أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ثورة اكتوبر العراقية اسقطت كل الاقنعة















المزيد.....

ثورة اكتوبر العراقية اسقطت كل الاقنعة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اكثر من ثلاثين عاما اعتمدت الاستراتيجية الامريكية في المنطقة على نظرية الشرق الاوسط الجديد . وكان العراق راس الحربة لتنفيذ هذا المشروع . ولم تتغير هذه الاستراتيجية بتغير نظام الحكم في العراق كما لم تتغير بتغير رؤساء الولايات المتحدة الامريكية
فمنذ الحصار الغاشم على العراق وحتى قبله بقليل جرى العمل على تخريب البنية القيمية للمجتمع العراقي . استعدادا للفعل اللاحق في عموم المنطقة العربية . ولم يكن الحصار اساسا نتيجة احتلال الكويت كما يظن البعض، وانما سبق ذلك بوقت كثير ففي شهر ايلول عام 1988 اي بعد شهر من انتهاء الحرب العراقية الايرانية، اقر الكونغرس الامريكي مشروع قرار بفرض الرقابة على الاسلحة العراقية تحت طائلة الحصار. وفي وقتها وضع العراق خطة طوارئ لمواجهة المقاطعة الامريكية المحتملة. وهكذا تم تنفيذ الحصار اثر احتلال الكويت، واستمر حتى بعد انسحاب العراق منها، وكان الغرض منه، اضعاف العراق وتقليص قدراته العسكرية ومن ثم سلب المواطن العراقي لارادته تمهيدا لغزو اراضيه في آذار عام 2003
ثم جرى تنصيب زمرة من اللصوص والفاسدين
لادارة الحكم في العراق تحت لافتة الديموقراطية المزعومة
والكل يعرف بعد ذلك كيف تم تقسيم الشعب العراقي الى طوائف ومكونات على مبدأ فرق تسد، وتم تثبيت ذلك في
دستور مشوه ومشبوه ملئ بالغام قابلة للانفجار في اي وقت

ان استراتيجية الولايات المتحدة بالسيطرة على العراق وموارده ومقدراته ظلت مستمرة الى يومنا الحاضر، وبقي النفوذ الامريكي في العراق مستمرا رغم سحب القوات الامريكية منه خلال حكم الرئيس باراك اوباما، الذي سبق وان وعد ناخبيه بذلك
وبعد المفاوضات الامريكية الايرانية حول الاتفاق النووي ومعهم الدول الاوروبية، والمسماة خمسة زائد واحد، تم تقاسم النفوذ بين ايران والولايات المتحدة على العراق، ثم سمح لايران بالتمدد الى سوريا ولبنان، كثمن مجز لايران مقابل تخليها عن البرنامج النووي

وهكذا تمتعت ايران بتحقيق حلم الامبراطورية الفارسية الجديدة في المنطقة والتي امتدت الى اليمن والبحر الاحمر. ولانريد الدخول في تفاصيل ادخال داعش في المنطقة وخلط الاوراق، ثم قرار ترامب بنقض الاتفاق النووي والحصار الاقتصادي على ايران، والذي كان الغرض منه وعلى لسان البيت الابيض نفسه ليس اسقاط النظام الايراني انما ترشيد سياسة ايران في المنطقة

بقيت الولايات المتحدة الامريكية وايران تتقاسمان النفوذ في العراق. حتى اصبح تعيين اي رئيس للوزراء فيه لايتم الا بتوافقهما. وهكذا اصبح نظام الحكم يستند على دعامتين امريكية وايرانية. وقادة الاحزاب والكتل الحاكمة في العراق يعرفون هذه الحقيقة جيدا ولذلك نجدهم يلعبون على حبال التوازن بينهما في كل الظروف، حيث ما ان تسقط اي من الدعامتين تسقط العملية السياسية الواهية واحزابها الفاسدة
وعلى هذا الاساس لم تلتفت الاحزاب الحاكمة الى الشعب العراقي وطموحاته المشروعة في العيش بكرامة على ارضه، واستهترت به رغم خروجه في تظاهرات عديدة يتم قمعها بالقوة وبالوعود الزائفة

ولكن شعب العراق، وبالذات الشباب منه لم يعد يطيق هذه السياسة الظالمة، خصوصا بعد افتعال الحروب والكوارث المصحوبة بالفقر والاذلال وفقدان الكرامة الانسانية والروح الوطنية، ثم بدأت طلائع الشعب الواعية تدرك يوما بعد اخر خطورة الوجود الايراني واستغلاله للعراق وموارده المستند على الاحزاب الفاسدة وميليشياتها المافيوية، فانتفض بثورة عارمة في 1 اكتوبر، هزت كراسي حكم الاحزاب العميلة وسياسيي الخيانة والعار، فاخذوا
يصفون هذه الثورة الشعبية النظيفة والمخلصة بالمندسين والبعثيين واصحاب الاجندات الخارجية، وغيرها من الاوصاف المجافية للواقع، وقد نسوا او تناسوا الحقوق المشروعة لهذا الشعب الصابر، وهم يبيعون ويشترون المناصب ويتقاسمون موارد الدولة الوافرة
ثم امروا ميليشياتهم بفتح النار على الجموع الثائرة دون وازع من ضمير انساني او اخلاقي او ديني ، وفسحوا المجال لقوات من الحرس الثوري الايراني لقمع الانتفاضة السلمية بالاسلحة الرشاشة، وقد اعترف رئيس الجمهورية بتدخل عناصر من خارج قوات الدولة الامنية، وهو بذلك يشير الى التدخل الايراني السافر الذي ساهم بهذه المجازر الوحشية. ووعد بفتح التحقيق بشانها
واخذ القناصون من القوات الخاصة الايرانية باستهداف رؤوس الشباب المنتفض وسالت الدماء الغزيرة من شباب يافع لاذنب لهم الا مطالبتهم بالحقوق المشروعة

