أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد السعدنى - إفتح صندوقك يغمرك النور














المزيد.....

إفتح صندوقك يغمرك النور


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 19:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"لأكثر من ثلاثين عاماً اعتاد متسول أن يجلس على جانب الطريق، وفى أحد الأيام كان رجل غريب يتمشى بالقرب منه، تمتم المتسول وهو يمد قبعته: هلا أعطيتنى بعض النقود؟ قال الغريب: لا أملك شيثئاً أعطيك إياه، وبادره متسائلاً: ماهذا الذى تجلس عليه؟ رد المتسول: لا شئ إنه صندوق قديم أجلس عليه منذ زمن طويل. سأل الغريب: هل نظرت يوماً مابداخله؟ فأجاب: لا، ماذا تقصد من ذلك؟ لايوجد شئ بداخله. لكن الغريب ألح عليه أن يلقى نظرة. فتح المتسول الغطاء، وفى دهشة وتعجب لم يصدق ما رآه، لقد كان الصندوق مملوءاً بالذهب".
هذا ما كتبه "إيكهارت تول" فى الفصل الأول من كتابه الشهير "قوة الآن The Power of Now"، ثم أكمل يقول: أنا هو ذلك الغريب الذى لايملك شيئاً يعطيك إياه والذى يقول لك أنظر ما بالداخل، ليس داخل الصندوق الذى ذكرته لك فى القصة الرمزية أعلاه، لكن فى مكان أقرب إليك بكثير، أنظر داخل ذاتك فهى صندوقك الذى قد يكون مملوءاً بالذهب. ستقول ولكنى لست متسولاً، أعلم ذلك، لكنك مثل كثيرين من أولئك الفقراء الذين لم يجدوا غناهم الحقيقى الذى هو الفرح المشع للوجود وللحياة والسكينة الثابة التى تأتى معه من الأعماق، أنهم فقراء حتى لو ملكوا الثراء المادى العظيم، لأنهم راحوا ينشدون فتات المتعة والإشباع والأمان والحب وتحقيق الذات فى كل مكان أنا كانوا، بينما هم يحملون بدواخلهم التى لم ينظروا إليها كنزهم العظيم الذى يعطيهم كل هذا ومالانهاية له وأكثر مما يتصورون. إنتهى الاقتباس والترجمة بتصرف.
هذا الكتاب نشر بالإنجليزية العام 1997 للمحاضر والكاتب الكندى الموطن الألمانى المولد "إيكهارت تول" الذى واجهته أزمته الخاصة فى البحث عن الذات وتعقدت حياته حتى فكر فى التخلص من عبئ وجوده، وراح يبحث عن الخلاص فى اليوجا وفلسفة "الزن" التى تعنى التأمل والتفكير والوعى بالذات، وهى فلسفة استحالت كما ديانة فى الصين والهند واليابان وكوريا، وانتقلت منها كصرعة روحية فى محاولة لتجديد "اليوجا" كما عرفها الحكيم الهندى "بوذا" فى عمق التفكر والتجرد والزهد. والزن تأخذ فى أدائها من بوذا جلسته الشهيرة، فعن طريق هذه الوضعية توَصَل بوذا إلى حالة الاستنارة والحكمة. واهتدى صاحبنا فى رحلته إلى مفاهيم التنوير الذاتى والروحى التى راح يحاضر عنها ويكتب هذا الكتاب "قوة الآن" وآخر بعنوان "أرض جديدة".
ذكرنى بالكتاب صديقى الدكتور عاصم ضيف أستاذ وعالم الرياضيات الشهير ابن الدكتور شوقى ضيف رحمه الله الكاتب والأستاذ والأديب ورئيس مجمع اللغة العربية الأسبق. كان عاصم مأخوذاً بشخصية الممثلة التونسية "هند صبرى" التى تبدت فى حلقة تليفزيونية غزيرة الثقافة واعية نابهة، وفى رد عن سؤال أشارت إلى كتاب إيكهارت تول، وكتاب آخر مما قرأته حديثاً. أرسل د. عصام لى "واتس آب" عن دهشته وإعجابه بالممثلة المثقفة وذكرنى بالكتاب الذى استعرضنا قطوفاً منه معك اليوم ونكمل فى مقال آخر عنه بإذن الله. ودون أن أدرى رحت أعقد مقارنات تلقائية عن ممثلينا ومن يطلقون عليهم "فنانين" وبت ليلة حزينة، إذ طفر إلى ذهنى من هذه الفئة المباغتة لحياتنا الثقافية والفنية والإجتماعية نماذج تدعو للحسرة والألم.
فإلى جانب صندوق صاحبنا، فتح د. عاصم ضيف علىّ صندوقاً آخر من الشجن على ما آلت إليه حياتنا وما نكبنا فيه من أعمال وأشخاص وصروف وأحوال، لكأنه دون أن يدرى فتح صندوق "باندورا" حيث كل شرور العالم إلا واحدة. ولمن لايعرف فباندورا هى تلك الجميلة فى الأسطورة الإغريقية التى أمر "زيوس" كبير الآلهة بإرسالها للأرض وحملها بكثير من الهدايا ومنها جرة أمرها ألا تفتحها إلا بإذنه. لكن فضولها أخذها لفتح الجرة أو الصندوق، لتخرج منه كل الشرور التى عرفتها البشرية، ولما تداركت الأمر لبشاعة ما رأت وأغلقت الصندوق لم يبق فيه، إلا خصلة واحدة هى فقدان الأمل. فبالأمل افتح صندوقك الملئ بالذهب والغنى ليغمرك النور، وأغلق ما عداه من شرور.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت وحدك من يصنع الفارق
- الطموح وحده لا يصنع الفارق
- فى مديح -مايكفى-- لا تقرءوا القشور
- الصيد والطموح: قصة مخاتلة
- صدمة الأفكار فى عالم الأعمال
- عن كاتب لايموت: من ثقافة اللفظ إلى معرفة الأداء
- ثورة يوليو: فكرة استعصت على الاغتيال
- لا تسرقوا فرحة أحد
- الليبرالية الجديدة نظام شمولى - فلسفة معقدة لقارئ عابر
- الواشنطون بوست: عن مصر والخليج وترامب
- تفجيرات سيريلانكا ولعبة الأمم
- د.عثمان الخشت: عندما تسقط القيم الجامعية
- توماس فريدمان وقراءة خاطئة للشرق الأوسط
- فانتازيا السرد فى لاحكاية فتاة أحبها ولامسها
- ترامب وموسيقى الفك المفترس
- معلوماتكم خاطئة: بريتون تارانت لم يقتل المصلين فى نيوزيلاندا
- حوار مصرى أوروبى فى حزب المحافظين
- فنزويلا: غطرسة أمريكية وسفور أوروبى
- من الكون الفسيح إلى عالم -الرُبع فلامانك-
- رئيس تضع سياساته بلاده فى وجه العاصفة


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد السعدنى - إفتح صندوقك يغمرك النور