام الحجارة
بالروح بالدم نفديك يا فارس ابو عرب
يا ام الشهيد زغردى كل الشباب أولادك
فزعت كل أهل القرية شيبها وشبابها ، رجالها ونسائها أولادها وبناتها حاملين العصي والحجارة ، حتى من كان ممن اعترضوا على فارس أبو عرب سابقا واعتدوا عليه بالضرب .. هجم أهل القرية يهتفون وأقاموا المتاريس في الطرقات وأصر الناس على إطلاق سراح فارس ، ولعلع الرصاص وسمع أهل القرى المجاورة ، ووصلت طلائع رجالهم واشتدت المواجهة من جديد حتى وصلت ثلاث دبابات وجرح من جرح في تلك المواجه الى ان عاد فارسا محمولا على الأكتاف يهتف
بالروح بالدم نفديك يا ام الحجارة
والناس يهتفون بالروح بالدم نفديك يا فارس
ومنذ ذلك اليوم لم يعد فارس ابن رتيبة ، بل فارس سعيد أبو عرب



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخر الزمان
- حوار التناظر مع الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري في رثاء زوج ...
- في القدس
- مرآه على الجدار المكسور
- أيها الأوغاد ... هل أنتم جائعون
- تأملات في سنوات خلت ... نار ودم ودخان
- حوار التناظر مع الاديب غريب عسقلاني في مقامات غزية - غيبة
- حوار التناظر مع الاديب غريب عسقلاني ..في.. مقامات غزية - ظهر ...
- صرخة من أعماقي .. لأنها القدس
- قبل أن يسقط المطر ..
- حوار التناظر مع الكاتبة ورد محمد..في..غريبةٌ أنا...
- حوار التناظر مع الاديب ورد محمد .. في .. أرجوحة القمر
- جولة في بطون الموت ... في غزة لا شيء مقدس
- حوار التناظر مع الأديب إبراهيم الوراق في مناجاة تناغي الظلام
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني مرأة وفراشة
- الشياطين لا يبكون على الملائكة
- أطفال فلسطين ... دموع على صدر الزمن
- وطن يغرد وجعاً
- غزة بين المطرقة والشيطان
- الجسد والروح .. الحياة والموت


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب القاص محمد علي طه