أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - تقليعة صينيّة في فضح الفاسدين














المزيد.....

تقليعة صينيّة في فضح الفاسدين


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تقرير صحفي طريف قرأته مؤخرا حول كيفية التعامل مع المسؤولين الفاسدين ؛ وبأية صورة يراهم الناس وهم المدانون بجرائم تعاطي الرشا ونهب المال العام .. فقد أقدم شاب صينيّ أسمه " زهانغ بينغ جيان " بجمع اكثر من (1600 ) صورة لموظفين ومسؤولين تلطخت أيديهم بتعاطي الرشى وامتهان الفساد .
ولأن هذا الفتى فنان بارع في رسم الصور الفوتوغرافية ، فهو يأمل ان يرى الناس سحنات هذه العينات الفاسدة السقيمة الخلق والخُلق من خلال إقامة معرض يحتوي رسومهم وإبراز وجوههم الكريهة أمام الملأ .
هذا الشاب الصيني زهانغ قدّم طلبا الى المعنيين المسؤولين في قاعة المشاهير في بكين ( وهذه القاعة تحتوي غاليريهات فخمة لكبار الفنانين العالميين الراقين ) لعرض رسوماته وحجز إحدى القاعات لهذا الغرض وهو يدري تماما ان طلبه مرفوض حتما لأن هذه القاعة مخصصة للإعمال الإبداعية الفريدة المتميزة عالميا ، ولكنه قام بتقديم الطلب بدافع السخرية والتهكّم والاستهزاء لِما اقترف لصوص بلاده من جرم بحقّ أموال مواطنيهم ، فهؤلاء اللصوص ليسوا من الشخصيات الناجحة التي تستحق الاحترام كي توضع بوستراتهم الكريهة في قاعة المشاهير المرموقة .
ويتعاون الفنان " زهانغ " مع أكثر من عشرين فنانا من أصدقائه الشباب المتحمس برسم لوحات كبيرة لهؤلاء الفاسدين الذين أدانتهم المحاكم المختصة ويستخدمون عن قصد أردأ أنواع الورق والقماش الرثّ المرميّ في المزابل أو من البالات الرخيصة لرسم تلك الوجوه الكالحة وأسوأ أنواع الأصباغ والدّهان لإبراز معالم هذه الوجوه وملامحهم الكريهة التي تثير السخرية أمام الزوار ؛ فهذه الوجوه الفاسدة لا تستأهل النفيس والغالي من الورق والدهان وقماش الكانفاس الجميل المستخدم لدى الفنانين والخطاطين .
ويقول هؤلاء الشباب الذين يعملون منذ عدة أعوام لأجل جمع صور مواطنيهم الفاسدين : " الحقّ ان مظاهر الفساد في الصين قد ظهرت في الآونة الاخيرة وانتشرت رائحتها بشكل أثار قرف هؤلاء الشباب الذين يقولون ايضا ان بلادهم لم تكن تعرف سابقا مثل تلك الكثرة الكاثرة من القطط السمان ومن الحيتان الغريبة الأطوار النهمة والتي تشفط وتبلع ما تيسّر لها في بلادي " .
اما كيف يسعى " زهانغ " وأصحابهُ للحصول على صور المدانين بالفساد فان ابواب المحاكم مفتوحة لهم ويزودونهم بما يريدون بلا اي تساؤل او حجب كما يستعينون بوسائل الاعلام التي فضحت الفاسدين حتى زجّتهم الدولة في السجون كما ان إدارة ومسؤولي السجون لا تمانع من تزويد هؤلاء الفتية الشباب الفنانين بصور المرتشين الفاسدين بلا اية خطوط حمر ، وفي حالة تعذر الحصول على اية صورة للمدان يلجأ الرسامون الى تعليق صورة بدون ملامح وجه مع الإشارة لأسم المعنيّ أسفل الصورة الموحية له .
وبالرغم من رفض مسؤولي قاعة المشاهير إقامة المعرض لرسومات هؤلاء الفتية لكن الفنانين يأملون في يوم ما ان تتم الموافقة على مطلبهم فلا يكفي إشاعة وجوههم وتعليقها في الساحات الرئيسية العامة والشوارع والحدائق وأماكن التجمّع الرئيسية ، وهم جادون وبإصرار شديد في نشر صور هؤلاء وعرضهم بقاعة المشاهير بأيّ شكل من الأشكال الى حدّ انهم مصممون ان يرى الناس في كل أنحاء العالم وليس في الصين وحدها سحنات وجوه غدرت بالوطن ونهشت لحمه وامتصت دماءه وسرقت جزءا من ثرواته .
أنا عن نفسي لا أخفي ما في داخلي من استحسان تلك الفكرة ؛ فقد تمنيت ان يقوم فنانونا من الرسامين والمبدعين ان يحذو حذو الفنانين الصينيين الشباب ويقومون بتنظيم معارض في الهواء الطلق وساحة التحرير ببغداد وشوارع ابي نواس والسعدون وغيرها من المناطق المكتظة لإشاعة صور فاسدينا وهم كثرة كاثرة ايضا وقد يفوق عددهم عمّا في الصين التي زاد تعداد سكّانها على المليار ونصف نسمة .
وياحبذا ان يكون المعرض مقاما عيانا وفي أماكن مكشوفة في إحدى الساحات او الحدائق العامة من اجل فضح هؤلاء ويرى العابر والقاصد صورهم وأشكالهم ونتخيّل كيف ينهشون لحم مواطنيهم وينهبون ثروات بلدهم وما اكثرهم في بلادنا التي اتخمت من أعدادهم المتصاعدة وأصبحوا يتناسلون كالديدان وينتشرون كالطحالب ؛ وفي نظرنا لابدّ ان يتم فضح الفاسدين والمفسدين عندنا وتنشر لعموم الناس ويراها الاعم الاغلب من اجل كبح جماحها والتقليل من مخاطرها الجمّة وان لا تقتصر على مرتكبي ومرتشي الصغائر فقط فالحيتان الكبيرة الضخمة هم اول من يحاسبون ويتم نشر غسيلهم القذر امام العيون .



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلبُ رجاءٍ الى جسدي
- قتل الحرفيّة العراقية وتدمير الاقتصاد في زمن النظام الريعي ا ...
- أتَضوَّر عشقاً
- هل جننتَ حتى تبتسم ؟؟
- بانتظار قطاف مشمش المزارع غودو
- بين الحاجة والابتكار
- حِبالٌ خانقة
- رفقتي الى شارع المتنبي مع حفيدتي المغتربة
- أخطاءٌ مقدّسة
- إناقة الأكاذيب أمام الحقائق العارية
- أجنحة طائرة على أوجاعها
- رحماك يا وابور على مصر وأهلها
- متى يغنّي عبّود المتعب في بيته الذكيّ ؟؟
- محنة اللاجئين والرقص على معاناتهم
- إليها معلمتي ... وهل غيرها أنهكتْني ؟؟
- على مائدة عشاء مهلِك
- كتابة التأريخ .. تزييف الحقائق وتشويهها وانقلابها
- غزوات ٌ وغاراتٌ بريّة أم فتوحات ؟؟
- أما من مزيد
- دكاكين وعيادات تجميل أم تقتيل ؟!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - تقليعة صينيّة في فضح الفاسدين