أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشرقي لبريز - شهادة وفاة!














المزيد.....

شهادة وفاة!


الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي

(Lebriz Ech-cherki)


الحوار المتمدن-العدد: 6382 - 2019 / 10 / 17 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


يبدو ان الكل يغط في نوم عميق، في هذه الليلة الشتوية المطيرة، إلا انأ، أحس أن عجزا بغيضا سكنني في ليلة تشبه هذه الليلة، مند أن احتلت صورها الذاكرة، فصار كقنّاص محترف يصطاد الأحلام، أو وحش داري يبتلع أي ذكرى جميلة تشفع للحياة بعد رحيلها، اذ لم تعد الذاكرة تعج الا بذكريات الانكسار الى اقترنت بالوحدة، يا له من وحش جائع يفتك بأي برعم أمل يمكن أن يمنحني الحياة، كيف لي أن احي والإرادة شاخت وأصابها ضمور كلي.
لممت بعضا من قوي المنخارة على أعتاب الذكريات، ارتديت ملابسي، خرجتُ غير آبه بكثافة المطر المتساقط، أجوب أطراف المدينة علَّني انعم بالحياة هنيهة، فقد آن للطفل بداخلي، أن ينضج ويسير وحده، بالطرقات الخالية في الليالي الشتوية المطيرة، دون أن يثير ذلك مخاوفه.
كانت الطرقات خالية من المارة، المباني الشاهقة وواجهات المحالات التجارية تنتصب على الجانب، والبحر قابع في الجانب الآخر بهديره الذي لا ينقطع، انعكاسات الأضواء الملونة من السيارات القادمة على قطرات المطر التي تبلل الطريق تنطبع على صفحته، ترسم لوحة فنية خلابة، لكنها تضل ناقصة في غياب وجوهك، الذي كان يطل بين الفينة والأخرى من نافذة الذاكرة، مكملا الجزء الضائع من اللوحة....
بعد مدة من السير في تلك المدينة الشبه ميتة التي لا أدري هل ساعات او دقائق، دون مبالاة بما يجري حولي، كنت أأمل فقط لو تصير الطرقات أقل وحشة، بمعرفة الحقيقة والتخلص من سجن الذاكرة، مهما كان جميلا، ومهما هون الحاضر من آلام.
عدت إلى تلك الغرفة الشديدة الظلام، التي تتساقط فيها كل الأشياء الجميلة وتذوب كشمعة مُنطفئة، وانا أجتر خيبات وانكسارات، لا أدري أيهما مظلم الغرفة اما حياتي؟
عمر مثقل بذكريات تلك الليلة الشتوية، التي كنا فيها معا بتلك الشقة المطلة على البحر، حيث رقصنا ركضنا كطفلين...، حيث وجدت نفسي، لما ظهرتِ في دنياي فصرت قمر أهتدي به في الليالي حالكة السواد.
عدت كرأسٍ ثمل كلما استفاق من غيبوبة دخل في أخرى أطول، مازلت أعيش في تلك الليلة، وما هذه الأيام ليست إلّا امتدادا لها.
لاشيء اخطر من ان يستحوذ على المرء إحساس، ويبدأ ذلك الإحساس في التمدد حتى يحتوى الإنسان نفسه، ولا يترك ولو مساحة صغيرة لأي إحساس آخر مهما بلغت ضآلته, اذكر، عفوا بل صرت أعيش كل يوم وليلة، تلك الليلة التي آمنت بكِ فيها، أما أضواء الصباحيات او أشعة الشمس التي تخترق نوافذ الغرف، ليست الا امتدادا لتلك الليلة، إذ لولا ضوء الشمس لما ميزت أنه يوم أخر بطعم ذاك اليوم الذي عشناه معا.
فقدت كل شيء بفقداني إياكِ، تمنيت ألف مرة أن أكون قد توهمتك، لكن أنت لم تكُ أبدًا أنثى مثالية، بل كانت حقيقة أقرب منها إلى... كنتِ خيطًا واه نسجه قلبي البائيس في غفلة من عقلي وتعلق به، وازددت تعلقا بك بعد لقاءنا، لم أكن أتوقع حينها انك تفوقين الطين الذي خُلقت منه قسوةً.
إذ كلما اشتد بي الشوق والحين إليك، أصير أترنّح وكأنني بين ذراعيك، فأسند ظهري على جدران تلك الغرفة، فاستحضر تلك اللحظات حيث بكينا ضحكنا، والتي ضمّمتني فيها إليك بعنف، وكأنك تودين لو تكسرت أضلعنا حتى يسنح لقلبينا أن ينال موقعا أقرب لبعضهما او يتداخلا في بعضيهما، كنت حينها مستسلما لضمتك لم أحرك ساكنا، واكتفيت ببعض التربيت على كتفيك، صورة لم تفارق مخيلتي لحظة، لم يخطر على بالي حينها ونحن نمارس الحب في تلك الليلة انك تسلبيني الحياة، وأنني أوقع شهادة وفاتي....



#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)       Lebriz_Ech-cherki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق النخاسة
- تنسيقية الإطارات الجمعوية والنقابية الخاصة لقطاع الدواجن بال ...
- -الكاتب- والإنسانة
- جمعية الدفاع عن حقوق الانسان تطالب السلطات المغربية بفتح تحق ...
- وزارتي الفلاحة والداخلية تدقان المسمار الاخير في نعاش تربية ...
- ذات مساء!
- ذكرى استشهاد غسان كنفاني
- طيف!
- ذكرى رحيل الثوري الروسي الماركسي وقائد الثورة البلشفية
- حتي لا ننسي يناير المجيدة ونصالح الجلد!
- مجتمع الكهف:
- لماذا عشقتها؟؟؟
- هذا انا...
- تبا لي يوم اهنت انسانية.
- هذيان الحب
- حين وجدت القلم !!
- سجن الاحزان
- رسالة صديقي
- بداية التيه
- اكره النوم ( استحضارا لروح والدي...)


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشرقي لبريز - شهادة وفاة!