أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عملها جيل ( السپونج بوب ) وانتفض !














المزيد.....

عملها جيل ( السپونج بوب ) وانتفض !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 04:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما تهكم البعض من جيل ما بعد التغيير عام 2003 بأعتباره جيل تربى على ( سپـونج بوب - شخصية من افلام كارتون امريكية شائعة هي اسفنجة بحر ), شباب خائب, غير مبالي, جاهل, يتلبسه خواء فكري فاضح, لايفقه شيئاً في شؤون السياسة, منزوع الوطنية ولايهمه كل ما يطبخ له في مطابخ السياسية اوما يدبر له في دوائر احزابها او كتلها البرلمانية او وزاراتها التحاصصية...
ولطالما نظروا الى الشعب بعين " قنطورس "* ناقمة, ودلقوا بوجهه كل ما يحمله " صندوق باندورا "* من شرور- جشع وغرور وكذب ووقاحة وهمجية...
وبينما تمكن اليأس من دواخل الكثيرين من عقم الوضع حتى فاجأنا هذا الجيل, جيل ال ( سپـونج بوب ) بمستحيله وقلب الطاولة على التنظيرات التقليدية المتفذلكة واودى بتحليلات المحللين الاستراتيجيين الضليعين بعلم السياسة, اليقينية... وأسقط كل قدسية أضفيت على الأنتحال التحايلي للدين سواءاً مارسه أشخاص او مؤسسات او ميليشيات.
من معاناة هذا الجيل... من معالم الرثاثة التي تحيطه, انفجرت انتفاضة شعبية عارمة بعد ان شهدوا تمادي ممثلي الطغمة الحاكمة في الفساد مقابل فقرهم ومصادرة حرياتهم وخنق تطلعاتهم بتابوهات دينية واجتماعية اكل عليها الدهر وشرب, مثقلة بشعائر مأتمية...
هم شباب يحاول رسم خريطة احلامه بصدور عارية وبيارق الوطن وبدون وصاية دينية او سياسية... فهم لم ينتظروا اشارة او امر من احد, وانتفضوا على القطيعية, ثم اخذوا قضية العراق والعراقيين على عاتقهم ومضوا... بحناجر تصدح بأسم الوطن, سلاحهم الوحيد كان الموبايل الذي صوّر وحشية زبانية السلطة وميليشيات احزابها وقمعها غير المسبوق لهم.
فبعد ان استهانوا بالمنتفضين بنعتهم ب " كومة زعاطيط, جيل سپـونج بوب او جماعة لعبة الپـبجي, وبالمتآمرين, والمدفوعين من جهات اجنبية لتدمير الجنان التي شيدها المتحاصصون, قاموا لغبائهم, وللتقليل من شأن الانتفاضة, بالحديث عن الاف قليلة من المتظاهرين, لا يعتد بها... لكنهم فرضوا منع التجول واغلقوا الطرق بالحواجز الكونكريتية وانزلوا قواتاً مدججة بالسلاح الى الطرق والساحات العامة وحجبوا خدمة الأنترنيت, ومن ثمة اوقعوا بأكثر من 7 آلاف متظاهر بين شهيد وجريح و آلاف اخرى من المعتقلين والعشرات من المغيبين.
وهذا ما جلب الويل عليهم... واوقعوا انفسهم في ورطة حقيقية, امام الرأي العام في الداخل والخارج, وادانوا انفسهم بأنفسهم قبل ان يدينهم الشعب او اية منظمات حقوقية محلية او عالمية, فمستوى القمع وشدته لا يتناسبان مع ما يمكن ان يشكله ( خطر ) المتظاهرين, وحسب معطياتهم هم. وهذا يعني ارتكابهم مجزرة مروعة, تستدعي تدخل اممي لحماية المواطنين العراقيين من اضطهاد حكومتهم.
سياسة العصا الغليظة لقمع المحتجين لم تأت أكلها, فقد ارادوا تقليل اعداد اعدائهم فاذا بهم يزيدونهم اضعافاً مضاعفة باضافة اهالي الشهداء والجرحى والمغيبين والمطاردين وكل المهضومة حقوقهم.
انتبهوا الى عقم حلولهم القمعية, فتغير خطابهم الأعلامي ولجئوا في اليوم التالي للانتفاضة الى سياسة الجزرة... بحزمة من القرارات السخية التي عكست هلعاً عظيماً من غضبة الشعب, بأغداق سيل من المغريات والهبات المادية من اراض ورواتب وفرص عمل , كأنها سحبت من قمقم ( المارد المعنوي ), بعد ان كانت غائبة طوال ستة عشر عاماً, وما من أحد يصدق انهم قادرون على الأيفاء بها.
وما كان لهذه المسرحية السمجة ان تمضي بدون لمسة كوميدية... بأعلان الحداد على ضحاياهم, وتشكليل لجنة تقصي حقائق عن استعمال العنف المفرط ضد المتظاهرين العزل, مكونة من اجهزة وشخصيات ضالعة في قمع المتظاهرين, والأنكى من ذلك ان نتائجها غير ملزمة قضائياً, اي ان هدفها مكشوف, مجرد الضحك على الذقون, وما تشكيلها الا لذر الرماد في العيون والاستفادة من الوقت لخداع المواطنين للالتفاف على مطاليب المنتفضين المشروعة.
لتعلن بعدها الجهات الرسمية بتأجيل موعد الأعلان عن نتائج تحقيقاتها الى اشعار آخر, بعد ان الزمت نفسها امام الجماهير بموعد محدد, لزيادة التمييع تسويفاً.
لكن لاخفي الا سيظهر, ولا مكتوم الا سيُعلم !
والمؤكد ان مشاهد القتل المروعة شاهدها الجمهورعلى التلفاز ووسائل التواصل الأجتماعي, ولا مجال لنفيها, والقتلة معروفون, ولا صحة لما يلوكه ويحاول ان يمرره اعلام السلطة وقياداتها عن " الأشتباك " الذي يفترض وجود جانبين متقاتلين, فأطلاقات الموت جاءت من الطرف المواجه للمتظاهرين العزل, واعداد شهدائهم الكثيرة دليل ذلك.
يوم القصاص من القتلة ومصاصي دماء الشعب يقترب !

