أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميثاق بيات الضيفي - مظاهرات العرب... بين الوجع والجوع والمهانة !!!















المزيد.....

مظاهرات العرب... بين الوجع والجوع والمهانة !!!


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 17:53
المحور: حقوق الانسان
    



" ليس هنالك شعبا... يدرك مدى قوة قدراته... حتى يختبرها !!! "

هل الاحتجاجات الشعبية هي مؤسسة جديدة للسيطرة على الساسة وعزلهم والقبض على مجمل الحياة السياسية العربية؟ ام هي بديل للسياسات الفاسدة؟ ولما الشعوب فقدت ثقتها بالساسة وسياساتهم واحزابهم وشعاراتهم؟ وان كانت المؤسسة السياسية مستاءة من الاحتجاجات للغاية فلما كانت تنادي بالحرية وتسمح للشعوب بأن تنتخب وتصوت؟ وهل تحتج الشعوب من أجل لا شيء؟ ومن بعض ماذا يريد الطرفين؟ وما الذي وراء هذه الموجة الجديدة من السخط الصاخب المتكون في الغالب من الشباب الساعي من أجل المطالبة بمستوى معيشة فعلي وانساني وحقيقي عبر التجمعات الجماهيرية في الساحات والشوارع بما في ذلك التجمعات الالكترونية الافتراضية وتوحيدهم ليس فقط من خلال برنامج مشترك ولكن بالاتجاه الذي يعتقدون أنه يجب إن تكون عليه مجتمعاتهم.
أوبئة الانظمة السياسية الفاسدة اجبرت الشعوب على رفض صمتها واعلاء صوتها احتجاجا ووجعا وكانت كل مظاهرة غاضبة بطريقتها الخاصة ولأسبابها المحلية الخاصة لكن الاحتجاجات تطورت إلى ظاهرة عربية موحدة غيرت الكثير من أفكارنا حول الحاضر وشكل المستقبل، وامتازت الاحتجاجات ببصمة وطنية ذات أعمال جماعية انضم إليها مئات الآلاف من الأشخاص وتسببت بتعاطف كبير من الجمهور العام واستحوذت على خيال العديد من الشباب ولربما المستقبل الجديد ستملئه الحركات الثورية إذ تم توجيه التقنيات والوسائل الرقمية والفكرية على توسيع إمكانات الاتصالات الجديدة للنجاح في حرية التعبير الحقيقية عن الذات. وقد أظهر المحتجين عداءً مفتوحًا للمؤسسات الطاعنة بالفساد وأعربوا عن أنعدام ثقتهم في الحكومات، ومالوا إلى التحرر وإلى الوصول للمؤسسات الحكومية والتمثيل فيها وتمثلوا بجيل جديد من المتمردين يسعون إلى الاستغناء عن المؤسسات القائمة والتي لم يثقوا اصلا بها، ومع انهم كانوا غير مهتمين بالاستيلاء على السلطة ولم يكن تمردهم ضد الحكومة لكنه سيكون لبعض احتجاجاتهم نجاح في إلهام الخيال ضد المؤسسات وأثارة الخوف من الفوضى مما سيسمح للحكومات بتصوير دوافع المحتجين كتهديدات مباشرة للنظام والقانون العام.
كيف يمكننا أن نفهم كل هذه الاحتجاجات؟ وهل هي اشارات إلى وجوب التغيير الجذري في مجمل اشكال وانواع الحيوات السياسية؟ أم أنها ليست أكثر من انفجارات للرأي العام وسرعان ما سيصمت؟ ولماذا نشأت الاحتجاجات في الدول الديمقراطية على قدم المساواة مع الدول غير الديمقراطية؟ وما الذي يجعل سياسات التقويض جاذبة بوضوح في العديد من المجتمعات المختلفة؟ أن موجة الاحتجاج اجتاحت الديمقراطيات على قدم المساواة مع الغير ديمقراطية، وسارع كثيرون إلى التشكيك في الاحتجاجات على أنها غير مستقرة، وبدت الإجابات كأنها مستعارة من سيناريو شائع، ولم تكن أي حكومة تشعر بالخجل لاستخدام البوليس ولا حتى الجيش لردع المحتجين وازاء ذلك من السهل أن نفهم لماذا يلغى مواطني الدولة التي ينتمون إليها الحق في انتخاب قادة الأحزاب السياسية فعلياً وتوجيه احتجاجات الشوارع لتكون مصدرا للتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وحتى ان قامت انتخابات جديدة فستتحول النخب إلى الشعارات والوعود والانتخابات كفرصة للتلاعب بالناس بدلاً من الاستماع إليهم بينما ارى ان يستخدم المحتجين غضبهم ورفضهم كفرصة للمظاهرات السلمية الاحتجاجية الرافضة للفواجع الحياتية التي تمر بها بلادهم وليس كأداة لتشكيل السياسة، وإن النخبة الداعمة والجماهير المتظاهرة هما متحدتين بأمر الاستغلال فالنخب تستغل العبة السياسية كفرصة للتلاعب بالناس بدلاً من الاستماع إليهم، بينما على المحتجين استغلال واطالة فرصة المظاهرات لتغيير اوضاع حياتهم والمطالبة بكامل حقوقهم وليس كأداة لتشكيل السياسة.
