أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة















المزيد.....

ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
أزمة المؤسسات المقدسية الكبرى من مشافي وشركة كهرباء القدس وغيرها من المؤسسات المقدسية،ليست وليدة اللحظة،او نتاج لأزمة السلطة المالية التي مرت بها قبل سبعة شهور،بل هي ازمة ممتدة منذ سنوات طويلة،وربما عمرها من عمر اوسلو،وكان يجري ترحيلها من عام الى آخر،وكلما جرى ترحيلها كانت تزداد تفاقماً،لأن الحلول التي كانت تجري لأزماتها المالية،هي حلول مجزوءة وترقيعية ،وعبارة عن عمليات إطفاء حرائق،ولكي تصل اوضاع تلك المؤسسات،بعد كل عمليات الترحيل والتأجيل والمماطلة من قبل السلطة في الوفاء بإلتزاماتها إلى حالة تهدد بالإنهيار الكامل لتلك المؤسسات،حتى وصل الأمر بمستشفى الأوغستا فكتوريا " المطلع الى وقف تقديم العلاج لمرضى السرطان،بسبب نفاذ الأدوية من صيدلية ومستوعات المشفى،وهذا كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى،فعلاج هؤلاء المرضى ليس كأي علاج يمكن تأجيله او ايجاد البديل عنه،بل هناك ملحاحية عالية في توفير الدواء لمثل هؤلاء المرضى ...عندما يكون دين المشفى على السلطة متراكماً 200 مليون شيكل،فهذا يحتاج الى وقفة جدية من اهل المدينة بكل قواها ومؤسساتها ولجانها وجماهيرها،هذه الجماهير التي أدركت بحسها العفوي الوطني الصادق،بأنه عليها أن لا تبقى مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث ويجري،فبدأت بطرح مبادرات فردية وجماعية لكي تجمع المال والتبرعات،من أجل إنقاذ حياة أناس يتهددهم خطر الموت الحقيقي،فكل تأخير في توفير العلاج لهؤلاء المرضى يسبب اضراراً جسيمة وخطيرة لهم والتي قد تصل حد الموت.
في كل ازمة تعيشها مؤسسة كبرى من مؤسسات القدس،ترفع إدارة تلك المؤسسة صوتها وتستغيث وتستنجد،وتتدخل السلطة الفلسطينية،لكي تسدد جزء بسيط من التزاماتها المالية،وتقرن ذلك في تبرير عدم القيام بمسؤولياتها تجاه المؤسسة بان هناك فساد وترهل وخلل إداري في تلك المؤسسات،في خطوة هروب للأمام والقاء للوم والمسؤوليات على إدارة تلك المؤسسات،والتي غالباً ما يكون وجودها بقرار وتعليمات منها،وبالتالي على السلطة ان تقوم بدفع كامل التزاماتها للمشافي وشركة كهرباء القدس وغيرها من المؤسسات المقدسية،ومن ثم يجري فحص اي فساد او ترهل وخلل إداري ومعالجته على قاعدة كشف ومحاسبة الفاسدين وإجبارهم على إعادة المال المنهوب والمسروق،او الحجز على اتعابهم ومستحقاتهم، والإستغناء عن خدمات ممن هم عبئاً على المؤسسة وغير منتجين،او العمل على تدويرهم في قطاعات أخرى،او نقلهم الى مؤسسات بحاجة الى عاملين،في إطار تعزيز صمود المقدسيين وتثبيت وجودهم،وكذلك لا يجوز ان تجري التحويلات الطبية من الضفة الغربية لمشافي في الضفة او في " اسرائيل" على حساب مشافي القدس،فهناك منتفعين ومستفيدين من عمليات التحويل تلك سواء في مؤسسات السلطة أو اطباء ووسطاء وغيرهم،ممن ينتفعون من تلك التحويلات في إلإطار الشخصي،حتى لو كان ذلك على حساب قضية كبرى كقضية القدس.
اللقاءات والإجتماعات والمفاوضات بين ادارة تلك المؤسسات وقادة السلطة والمنظمة،تبقى في إطار الوعود والمعالجات الجزئية والتسكينية التي تبقي النار تحت الرماد،والإنشاء الممجوج والخطب الرنانة عن ان القدس خط احمر ومؤسسات القدس لا يجوز المساس بها،وهي صروح وطنية في مدينة القدس،وأهم معالم الوجود الوطني الفلسطيني وغيرها من الشعارات التي تحتاج الى ترجمة لفعل على الأرض وليس سياسة " تبويس" اللحى و"الطبطبة" و"لم الطابق" المسألة تحتاج الى جرأة في طرح الحقائق ووضع النقاط على الحروف والذهاب الى حلول ذات بعد استراتيجي،لا يجعلنا كل عام نقف امام ازمة لمؤسسة كبرى المقاصد...المطلع ...الهلال ..شركة كهرباء القدس ..المسرح الوطني وغيرها من المؤسسات المقدسية...نحن نفهم بان السلطة يجب التعامل معها،ليس كرب عمل او بنك للدفع،فإذا كان هناك فساد وترهل إداري في المؤسسات التي يجري تمويلها،فيجب أن يشهر سيف المحاسبة وعلى قاعدة الأدلة والإثباتات،وليس على قاعدة الولاء الحزبي او التنظيمي وغيره.... وكذلك إدارة تلك المؤسسات عليها ان تتواصل مع المقدسيين بقواهم وفعالياتهم وجماهيرهم،من أجل خلق أجسام داعمة ومساندة لتلك المؤسسات،وكذلك مطلوب منها ان تخلق جسم تنسيقي يشمل أكبر عدد من مؤسسات المقدسية ذات الوجود الحقيقي على الأرض،وأن تتحرك عبر أوسع فضاء عربي واسلامي ودولي من اجل الحصول على دعم مالي لتلك المؤسسات التي وجودها في المدينة،هو واحد من اهم ركائز حماية الوجود وتعزيز الصمود في مدينة القدس ...نحن في مدينة القدس قوى ومؤسسات ولجان ومرجعيات على اختلاف تسمياتها،ما يهمنا بالأساس ليس التصادم او خوض صراعات ومناكفات مع هذه المرجعية او تلك،نحن نريد ان يكون الصوت المقدسي مسموعاً وحاضراً عند صناع القرار،وان يستجيبوا الى طلبات المقدسيين،فالحرب التي تشن عليهم من قبل الإحتلال،بلغت حد " التغول" و"التوحش" والإستهداف لهم حتى في أدق تفاصيل حياتهم اليومية اقتصادية واجتماعية،وليس في إطار تحميل "الجمائل" او المزايدة على احد،اهل القدس يسجلون فقط بمجرد صمودهم في المدينة بطولات حقيقية،فهم حجر عثرة امام تغيير واقعها الديمغرافي وتطبيق ما يعرف بصفقة القرن الأمريكية لجعلها عاصمة لدولة الاحتلال،فوجود المقدسيون وتشبثهم بأرضهم والصمود في قدسهم،يدفع كل عام صناع القرار الإسرائيلي،للبحث في كيفية التخلص منهم،عبر مبادرات ومشاريع تستهدف،طردهم وترحيلهم الى خارج حدود ما يعرف ببلدية القدس،واهل القدس يعرفهم الجميع،كانوا رأس الحربة في معارك الدفاع عن الوجود والبقاء ومنع تغيير طابع المدينة ومشهدها العام وهويتها وتاريخها وتراثها وهوائها،وهم دوماً كانوا مفتاح الحرب والسلام في كل المنطقة،وخاضوا المعارك والهبات الجماهيرية المتلاحقة مع الاحتلال،وسجلوا عليه إنتصارات حقيقية،معركة وضع البوابات الإلكترونية على بوابات المسجد الأقصى تموز /2017،وعدم المشاركة في الانتخابات لبلدية الاحتلال تشرين اول/2018 ،وها هم يخضون معركة الدفاع عن هوية القسم الشرقي من المسجد الأقصى مصلى باب الرحمة ومقبرة باب الرحمة،والتي يسعى الاحتلال لسيطرة عليها من اجل تغيير الطابع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى وتقسيمه مكانياً.
المقدسيون يطالبون السلطة الفلسطينية،ان توفر اكبر قدر ممكن من الدعم المالي للمقدسيين،فما يضخ من ميزانيات للقدس لا يساوي 1/100 من الميزانيات التي يضخها الاحتلال على تهويد المدينة،ويكفي ان نذكر بان ميزانية بلدية الاحتلال للعام الماضي 7 مليار و 300 مليون شيكل ،عدا الأموال التي تضخ من الجمعيات الإستيطانية والحكومة لتهويد المدينة وأسرلتها،القدس تحتاج الجميع مقدسيون وفلسطينيون وعرب ومسلمين،ولذلك مسؤولية حماية مؤسسات القدس والدفاع عنها،مسؤولية جماعية،ولكن على السلطة ان تفي بإلتزاماتها ووعودها لأهل القدس،فالقدس ليس مجرد شعارات ترفع ،او عود لا تنفذ،واهل القدس بحاجة لكشوف من صناع القرار عن الأموال التي صرفت ودفعت لأهل القدس،لكي نعرف لمن أعطيت وكيف جرى صرفها.
فلسطين – القدس المحتلة