* قنطورس - أقرب ثقب اسود الى كوكب الأرض بمسافة لاتزيد عن 11 مليون سنة ضوئية.
* صندوق باندورا - في الميثولوجيا اليونانية, صندوق يحمل كل شرور البشر.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل الرصاصات المنطلقة من الفوهات من مسؤولية الحكومة !
- عادل عبد المهدي - شيل حواجز... حط حواجز !
- ليس للقرعة ما تتباهى به, ولا حتى بشعر بنت أختها !*
- إنتشال إستشاري من فشل إنتخابي !
- مراجعة روتينية لدائرة حكومية
- بعيداً عن الشعبوية... قريباً من الحزب الشيوعي
- مخدرات أشكال وكلاشي !
- من يلعب عندنا بالنار ؟
- للشيوعيين سلطة الورد !
- السلام من مطلب نخبوي الى نزوع شعبي !
- شرارات نارية في رسمة كاريكاتورية
- نذُر حرب... والعراق مُسبلاً يديه !
- الهجوم على مقرات الحزب الشيوعي... لعبة تليق بسُرّاق نفط !
- رأي - ليكن نشيدنا الوطني, نشيد مباديء وقيم لا هتافات ونقم !
- الغوث الغوث... داهمنا الغيث !!!
- الأحتمال المكين في قضية مخدرات الأرجنتين
- سِيلفي لواقعنا السياسي !
- غفاريو بغداد وغيفاريّوها !
- في وداع عامٍ مضى - ظاهرتان شعبيتان فاجئتا الأسلام السياسي !
- السيادة الوطنية ودائرة الولاءات


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - عملها جيل ( السپونج بوب ) وانتفض !