أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - الشعب اللبناني ينتفض ضد الطائفية والفساد.














المزيد.....

الشعب اللبناني ينتفض ضد الطائفية والفساد.


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 6390 - 2019 / 10 / 25 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد فترة من الركود السياسي عرفها الشارع اللبناني يمكن تفسيرها بالاشباع الاحتجاجي الذي عرفته الساحة اللبنانية عقب الاحداث الدامية والاغتيالات السياسية التي عرفتها الساحة اللبنانية منذ بداية سنة 2004 والتي اودت بعدد كبير من المثقفين والسياسيين و الاعلاميين والامنيين من بينهم الرئيس رفيق الحريري و جورج حاوي و سمير قصير واللائحة طويلة والتي مازال الجاني في هذه الجرائم حرا طليقا، حيث ان الاغتيالات السياسية أججت الساحة اللبنانية وقسمت البلد الى فريقين على الاقل ، فريق موالي لنظام بشار الاسد وللمحور الايراني تحديدا وفريق موالي للغرب و للمحور الخليجي الامريكي ، وهناك بطبيعة الحال قوى وهيئات وفعاليات وتنظيمات مستقلة و رافضة لكل الاستقطابات الخارجية لكنها قوى هامشية ضعيفة التاثير ومحجمة بفعل سيطرة المنطق الطائفي على زمام الامور وعلى مفاصل البلد .بقي اللبنانيون منذ فترة طويلة رهينة في ايدي القوى الاقليمية والدولية واصبح البلد محط تجاذبات اقليمية وساحة تصفية صراعات دولية اكبر من مساحة وحجم لبنان.
الشعب اللبناني انتفض مجددا ونهض من قمقمه ليعبر عن رفضه للسياسات المتبعة من طرف حكومة يسيطر عليها محترفو السياسة من الوجوه القديمة التي مل الشعب اللبناني من رؤيتها، ومعظمها عاصر الحرب الاهلية اللبنانية في الثمانينات بل شارك فيها مشاركة فعالة . الشعب اللبناني الذي يشكل الشباب عموده الفقري انتفض ضد طبقة سياسية لبنانية هرمة، بدءا من رئيس جمهورية لبنان الذي بلغ من العمر عتيا والذي ينحدر من الطبقة العسكرية فيما المجتمع اللبناني كان نموذج يحتذى به في المدنية والتمدن والحريات ، فكيف لقائد عسكري ان يقود شعب ضحى غاليا من اجل الحرية والديموقراطية وفصل الجيش عن السلطة السياسية ؟ الشعب اللبناني ينتفض ضد محاصصة طائفية ابقت رئيسا هرما و مستهلكا كرئيس لمجلس النواب اللبناني مدى الحياة ، انتفض الشعب اللبناني لانه يرى البلد باكثر من جيش واكثر من موقف ديبلوماسي وسياسي خارجيا و اكثر من محور اقليمي يتصارع على ساحة لبنان ، انتفض الشعب اللبناني على حكومة عاجزة عن تلبية مطالب الشعب اللبناني ، حكومة ترضيات وتوافقات و تزكيات خارجية وداخلية .
لقد حان الاوان ان يعيد الشعب اللبناني النظر في الدولة الطائفية التي تحكم لبنان ، دولة استندت على اتفاق الطائف المتجاوز جدا والذي يحول لبنان يوميا الى جزر طائفية متناثرة يسيرها امراء الحرب و محتكروا السياسية. لقد شكل الصراع مع اسرائيل احد مبررات التعطيل الديموقراطي للبلد واستغلت بعض القوى اللبنانية الرئيسية رصيدها الشعبي المستمد من المقاومة لتكبيل العملية السياسية اللبنانية ، لذلك شكلت انتفاضة الشعب اللبناني بداية الوعي بضرورة الفصل بين المقاومة الشعبية كحق مشروع وبين استغلال المقاومة ورصيدها الوطني للاعتداء على الاخرين داخل وخارج لبنان و محاولة فرملة اي تغيير ديموقراطي جذري . لقد كان خطاب حزب الله وامينه العام اثر انتفاضة اكتوبر 2019 دليل كافي على ان استراتيجية الحزب في السنوات الاخيرة باتت تشكل خطرا على الديموقراطية اللبنانية كما شكلت وبالا على الشعب السوري ، فمتى يتوقف حزب الله من استثمار قوته التنظيمية والعسكرية و رصيد المقاومة ضد اسرائيل ، في تعطيل تطلعات شعوب المنطقة الطامحة للديموقراطية وحقوق الانسان و التداول السلمي على السلطة ؟. متى يعلم حزب الله والقوى اللبنانية الحليفة له ان زمن الوصاية الايرانية على لبنان والمنطقة لم يعد مقبولا من شعب لبناني يرد العيش بحرية وكرامة وبعيدا عن الاحقاد والضغائن والحروب المجانية؟ ، متى سيفهم الحريري و فريقه السياسي الموالي له ان احتكار ثروات البلد و التعويل على اموال الخليج و شراء النخب السياسية والاعلامية لم يعد امرا ناجعا في ظل شباب تربى على المعلومة الحرة المتوفرة بفضل الثورة الاعلامية والتكنولوجية ؟ متى يعلم جنبلاط وفريقه ان التقدمية والاشتراكية لا توجز احتكار ووراثة الاحزاب السياسية ولا تستقيم الاشتراكية والتقدمية مع تمثيل طائفي ومذهبي صغير ؟ متى تقتنع القوى السياسية اللبنانية بان الوصاية على الشعب اللبناني باتت مستحيلة في ظل شباب ناضج واعي منفتح يعشق العيش الكريم والحرية في كنف بلد ديموقراطي تعددي علماني لا تحكمه الطوائف والاديان . لا كركي ولا المجلس الاعلى الشيعي ولا اهل السنة .
ان انتفاضة الشعب اللبناني في اكتوبر 2019 تعبير على ان الطبقة السياسية اللبنانية باتت دون مصداقية سياسية وان الوعي السياسي اللبناني استفاق من اوهام الطائف والطائفية و الفساد المنتشر الذي تغطيه الطوائف . وان جميع خطابات السياسيين التي تزعم الاصلاح والذود عن استقرار البلد لم تعد تقنع الشباب اللبناني . فكيف يثق الشعب اللبناني في رئيس ينصب صهره وزيرا للخارجية ؟ و رئيس مجلس نيابي لمدى الحياة ؟ ورئيس حكومة مشلول الحركة و دون سلطات واسعة مكبل بما يسميه الساسة اللبنانيون بالثلث المعطل ؟ كيف يمكن لشباب لبناني ان يثق في احزاب اشخاص وعائلات وليست احزاب برامج ؟
نعم الشعب اللبناني ليس وحده من يعيش اوضاعا سياسية واجتماعية مزرية وفسادا وريعا اقتصاديا مهيكلا فكلنا شعوب المنطقة على صفيح اجتماعي واقتصادي ساخن . ولكن حتما انتصار الشعب اللبناني سيكون بارقة امل للشعوب الاخرى ، لان في الحقيقة الانتفاضات المنتشرة شرقا وغربا هي تعبير عن افلاس الخيارات الراسمالية وفشل جميع الحلول الاقتصادية الترقيعية التي افقرت الشعوب وافلست البلدان لنيل ثقة المؤسسات الدولية واغناء الاغنياء وافقار الفقراء .