هناك حقيقة لا يمكن تغاضيها وهي ان السياسة الديمقراطية مستحيلة بدون تردد دائم بين الدرامية المفرطة وابتذال المشاكل التي تواجهها، كما وتفقد السياسات قوتها إذا فشلت في تبسيط لا تضخيم الشعور بالأزمات وفي ذات الوقت عليها غرس المشاعر الصادقة بالتفاؤل بأن الأزمات مهما كانت سيئة وطويلة فيمكن حلها، وإذا كان الأمر للشعوب على المحك هو البقاء على قيد الحياة فلا يمكن للمرء أن يتوقع أن تصل اللعبة السياسية إلى الهدف، وان لم يتم تحديد أي شيء في عرس الديمقراطيات الزائف فلما يزعج الجميع أنفسهم بالذهاب إلى مراكز الاقتراع؟ ومع إن السياسات لم تفقد القدرة على تصوير خيال الناس غير إن هناك شك واسع الانتشار بأنهم أصبحت لعبة غش، وإن انخفاض نسبة المصدقين بها في إلى جانب اندلاع الاحتجاجات السياسية الجماهيرية هو مظهر واضح للأزمة، وأصبحت الديمقراطيات بنظر الشعوب المقهورة فكرة ثانوية لا تنتج أغلبية وتفويضاتها السياسية لم تعد قادرة على تشكيل أغلبية واضحة وولايات سياسية ثابتة فتتفاقم المشكلات بسببية الأحزاب والتي حتى لو كانت في السلطة فمن الصعب عليها الوفاء بوعودها لعدم الرغبة ولفسادها، وإن الأثر المتناقض لفقدان الدراما في البرلمانات هو تحولها إلى طقوس بالية لا اكثر.
يوسع الاحتجاج الفرص التصحيحية غير إن الديمقراطيات العربية محبطة ولم تعد تضمن التغيير وبذلك فقدت دورًا محوريًا في السياسات لأن الشعوب لم تعد تؤمن بأن حكوماتها تحكمها حقًا ولأنها لم تعد تعرف من يتحمل المسؤولية عن مصائبها، وكلما أصبحت مجتمعاتنا أكثر شفافية كلما كان من الصعب على الشعوب تحديد أين توجه غضبها؟ نحن نعيش في مجتمع من "المذنبين الأبرياء" حيث تفضل الحكومات إعلان عجزها لا بأسها وقوتها، فما هي الروح المضادة للاحتجاجات والطبيعة المناهضة لسياسة القوة؟ وهل حققت او ستحقق الإحتجاجات هدفها أم أنها ستفشل؟ هل يمكن انتهاج أداة أفضل للتغيير الجذري نحو الإصلاح؟ هذه الأسئلة ليست سهلة الإجابة لانها وببساطة تبدو احتجاجات اليوم وكأنها تمارين اثباتية لوجود وبيان دور العلامات التجارية لشركات الفيسبوك و تويتر وغيرهما، وعلى الرغم من أن الاحتجاجات لم تطلب السلطة إلا أنها طرحت إستراتيجية فعالة لتوسيع الحقوق والفرص المدنية في عصر العولمة في عالم تكون فيه الحكومات أضعف من ذي قبل إذ تكون الشركات أكثر حركة والأحزاب السياسية غير قادرة على بناء هوية سياسية حول رؤيتها للمستقبل. ومن المميزات أن المتظاهرين قرروا في كثير من الحالات تعطيل النظام العام وليس الإضراب، ولم تكن الشخصية المركزية للاحتجاجات عاملاً أو طالباً بل كانت مواطنة مثالية وكانت ناجحة في التأثير على السياسات عبر الحدود الوطنية وفي تقويض الشعور بالأمن بين النخب وتمكنت من إظهار شدة المشاعر العامة بشكل فعال، كما وأظهرت الاحتجاجات أن التغيير ممكن حتى من دون التمسك بشيء ملموس وأكدت على إمكانية التغيير وتركت المستقبل مفتوحًا، كما أنها صنعت جماعة مع المشاركين وبنت هويتهم السياسية على أساس نشاط الاحتجاج، غير اننا لا ننسى أن رجال السياسة والإعلام وفي كل مظاهرات واينما حدثت فهم يصورونها كلاما لا فعلا على انها نقطة تحول وكخيار يحدد مصير الجيل القادم للأمة... فهل حقا هي كذلك !!!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقميا... الرئيسين الفلسطيني والفرنسي... متساويين !!!
- فئات افرادها... لا يدركون ما يفعلون !!!
- في اليوم العالمي للسلام 21 سبتمبر... حتى حواراتنا بلا سلام ! ...
- جامعات رقمية !!!
- الحقيقة الخفية... للأزمات البيئية !!!
- دروس الحروب الراهنة !!!
- اسيا الغائمة... والضحكة الصينية الناعمة !!!
- اصرخ... يا ضمير !!!
- مواطنة الروح !!!
- سيكولوجية الامن القومي !!!
- الخندقة البشرية... وتكتيكاتها الاستراتيجية !!!
- عصور المعلوماتية... حروب عميقة !!!
- المواطنة اليوم... حكايات حقيقية !!!
- سيكولوجيات التحطيم !!!
- بشرية بلا هوية !!!
- نون النسوة - بين نمق الانوثة... ونزق الارهاب -!!!
- صدمات المستقبل !!!
- الحرب العالمية الاولى... ماذا جلبت للبشرية ؟؟؟
- اوكسجين الفساد !!!
- مؤامرات سلوكية !!!


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميثاق بيات الضيفي - مظاهرات العرب... بين الوجع والجوع والمهانة !!!