أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - عبدالرزاق مسلّم الماجد رجل التنوير المغدور















المزيد.....



عبدالرزاق مسلّم الماجد رجل التنوير المغدور


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 6380 - 2019 / 10 / 15 - 23:46
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عبدالرزاق مسلم الماجد فيلسوف عراقي اغتيل في البصرة بتاريخ 21/3/1968 من قبل القوى الرجعية العارفية انذاك نتيجة نشاطه الشيوعي الكبير ونضاله لتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية ، تاتي هذه الدراسة لانصافه بعد سنوات طوال من تغييبه فكرا وجسدا ....يبدو انه استذكار متاخر لعالم كبير قدم للثقافة العراقية مساهمات كبيرة ذات اضاءات تنويرية كبرى قدم على اثرها حياته قربانا للفكر والفلسفة والتنوير عندما قتل في يوم اسود من عام 1968 وعلى ضفاف شط العرب اذ قدم من الناصرية ليدرس في جامعة البصرة العريقة التي لا تستذكره ولا تذكره اليوم بتاتا ، بل اني اشك في ان احد من اساتذتها كان قد عرف عنه شيئا وخصوصا من قسم الفلسفة الذي كان هو استاذا فيه.وما كان لهذا الاستذكار ان يكون لولا جهود الاستاذ باسل محمد عبد الكريم الذي اسس لهذا الاستذكار ودعمه .
واذ سقط الماجد الفيلسوف قتيلا في البصرة انما هو امتداد لسقوط العديد من فلاسفتها منذ نشأتها وتحت تهم عديدة : الزندقة ، الكفر ، الالحاد، الشعوبية وغيرها من التهم الجاهزة التي سيق على اثرها فلاسفتها الى القتل والتشريد ومنهم عبد الله بن المقفع وعبد الكريم بن ابي العوجاء وصالح بن عبد القدوس وبشار بن برد الذي كفره واصل بن عطاء فهرب الى الرقة في سوريا حتى توفي واصل وليس اخرهم عبد الرزاق مسلم الماجد الذي عشق الفلسفة حتى قال عنها" ولدت وستبقى طبقية منحازة، ووجودنا في عالم تتناقض فيه مصالح الطبقات والفئات الاجتماعية وتتصارع افكارها يحتم علينا ان ننحاز الى جهة دون اخرى " وهو القائل ايضا "ان تعارض مصالح الطبقات واستغلال بعضها للبعض الاخر في المجتمعات الطبقية يؤدي حتما الى الصراع الطبقي بين المستغلين (كسر العين) والمستغلين(فتح العين)
ومن ارائه الفلسفية :
اولا: نظرته للاخلاق: اذ اعتبر الماجد ان الاخلاق هي شكل من اشكال الوعي الاجتماعي ، وهي موجهة بالاساس للحفاظ على الكيان الاجتماعي ، ويحذر انه لا يجوز النظر الى القواعد الاخلاقية على انها قواعد بديلة لاينالها التغيير ،بل ان الاخلاق هي مفهوم تاريخي لان القواعد الاخلاقية تتغير تبعا للتطور التاريخي للمجتمع، فما يمكن اعتباره اخلاقيا في ظروف اجتماعية معينة يمكن ان يوصم باللاخلاقية في ظروف اجتماعية مغايرة ويضرب مثلا "اغتيال الاسرى مثلا واكل لحومهم كان شيئا مالوفا في عصر المشاعية البدائية لكنه اصبح عملية لا اخلاقية في عصور اخرى"
• الاخلاق الطبقية :
لديه ان الاخلاق تختلف حتى ضمن الطبقات ،فالنظرات الاخلاقية للعبيد ومالكيهم للاقنان والاقطاعيين، للعمال والراسماليين متباينة تماما ،فالخير الذي تراه طبقة الراسماليين مثلا في استغلال الطبقة العاملة هو شرف وجهة نظر هذه الاخيرة.
بالتالي تتلخص نظرته للاخلاق بكون نشوئها انما يتم بفعل مجموعة الظروف الاجتماعية المحيطة بهم والتي يلعب البناء الاقتصادي للمجتمع الدور الحاسم في تحديدها.ومع تغير البناء الاقتصادي للمجتمع يتغير محتوى الاخلاق نفسها ،بالتالي يربط الماجد الاخلاق بالبناء الاقتصادي وهذا ما اثبتته الظروف اذ نرى تغير المجتمعات بشكل مطرد بسبب العوامل الاقتصادية المتغيرة التي نراها في مجتمعنا وفي غيرها من المجتمعات.
ولا ينكر الدكتور الماجد دور العوامل السياسية والدينية والحقوقية في تكون تطور النظرة الى الاخلاق الا ان العامل الاقتصادي لديه هو الاكبر .
ثانيا : نظرته الى مسيرة التاريخ:
من وجهة نظر الدكتور الماجد ان لا ارادة الانسان ولا الشخصيات الفذة قادرة على تحديد مسيرة التاريخ، لان مسيرة التاريخ تحددها قوانين موضوعية خارجة عن ارادة الانسان ، وان هذه الارادة يمكنها ان تصبح حرة في حالة استنادها على معرفة قوانين التطور والتصرف طبقا لها لا على الضد منها.
ثالثا : مناقشته للافكار الفلسفية الكبرى ...
لديه مجموعة من الردود والنقاشات على بعض الفلسفات الكبرى في العالم ..
1- الافكار الفطرية : التي ملخصها ان الانسان يكتسب الافكار العامة عن طريق التجربة ، وانما هي موجودة في نفسه منذ البداية لا على شكل مفاهيم جاهزة بل على هيئة ميول فطرية للمعرفة " حسب الفيلسوف الالماني "ليبنتس" وهنا يرد الماجد بان تصورات الانسان ومفاهيمه وافكاره جميعا وبدون استثناء هي نتيجة تعميم للتجارب والتطبيق العملي ، ونتيجة للتطور التاريخي لمعرفة العلم الومضوعي.
2- ابن خلدون يرد على هيجل: اذ يرد على الفلسفة التاملية لهيجل وهي فلسفة مثالية لا تعترف بمعطيات التجربة بل تنظر الى الواقع على ضوء الاسس القبلية التي يستخرجها الفكر بصورة اعتباطية ولهذا فان المصدر الوحيد للمعرفة هو "التامل الذهني الخالص" ويعتقد الفلاسفة التامليون ومنهم ديكارت وليبنتز وهيجل بان الواقع الموضوعي يجب ان يخضع في تطوره للقواعد التي يصوغها الفكر الانساني بارادته ونجد ان الدكتور الماجد يرد على هذه الفلسفة على ضوء فكر ابن خلدون: فزعم التأمليون يخالف المفهوم العلمي عن الواقع وانعكاسه في وعي الانسان اذ ليست المبادئ /القواعد نقطة انطلاق في البحث وانما هي النتيجة النهائية كما ان المبادئ نفسها التي يصوغها الفكر الانساني على اساس معطيات التجربة لا يحدد صحتها الا مقدار مطابقتها للطبيعة والتاريخ ويستمد الماجد ردا من ابن خلدون على دعاة التأملية ، يعني الذين كانوا يؤمنون بما يشابه ما ذهب اليه التأمليون في عهد ابن خلدون" اما ما كان منها في الموجودات الجسمانية ويسمونه العلم الطبيعي ،فوجه تصوره ان المطابقة بين النتائج الذهنية التي تستخرج بالحدود والاقيسة المنطقية كما في زعمهم وبين ما في الخارج غير يقيني، لان تلك الاحكام ذهنية كلية عامة والموجودات الخارجية متشخصة بموادها ولعل ما في المواد ما يمنع من مطابقة الذهني الكلي للخارجي الشخصي" .
3- الماجد يرد على الفلسفة التجريبية : empirism والتي تعني ان التجربة او الخبرة هي المصدر الوحيد لكافة المعارف وهي اما مثالية تحدد التجربة على انها مجموعة الاحساسات والتصورات الذاتية ، وتنكر ان تكون الطبيعة اساسا لهذه التجربة ، اما التجريبية المادية فتذهب الى التاكيد على ان الاشياء في العالم المادي هي الاساس الذي تقوم عليه تجاربنا.
ويرد عليها بان نقصها البارز يكمن في وحدة طرفها ، في تقليلها من الدور الذي تلعبه النظرية والتجريد العلمي وعدم ادراكها بان الاحساس والتفكير ان هما الا مرحلتان مترابطتان لعملية واحدة هي عملية المعرفة .
4- كما انه رد على الجبرية مثلا بقوله" نظرية رجعية تغط بالسلبية وتنصح بالقعود عن النشاط الفعال ، ولقد اثبتت الحياة خطل هذه النظرية كما اثبتت خطل النظرية الذاتية التي تقصر عملية التطور الاجتماعي كلها على فعل الابطال والشخصيات الفذة"
• رؤية الماجد للعلاقة المحورية بين الفلسفة والفيزياء:
وياخذ مثالا عليها الحركة اذ لا يمكن تصور مادة بلا حركة كما لا يمكن تصور حركة بدون مادة .
ومصدر الحركة يكمن في المادة نفسها فلقد اكدت الاكتشافات الفيزياوية صواب هذه النظرة الى الحركة ، اذ لا كتلة بدون طاقة ولا طاقة بدون كتلة وهذا ما اكدت عليه النسبية الخاصة لاينشتاين التي لم يشر اليها الماجد ، وتزداد كتلة الe كلما زادت حركته، واستنادا لهذا الشيء "قضى العلم الحديث على الفصل بين المادة والحركة الذي امتازت به علوم الطبيعة القديمة ذات الطابع الميتافيزيقي والذي نظر للمادة بمعزل عن الحركة" وهكذا يريد الماجد ان يبرهن على اهمية العلوم قبال الميتافيزيق، فللعلوم الاهمية الكبرى في هذا المجال وهي التي تعطي الاساس لفهم الكون والظواهر الكونية والفيزياوية كلها.
ويعتبر الماجد ان "التناقضات وصراع الاضداد يشكلان سوية الباعث الداخلي لكل حركة ،فابسط اشكال الحركة وهو انتقال الجسم في الفضاء، عبارة عن تناقض ايضا اذ ان الجسم المتحرك يوجد ولايوجد في المكان نفسه في الوقت نفسه" والكلام الاخير للدكتور الماجد حول الجسم المتحرك في الفضاء هو كلام غير منطقي تماما وغير علمي.
اذ ان حركة الجسم في الفضاء ينطبق عليها تعريف الحركة وهي انتقال الجسم من النقطة أ الى النقطة ب ووفق سرعة معينة سواء كانت في الفضاء او في غيره لذلك فان حديث الماجد عن ان الجسم المتحرك يوجد ولا يوجد في المكان نفسه مردود عليه علميا.
الا انه يربط بين الحركة بمعناها الفيزياوي ومعناها الانساني اذ يعتبر الحركة تطلق على "كل تغير يجري في الطبيعة والمجتمع"

اما صور الحركة الاساسية فهي :
حركة جسيمات المادة المتناهية في الصغر حسب قوانين خاصة .فلدينا حركة ميكانيكية وفيزياوية وكيمياوية وعضوية (خلية واجسام) وحركة وعي وحياة اجتماعية ويقسم في تفسيراته الحركة كما مر بنا وضرورو الالتفات الى ان لكل صورة من هذه الصور الحركية صفاتها الخاصة بها فقط ، ولهذا فمن غير الصحيح تفسير اعلى اشكال الحركة على ضوء قوانين الاشكال الواطئة منها ،فلا يمكن تفسير قوانين التفكير تفسيرا بايلوجيا بحتا، كما لا يجوز تفسير الازمات الاقتصادية او الثورات على اساس حركة الاجرام السماوية كما يفعل بعض علماء الاجتماع. كما ان الماجد لا يعترف بشيء اسمه حقيقة مطلقة ويعتبر ان معارف الانسان في كل مرحلة من مراحل التطور العلمي تتوقف على المستوى الذي يبلغه التكنيك والعلم، في هذه المرحلة بالذات.
وبقدر ما يتطور العلم تتعمق المعارف الانسانية وتتكامل اكثر فاكثر . لهذا عند الماجد"لا يمككن اعتبار الحقائق العلمية نهائية كاملة لانها حقائق نسبية خاضعة للتطور والاختبار اللاحقين، فمثلا كان العلماء حتى القرن العشرين يعتبرون الذرة شيئا غير اقابل للتجزئة بيد انه بعد اكتشاف مكوناتها من الكترونات وبروتونات تغيرت النظرة الياه، وحتى النظرة الحالية – وقت حديث الماجد في الستينيات- لا يجوز اعتبارها نهائية ايضا ، ويضيف الماجد :فقد يكشف العلم شيئا جديدا عنها يعمق ما نعرفه في الوقت الحاضر عن بنائها" وهنا اقول ان نبوءة الماجد هذه تحققت فعلا واكتشف العلماء ان الاوتار هي اصغر شيء في الذرة وصاغوا على اثرها نظرية الاوتار ، والاوتار ليست مستقرة وانما راقصة وبالتالي بنوا نظرية الاوتار على انها اصغر شيء في الذرة اصغر من الالكترونات والبروتونات.
وياتي ليربط ربطا وثيقا بين العلوم الانسانية والتطبيقية عبر قوله" ان اعتبار الحقائق نسبية يعني انها تحتوي على مضمون تاريخي محدد ،لان تغير الظروف التاريخية يؤدي حتما الى تغير في الحقائق" اذن ما يمكن اعتباره حقيقة في ظروف تاريخية معينة يكف ان يكون كذلك فيما لو تغيرت هذه الظروف.

وفي ذات الاطار اي في موضوعة العلاقة بين العلوم الانسانية والتطبيقية ،، يعطي الماجد مثلا في وجود النقيضين وصراع الاضداد كأحد اهم اسس الديالكتيك ويتمثل ب(القطبين السالب والموجب في المغناطيس)وفي الكهرباء (الشحنات السالبة والموجبة) وفي المجتمع مصالح الطبقات المتعارضة .
فالماجد يشبع صراع الطبقات المتعارضة كالتضاد الذي يقع بين الشحنتين السالبة والموجبة ،فالصراع بين العباسيين والقرامطة كان صراعا شبيها بالصراع بين شحنتين سالبة وموجبة ،فصراع الاضداد احد اهم مرتكزات الديالكتيك.
"ان التصادم بين الاضداد القوة المحركة للتطور ،فالجديد لا يمكن ان يهادن القديم الذي يعيق تطوره ، ومن هنا تنشأ حتمية الصراع بينهما" واذا اردنا ان نطبق هذه الرؤية هذه على واقعنا فانني امام قضية تتشابه تماما مع ما طرحه فمع هذا السيل الجارف من المعلومات لا يمكن ان يصمد الخطاب الديني خطاب الوعظ الديني ايا كان مصدره.
لذلك نجد اليوم خطاب الوعظ يحاول ان يماشي هذا السيل الجارف ، وبنفس الوقت هو خائف منه كثيرا كثيرا (سيما مواقع التواصل الاجتماعي) اذ نرى رجالات الدين يحذرون منها دوما ومن انها مضيعة للوقت فهم خائفون منها كثيرا بحيث لا يستطيعون مجابهة الواقع انما يظهر خطابهم عاجزا عن ان يقف امامه ونراه بين الفينة والاخرى يحذر من وسائل التواصل بصورة خجولة ، لانه يعرف اي الواعظ انه اذا هاجم وسائل التواصل الاجتماعي فانه سيسفه ،علما ان الواعظ يدرك ان خطورة هذه الوسائل تكمن في كونها اسقطته كليا وجعلته في كثير من الاحيان مادة للتندر والضحك ولم يبق سوى قشر المنبر . لذلك فان حتمية الصراع التنويري تكمن بان الجديد لا يمكنه ان يهادن خطابا وعظويا عمره 1400 سنة فلذلك نرى اليوم هذا الصراع بين المجتمع والوعاظ اما ميدانه فهو الفيس بوك وجميع وسائل التواصل الاخرى ، واضرب مثلا حادثة ملعب كربلاء عندما ظهرت الموسيقية وسط الملعب وهي تعزف ثارت ثائرتهم لان انتقادهم للحادثة سيسهم في المزيد من خواء خطابهم المتهالك اصلا وسط غياب العدالة الاجتماعية عن المجتمع .
ان ايمان الماجد بالعلم يجعله رافضا كليا اي تسليم بالنظرة الميتافيزيقية للتطور اذ ان ايماننا بها يعني جعل المجتمع عاجز عن تفسير نشوء المادة الحية من المادة غير الحية وتعليل ترقي الانواع العليا من الحيوانات والنباتات من الانواع السفلى وغير ذلك من المسائل التي برهن العلم عليها.
كما يشير الماجد الى (ان كل من ماركس وانجلز قد استندا في صياغتهما لقانون (تحول التغيرات الكمية الى تغيرات كيفية وبالعكس) على اكتشافات العلوم الطبيعية سيما قانون حفظ وتحول الطاقة الذي بين ان تطور المادة هو عبارة عن عملية تحول من احدى صور الحركة الى اخرى تختلف عنها نوعيا ويستخدم في هذا القانون اصطلاح طفرة، للدلالة على الانتقال الفجائي السريع بالمقارنة مع المراحل السابقة من التغيرات الكمية مثل تحول الماء الجاري تسخينه الى بخار وقد طبق ماركس وانجلز هذا القانون على دراسة المجتمع وتوصلا الى ان تاريخ التطور للمجتمع ليس تغييرا كميا لما هو موجود فحسب بل انه عملية تقطع فيها التغيرات الكمية في مرحلة معينة بطفرة بالانتقال من وضعية كيفية قديمة الى وضعية كيفية جديدة ).
وهكذا نجد اليوم ان التغيرات التي تحصل في المجتمعات متعددة مرة نراها عبر طفرة دون تدرج ، هذه الطفرة تسبب في الاعم الاغلب ازمات مجتمعية متعددة ،فبعد عقود من الطغيان والاستبداد بمراحل الحكم وصعود العسكر واستلامهم السلطة عام 1958 وحتى نهاية طغمة البعث الفاشست بعد 2003نجد ان العراقيين وجدوا انفسهم مباشرة امام الحريات والديمقراطية مما ادى الى عدم استيعابها بشكل واضح وادى هذا الى نشوب صراعات متعددة وحرب اهلية دامت لسنوات ، لان العملية الديمقراطية اتت بطفرة دون تدرج موضوعي لاستيعابها من قبل المجتمع وادى ذلك الى ان وصل العراق ونتيجة الطفرة الديمقراطية الى اشكاليات عدة نعاني منها حتى اللحظة ومنها بل على راسها تسيد الاسلام السياسي الساحة .
الفاشية ايضا توقف عندها الماجد وصرح وهو ينتقدها" لن تنسى البشرية على مر العصور مأسي الفاشية ولن تسمح لبعض العناصر الرجعية في العالم اليوم ان تبعثها من جديد"

كما ويزاوج الماجد بين قانون نقض النقيض الذي يعني فيما يعنيه ان التغير الكيفي يعني قبل كل شيء نقض الكيفية القديمة الذي لا يمكن بدونه الانتقال من كيفية الى اخرى كما ان انتصار احد الضدين في عملية الصراع يعني نفيا لاحدهما وتحققا للاخر .
ويلعب النقض دورا هاما في جميع العمليات الجارية في الطبيعة والمجتمع والفكر ، فتحول اليورانيوم الى راديوم هو شكل من اشكال نقض احد العناصر الكيماوية وتكون اخر منه كما ان نقض الزهرة بالثمرة يشكل مرحلة ضرورية في تكاثر النباتات.
ولكن النقض لا يعني نبذا لكل ماهو قديم او تحطيما له ، ولو كان الامر كذلك لما امكن التطور مطلقا،
كما ان الطابع التصاعدي للتطور يعني الانتقال من الكيفية القديمة الى الكيفية الجديدة وهذا يجري دائما على اساس ما تم احرازه سابقا وان الجديد باعتماده على كل ما هو ايجابي في مراحل التطور يصبح مرحلة اعلى بالمقارنة مع القديم.
والتطور لا يسير بخط مستقيم ولا بدائرة مقفلة فمفهوم نقض النقيض نفسه يعبر عن "الشكل الحلزوني المتعرج الذي يسير فيه التطور ، فالنقيض المنتصر في صراع الاضداد وهو النقض الاول يتعرض نفسه الى نقض جديد (بمرحلى اعلى من التطور) يلغي لدرجة معينة النقض السابق له ويعيد جزئيا بعض العلامات التي سبق وان نقضت بالنقض الاول"
اما نظرته للقانون فانه ينظر اليه باعتباره موجود بصورة موضوعية وعاملة بشكل مستقل عن ارادة ووعي الانسان، ومثال ذلك الوراثة لدى النباتات – نرى الماجد هنا يزاوج بين قوانين طبيعية بحتة وقوانين انسانية – وكيف انها تحدث بتاثير الوسط المحيط بالنبات، بالنتيجة فان هذا قانون موضوعي ليس بمقدور الانسان ان يلغيه ولكن بمقدوره ان يكيف تطور النباتات وفقا لحاجته فيما اذا ادرك هذا القانون واستند اليه، وكذا الحال في المجتمع فليس باستطاعة الانسان ان يقيم هذا النظام الاجتماعي او ذاك بمجرد رغبتهم فيه. يقول الماجد " ان الاقرار بالصفة الومضوعية لا تعني باحي حال الاستهانة بالدور الواعي الفعال للانسان ،فالانسان غير عاجز امام قوانين الطبيعة كما يعتقد السطحيون بل انه قادر على الحد من مدى فعلها، ومتمكن من توجيهها الوجهة التي تخدم مصالح المجتمع، في حالة اكتشافه لها" ويضيف" لقد مر حين كان الانسان فيه عبد للطبيعة ولكنه بمرور الزمن تحرر من هذه العبودية بعد ان اكتشف كيف تعمل الطبيعة ، فقوة الماء اليوم لم تعتد تفتك بالانسان كما كانت سابقا لان الناس عرفوا كيف يداروا هذا الخطر باقامة السدود واستطاعوا ان يستغلوا هذه القوة بانشاء المحطات الكهرومائية" الا ان هذا الكلام غير علمي تماما ، صحيح ان الانسان حد من تسلط الطبيعة عليه وان قوة الماء ما عادت تفتك بالانسان كما في السابق ، لكن اليوم وبسبب التغيرات المناخية الكبرى التي لم يشهدها الماجد في زمنه بسبب الاحتباس الحراري الكبير الذي تعاني منه الكرة الارضية نجد ان قوة المياه اصبحت فتاكة وفوق طاقة الانسان وتعاني منها كبريات الدول في العالم فاصبحت قوة غاشمة تنهخار بسببها السدود وتغزو الشواطئ واصبحت عواصف المياه الكارثية تاتي مع الزلازل بما يسمى بالتسونامي الذي راغرق مدن باكملها وحطم مفاعلات نووية كما في اليابان وتسبب بمأسي كبيرة للمناطق المأهولة بالسكان ، حتى الامطار بسبب التغيرات المناخية الكبرى اصبحت لا تطاق بشكل كبير جدا وظلت ترافقها عواصف صعب على الانسان ان يسيطر عليها وحتى اليوم نجد ان الامطار بسبب شدتها تغرق مناطق باكملها وتثير الرعب بين السكان وترافقها سيولا كبرى يصعب السيطرة عليها ، كل ذلك لم يستطع ان يتحدث عنه الماجد لان التغيرات المناخية انذاك ما كانت بحجم اليوم بسبب الصناعات الكبرى اليوم وتاثيرها على الاجواء في الكرة الارضية وتسببها بالاحتباس الحراري المؤدي لكل هذه المشاكل. وبالتالي فان الماجد ما كانت هذه الامور قد تعرف عليها بعد. وهنا يقارن الماجد مقارنة مهمة بين قوانين الطبيعة وقوانين تطور المجتمع.
"تمتاز قوانين الطبيعة عن قوانين تطور المجتمع، بكونها تفعل بحرية اكبر ، في حين تصطدم الاخيرة بمقاومة القوى الرجعية التي تحاول ان تطيل من بقائها فترة اكبر " وهذا واضح جدا نراه اليوم ونرقبه في بلادنا اذ تحاول القوى الدينية باختلاف مسمياتها مقاومة اية رؤية تحاول ان تنير طريق المجتمع وتطويره.
وفي باب اخر ينظر الماجد لموضوعة الصدفة والضرورة ويطبقهما على المواضيع العلمية والفلسفية على حد سواء : "كل ماهو جوهري في الواقع هو نتيجة للقوانين الموضوعية فتوالي الليل والنهار مثلا ودوران الارض حول الشمس، وتعاقب التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية وتبدل طابع البناء الفوقي تبعا للتغير الجاي في القاعدة الاقتصادية كل ذلك يحمل طابع لضرورة لا طابع المصادفة " والضرورة حسب مفهوم المادية الديالكتيكية ، كل ما له اساس في جوهر الظواهر والعمليات نفسها، كل ما ينبع من العلاقات والصلات الداخلية بين الاشياء ، والذي لا بد ان يتحقق اثناء اثناء توفر ظروف معينة ، اما المصادفة فهي كل ما له اساس في غيره، اي : انه لا ينبع من العلاقات الداخلية بين الاشياء بل من اسباب عرضية فيمكن ان يقع ويمكن ان لا يقع، فنشوء النبتة من البذرة يجري حتما اذا ما وجدت البذرة شروطا صالحة للانبات غير ان نمو النبتة قد يتوقف في حالات معينة كأن يقتلها البرد مثلا، فالبرد هو صدفة بالنسبة لنمو البتة والصدفة كالضرورة ذات طابع موضوعي وانكار هذا الطابع الموضوعي ورد الصدفة الى "اللاسبب" يشكل غلطا فظيعا.
نتوقف هنا مع الماجد في قضية ما اورده حول " حتمية تعاقب التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية وتبدل طابع البناء الفوقي تبعا للتغير الجاري في القاعدة الاقتصادية " وهنا يشير الماجد الى مرور المجتمعات الانسانية جميعها بالمراحل المعروفة في الماركسية القديمة وهي " المشااعية البدائية، العبودية ، الاقطاع ، الراسمالية ، الاشتراكية" وهنا نتوقف كثيرا عند هذه المراحل التي ما عادت تمثل الدورات التاريخية التي تحدث عنها الماركسيين القدامى ومنهم الماجد ، ان المدارس الماركسية الجديدة قد خرجت عن هذا المسار الحتمي ومنهم بل على راسهم هوبزبوم، ولم يتسن للماجد الوقت لاعادة النظر نقديا بالمسلمات الماركسية حول المادية التاريخية والتحولات الاقتصادية الخمسة والحتمية حسب وجهة نظره، فالماجد كان رهين المدرسة السوفيتية التقليدية في رؤيتها الماركسية "الستالينية" ، فالصين اليوم وخلافا لما قدمه الماجد زاوجت بين الرأسمالية والاشتراكية اي بين مرحلتين من المراحل السابقة وكذلك فيتنام ، بالنتيجة فان البقاء ضمن الرؤية الماركسية القديمة هو اشكالية توجه للماجد ، كذلك حتميته في النظر للتحول عبر هذه المراحل جعلته يتغاضى عن نمط الانتاج الاسيوي الذي اختلف اختلافا كبيرا عن العبودية والاقطاع معا فهو يعتمد على "النظام المائي" او " المجتمع المائي الاداري" وقد حاول ويتفوغل
ان يطبق هذا الموضوع على :المكسيك، بيرو، مصر والعراق والهند والصين، فهو يبدا بنفسالفكرة التي ابرزها ماركس عن اهمية تنظيم الري الصناعي في تلك البلدان
بالتالي تحتاج الدولة الى تعبئة عمالة ضخمة ولا يمكن ان يقوم بعملية تعبئة العمل وتقسيمه والاستفادة منه على نطاق البلد سوى سلطة مركزية طاغية ، الامر الذي لم يحدث في البلاد التي تعتمد على مياه الامطار . بالتالي فان الدولة هي التي تسيطر على الارض والفلاحون لاشيء وتصبح الملكية الفردية شبه منعدمة في النمط الاسيوي وان كانت موجودة وكبار الموظفين في الدولة هم الذين بيدهم الملكية الفردية و"يتوقف دوام المجتمع المائي على تمسك الدولة بمحافظتها على صفتها المالكة الكبرى، اي : على ان تكون لها اليد العليا بالمقارنة مع الملكية الفردية"
وهذا كله اغفله الماجد وتمسك بنظرية المراحل الخمس على الرغم من ان نظرية نمط الانتاج كانت قد وجدت في حينها الا ان الترجمات العربية حولها لم تظهر الا بعد وفاة الماجد ويبدو انه لم يك على اطلاع بها .
ان مهمة العلم حسب الدكتور الماجد تقوم في اظهار الضرورة المختفية وراء مجموعة من المصادفات وللصدف تاثير على مسيرة تطور العمليات الحتمية ، اذ بامكانها ان تعجل او تبطئ هذا التطور ويحدث "احيانا كثيرة ان تتحول الصدف الى ضرورة ،فقد اشار العلامة الكبير دارون بان التغيرات العرضية غير الملحوظة التي تجري في الاجسام الحية والتي تثبت بالوراثة باعتبارها مفيدة لهذه الاجسام تؤدي بمرور الزمن الى تغير في النوع، وهذا يعني ان الاختلافات غير الجوهرية (العرضية) تتحول الى سمات لازمة ضرورية للنوع الجديد"وهكذا نجده يتحدث عن التكيف الطبيعي والانتخاب الطبيعي ،فاختلافات غير ملحوظة تطرأ على الانسان تؤدي الى وبمرور الزمن الى تغير بالنوع نفسه ، وهذا يقودنا الى ان نوعنا الحالي الهومو سابينس قد جاء نتيجة تغيرات طرات على الانسان الذي سبقه "ايركتوس،ناليدي،استرالوبيثيكوس.....الخ" وهذا ما لم يطلع عليه الماجد كونه كشوفات جديدة عبر علم الاحفوريات .
عموما ان العلم عدو الصدفة وهو يسعى دوما الى اكتشاف الضرورة القائمة عليها.












• كيف نظر الماجد الى التشكيلة الاقتصادية والاجتماعية ؟
لقد نظر الماجد وبصورة بارزة الى هذه التشكيلات لدى المجتمعات واهتم بها اهتماما كبيرا، اذ بين ان كل تشكيلة اقتصادية اجتماعية تتميز بسمات اربع اساسية تحدد اختلافها نوعيا عن غيرها من التشكيلات وهذه السمات هي/ اسلوب الانتاج ،التنظيم الاجتماعي للعمل، البناء الفوقي ، مختلف انواع ظواهر الحياة الاجتماعية الاخرى كالعائلة ، القلم،الثقافة .
ويهتم الماجد كثيرا ب(اسلوب الانتاج) الذي يلعب الدور الحاسم فهو الذي يحدد صفة التنظيم الاجتماعي للعمل والتركيب الطبقي للمجتمع وخصائص البناء الفوقي وطابع العائلة والثقافة وغيرها من مظاهر الحياة السياسية ، الاجتماعية،الفكرية ، والانتقال من تشكيلة اقتصادية ، اجتماعية ،الى اخرى يجري وفقا للقانون" التوافق الضروري بين علاقات الانتاج وقوى الانتاج"
ويقصد بقوى الانتاج وسائل الانتاج التي يصنعها المجتمع وفي مقدمتها ادوات العمل ، وكذلك الناس الذين ينتجون الخيرات المادية ، اما علاقات الانتاج فهي العلاقات التي تقوم بين الناس اثناء عملية الانتاج الاجتماعي للخيرات المادية . وان تطور قوى الانتاج وادواته قبلها هو الاساس الذي يقوم عليه تغير وتطور اسلوب انتاج الخيرات المادية .
اما وضعية علاقات الانتاج فيثير حولها سؤالا : في حوزة من توجد وسائل الانتاج؟ اهي في حوزة الشعب ام في يد افراد او فئات او طبقات معينة منه ، ان هذا يعني ان طابع علاقات الانتاج يحدده قبل كل شيء علاقة المنتجين بوسائل الانتاج.
وبالتالي يجب ان تتفاعل قوى الانتاج وعلاقات الانتاج وان يؤثر احدهما في الاخر ، وتشكل قوى الانتاج الجانب الحاسم الاكثر ثورية وحركة من بين هذين الجانبين.



وهذا يعني ان مستوى معين من تطور قوى الانتاج يجب ان تناسبه علاقات اجتماعية معينة، فكيفما تكن قوى الانتاج يجب ان تكون علاقات الانتاج، فالتعبير اذن يصيب اولا قوى الانتاج ثم يجري على اثر ذلك تغير في علاقات الانتاج، على ان هذا لا يعني ابدا ان علاقات الانتاج شيء خامل سلبي لا دور له في عملية التطور .
و"علاقات الانتاج الناشئة على اساس قوى انتاجية معينة تؤثر بدورها على هذه القوى ، تاثيرا فاعلا فاما ان تسرع بتطورها واما ان تعيقه.
فالعلاقات الانتاجية الجديدة التي تناسب طابع قوى الانتاج تلعب دورا اساسيا في الاسراع في التطور اللاحق للانتاج في حين تصبح العلاقات القديمة مواقع تعوق مسيرة هذا التطور ."ويضيف الماجد" لا يمكن لعلاقات الانتاج ان تتخلف طويلا عن نمو قوى الانتاج وان تظل في حالة تناقض معها وهي مهما تخلفت لابد وان تصير في النهاية الى حالة توافق يناسب مستوى قوى الانتاج، وبعكس ذلك يجري تحطيم جذري للوحدة القائمة بينهما الامر الذي يؤدي الى ازمة الانتاج كله" ويصل الماجد من هذه العلاقة بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج الى نتيجة خطيرة مفادها "ان حل التناقض بين قوى الانتاج النامية وعلاقات الانتاج المتخلفة في المجتمعات القائمة على التناحر الطبقي يجري عن طريق الثورة الاجتماعية "




• الثورة الاجتماعية :-
وهي حسب رؤية الماجد "مرحلة حتمية في تطور المجتمع تكمن اسبابها في التناقضات التي يقوم عليها البناء الاجتماعي وبالذات التصادم الحاصل بين قوى الانتاج وعلاقاتها والتناحر بين الطبقات وقانون الثورة الاجتماعية هو القانون الاساسي للانتقال من تشكيلة اجتماعية اقتصادية الى اخرى " ...
وهذا صحيح كما في الثورة الفرنسية والبلشفية وغيرها من الثورات التي ادت الى الانتقال من تشكيلة اجتماعية اقتصادية الى اخرى.
ويضيف الماجد بان "تطور الحياة الاجتماعية كتطور الواقع الموضوعي بأجمعه " وممكن ان يحدث التطور وفق "الطفرة" ف"لا يمكن ان تجري طفرة من تشكيلة اجتماعية اقتصادية الى اخرى جديدة دون ان يسبقه تطور في قوى الانتاج في رحم التشكيلة القديمة ودون تنامي واشتداد مختلف تناقضات هذه التشكيلة وتعاظم نضال الطبقة المضطهدة فيها" وهنا لا يعطي الماجد اية تفصيلات في هذا الموضوع وتطبيقاته الا اننا بامكاننا ان نضع تطبيقاتنا وفق هذه النظرية فالطفرة لا يمكن ان تحدث دون ان تكون هنالك امور تمهد لها ، فتغيرات كمية تدريجية تحصل داخل المجتمع تمهد لقيام طفرات ومنها تعاظم نضال الطبقات المضطهدة واشتداد التناقضات في التشكيلة المجتمعية القديمة ، بالنتيجة تمهد هذه الامور لقيام الثورات الكبيرة التي تمهد للطفرات في تكوين قواعد مجتمعية جديدة لا تنتمي للقديم ، مثلا انهاء سلطة الطبقات البيروقراطية الحاكمة واحلال الفلاح محلها كما حصل في دولة القرامطة في البحرين .
احلال سلطة العبيد بدلا من الرومان في ثورة سبارتاكوس وهذه هي طفرة في المجتمع حصلت نتيجة تعاظم نضال طبقة العبيد ادت الى قيام ثورة اجتماعية .
والثورة الاجتماعية انقلاب جذري في مجموع نظام العلاقات الاجتماعية يتناول قاعدة المجتمع الاقتصادية والبناء الفوقي المرتكز عليها.
ويتوقف طابع ومحتوى الثورة الاساسي كما يشير الماجد على" نوعية المعضلات والتناقضات الاجتماعية التي تحلها وعلى شكل البناء الاجتماعي السياسي الذي تقيمه ، وقوى الثورة المحركة هي الطبقات التي تقوم بها ، كما وتشكل مسألة السلطة القضية الاولى والرئيسية في كل ثورة اجتماعية" .
ولا يكفي لقيام الثورة توفير اساسها الاقتصادي بل ينبغي بالاضافة الى ذلك نشوء ما يسميه الماجد" وضعية ثورية في البلاد" ويقصد به" مجموعة الظروف الموضوعية الخارجة عن ارادة الطبقات والاحزاب " وتتميز الوضعية الثورية بعلامات ثلاث اساسية هي :
1- تدهور الوضع الاقتصادي وتفاقم بؤس الجماهير الشعبية .
2- ازمة سياسية في الحكم تشير الى عدم امكانية الفئة الحاكمة الاستمرار بالحكم بالطرق الاعتيادية المألوفة ، ومحاولتها البحث عن اساليب جديدة .(ايضا حصل قبل قيام ثورة القرامطة عندما سيطر الاتراك على مقاليد الحكم وبدأت تشكيلة الحكم تتخذ موضعا اخر)
3- تنامي فعالية ونشاط الجماهير الشعبية السياسي . (ثورة الزنج التي سبقت ثورة القرامطة مهدت للوعي السياسي والسخط الشعبي ضد العباسيين ، كذلك ثورات الخرمية والبابكية في اذربيجان ساهمت باشعال الرؤى السياسية لدى الناس وكسر هيبة العباسيين ).
4- هذا ما ذكره الماجد ولو اردنا ان نطبق ما ذكره على الوضع في مجتمعنا اليوم ، ونسال سؤال ، الم تتشكل هذه النقاط في البصرة/2018 مما ادى الى القيام بتظاهرات عارمة ادت الى عنف وعنف مضاد وشكلت ثورة اجتماعية كبيرة انصاعت لها الفئات السياسية ، بعد ان رات ان الامور قد خرجت عن نصابها .
اذ راينا ان الوضع الاقتصادي تدهور بصورة كبيرة وتفاقم بؤس الناس وتفشت البطالة بشكل كبير جدا . كما انه وبسبب الفساد الاداري والمالي والاخلاقي ادى الى ازمة سياسية في الحكومة المحلية ، مما ادى الى تصاعد الحراك الاجتماعي ضد الحكومتين المحلية والمركزية قادها شباب البصرة .
ولاجل ان تصبح الثورة حقيقية يجب توفر ظروف ذاتية بالاضافة الى الظروف الموضوعية الانفة الذكر .
وهذا ما اطلق عليه الدكتور الماجد اسم "الوضعية الثورية المباشرة " بالتفريق عن الوضعية الثورية العامة،
الثورة اذن يصنعها الناس ممثلو الطبقات المضطهدة الذين يتوقف على مبادرتهم وطاقاتهم وقابليتهم على لف اوسع الجماهير الشعبية نجاح الثورة الاجتماعية حولهم .
