أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )














المزيد.....

أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 28 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


انعكس شعاع الضوء على الزجاج منعها من رؤية الفستان الذي تراقبه منذ يومين لا تملك ثمنه لكنها تملك النظر
لا أحد يملك حواسها الا اللهم الحكومة و السيد و الأب في قمة الهرم السياسي للأسرة
لكنها الان تملك قرار النظر دون رقيب او حسيب
لا أحد يقرأ خلف النفس و ما تنتجة العيون
غرقت رموشها بالدمع الخفيف و يد احداهن تشير لنفس الفستان
تتجرأ لتسرق النظر أكثر تظلل يدها على الزجاج تفتتح فسحة الرؤية الا ان الشمس تصد العيون
كأبيها في الأسرة و السيد في الشارع و الحاكم بأمر الله في البرلمان
تعيد النظر فينقلب لها و هو حسير
تتداخل الظلال مع تدافع المارة نحو المحلات
يعج الرصيف بأصوات الأطفال و المراهقات لشراء الملابس و الأطعمة
فتح صاحب المحل الباب الزجاجي صارخا في وجهها المشقق ذو البثور الداكنه
تمايلت يسارا لترى أكثر كأنها تتجاهل صوته
لا تسمع ذبذبات الطاقة القادمة من حنجرته العالية المتعالية
امسك كتفها ارتد جسدها نحو الأرض تهاوت لتصحى
أمسكت حقيبتها الصغيرة القذرة بدماء الدجاج و أتربة الهواء تفقدت دفترها امتشق جسدها إلى الأمام و مضت داخل الأجساد الممتلئة باللحم و الأموال و الفرح و المرح تدافعت بين اجسادهم لا يشعر بها أحد و لا تشعر هي بأحد
امتدت أحد الأيادي نحو الصدر الأيمن تداعبه بالاصابع الثلاثه
رفعت حقيبتها نحو صدرها أدركت قيمة الصدر داخل الأسرة و المدرسة و الدين و الحكومة بأنه رجس و قذر ويداعبه فقط الزوج الاوحد ثم ياخذه الاله الاكبر في السماء السابعة ليعاقبها به و يعلقها منه اذا لمسه أحد غير الزوج الاوحد
او تصبح طاهرة حين لا يراه أحد و تدخل الجنه لترى زوجها يتطاير مرحا نحو الحور و الغلمان و تمارس هي العادة السرية بعيدا عنه للحفاظ على طهرها المقدس !!!

دخل صوت الأب كإيقاع الطبل ينهرها حين ترتدي ملابس ضيقة قليلا و يحذرها من صدرها و جسدها البالغ الذي لا تستره الملابس مهما زادت دون زوج
تتداخل كلمة زوج مع كلمة صدر تتعوذ من ابليس
و ترفع يدها لتطال الباص و تدخل
رائحة العرق الطازجة تبعد أنفها و لكنها تقترب منها طالبه منها الجلوس تمتزج رائحة العرق في جسدها مع رائحة أجسادهم الدبقة
يبصق احدهم في وجهها لانها تظهر بعض خصل الشعر من خلف الغطاء الخشن
و يشتد التهامس داخل الباص حول حجاب المرأة و لونه و مواصفاته و وجوب ارتدائة ام انها تستحق حد القتل و جهنم دون ذكر سيرة الجهل و الفقر والحرمان السياسي الاقتصادي في مدنهم !!!!!!
تجلس خلف التهامس تضغط على جسدها حول الحقيبة كأن الحقيبة أصبحت أحد أعضاء جسدها لا تقوم الا بها و حين يهتز صدرها أثناء عبور المطبات الصلده في الشارع تضغط علية بالحقيبة
تنظر إليها العيون بازدراء
تتكور داخل المقعد و تنتفض لقول : نازل عندك

تغدو مسرعه نحو الخروج و تحتكك حذاءها بالاسفلت
تطرق رأسها عن رؤية العمارات و تاخذ باص ثاني ينقلها نحو مدينة أخرى تقل فيها العمارات تتميز بيوتها بارتفاع بسيط و تنتشر فيها محلات بسيطة ذات مساحة صغيرة أمام كل شارع فرعي
ساعتها تشير لمنتصف العصر
يطردها السائق لانها الراكبه الأخيرة التي لم تنزل
تأخذ مركبة اخرى صغيرة تتعثر في الحفريات الكثيرة لتدخل نحو قاع العشوائيات
ينكشف الغطاء عن مناطق لم يصلها أحد من البشر حتى الطبقة المتوسطة لا تعرف هذة المناطق
تنجرف المركبة الصغيرة نحو أحد الرسوم التي تدل على فرع الدخول نحو احد الاعشاش رسمه السكان لتحديد إشارات المرور
تتوقف أمام أحد الاعشاش المتشابهه المبنية من الطابوق الرديء و قطع الحديد
لا باب يطرق باليد و لا يوجد استئذان للدخول
ترفع قطعة الحديد و تنغمس داخلها كالغاطس في البحر

لا زال نائما وسط قطع الطعام العفن و ملابسة التالفه المتسخه تنتشر حول العش
تدخل لاحد أركان الحديد المصفح في العش يسمى مطبخ
تحد السكين في قطع الحديد و تتجه نحو رقبته تحدها عليها
يتراقص الدم حوله و حولها و تدور معه في صراع الموت
يلتف جسده للمقاومة الأخيرة و تلتلف معه لتسحب نص سكين من داخل رقبته
تطلق العنان المشاغب و تدخلها في عينه و ثم شاربه الغليظ لتنتقل نحو القلب و البطن
عشوائية منظمة بلا خالق
كأنها لوحة من الجمال الإبداعي العميق لشهوة الغرس
تتثاءب و تنطرح أرضا
تلعق ما تبقى من دمه على اصابعها
و تنظف الباقي بملابسها
تسحبه نحو دكه اكوام بقايا البناء بما يسمى الرصيف تدفنه فيها و تقرأ علية ايه من القرآن
و تعود للعش .

تجلس تنتظر الأعدام او المؤبد جلبها أبناء الاعشاش لمركز المدينه الأخرى للتحقيقات بعد أن فاحت رائحة جسده تحت الرصيف
شك الجميع فيها و سألتها السلطات
- من القاتل
- انا
- لماذا و بمساعدة من ؟
- أنه الفستان .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش انتفاضة تشرين الاصيله/1
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل / 2
- أسئلة الأطفال البديهية و سياسة القتل
- طقطقة الكعب العالي
- الممتلكات العامه ليست عامه
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية/5
- النقاب و الهوية الانسانية
- الإبداع بين تشوية السمعة و الدعوات الأصولية /4
- الابداع بين تشوية السمعة و الدعوات الاصولية /3
- احاديث دينية في سن السادسة
- الشمس تحدق في الزقاق
- حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
- ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
- الله و الديمقراطية
- عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1
- عشتار تشاطر ام محمد النواح
- قبل بلوغ سن الهلوسه
- احذرك و ارجوك


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )