أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اللبنانيون بين نفض النظام الأقلية وإعادة هوية الأغلبية ...














المزيد.....

اللبنانيون بين نفض النظام الأقلية وإعادة هوية الأغلبية ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان صباح / هكذا هو حال المواطن اللبناني الذي كُتب عليه مغادرة أهله وبلدته ووطنه ليعانق من أقصى البلدان غاباته وشلالاته وشجرة الصنوبر التى تركها في أعلى الجبال وفي كل مرة يعود لكي يساهم في بناء بلده بكل ما جناه من مهجره ، يردد من على حافة قبر والديه لقد غبت طويلاً يا وطن ، يقف المراقب جاثم بكل قواه فوق حقب متعاقبة ليجد نفسه أمام تسوية أوجعت الناس أكثر من أي مرحلة أخرى ، لم تكن النية من التسوية اللبنانية التى جاءت بالجنرال ميشيال عون إلى رئاسة الجمهورية إلا لتحقق مطالب أصحابها دون أن تلبي طموحات الشعب وبالفعل استطاع حزب الله كسب الوقت عندما عطل الرئاسة واخترع صيغة الفراغ ومن ثم أكمل ذلك في تعطيل أعمال الحكومة ، لكن مصيبة اللبنانيين اكتملت بمفاجأتهم في الرئيس عون ، لم تكن التوقعات ابداً على هذا المستوى من الخنوع والاستسلام وقد يكون الرجل في عمر استطاع من حوله خداعه أو تضليله لأن في النهاية هناك اجماع بين أطراف التسوية على شيء واحد وموحد ، بأن لبنان عسكريا وأمنياً يحكم من قبل حزب الله أما سياسياً تحول إلى لغة متعثرة غير مفهومة ، الجميع يغرد كما يحلوا له ، وهنا للأمانة التاريخية قد يكون الرئيس الحريري وبعض شركائه ، كانوا ومازالوا جدين بالمشروع الإصلاحي ، بل الأصل من وراء التسوية جاءت على أساس واضح وفاضح معاً ، ليبقى سلاح حزب الله جانباً ولنذهب جميعنا من أجل إنقاذ لبنان اقتصادياً أو على الأقل هكذا قالوا .

وبالرغم من وصول أصحاب التسوية شكلياً لأهدافهم وبالتالي تحققت توسيتهم من الناحية الشخصية ، عون بالرئاسة والحريري برئاسة الحكومة والقوات مشاركين في الحكومة كذلك حزب الديمقراطي وبري في البرلمان ، إلا أن الحقيقة الدامغة والتى لا تقبل التضليل ، لم يجني الثمار من التسوية سوى حزب الله ، استطاع المحافظة على سلاحه بل اجتهد في تطويره ومن جانب آخر عزز علاقاته مع ايران واستطاع مع حلفائه تمرير سياسات تحولت تدريجياً إلى ثقافة شعبوية بين أنصاره ومن ثم عزز من خلال جريمة سوريا إلى تعزيز الجانب العسكري والتواصل الجغرافي ، أما الأطراف الاخرى من التسوية ، كالجنرال عون والرئيس الحريري ورئيس القوات جعجع وجنبلاط ، لم ينالوا من التسوية سوى مناصب وهمية وهنا تكمن المشكلة ، لقد اشتغل حزب الله بكل دهاء وبهدوء على افراغ السلطة من سلطتها وعملياً حقق الحزب بين كوادره وعناصره وانصاره نجاح كبير بينما الأطراف الأخرى فقدوا الثقة المتبقية لهم بين جمهورهم .

لكن الآخرون وعلى الرغم من معرفتهم بأن المزاج الشعبي بات مختلف عن الماضي لأن الربيع العربي فتح باباً واسعاً بين الناس وقدم مفاهيم كانت محرمة التصريح بها ، لهذا نجد أهل التسوية انقسموا بين ثلاثة أقسام ، التيار الوطني اكتفى بمصادر بعض الدولة التى تدر عليه بالأموال وبالطبع برئاسة خرساء مع اعادة التيار خطاب العنصري والانعزالي والشعبوي ، أما تيار المستقبل والقوات والديمقراطيين اعتقدوا بأن تجنيب النبش في ملف سلاح حزب الله بشكل مؤقت بالطبع نزولاً عند المتغيرات التى شهدتها المنطقة يمكن لهم بناء لبنان اقتصادياً وبنيته التحتية طالما الصمت حول سلاح حزب الله وتدخله في سوريا واليمن والعراق غير منبوش ، لكن تفاجأت الأطراف وعلى الأخص الحريري ، بأن التحالف بين حزب الله والتيار الوطني تجاوز مسألة الرئاسة أو احتكار موارد الدولة المتعددة ، لقد انسجم الجانبين أو بالأحرى تلاقوا في مسائل العنصرية والانعزالية والشعبوية ، وهذا التشابه قد أسس إلى سقوط باسيل جبران رئيس التيار الوطني ، بالفعل لقد خانه التقدير عندما وضع نفسه في مقام حزب الله بل ذهب دون مراقب أو رادع ، اعتقاداً بأنه يؤسس إلى شعبوية تماثل شعبوية بشير الجميل أو عمه الجنرال عون متناسي أو قد يكون اعتقد خاطئاً بأن المهمة سهلة أو بسيطة بهذا الشكل وهنا نذكر باسيل بأن الغباء أخطر من الشر لأن الشر متقطع أما الغباء حالة مستمرة ، لقد أسسا الرجلان الجميل وعون قواعدهم الشعبية عندما وضعوا مشروع انهاء الوصاية الاسدية عن لبنان وتكفلوا بإخراج النظام ، لكن جبران حاول بناء مشروعه بالتحالف مع نظام الاسد ومن ثم إثارة العنصرية وتغذيتها واخيراً مشاركة الفاسدين التاريخين بنهب موارد البلد .

اليوم قال الشعب كلمته النهائية ، لم تتوقف مطالبه فقط عند اسقاط هذه الطغمة والزمرة الفاسدة ومحاسبتها لأن بصراحة عندما يراجع العربي جميع المديونيات والأموال المنهوبة في الوطن العربي يخرج بنتيجة واحدة ، جميع الأرقام تقريباً متقاربة ، بل ما هو أهم في اعتقادي ، يعمل الشعب اللبناني بكل قوة لكي يُطيح بالنظام القائم والملحقاته التسيوية التى جاءت كمكمل يشمل الجنرال عون وحزبه وليس كما يشاع بالدولة ، وبالتالي الحال افقد المواطن البوتقة الجامعة وانعكس فقدانها على وحدة التراب وعلاقاته بالمنطقة وبدأت الجمهورية اللبنانية تتراجع منذ وصول التيار الوطني إلى سدة السلطة ، فهي لا تتقدم بل انحصرت البوتقة الجامعة لصالح الفرقة ، تماماً كما انكسر كل شيء عند انتهاء الحرب الأهلية ، فكان الفاصل هو دخول من جديد محارب أهلي قديم وفار ، لكن هذا الجديد ، اجتهد في بذر بذور الفرقة أكثر ، وبدأ يؤسس إلى افتراق من نوع أكبر وأوسع وهذا هو التحدي الكبير الذي يخوضه اليوم الشعب ضد الفساد الذي استشرى ومكافحة من يهيمن على موارد الدولة واخيراً اعادة هويته اللبنانية التى غيبت طويلاً . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية من على جانب تظاهرات لبنان ..
- مكملين بالثورة حتى الخلاص ...
- بين معرفة الموسوي ومعلومة نصرالله ..
- سقوط الحكومة مقدمة لسقوط النظام اللبناني ( الله محيي الجيش ) ...
- فهلوة النظام وتجميل أدواته ...
- الأمن القومي أمر مقدس يهون أمامه كل العقوبات أو العزلات ...
- مازالوا في صفوف الحضانة ، لهذا يهددهم الغرب بقطع السلاح ...
- اسرائيل جدار اسيا المدافع عن الغرب / قابل للتمدد والتطور ...
- نقول القليل من باطن هذه الخطوة الجديدة للجيش التركي في شرق ا ...
- نقول القليل من باطن هذه الخطوة الجديدة للجيش التركي في شرق ا ...
- لبنان بين الفراغ السياسي وسياسة التفريغ ..
- تحديات كبرى أمام حكومة السودانية .
- اللحمة الوطنية تتجلى أثناء حكم المحتل وتنتكب في عهد الوطنيين ...
- سوء الحال في العراق جمّع العراقيين ...
- ما لا يمكن شرائه في السوق الأبيض يمكن شرائه بالسوق الأسود
- الضرورة تحتم محاسبة إقليم كردستان ...
- لتل ابيب نصيب بقيادة المسلمين ...
- الجيش الذي لا يهدأ ابداً .
- ما لا يمكن السماح به / حسابات إيران الخاطئة ...
- إسعّيد التونسي في ثلاثة شخص


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اللبنانيون بين نفض النظام الأقلية وإعادة هوية الأغلبية ...