أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - الويسكى، والمنزول، والطوارئ














المزيد.....

الويسكى، والمنزول، والطوارئ


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 10:51
المحور: حقوق الانسان
    


هل تذكرون ما حدث للسيد أحمد عبدالجواد،(بطل رواية بين القصرين للعبقرى المذهل نجيب محفوظ)، فى أعقاب تلك الليلة من ليالى الأنس ، التى كان السيد أحمد معتادا أن يقضيها فى أحضان عشيقاته ثم يعود بعدها إلى بيته متصنعا ملامح الجد والصرامة أمام زوجته أمينة وكأن شيئا لم يكن؟ !!، هل تذكرون ماحدث له فى تلك الليلة عندما كان فى غاية الإنشكاح ، وبعد أن أصبح على بعد خطوات محدودة من باب البيت وإذ بجندى إنجليزى يعترض طريقه ويلقى القبض عليه لسبب لم يعلمه فى حينه، ثم يقتاده إلى بوابة الفتوح حيث رأى حشدا من الأهالى وهم يعملون بهمة ونشاط ، وهناعرف السبب من صديق له كان أيضا من بين المقبوض عليهم وهوغنيم حميدو صاحب معصرة بالجمالية والذى كان قد ابتلع منزولة (جرعة مخدرة من المنزول) لزوم المزاج، ..وعندما قبض الإنجليز على غنيم طار أثر المخدر من رأسه لأن الإنجليز ـ كما قال ـ أقوى من الكوكايين!!، أما سبب القبض على كل منهما فهو أن فتوات الحسينية حفروا حفرة كبيرة تعترض طريق اللوريات الإنجليزية، وعندئذ قرر الإنجليز القبض على أكبر عدد ممكن من الأهالى وتكليفهم بردمها !، وكما طار أثر المنزولة من رأس غنيم حميدو فقد طار أثر الويسكى من رأس أحمد عبدالجواد وهو يرفع بيسراه الجبة من طرفها ويدسه فى حزام القفطان كيلا تعوقه عن العمل ثم يحمل مقطفا ويذهب مع الذاهبين لردم الحفرة!!، ...والواقع أن ما تعرض له السيد أحمد عبدالجواد لم يكن أمرا مخالفا للقانون، حاشا لله فالإنجليز مثل حكامنا الحاليين تماما قوم متحضرون لا يتصرفون إلا بقانون !!، والقانون الذى تصرف بمقتضاه الإنجليز كان هو قانون الأحكام العرفية الذى أعلن تطبيقه على عموم القطر المصرى بمناسبة ثورة 1919، وهو القانون الذى استقى منه قانون الطوارئ الحالى معظم أحكامه!!، ومن بينها ما تنص عليه المادة الثالثة من القانون الحالى من أنه يجوز بأمر كتابى أو شفوى تكليف أى شخص بتأدية أى عمل من الأعمال !! لاحظ أن خطاب المادة قد جاء شديد العمومية بحيث يشمل أى شخص ( بما فى ذلك أعضاء مجلس الشعب الذين وافقوا عليه!!، حيث يحق نظريا للسلطة التنفيذية أن تكلف أى عضو فى المجلس بأداء أى عمل أيا ماكان!! وليس من حق الأخير أن يمتنع بدعوى امتلاكه للحصانة ، لأن الحصانة لا يحتج بها إلا فى مواجهة الإجراءات الجنائية وحدها!!! )، ..ورغم قسوة ما تعرض له السيد أحمد وما يمكن أن يتعرض له حاليا أى مواطن فإن التكليف بأداء أى عمل ليس هو شر ما ينطوى عليه قانون الطوارئ، فهناك حق السلطات فى الإستيلاء على المنقولات أو العقارات مع تأجيل أداء التعويض المستحق عنها إلى أجل غير مسمى!! ، وهناك حق السلطات فى فرض الرقابة على الصحف أو إغلاقها ، وهناك الحق الذى استخدم كثيرا فى السنوات الماضية، وهو اعتقال أى مواطن دون أن يكون له الحق فى التظلم إلا إذا انقضت ستة أشهر دون أن يفرج عنه!،.. وغير ذلك من النصوص التى تدفعنا إلى التساؤل: هل قرأ السادة أعضاء مجلس الشعب نصوص القانون الذى وافقوا عليه؟؟.. ثم يبقى بعد ذلك التساؤل الأهم وهو: إذا كان السيد أحمد قد أفاق من الويسكى عندما اصطدم وجها لوجه بقانون الطوارئ، وإذا كان غنيم حميدو قد أفاق من المنزولة، فمتى، متى سوف يفيق الشعب المصرى بأكمله من الغيبوبة ؟؟؟



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولويات حكامنا
- أبانا الذى فى المباحث
- مزيج الفسيخ واللبن
- الأيام الصعبة القادمة!!
- غسيل الحكام !
- لا وزن لنا إلا
- أرباب النوابل
- الليل يطارد طفلا فى الليل
- الفسادات
- الشهيد الحادى عشر
- هؤلاء التعساء
- ولد الضايع
- إلى الشاعر الذى لم يعد يكتب إلا للصغار
- زمن 00ما
- الميراث -قصة قصيرة
- هويدا طه
- المبارزة
- الشحاذ-مسرحية شعرية نثرية من فصل واحد
- موعظة أخرى على جبال هذا الزمان
- النجل والنجلان


المزيد.....




- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نصارعبدالله - الويسكى، والمنزول، والطوارئ