كما اعترف الناطق الرسمي لوزارة الدفاع باستخدام القوة المفرطةفي التعامل مع المظاهرات السلمية التي ذهب ضحيتها شباب بعمر الورود في اكبر مجزرة بشرية في تاريخ العراق
وقد تم فرض منع التجول لايام وقطع الانترنت في ظاهرة مخالفة للدستور
ونتيجة للوضع الحرج للحكومة العميلة قدم رئيس الوزراء مجموعة من الوعود والعطايا للحد من امتداد الثورة وحذا رئيس البرلمان حذوه. وقدتناسى الجميع الفساد المستشري في اجهزة الدولة، والذي كان السبب الرئيس لثورة شباب اكتوبر
وازاء كل هذه المجازر الوحشية بحق الشباب اليافعين. طالبت الولايات المتحدة بضبط النفس وهي بذلك تساوي بين الجاني والمجني عليه. مما يدل على ان موقفها المساند للحكومة لم يتغير.
ونحن مع الشباب الثائر لاننتظر منها موقفا ايجابيا لان سياستها ومنذ امد طويل قائمة على تحقيق مصالحها الاستعمارية في العراق
وفيما يخص ايران فمازالت تعبث بامن واستقرار العراق وتستغل قدراته الاقتصادية والبشرية من خلال ادواتها في الحكم . او حتى مباشرة من عناصرها المتواجدين في العراق من عناصر الحرس الثوري تحت ذريعة الدفاع عنه او حمايته

إن انتفاضة الشباب الثائر لم تكن قاصرة على مشكلة الفقر والبطالة فحسب، بل اتجهت نحو اسقاط النظام الفاسد، واعادة العراق كدولة مستقلة ذات سيادة تهتم بشؤون مواطنيها اكثر من اهتمامها بتنفيذ اوامر الولي الفقيه الذي هيمن على كل مقدرات الشعب العراقي على مدى سنوات عجاف

ان ثورة الشباب العظيمة هذه قد وضعت الحد الفاصل بين الوطنية الحقة والخيانة لهذا البلد الصامد امام الذيول. كما تبلور موقف ثوري عراقي موحد لاول مرة، امام طغمة احزاب فاسدة وميليشيات عميلة
وبهذه الثورة نشأت حركة عراقية مستقلة تهدف الى التغيير الحاسم الذي ينتظره العراق والعراقيون سيكون لها الدور الاعظم في مستقبل العراق السياسي مستقبلا. والتضحيات الجسام سوف لن تذهب سدى فهي لبنة لمستقبل عراقي متحرر وواعد

ان استمرار زخم الثورة سواء بالكر او الفر، هو الذي سيحقق النصر الناجز. ويزيح الطغمة الحاكمة الفاسدة، كما سيجبر كل القوى الغاشمة الدولية والاقليمية الطامعة بارض العراق لاحترام هذا البلد العظيم برجالاته وتاريخه ومستقبله
ان الثورة مستمرة لانها امانة في صدور الرجال ووطن فيه مثل هؤلاء الابطال لن يضام
ادهم ابراهيم




#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة اوكتوبر العراقية
- لماذا لم يتم الرد على ضرب ارامكو في السعودية
- السياسة وحماية الدين والمذهب
- ميليشيا الفساد تطال صاحبة الجلالة
- الحشد الشعبي وتركيبته المعقدة
- الفرز بين الوطني واللاوطني
- العراق ومخاطر الحرب بالانابة
- شيوع خيانة الامانة في المجتمع
- مسلسل الربيع العربي ومابعده
- بدل من ان تلعن الظلام اوقد شمعة
- التوتر الامريكي الايراني والحرب الشاملة
- 14تموز 1958 من كان خلف الكواليس
- تحديات اندماج المهاجرين في اوروبا
- نشر الخوف في المجتمع
- عادل عبد المهدي والنأي بالنفس
- ذكرى سقوط الموصل . . وحافة الهاوية
- روح التسامح بين التعددية والتعصب
- تراجع الدراما العراقية في مسلسل العرضحالجي
- من يبكي على وطن ضاع في زحمة الطامعين ؟
- من المستفيد من الحرب


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - ثورة اكتوبر العراقية اسقطت كل الاقنعة