ومتى ما اصبحت الجماهير الشعبية مستعدة لخوض المعركة الحاسمة تأييدا لطليعتها عند ذلك يقال ان الظروف الذاتية للثورة قد تهيأت.
ويتوقف " ظهور العامل الذاتي في مختلف انواع الثورات الاجتماعية على طبيعة الثورة وقواها المحركة ، فكلما كانت المهمات اوسع وكلما كانت فعالية الطبقات التقدمية اشد ، اصبحت الاجراءات الثورية اشد واضحت مسيرة التطور الاجتماعي اسرع"
كما ويعتبر الماجد ان ما يحدد التطور التاريخي ليس الظروف الطبيعية الخارجية كما يعتقد مونتسكيو وانما تغير اسلوب انتاج الخيرات المادية
• الماجد ودراسته لابن خلدون...
نزع القدسية عن الدولة لدى الماجد مستندا على ابن خلدون...
كما ان للدولة حضورها في تعريفات الماجد وهو حضور مكثف ومهم ويستعير من ابن خلدون الفكرة حول الدولة اذ ان الدولة لديه هي ظاهرة انسانية لا الهية ولا تكتسب اية قدسية وان كان يراسها النبي نفسه، بمعنى انها ليست كيان مقدس وحدد ابن خلدون مهمة الدولة بالقهر وفرق بين نوعين من السلطة لدى الدولة سلطة رئيس العشيرة القائمة على الاحترام الطوعي وسلطة الملك القائمة على القسر ، يقول ابن خلدون: "ثم يقولون – اي : الفلاسفة، وذلك الحكم يكون بشرع مفروض من عند الله يأتي به واحد من البشر ، وانه لا بد ان يكون متميزا عنهم بما يودع الله فيه من خواص هدايته وهذه القضية للحكماء غير برهانية كما تراه اذ الوجود وحياة البشر قد تتم من دون ذلك بما يفرضه الحاكم نفسه، او بالعصبية التي يقتدر بها على قهرهم وحملهم على جادته" (ابن خلدون، المقدمة)
لقد اشار الماجد الى اهمية فلسفة ابن خلدون في بناء الدولة ونزع قدسيتها فالماجد يضع حدا فاصلا بين الدولة والاله ويعتبر ان السلطة واستمداداتها بشرية تماما. ويثير ايضا قول ابن خلدون" قدمنا ان الادميين بالطبيعة الانسانية يحتاجون في كل اجتماع الى وازع وحاكم يزع بعضهم عن بعض فلا بد ان يكون متغلبا عليهم بتلك العصبية والالم، تتم قدرته على ذلك، وهذا التغلب هو الملك وهو امر زائد على الرئاسة سؤدد وصاحبها متبوع وليس له عليهم قهر في احكامه واما الملك فهو التغلب والحكم بالقهر" (المقدمة ص)126.
كما وينتقد شكل الدولة الراسمالية التي تسبب بنظره الاحتكارات وطواغيت المال وغياب العدالة الاجتماعية .
كذلك يقارن الماجد ابن خلدون مع المفكر الايطالي فيكو(1668-1744م) اذ ان فيكو يذهب الى ان "المجتمع الانساني يمر اثناء تطوره بثلاث مراحل هي: الطفولة والشباب والكهولة، اذ ان مؤرحلة الطفولة تمثل المرحلة البدائية والثانية العصر البطولي/الارستقراطي، والثالثة بالعصر الانساني /البرجوازي وتنتهي الدورة بانهيار المجتمع فيعود الى المرحلة الاولى ويعتبر الماجد ان ابن خلدون كان قد سبق فيكو الى فكرة الدورات التاريخية في مقدمته الشهيرة ، حيث اعتقد بان اجيال البدو هم في رايه القوة المحركة في التاريخ الرامية الى الخروج من حياة الشظف الى حياة الترف تغزو البلدان وتقيم الدويلات وتشيد الحضارة ولكنها ما ان تعتاد على حياة المدن حتى تفقد بطولتها وعصبيتها فيخرج جيل قوي جديد من البادية يزيل الدولة القديمة ويبني على انقاضها دولة جديدة وهكذا يتجدد التاريخ. "بالتالي ان كلا النظريتين تؤمنان بفكرة حتمية التطور التاريخي.
• الماجد يرد على هيجل:
في مطلع القرن 19 تقدم الفيلسوف الالماني هيجل بنظريته عن التطور الديالكتيكي التي صورت العالم في حالة من الحركة المستمرة ، في حالة من التغير والتطور والتحول مصدرها "التناقضات الداخلية " وقد طبق هيجل ديالكتيكه هذا في نظريته عن المفاهيم ،الا ان كون هيجل مثاليا ادى الى ان يقع اسلوبه الديالكتيكي في تناقض مع نظريته التي استوجبها ضيق افقه الطبقي فهو لم يعترف بان الفكر نتاج المادة وانعكاس لحركتها في دماغ الانسان، بل اعتقد ان الفكرة المطلقة هي صانعة المادة وبناء على هذا الفهم للمسألة ليس الوعي هو الذي يجب ان يوافق الواقع الموضوعي بل على الواقع ان يخضع الى التراكيب الذهنية التي تستخلصها فلسفة هيجل عن طريق التأمل ، ويصل الدكتور الماجد الى ان الديالكتيك لم يصبح علما حقيقيا الا بعد ان اقام كل من ماركس وانجلز ديالكتيكهما على اساس الاكتشافات العلمية الثلاثة الكبرى وهي: اكتشاف الخلية الحية ، قانون حفظ الطاقة وتحولها ، قانون دارون اذ ازالا عنه المثالية .
كما تناول الماجد المثالية Idealism واعتبر ان هذه الجذور تجد لها تربة في عملية المعرفة نفسها، فانقسام المجتمع الى طبقات متناحرة وما رافقه من انفصال العمل الفكري عن العمل الجسدي كانا الشرط الاساس لظهور المثالية ولهذا يجد الماجد التفسير المثالي لظواهر الطبيعة ملازما لمفكري الطبقات المتحكمة في المجتمع.
كما اهتم الماجد كثيرا بالمفاهيم/المقولات category وتساعد المفاهيم الانسان على الصترف بصورة اعمق لدوافع المحيط به ، اذ ان عملية معرفة الطبيعة والمجتمع ليست عملية انعكاس ميكانيكية في دماغ الانسان ، بل انها عملية معقدة تصاغ فيها المفاهيم والقوانين والتي من اهمها : المادة ، الحركة ، السببية ، الضرورة والمصادفة ،الشكل والمحتوى ، الجوهر والظاهرة ،الامكانية والواقع ، الزمان والمكان، كما وتؤلف التشكيلة الاجتماقتصادية القاعدة والبناء الفوقي للطبقات اهم مفاهيم المادية التاريخية .
والمفهوم لديه يجب ان يكون متطورا ومرنا وترتبط هذه المفاهيم بعضها مع البعض الاخر كما هو الحال في الاشياء والعمليات الجارية في العالم ولهذا السبب لا يجوز النظر الى المفاهيم العلمية كما لو كانت ثابتة لا تتطور .
ولنقف مليا عند تناولات الماجد لهذه المفاهيم الاساسيةوالتي تدخل في بنيات ثقافية تنويرية فلسفية كبرى .
وسابقة على عصرها في بلد اجحف حق الماجد في الحياة حتى .
واول هذه المفاهيم الفلسفية التي تناولها الماجد وسنحاول تطبيقها فكريا او مجتمعيا او ثقافيا في مجتمعاتنا قدر الاستطاعة ...
• الاحتمال(الامكانية) والواقع:
اذ يتعلق هذان المفهومان بعملية التطور ،فالشيء الذي ينشأ لا يتحقق مباشرة في الواقع، وانما يظهر في بادئ الامر على هيئة احتمال فقط، ويقصد بالاحتمال تلك المرحلة في تطور الاشياء والظواهر عندما لا تكون هذه الاشياء قد اصبحت واقعا بعد..
