أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب














المزيد.....

مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 6393 - 2019 / 10 / 28 - 00:37
المحور: الادب والفن
    


فى الأيام القليلة الماضية خلقت أغنية ملطشة القلوب غناء الفنان مصطفى شوقى، حالة من البهجة وعفوية التكرار فى سماعها وترديدها، فهى أغنية تضخ طاقة وحيوية فى روحها وفكرتها، وبالرغم من أنها تحكى حالة متكررة نعيشها ونقولها لأنفسنا كثيرا، إنما طرحتها بصراحة وبساطة ما يقوله الشخص فى داخله، حيث الأريحية فى التعبير الساخر من ذاته والموبخ لنفسه، مُقدِمه هذا بخفة ظل مصرية خالصة فى الألفاظ والموسيقى والأداء، حتى فكرة الكليب والتى إن اختلف البعض على جزء فيها، فقد اتفقوا على اعطاء الفنان فرصة فيها لإظهار تعبيراته التى تمتاز بالطبيعية والمرح.

وهذه الأغنية أستطيع أن أشبه تأثيرها المبهج بقطعة سكر أُضيفت للمذاق السئ للأيام والأحداث، فربما يكون الفن مسمى هامشى بالنسبة للمجتمع، لكن فعليا وعمليا هو له دور كبير لا يدركه الناس إلا عندما يلامسهم بتأثيره، سواء إن شاركهم فى آلامهم أو ساعدهم على إبهاجهم.

وهذه الأغنية لا شك أنها حققت الهدف الأخير للكثير.

هى من كتابة صابر كمال، الحان بلال سرور، توزيع موسيقي رامى سمير، ومن انتاج واخراج نصر محروس.

وعودة إلى الفنان مصطفى شوقى فهو مطرب وملحن بدايته الفنية تسبق هذا العمل، وعندما بدأت فى البحث باسمه للتعرف على أرشيفه الفنى إن وجد، فقد وجدت الكثير من العلامات الفنية الدالة على اجتهاده وتنوعه، ومثابرته لسنين لتقديم أنواع مختلفة من الغناء فى أكثر من محاولة جيدة، سواء فى اغانى مسجلة أو حفلات.

ويمتاز أسلوبه الغنائى بالتلون مع التجسيدات المختلفة لما تحمله معانى الاغانى المتنوعة، ويقدم الحزين بنفس جودة ما يقدمه من مرح، وذلك بدون افتعال فى الاتجاهين، ويحمل أسلوبه الكثير من الحماس والتماهى مع الحالة التى يقدمها، ويتميز القاءه بالتعبير اللبق عما يغنيه كما يكون فنان مونولج أو ستاند اب كوميدي، وليس مطرب فحسب، فهو يدمجك مع تلك الحالة التى يقدمها جيدا بأسلوبه الخاص، حيث يستطيع بغناءه أن يحكى ويعبر ويمثل باستخدام تعبيرات وجهه ولغة الجسد وتوظيف نبرات صوته، ليقدم حكى تمثيلى وليس فقط غناء بطريقة انفعالية مؤثرة أو طريفة ومضحكة لافته للانتباه.

وأود أن يكون هذا المقال فرصة لاقتراح إعادة تقديم وتوزيع اغانى قديمة لمصطفى، لم تأخذ حقها فى الانتشار والاستماع، مثل أغنية "بالأدلة القاطعة" فهى أغنية تحمل مقدرة على ابراز تلك المميزات التى يمتاز بها هذا الفنان، ومن الممكن أن يخدمها كليب يركز على اظهار ما لديه من مَلكَة تعبيرات وجه خفيفة الظل، وكذلك على النقيض من حالة فنية نفسية مختلفة، وهى موال "المود" فهو يشارك الناس فى حالة كثيرة التردُد على النفس، وهذا على سبيل المثال.

وهذا الاقتراح هو بهدف الاستفادة من سابق مجهود لم يُعرَف بعد، واعادة الروح فيه، بالإضافة لتوقعنا المزيد من الأعمال الجديدة التى تحمل ذكاءا ودقة فنية كما عهدنا منه.

ولقد اهتممت بالكتابة عن هذه الموهبة لأنها تمثل نموذج للعديد من الموهوبين الذين يجتهدون ويثابرون بنفس طويل، وتظل أعمالهم مسموعة قليلا ومجهولة كثيرا لمدة طويلة، حتى أن يحالفهم حظ التصديق فى موهبتهم وتقديم الدعم المناسب لهم، لتظهر فى ظل نور أقوى يقدم لها الانتشار والتعارف الأكبر لدى الجمهور.

ولذلك فهى نموذج مشجع لغيرها على المثابرة وجودة الاجتهاد بالتأكيد.

والسبب الأخر هو لأن الكثير من الناس لا يعتقدون أن المعافرة التى يقدمها انسان فى طريق مثل الفن، هى بنفس القيمة لما يبذله طبيب أو مهندس من اجتهاد، فتأثير الفن على الانسان لا يقل أهمية، فالنفس تحتاج مثل الجسد ولكن لأنها غير مرئية فتُظلَم احتياجاتها كثيرا، فتقديم وجبة خفيفة لها من اغنية جميلة بامكانها أن تمدها بطاقة كبيرة، مثلما يحدث للجسد مع وجبة غذائية خفيفة.

وأخيرا فالذين يقدمون فن واعى للجمهور له قدرة على التعبير عنه فى صدق الألم أو فى تحقيق السعادة له ومساعدته على الدخول فى لحظاتها .. فشأنهم حقا أمر يستحق الدعم والتشجيع.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر المسيح الدجال
- لا تحزن على الحريق يا كوازيمودو فلقد عادوا ليصلوا
- تراب الماس وخالد يوسف
- آنسنة الألوان وتلون الإنسانية فى فيلم فوتوكوبى
- تذمر جالاتيا على بجماليون
- صلاة القمر
- لست الإبن الضال .. أنا الدِرهَم المفقود
- لست لخدمة فوتيفار ولا لطمئنة خدام الملك
- احذر جماهيرية الذباب
- ابداع التمثيل الصامت فى مشهد النهاية من فيلم شادر السمك
- مُعزون متعبون
- سبب الإقبال الجماهيرى المتزايد على برامج المقالب للفنانين
- المفهوم اليهودى لقبول السلام بين المسيح والسادات بميزان التا ...
- قبول اليهود للسلام بين المسيح والسادات
- لا تصدقوا سياسات حناجر المنابر
- مَن علَّقوا سلامهم على مشانق الهلاك!
- عرض *مفتاح شهرة* لا تترك مفتاح شهرتك لأخر
- مسرحية *نزهة فى أرض المعركة* الإبداع فى ميدان التَورية
- عرض *كأنك تراه* عندما تواجه مرآة إيمانك!
- يا جان دارك


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب