أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدو خليل - كردستان المفيدة














المزيد.....

كردستان المفيدة


عبدو خليل

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 08:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا يمكن تحليل ما يجري من صراع في منطقة شمال شرق سوريا. الجزيرة، بمعزل عن سياق تاريخي يمتد على أقل تقدير لمرحلة ما بعد اتفاقية سايكس بيكو. و لا يمكن رد جوانب هذا الصراع فقط للتنوع العرقي والثقافي وتصادمه داخلياً، ولا بسبب غنى المنطقة بالنفط والمياه. إنما نتيجة تأثرها المباشر بحكم الجغرافيا والتداخل الديموغرافي بين دول ثلاث. سوريا وتركيا والعراق، لذا يمكن اعتبارها من الناحية الجيوسياسية مركزاً للزلازل. تنشط و تتخامد وتصل ارتداداتها إلى كل من دمشق وأنقرة وبغداد، وراهناً وصلت أبعد من ذلك.
بالعودة إلى تأزم الوضع في شمال شرق سوريا على خلفية العملية العسكرية التركية المسماة " نبع السلام " ، وهذا التوصيف في واقع الحال تجميل قبيح للصراع السوري وللنوايا التركية التي افتضحت سريعاً وباتت محل استهجان أممي وعربي واسع النطاق، ونظراً لتداخل الأجندات الضالعة والفاعلة في الصراع السوري يمكن الوقوف على مجريات شرق الفرات من خلال ثلاثة نقاط أجدها محورية، ربما تقود لفهم التعقيدات التي تحيط بالملف.
النقطة الأولى والجوهرية لابد من القول وإلى حد ما أن الفخ الذي نصبه الروس لكل من تركيا وأمريكا. بغض النظر عن نتيجة عملية " نبع السلام " عسكرياً، قد حققت الهدف " الروسي" المرجو منها. منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، يمكن تلخيص ذلك من خلال جملة معطيات. إضعاف موقع تركيا في الملف السوري، وظهر هذا بوضوح من خلال تسارع إدانات المجتمع الدولي لـ " نبع السلام"، وبالتالي زيادة قربها من روسيا خاصة وأن كلا الدولتين لهما باع طويل في تبادل الأدوار والمواقع من خلال لقاءات الأستانة. كذلك زيادة الشرخ بين تركيا وحلف الناتو، ويبقى هذا تحصيل حاصل عملياً. أما الجانب الآخر والمهم بالنسبة للروس، وهو أن العملية قد تحقق هدفاً بعيداً يتعلق بعودة اللاجئين السوريين من بلاد النزوح، وهي وعود تركية معلنة وواضحة ضمن سياساتها الرامية لتغير ديموغرافية المنطقة، وتالياً تعيد إنتاج وتعويم النظام بطريقة ما وتضرب في جانب آخر التسوية السياسية عبر تحييد مطالب السوريين في الحرية والكرامة وخلق بيئة مقنعة تستند على أن ما يجري في سوريا لم يكن سوى تضارب مصالح إقليمية، و في أفضل الأحوال. فوضى عابرة، يجب السيطرة عليها. تجلى ذلك في موقف الجامعة العربية ومطالبة الكثير من دولها بعودة النظام السوري، و ربما كان هذا أحد أهم دوافع الروس لتمرير " نبع السلام "، وبنفس الوقت يمكن اعتبار الأمر بداية الخسارة الثانية والفادحة للمعارضة السورية. من بعد سقوط حلب، تلك المعارضة التي فقدت كلياً بعدها الوطني وصارت مجرد أدوات ضمن المشروع " السني " لحزب العدالة والتنمية التركي .
النقطة الثانية أبعدت عملية " نبع السلام " روسيا عن الدخول في مواجهة مباشرة مع الوجود الأمريكي على الأراضي السورية، لذلك كان لابد من دعم هذا الوكيل. أي تركيا، وجدنا كيف فشلت جلسة مجلس الأمن في تقويض أي تحرك جاد لوقف العملية العسكرية التركية، وهذه إحدى مفارقات الصراع السوري. روسيا التي استخدمت دزينة من الفيتويات لحماية النظام السوري. تضع ثقلها هذه المرة لخدمة تركيا، إيران بدورها التزمت الحياد وتجاهلت تفاقم الوضع في شرق الفرات .
النقطة الثالثة وسبق أن تطرقت لها في النقطة الاولى ولأهميتها لنا كـ سوريين كان الوقوف عندها واجباً، وتكمن في ضرب مصداقية الحراك الشعبي السوري السلمي قبل عسكرته من خلال عدم ممانعة " نبع السلام" ومن قبلها " غصن الزيتون" للتشويش والتغطية على أصالة مطالب الشعب السوري، هذه النقطة تهم روسيا والنظام وإيران بدرجة متساوية من حيث الأهمية. ليس فقط لأن التسوية السياسية أصلاً تستمد شرعيتها من بدايات هذا الحراك الشعبي، بل لزيادة تورط الميليشيات الراديكالية و المدعومة من قبل تركيا في ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات. كما هو الأمر في عفرين وريف حلب، وربما لا تجد روسيا وإيران حرجاً في أن تقضم تركيا بعض الجغرافيا السورية لقاء تحقيق مصالح محددة وتمرير صفقات قادمة. مثل إعادة الإعمار وترميم النظام.
وتبقى نقطة إضافية تتعلق بالتردد الأمريكي في الانسحاب من سوريا، و الناجم عن تضارب السياسات الأمريكية داخل البيت الأبيض، وهي سمة ظاهرة منذ حكم الرئيس ترامب. هذا التردد خلق فوضى تشبه الفوضى الخلاقة التي استعانت بها كونداليزا رايس في العراق، وربما هذه النقطة تكون الوحيدة المتبقية. عثرة، أمام المخطط الروسي في سوريا، سيما وأنها مؤخراً استطاعت قضم مناطق واسعة من إدلب بعدما تورطت تركيا بجبهة النصرة على مدار السنوات الماضية، تماماً كما تورطت أمريكا بحزب العمال الكردستاني لمحاربة الشر الأكبر، داعش.
أخيراً ورغم خشونة السياسة الروسية في الملف السوري إلا أنها اظهرت قدرة فائقة على رسم الاستراتيجيات والوصول إلى الأهداف في منعطفات حرجة ، وتأتي الصفقات التي تقوم بها روسيا خلال اليومين الماضيين للتوسط بين قسد الممولة أمريكياً والمرفوضة تركياً وبين النظام ضمن مساحة نقل الفوضى الأمريكية الخلاقة إلى عقر دار حلف الناتو والبيت الأبيض . أما العمال الكردستاني وهو الحامل الحقيقي لقوات قسد، وهي حقيقة قد لا ترضي البعض من الكرد. رغم أن امريكا بجلالة قدرها فشلت في تحوير وتطوير هذه المنظومة المحكمة الإغلاق إيديولوجياً. لذا بات العمال الكردستاني اليوم أقرب لمفهوم " سوريا المفيدة " الذي انتجه النظام عندما خسر ثلاثة أرباع سوريا، وصار همه الوحيد البحث عن مساحة صغيرة من الجغرافيا بحجم جبال قنديل. يمكن تسميتها بـ كردستان المفيدة.



#عبدو_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول حاجة امريكا للقدس
- كرد العراق وسياسات المحاصصة
- وطن يفرح كلما قصفته طائرة
- نعم أنا احب ترامب
- سوريا نحو التخامد
- الحنين الى الاستبداد في سوريا والعراق
- حلب و سقوط المرجعيات الثورية.
- صادق جلال العظم و الثورة السورية.


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبدو خليل - كردستان المفيدة