اما الواقع فهو الاحتمال المتحقق.
للاسف ان الدكتور الماجد لم تسعفه حياته كي يعطي امثلة تطبيقية لهذه الافكار الفلسفية /المفاهيمية الكبرى ، ولو شئنا ان نطبق هذه المسالة فكريا فلدينا الكثير من الامثلة التطبيقية ،فالاحتمال في نظرية التطور البايلوجية كان يتحدث عن فترة انفجار كمبري قبل حوالي 500 مليون سنة، وجدت فيها كائنات كثيرة على الارض منها (الروبيان نفسه) اذن كانت هنالك مرحلة تطورية كبيرة للكائنات والكائنات المتطورة لم تك قد اصبحت واقعا بعد، الا ان هذه الاحتمالات او امكانية وجودها اصبح حقيقيا بعد ملايين السنين وشيئا مشاهدا معروفا نتعايش معه فالواقع هو الاحتمال الذي تحدث عنه العلماء وتحقق.
كما ويجب التمييز بين الاحتمال الشكلي الفارغ وبين الاحتمال الواقعي ، فمن وجهة نظر الاحتمال الشكلي "كل شيء ممكن" ولا يقوم هذا الغرض على اعتبار للظروف الواقعية المحددة التي بامكانها ان تجعل من الاحتمال واقعا ، فما يظهر في ظروف معينة احتمالا مجردا يمكن ان يصبح واقعا حقيقيا في ظروف اخرى ،فالازمات الاقتصادية في ظل الانتاج البضاعي البسيط هي احتمال مجرد فقط، بيد ان هذا الاحتمال يصبح واقعا عندما يتحول الانتاج البضاعي البسيط الى انتاج رأسمالي.


• كيف نظر الماجد الى التصوف...
لان الماجد يناصر الطبقات الجائعة /المحرومة فهو قد وقف الى جهة التصوف كأتجاه تقشفي في الفلسفة الاسلامية وقد نشأ في رايه كتعبير عن احتجاح الجماهير الشعبية السلبي على الظلم الاقطاعي ،ففي تلك الظروف حيث لم يستطع الكادحون ان يحققوا امالهم رغم ما قاموا به من ثورات وانتفاضات ، تولد عند قسم من الناس شعور باليأس من الحياة ، فحولوا انظارهم الى السماء سلتمسون مخرجا من بؤسهم .
ويبدو ان الرؤى الطوباوية التي اغرت الماجد للحديث عنها بسبب ايمان اشخاصها بالعدالة الاجتماعية المفقودة جعلت الماجد ايضا يعجب بفكر توماس مور الذي تحدث عن الدولة والمجتمع المثاليين في جزيرة خيالية لا مكان لها في الواقع، والى مور تعود المقولة الشهيرة "لقد اكلت النعاج البشر " التي عبر بها عن الاساليب البربرية لصيرورة وتطور الراسمالية في انكلترا عندما طرد الاقطاعيون الفلاحين من اراضيهم ليحولوها الى مراع لتربية الاغنام اثر ازدهار الصناعة الصوفية .
ويعتبر الماجد انه وعلى الرغم من اهمية هذه الافكار وان الطوباويين قد انتقدوا النظام الراسمالي وتخيلوا النظام الاشتراكي الا انهم بحكم عدم ادراكهم لقوانين تطور المجتمع لم يستطيعوا ان يبينوا الطريق لاقامة المجتمع الجديد، فهم لم يفهموا دور الجماهير الشعبية ولا الصراع الطبقي في التاريخ وظنوا ان الاشتراكية تستطيع اذا ما اكتشفت ان تخضع العالم لسلطانها بقوتها الخاصة وعن طريق الدعاية لافكارها فحسب.
• كيف نظر الماجد الى المحتوى والشكل؟
ان كل شيء وكل ظاهرة في الطبيعة والمجتمع هي ذات محتوى وشكل .
والمحتوى عند الماجد هو الجانب الاكثر اهمية والذي يعبر عن جوهر الشيء ويظهر في خواصه وصفاته اما الشكل فهو التنظيم الداخلي للمحتوى او هو الربط بين العناصر المكونة للمحتوى في كل موحد ولايمكن بدونه وجود المحتوى نفسه.وينشأ اثناء عملية التطور تناقض بين المحتوى والشكل ، تناقض لا يستلزم في المراحل الاولى تغيير الشكل القائم، بيد ان استمرار هذا التناقض في النمو التدريجي يؤدي بالنتيجة الى نشوء حالة يصبح فيها الشكل عائقا للتطور المقبل ، ولا يحل هذا التناقض الا بطريق تحطيم الشكل القديم.
اذن نحن امام ضرورة امكانية توفير طريق لتحطيم الشكل القديم ، والمراد بالشكل القديم الحالة التي كانت عليها القضية المعينة فاستمرارها بشكلها الذي هي عليه وان تطور محتواها سوف لن يقدم شيئا للقضية المراد تطويرها.
يقول الماجد ايضا " ان القول بوجود التناقض بين المحتوى والشكل لا يعني مطلقا ان هذا التناقض قائم بين المحتوى والشكل على العموم بل انه قائم بين الشكل القديم والمحتوى الجديد الذي يبحث لنفسه عن شكل جديد يطابقه، مع التاكيد على ان المحتوى الجديد بامكانه ان يستخدم بعضا من الاشكال القديمة دون ان يحطمها بل بأن يغير من طبيعتها ويكيفها لاغراضه، فالنظام الاشتراكي مثلا يحتفظ ببعض الاشكال القديمة التي كانت سائدة في عصر الراسمالية كالنقود والبنوك والسلع، الا ان جوهر هذه الاشكال قد تغير عما كان عليه في ظل النظام الراسمالي" طبعا يضرب هذه الامثال لانه عاصرها وكانت موجودة حاليا لا يوجد هنالك وجود للنظام الاشتراكي بعد انتهاء الحرب الباردة .
وهكذا نجد انه بالامكان اليوم لاجل التغيير ان تحتفظ ببعض من الاشكال التي كانت حياتك تسير وفقها الا ان جوهر حياتك يجب ان يتغير سائرا نحو التنوير والنهضة .


الماجد ونظرية المعرفة :
تعد المعرفة عملية انعكاس معقدة في وعي الانسان تتم على مراحل : تبدا من التامل الحي للظواهر والاشياء وتنتقل الى التفكير المجرد ومن هذا الى التطبيق ، فالاحساسات والتصورات وهي ما يدعى بالتامل المباشر الحي تشكل نقطة الانطلاق في المعرفة كعملية .
ان هدف المعرفة كما يراه الماجد يتلخص في اكتشاف القوانين الموضوعية للطبيعة والمجتمع لا يتحقق الا عن طريق التفكير المجرد وهو المرحلة الثانية في عملية المعرفة ، وفي هذه المرحلة ينصرف الفكر عن كل ماهو عارض وغير جوهري الى الغوص في جوهر الاشياء والظواهر معمما ما تقدمه اليه الاحساسات من معطيات وتظهر نتائج التعميم على شكل مفاهيم. ويشكل التطبيق الاساس الذي تقوم عليه عملية المعرفة حسب ذهاب الماجد والمقياس الذي تحدد بواسطته صحة المعارف التي يتوصل اليها الانسان وهكذا فان امتحان صحة المعارف بالتطبيق يعتبر اعلى مراحل عملية المعرفة او اعلى مراحل انعكاس قوانين العالم في دماغ الانسان وفي التطبيق فقط يمكن للانسان ان يتفحص الحقيقة التي توصل اليها تفكيره.
