أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - رقصة على أرض موحشة















المزيد.....

رقصة على أرض موحشة


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


هل أصدق بعدُ؟
يداكِ تديران في الروحِ طاحونةَ الرعبِ
مرتجفٌ أفقي عندما تعبرين كواكبه
ونهاركِ أغربُ مما أظنّ
دعي بابَ صوتي بلا وردةٍ
واستعيدي ضياعكِ
غطّي الهواءَ بما تستطيعين من حجرٍ وخريفٍ
تماديتِ في غيِّكِ المتقلّبِ
فرّطتِ بالكلماتِ التي رفعَتْ
برجَ قلبكِ فانساب منكِ الهديلْ
لم تقولي كما ينبغي أن يقول النهارُ لسكّانهِ
والمغني لقيثاره مهملاً منذ موتٍ طويلْ
لم تردّي الستارةَ عند هجوم الصقيعِ
على الياسمينِ الذي كان يرضى
بأن تمنحيه القليلْ
البساتين لم يكتمل لوزها
والمقاعدُ ما امتلأت بالشعاعِ
مداخلها بعدُ لم تكتشَفْ
لم نسمّ النباتاتِ والحجراتِ الصغيرةَ
لم نستطع أن نردّ إلى الحبّ بعض الجميلْ
هل أصدق بعدُ؟
خيوليَ مكسورةٌ
وأنا ما عهدتُ خيوليَ مكسورةً
بعد أن ختمتْ كلّ فقه الصهيلْ
كيف أرديتِ بعضي ببعضي؟
جمعتِ الكؤوس وما فرغت بعدُ
ما زالَ في قعرها صورٌ للقصيدةِ
عند تأمّلها سوف أصنع من سحرها المستحيلْ
والقصيدةُ من شأنها أن ترى فيك ما تجهلين
وأن تدعَ الأرضَ تحتي تميلْ
فلماذا تركتِ أباريقيَ الوثنيّة فوق الترابِ تسيلْ؟
كيف كنتُ أقبّل اسمكِ؟
كيف تقصّفتُ من داخلي
وانحنيتُ على ركبتيكِ
أجمّعُ بينهما أبداً من حريرٍ
وأبكي كصوتِ أذانٍ تمرّغ منشده بالعويلْ
كيف كنتُ أرمّمُ يأسكِ
أشتقّ من عدمٍ قمراً ليديكِ
وأغسل معبدَ روحكِ بالعنبر النبويّ
أفاجىء جسمَكِ بالسلسبيل
كنت أختارُ من مقعدي سهراً لنجومكِ
من جسدي مدخلاً لنسيمكِ
أُغْرِقُ من سوسن الدمع واديَكِ الكربلائيّ
حيث تخيّمُ فيه القوافل بعد الحرائقِ
يا بنتُ ما أطول الدرب
ما أوحش القلب والزادُ فينا قليلْ
ألهذا خلعتِ المغنّي وهشّمتِ مصباحه؟
كيف يكمل ألواحه والظلام ثقيلْ؟
كم يحبكِ في وحشتي شاعر لا يغادرني ظلّه
كلما أدركت حاسةُ الموتِ فيه العطورَ
تورّطَ بالزنجبيلْ
كم يحبكِ تفتتحين القلاع بعرسٍ جليلْ
وتعيدين نهر الكواكبِ
تطفو عليه زوارقُ أوّلِ خلقٍ
ترفّ على الغمرِ
تنعتقين من الطينِ
تنتقلين إلى فلّةٍ فوق صدر الإلهةِ
تولد من نفسها الكائناتُ الجديدةْ
كم يحبكِ هذا الغريبُ الذي تحمل الأرضُ
جثته فوقها في الصباحِ
وترفعه في الغروبِ برمح القصيدةْ
ليزوركِ في نجمةٍ تختفي فجأةً في الغيومِ
وتتركُ فوق النوافذ فضّتها
يشتهيها, يقيم على نورها قلبَه
ويشدّ على صمتها وتراً من حنانْ
نجمةٌ ضلّ عنها بنوها
فقلتُ أقصّ عليها أساطيرها
عندما لم يكن غيرها فوق هذا المكانْ
قلتُ أبدعُ من غدها ذكرياتي
أَخفُّ إليها كتاباً بأجنحةٍ لا تُرى
لأكرّس سرّ حنيني إلى جوهرٍ
كان يطلقني في شذى المطلقاتِ
أطلّ على الأرض أنقى
أباركُ شطآنها
ومنازلَ عشاقها السّاهرينَ على
جدولٍ من حكاياتِ جنّيّةٍ طلعتْ مرةً
من مرايا الصلاةِ
هم الآن ينخطفونَ بسيرتها
ويطيلونَ عمر قناديلهم في الزوايا
لعلّي أعيد إليهم سحابةَ نورٍ قديمْ
كلّما نعست بينهم ساعةٌ
غسلوها بأقداحهم
واستمرّوا بإنشاء معجزةٍ يستردّون فيها
طفولاتهم في المنامْ
وأنا كنت ألمح ذاتي
بينهم باحثاً عن سريري العتيقْ
يوم كنتِ على حافةِ النومِ مفعمةً
بتراتيلِ أمّ تهدهدُ قلبي
وتغمرني بالجحيمْ
اخرجي الآن ساحرتي
فلقد حلّ أكثرَ مما أريدُ الظلامْ
واسرقيني إلى كهفكِ المتفرّدِ خلف الضبابِ
لعلي أرى مرّةً جنّةً لا تجفّ
وفجراً بحجمِ طيوري
لعلّ مجرّةَ عطرٍ تطوفُ
لأنطقَ ـ لا عن هوى ـ إنما عن هيامْ
هو عهدٌ رمى كرةَ النارِ في العشبِ
وانقسمت كعبة الشعرِ بين القبائلِ:
كلّ يريد امتلاكَ طقوس الكلامْ
وحده القلب سورٌ تهدّم
لكنّه ظلّ يسندُ أحجاره
بالنبات الأخيرِ على ظلّه
ريثما تنتهي لعبة الانقسامْ