27/10/2019
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة اللبنانية بين الإحتواء والتوظيف الخارجيوتحقيق المطالب
- -ميكي ليفي- يكشفمخططات الإحتلال لتصفية وجود شعبنا في القدس
- لا بديل عن الحراك الشعبي لوقف العنف والجريمة في مجتمعنا الفل ...
- هبة اللبدي تعري الاحتلال
- الفساد والوطنية لايلتقيان
- القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني
- الإنتخابات الإسرائيلية للخروج من المأزق ...منْ سيخون منْ.... ...
- نتنياهو.... اليوميتقرر مصيره ...رئاسة الحكومة او السجن
- في ذكرى اوسلو المشؤوم
- أما آن الاوان لهذا السجن ان يقذف هؤلاء الأسرى..؟؟
- قراءة كان الإنتظار نصف الرد ... وجاء الرد
- لإنتظار نصف الرد
- هل نحن امام فرصة تاريخية لإستعادة الكرامة العربية...؟؟
- ما الهدف من منع دوري العائلات المقدسية..؟؟
- ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟
- ماذا بعد الإشادة بشجاعة المقدسيين..؟؟
- قراءة اولية لما حدث في الأقصى اليوم
- -توليد- النخب السياسية والفكرية
- واكتمل ثالوث اللصوص
- من واد الحمص الى العراقيب وبيروت الهدف التهجير والتطهير العر ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - ازمة المؤسسات المقدسية عميقة وممتدة