أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عبد الحميد - بين معارضتين














المزيد.....

بين معارضتين


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعض أصدقائي، ممن كرّمهم الله سبحانه وتعالى بالإقامة في إحدى الدول الأجنبية، أو ممن تمكنوا -بشكل أو بآخر -من الحصول على نعمة اللجوء السياسي، استنكروا بشدة عدم الإعلان عن إعجابي الشديد بمآثرهم البطولية، وملاحمهم الخارقة التي يقومون بها وهم في مكمنهم الآمن ذاك، فأمطروا بريدي الالكتروني بوابل رسائل من سجّيل، مستنكرين، زاعقين، غاضبين..!.
وأعمالهم البطولية يا سادة يا كرام تتجلى في كتاباتهم الانترنيتية والصحفية وعبر وسائل الإعلام المختلفة، والتي يتبارون عبرها في صب اللعنات على النظام السوري البغيض، ووصفه بشتى النعوت، والدعوة عليه بكسر اليد، وبداء الفالج...الخ.
ونحن، بعض كتاب الداخل، وإن كنّا لاننكر عليهم حقهم بتاتا في أن يذيقوا النظام عذاب اللعنات كما يرغبون، فإننا نستنكر دعوتهم لنا الالتحاق بهم في جوقة الردح والشتائم والسباب، واتهامنا دون وجه حق بالتخاذل والتقاعس عن أداء دورنا التاريخي في البصق على النظام ومسح الأرض به عبر كافة وسائل الإعلام المتاحة.
ولذلك فإننا نرغب بتوضيح ما يلي:
أولاً:إن لغة السب والشتم والقدح بحق أعدائنا، هي لغة العاجز والضعيف والصغير، ونحن على قلة عددنا، وضعف صوتنا، أرفع وأسمى من أن نحمل مثل هذه الصفات.
ثانياً:فإنه ومهما أصابنا من النظام وجلاديه وجلاوزته، من قهر وتعذيب في سجونه وأقبيته، ومهما كانت فداحة جرمه حين سرق منّا أجمل سنوات أعمارها، فإن صراعنا معه في الأول وفي الآخر هو صراع سياسي.وبالتالي، فإننا نحاول على الدوام إقصاء عواطفنا ورغباتنا ونزعاتنا الثأرية جانباً، والنظر إلى أفعال النظام نظرة عقلية تحليلية علمية، كي نتمكن من تحديد ماله وما عليه، في إطار المصالح الوطنية العليا.
ثالثاً:فنحن نسأل قسماً كبيراً من هؤلاء الأشاوس: أين كانت كتاباتهم الشتامة، ودعواتهم الثورية، حين كانوا بالداخل وتحت قبضة النظام التي لا ترحم؟!.
لم نكن نسمع عن الكثيرين ممن يملؤون اليوم-ما شاء الله-صفحات الانترنت طولاً وعرضاً بالخطب الثورية الرنانة وهم يتسكعون على ضفاف السين أو في مقاهي السويد أو النرويج، ويحتسون أكواب البيرة الديموقراطية اللذيذة!.
رابعاً:فإن معاناتنا نحن كتاب الداخل لا تتمثل فقط بالضغط الأمني الفظيع، واحتمالات الاعتقال، وإنما تستهلكنا كافة الهموم المعشية والحياتية والتي لابد أن مثقفي جنيف وباريس وستوكهولم قد نسوها.ونحن عندما نستخدم الانترنت في إرسال مقالة ما أو رأي فإننا نقتطع من قوت أولادنا مبلغا لا يستهان به من أجل أن نقول للعالم أننا مازلنا هنا.
خامساً:إن تنامي الأصولية الدينية داخل الشارع السوري، والذي يتحمل النظام جزءا كبيرا من المسؤولية عن تفشّيها بهذه الدرجة المرعبة، والتي تنيخ على صدور المفكرين والكتاب العلمانيين بكلكلها الثقيل، تثير عندنا حساسية مفرطة تجاه أية معارضة للنظام تأتي من داخل الإسلام السياسي كالإخوان المسلمين مثلاً.
سادساً:لاشك بأننا نملك أيضا في الداخل بعض الأبطال، ممن يعتقدون بأنهم بتضحياتهم الجسيمة، وبمواجهة آلة القمع الهائلة بالجسد العاري، سيفتحون الطريق للأجيال القادمة لغد أكثر إشراقا، هؤلاء وان كنا ننتقدهم وبشدة أحيانا، وننتقد تسرعهم، وتعجلهم الخلاص، لكننا ننتقدهم بحب واحترام...
ويكفي أن ننظر لحملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت موقعي بيان دمشق-بيروت(الداخليين)، لنعرف مقدار الخسارة التي قد لا تعوض في القريب العاجل، في حين أن نظرائهم من موقعي البيان(الخارجيين)!، كانوا أبعد من أن تطلهم يد السلطة السورية، وبالتالي فهم يستعدون الآن لجولة أخرى من البيانات البطولية الخارقة!.
سابعاً:فإننا نرجو من مناضلين الخارج المرفهين جميعا، أن يدعونا نناضل بمعرفتنا وبقدر استطاعتنا وطاقتنا، وأن يتعلموا قراءتنا قبل رجمنا بحجارتهم، وأن يحاولوا فك شيفرة كتاباتنا، وقراءة مابين السطور، لعلهم يشمون من خلالها رائحة وطنهم وعذاباته...ولعلهم يدركون!!.



#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حملة الاعتقالات الأخيرة في سوريا:ضربة استباقية
- المعارضة الإعلامية السورية – بين الوهم والواقع
- الشيخ فيصل..المعاكس !!
- عن خدّام وجبهة بروكسل
- الحلقة القادمة من حلقات البحث عن الحقيقة
- بين خبز المواطن وديموقراطية المعارضة السورية
- التقرير الثاني، وبداية الضغوط الجدّية على سوريا
- الجمهور المصري -عايز كدة!
- الشعب السوري بين نارين
- لامصلحة لأمريكا بسقوط النظام السوري !
- الواوي والمنجل..وأسعار السيارات !!
- كيف وضع النظام السوري نفسه في قفص الاتهام
- يكون الشعب،أو لايكون!
- ليس كل البعثيين،بعثيين!!
- ناطق مانطقش حاجة !!
- مؤتمر البعث:إصلاحات إقتصادية فقط !!
- دعوة للتحالف بين التيار الاصلاحي في النظام السوري والمعارضة
- الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عبد الحميد - بين معارضتين