هل أصدّق بعدُ؟
يدي رجعت وحدها
بعدما سهرتْ في يدكِ سنةْ
ومخيّلتي اشتعلت بخرائبها
بعدما سقطت بنيازكها
سكنتْ عند بابكِ تنتظرُ الرقصةَ الممكنةْ
سنةً كنتُ أهوي كبابٍ من الياسمينِ على قدميكِ, سنةْ
شاعراً لعنته السماءُ
وأوحت إلى الأرضِ أن تلعنهْ
لن أصدّق بعدُ نداء الحمامات, لا
لن أعيدَ إلى امرأةٍ سرّها
بعدما انتهكت معبدي
لن أسمّي غوايتها
وسأسحبُ عن ركبتيها القصائدَ
أُخرِجُ من روحها جسدي
لن أكون لها ماضياً لا تقدّسه
لن أعيد لها حاضراً أقتفيهِ إلى آخر الأبدِ
لن أودّعها أو أشقّ عليها ثيابي
سأمضي إلى فتنةٍ لا تحدّ
إلى شفقٍ من قصائد يعلو على شرفاتِ غيابي
لن أحطّم خلف خطاها الجرارَ
سأحملُ نهر نبيذي
وأولم مائدةً من سرابي
وأواصلُ خدمةَ هذا الجمالِ
بشِعرٍ يواصلُ صيدَ المحالْ
لن أقول لها ما يقالْ
عندما يهجر الشعراء حبيباتهم
سوف تُمضي بقيّة أيامها متخفّيةً برماد انتظاري
تهيل اعترافاتها عبثاً فوق قبر الرياح
يبعثرها النّدم المرّ ذات اليمين وذات الشمالْ
سوف أفرغ داليتي من غواياتها
وأخلّي القناطر من نمنماتِ شذاها
أذرّ رسائلها لتوزّعها العاصفاتُ
على نائيات التلالْ
هكذا تنتهي لعبة الثلج والنارِ
لا يتبقّى سوى كرةٍ يتقاذفها خائبانِ
على ملعبٍ من خيالْ
لن أصدّقَ طيرين في شجرٍ يسجدانْ
أو أصابعَ تعزفُ في آخر الليلِ
حين يحنّ لصفوهما كائنانْ
لن أصدّق شعراً يزخرف لي جنّةً
كلما زرتها عدتُ ممتلئاً بالدخانْ
لن أصدّقَ باباً يطلّ على امرأةٍ
أنحني لجلالتها فأرى برزخاً فوقه برزخانْ
لن اصدّقَ نهراً يقول اغتسلْ
أو جسوراً تنادي اتّصلْ
سأردّ إلى الشعرِ وحشته
عائداً مع روحي إلى داخلي
لأتابع تشييد منفاي في غفلةٍ عن رؤى العالمينْ
وأغلّقُ بابي عليَّ
وأقتلُ
وحشَ
الحنينْ



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من آناء الليل والنهار
- قصائد تنقصها البداية
- بعض المختلف في شعر نزار قباني
- احتمالات بائدة
- ردا على عينيك
- قراءة في غابة برجها
- نثرٌ آخر للحب
- من جدل القلب
- من أجل استعادة بدوي الجبل
- المسرحي السوري وليد فاضل وشؤون مسرحية
- شهادة عابرة في شاعر ليس عابرا - تحية إلى مظفر النواب
- محمد الماغوط حصن النثر من بلاغة الشعر
- الحداثة الشعرية من أوهام التلقي إلى المستقبل
- تأبين شارع شجر الغوطة
- من محمد الماغوط إلى القصيدة الشفوية
- يوم من شعر أبد من وجود
- دعوة للخلاص من جبهة الخلاص الخدامية
- بورتريه لغياب دمشق - إلى غادة السمان وخيري الذهبي
- قصيدة النثر بين أزمة المرجعية ومرجعية الأزمة
- من نصوص الحب


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - رقصة على أرض موحشة