كذلك قرا الماجد وهو المختص في مجال الفلسفة قرا النظرية النسبية لاينشتاين الخاصة والعامة كما قرا دارون كما مر بنا بل انه انتقد اينشتاين على وقوعه تحت ضغط الافكار الماخية والذي قاده الى ان يعطي تفسيرات مثالية لبعض الموضوعات ومن ذلك تجاهله للاساس الحقيقي للنظرية النسبية ، اي : الفهم الصحيح للمادة واعتقاده بان خواصا كالتمدد وغيره ليست صفات موضوعية
ملازمة للاجسام المتحركة ، وانما هي نتيجة لقياسات صرفة للعلاقات الخارجية بين الاشياء. وهذا يدلل كيف ان الماجد كان يدرس ومن وجهة نظر نقدية فلسفية حتى الامور العلمية كالنظرية النسبية بل انه ينتقد اينشتاين في بعض اوجهها نتيجة قراءات له في هذا المجال.
• اما الماجد فقد قرا المدرسة النفسية في علم الاجتماع كالتالي:
• اذ اعتبر ان "نفسية الانسان اساس المجتمع الذي يحدد حياته الاقتصادية والسياسية" ومن ابرز دعاة هذه النظرية العالم الاجتماعي الفرنسي نارد(1843-1904) الذي كان قد تقدم بنظرية عما يسمى التقليد الاجتماعي ، ويعتقد تارد بان حياة المجتمع بأكملها تخضع لما ركب في طبيعة الانسان من غريزة التقليد. فالشخصيات الفذة حسب راي تارد تحقق اكتشافات خطيرة ، اما الجماهير الواسعة فدورها تقليد هذه الشخصيات وعن هذا الطريق تجد الاكتشافات سبيلها الى التطبيق ، لقد راى تارد في الشعب مجرد منفذ بسيط لارادة غيره وانكر عليه كل عمل خلاق.
وعلى اثره سار العالمان الامريكيان (كيدينكس ، اورد) فقد اعلنا مشاعر الافراد وافكارهم ورغباتهم القوى الرئيسية المحركة لتطور المجتمع وذهب الى ان اسلوب الانتاج الراسمالي هو نتيجة حتمية لنفسية الانسان الطبيعية ويؤكد كيدينكس بان الطبقات السائدة تمتلك اعلى اشكال الوعي ، الامر الذي يعطيها الحق في اشغال الدور القيادي في المجتمع.
اما الاجتماعيان الامريكيان المعاصران للدكتور الماجد روس وبرنارد فانها دعوا الى اقامة سيطرة الرراسمال الامريكي لعى العالم باعتبار ان الامريكيين الخلص يمتلكون ارفع نفسية بين امم العالم اجمع، ويبدو لي ان هذه العقلية هي عهقلية عنصرية ما زالت حتى اليوم معمول بها عند كثير من شعوب اوربا الغربية مثلا.
طبعا تتخذ المدرسة النفسية اليوم بعدا كبيرا في تفسير تصرفات المجتمع ككل وهذا مما لم يعاصره الماجد وهنا اتحدث بالتحديد عن ديفيد باس وكتابه الشهير " علم النفس التطوري " الذي تحدث به عن تاثيرات وتطورات البشر وفق مفاهيم نفسية بحتة وكيف ان العلاقات بين البشر ككل تحددها رؤى نفسية مبنية على جينات وما شابه .حتى في المجالات الاقتصادية والثقافية والاخلاقية وغيرها.
• يولي الماجد لل"وعي" ايلاء خاصا، اذ يعتبر ان الوعي وظيفة المخ المرتبطة بالكلام والخاصة بالانسان ، والوعي هو اعلى اشكال انعكاس الواقع الموضوعي في دماغ الانسان ، اما الوعي الاجتماعي فهو :عبارة عن مجموعة الافكار والنظريات الاجتماعية التي تعكس ظروف الحياة المادية للمجتمع.
• لقد نشأ الوعي عند الانسان اثناء عملية الانتاج الاجتماعي ولهذا فهو ثمرة من ثمار التطور الاجتماعي ، ففي عملية الانتاج بالذات ، في عملية اعداد ادوات الانتاج واثناء التفاعل مع الطبيعة يستطيع الانسان ان يعي وان يكشف خصائص الاشياء ويفرق بين ماهو جوهري وماهو غير ذلك، وبين الضروري والعارض ويعتبر الماجد ان الانسان من خلال الوعي باستطاعته ان يظهر الترابط الحتمي والسببي بين الظواهر ، بالاضافة الى ذلك "فان الانسان اثناء عملية الانتاج يستطيع ان يعي العلاقة بينه وبين الوسط الذي يعمل فيه وان يتعرف العلاقة بينه وبين الناس الاخرين المشتركين معه في هذه العملية ن وبما ان نشوء الوعي على اساس النشاط الاجتماعي لذلك فهو مفقود لدى ارقى انواع الحيوانات عند الانسان ، ويرتبط نشوء الوعي عند الانسان بظهور اللغة ،فقد اثر تكون اللغة تاثيرا بالغا على تكوين تطور الوعي، هذا ويعتبر اللسان المصوت احد تلك القوى التي ساعدت الانسان على تطوير وعيه وتفكيره، وتشكل مسألة العلاقة بين الوعي والمادة المسألة الاساسية في كل فلسفة ، ويتوقف على حلها تحديد اتجاه هذا المذهب او ذاك، فالمثالية مثلا تعتبر الوعي سابقا للمادة ، للطبيعة ، في حين تذهب المادية الى التاكيد على ان المادة هي الاصل وانها موجودة وتوجد بصورة مستقلة عن الوعي وانها المصدر الاساسي الوحيد للاحساسات والتصورات والوعي، وتستند المادية في اثباتها لرايها هذا على حقيقة ان الوعي كان قد وجد في مرحلة معينة من مراحل تطور المادة وان الوعي بشكل افكار ونظريات كان قد نشأ عند الانسان نتيجة لعكسه للوسط المحيط به فحسب، ان حياة المجتمع الروحية انما يحددها اسلوب انتاج الخيرات المادية ،فكيفما يكن الوجود الاجتماعي تكن الافكار ، ومع تغير الوجود الاجتماعي يتغير الوعي الاجتماعي، وتظهر حياة المجتمع الروحية باشكال من الوعي الاجتماعي مختلفة ، فهي تظهر في النظريات السياسية وفي الفلسفة ، وفي العلم والفن والدين وهلم جرا، والوعي في المجتمع الطبقي ذو صفة طبقية دائما، بيد ان الوعي الاجتماعي الذي ينِشأ على اساس الوجود الاجتماعي يؤثر بدوره تاثيرا فعالا على هذا الوجود
فالافكار الجديدة والاراء التقدمية التي تعكس مصالح القوى الطليعية في المجتمع تساعد على تقدمه للامام" هكذا يبين الماجد رؤيته في ايجاد وعي مجتمعي قادر على النهوض بالمجتمعات بعيدا عن سلطات مؤسسات التخلف الممنهج وعلى راسها المؤسسات الدينية بكافة تصانيفها وايديولوجياتها .



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحتمية التنويرية
- القرامطة والعدالة الاجتماعية ردا على مقال - مناقشة هادئة مع ...
- بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل العلامة الدكتور علي ال ...
- قبل خراب البصرة
- نحو مجتمع الحوار واللاعنف
- ميلبا ألتا وكربلاء
- التطرف لا دين له
- عالم داعش خبايا واسرار ... تحليلات فكرية لادارة التوحش الخاص ...
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين
- اثر المدرسة النحوية في البصرة على تكوين العقل البصري ... انت ...
- مشاركة دولية واسعة وبدعم منقطع النظير من محافظ البصرة اقامت ...
- بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الشاعر مصطفى جمال الدين ، نهضة ...
- الفرض للاسلام هو الكفر في نظر عز الدين سليم
- ديانة الخوف والديانة الاخلاقية- دراسة مقارنة
- محي الدين بن عربي ونصر حامد ابو زيد........ العلاقة الفكرية ...
- الشريف الرضي بين عناد غزوان وعزيز السيد جاسم... دراسة مقارنة ...
- خطاب المرأة بين السلب والايجاب
- هل لدينا خطاب نواجه به الاخر
- خطاب المراة المستقل ضمان لتحقيق حريتها
- البريكان شاعر الانسانية بصمت


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياسر جاسم قاسم - عبدالرزاق مسلّم الماجد رجل التنوير المغدور