|
عمل المراة وازدواج المعايير
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:30
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
رغم ان العمل ، حق وواجب على كل إنسان ، تعلم وتدرب على مهنة معينة ، يريد ان يمتهنها ، ليفيد نفسه ، في الحصول على الحاجات التي يسعى اليها ، بجهده هو دون الاعتماد على الآخرين ، كما يسعى الإنسان العامل بالإضافة الى تحقيق أهدافه ، خدمة عائلته التي يحبها ويتمنى ان يحقق طموحاتها ، والتي أصبحت من الكثرة والتشعب ، بحيث لايمكن الوصول اليها بسهولة ودون بذل المال ،، والإنسان يريد من عمله اكتساب تقدير المجتمع وحبه ، بالمساهمة في تقدم ذلك المجتمع ورقيه بواسطة العديد من الأعمال الضرورية ، والتي لاغنى لأي مجتمع عنها ورغم دخول المراة العربية الى العمل بأنواعه المختلفة ، فأنها لازالت تعاني من ازدواج المعايير ، في النظرة الى عملها من قبل أسرتها وأفراد المجتمع ، فان استطاعت المراة ان تحظى بعمل معين ،، مهما كان نوعه ،،خاصا او حكوميا ، فانها لم تستطع الحصول على ذلك التقدير ،، الذي يحظى به الرجل العامل بنفس المجال ، حتى وان أثبتت الكفاءة نفسها التي يثبتها الرجل ،، او أحيانا أكثر من كفاءة بعض الرجال ، فما زال القائمون على مختلف الأعمال والهيئات التعليمية يمنحون الرجل الامتياز في التقدير ، ويحجبون ذلك التقدير عن المراة ، وكأن المراة لايمكن ان تصل الى درجة التفوق لأنها امرأة لاغير ، وهي لاتحصل على نفس الحوافز التشجيعية التي يحصل عليها الرجل لابد من تحسين هذه الظروف ، من اجل تطوير المجتمع والمساهمة بتقدمه ، بوضع الدراسات والمناهج لأنواع المجتمعات ، لتحقيق العدالة ، وتكافؤ الفرص ، بين الجنسين ، وتحسين ظروف العمل ، وجعل نظرة المجتمع الى المراة العاملة أكثر إنصافا ، لابد من دراسة الاحتياجات الخاصة والمختلفة ، بكلا الجنسين ، حين وضع السياسات المتعلقة بالعمل ، وأنظمته ، والقوانين التي تحكم مساره ، إصدار القوانين التشريعية الجديدة الكفيلة بالقضاء على الفروق بين الجنسين في مجال العمل ، او تضييق تلك الفروق على الاقل العمل الخاص ما زال مجحفا بحق المراة العاملة ، لأنها لا تحظى براتب كاف لاحتياجاتها ، عادل لما تقوم به من جهد كبير ، وما تبذله من معاناة طويلة ، وما فتئت المراة العاملة خارج المنزل و داخله ، تقوم بكل الأعباء التي لايمكن ان تنتهي أبدا ، ، رغم إنها لا تحظى بالتقدير المناسب الذي يجب ان يوليه المجتمع ، للعاملين المهرة في مجالهم ، من اجل إسعاد الأفراد والعائلة ، فتعاني نتيجة ذلك من الإرهاق ، دون ان يمد لها احد الساكنين معها يد العون ، وكأنها خادمة تخدم بلا أجور من اجل لاشيء ، تقدم لأفراد الأسرة وزوارها ما يريدون من أمور وما يشتهون من أصناف الطعام ، ويتوقعون منها ان تكون مبتسمة ، لا تتعب ولا تظهر التأفف او قلة الصبر وانعدامه ، حتى كلمة من التقدير او الشكر لا تسمعها المراة ربة المنزل ، الأم تظل طوال عمرها ،، عاملة في ذلك المنزل تلبي طلبات الجميع دون ان يكلف احد من أفراد أسرتها ان يسألها ماذا تريد او تشتهي ، والأعمال المنزلية ÷،، ليس لها سن ،، تتقاعد فيها المراة ، فهي مستمرة ،، مادامت الحياة مستمرة معها ،، حتى وان أصيبت بالأمراض التي تمنعها من الحركة ، وينصحها الطبيب بضرورة الراحة ، فان أحبابها الأبناء والأحفاد ،، لا يريدون ان يفهموا أنها إنسان ويمكن له ان يتعب ، يظنون انها آلة ، تشتعل باستمرار ،، لتلبي لهم ما يبتغون دون إحساس بالرحمة ومهما كان دخل المراة العاملة خارج المنزل كبيرا فإنها مطالبة ان تصرف ما تأخذه على احتياجات الأسرة فقط ، ولا تستطيع هي ان تلبي طلبات الروح والبدن ، وتقتني شيئا خاصا ، راتب المراة العاملة للأسرة كلها ، وراتب الرجل العامل له ، ينفقه بما شاء ، على من يهمه تقدم المجتمع وتطوره ، وان يعيش أفراده جميعا متمتعين بكل الحقوق التي أباحتها لهم الأديان والمواثيق الدولية ، ان يدرسوا قوانين العمل ، وان يحاولوا ان يطوروا ظروف العمل من اجل سعادة الجنس البشري كله دون تفريق بين بني الإنسان بسبب العرق او الجنس او الدين
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لن ادمن انتظارك
-
بدء الخليقة والمراة
-
رنين الهاتف
-
الخطافة : قصة قصيرة
-
تشابك مهن : قصة قصيرة
-
تراجع يهيمن على احوالنا
-
الطبقة العاملة وتغيرات العصر
-
لماذا نكتب ؟؟
-
لحظة من حياة امرأة
-
حول النقد الادبي
-
الفقدان
-
اغتراب المبدعة العربية ، ما الاسباب ؟
-
من هو المثقف ؟
-
لائحة الاتهام تطول : قصة قصيرة
-
انسبوا الكتابات لاصحابها ،، اعزائي
-
الفرق بين المجاملة والنفاق
-
مفهوم الصداقة
-
رسالة اليك لن ابعثها
-
الضمير ؟ هل موجود حقا ؟ ام في عقولنا فقط ؟
-
التجربة الادبية
المزيد.....
-
مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب
...
-
“لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي
...
-
“القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد
...
-
السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام
...
-
شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
-
عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
-
“مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
-
وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية
...
-
الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي
...
-
ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
المزيد.....
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
المزيد.....
|