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور فالح عبد الجبار :عالم الاجتماع السياسي العراقي الذي ...
- من دروس الخيانة الامريكية والغربية للاكراد ؟
- لماذا يعتبر العثماني وحزبه من اكبر الرابحين في التعديل الحكو ...
- من اجل جبهة حداثية تقودها المؤسسة الملكية بالمغرب .
- في سبيل اعداد نموذج تنموي مغربي جديد
- الشعب المصري أمام امتحان التغيير
- الاقتصاد الافريقي يصنع التاريخ من جديد
- الحراك الجزائري خطوة اولى نحو تحرر الشعب الجزائري
- هل تعيد الانتخابات الرئاسية التونسية إحياء امال الشعوب في ان ...
- الناشط السياسي والحقوقي التونسي سمير النفزي : اصبح الحديث عن ...
- ماذا تحقق للقضية الامازيغية بعد مرور 20 سنة من حكم الملك محم ...
- اغتيال كمال الدين فخار و محمد مرسي كعنوان ونتيجة للاستبداد ا ...
- المصالح الفرنسية في المغرب تحتم على الدولة الفرنسية مساندة ا ...
- بعض دلالات زيارة البابا للمغرب.
- متى يعلنون حياة الشعب الجزائري؟
- كيف أجهضت حكومة بنكيران -الاسلامية- طموح شباب حركة 20 فبراير ...
- الحركة الامازيغية المغربية تقود ثورة هادئة لدمقرطة الدولة وإ ...
- سمير امين : المفكر الاقتصادي الماركسي الذي ناهض التبعية وناض ...
- فيصل دراج : الناقد الروائي الكبير و مثقف الاغتراب المزدوج .
- هل ستضحي الدول الغربية بمبادئها وقيمها من اجل مصالح اقتصادية ...


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - الشعب اللبناني ينتفض ضد الطائفية والفساد.