أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الانتماءُ لتشرين أولى.














المزيد.....

الانتماءُ لتشرين أولى.


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 18:08
المحور: الادب والفن
    


الانتماءُ لتشرين أولى.
...............

في رِحابِ الذين وثَبوا
ودونَ ندمٍ قاموا عَلانِية،
أُهدي لهم، والعناق.
:::
لأيِّ انتماء، سيفهمُ لغتي
ويُدرِكُ مِحنَتي، سأميلُ،
وكلُّ انتماءٍ لغيرِهم مُبهَمُ
لا يفهم لماذا الصراخُ
يظلُّ وديعَ الزجاج،
كأنَّ دمَهُ لا يضُجُّ
ولا يلهَثُ بالمُضيِّ،
ولا يأخُذني كلَّ لحظةٍ لمعتوهِ السؤال
ولساحةٍ تضجُّ بالمُعدَمين،
وللبكاءِ وحيداً؟.
أودُّ لو يلتجئُ بيَّ،
رفيقُ أنّةٍ
وأغلِقُ، على من يتمزقُ مثلي،
حَراكَ يدي،
لا اسأله عن اسمِه
ولا عن كِنيته،
سوى أن نعتَلي بوجهَينا حَلَبةَ الخُطى
وحين نسقطُ معاً
نموتُ بلا انحناء.
هو الانتماءُ
أن أترُكَ للبحرِ عُنوانَ دمي
ويومَ أفقأ عينيَّ
سأجِدُ لغةً تُفهَم،
لماذا اصطِفافيَ وحيدا..
وعلى طريقةِ العمي المهووسين بالضوء،
تتحدثُ من أجلي..
وتفكِّرُ من أجلي،
وتنطفئُ كلَّما مسَّني سخامُ الرصاص، شهيداً،
وفي الخَفاء تتلمَّسُ مفاتيحَ الكَلِمات السرية؟.
للُّغةِ تتحسَّسُ عُروقَ قُصاصاتِ الورقِ الشفاف
التي سنمضغُها قبلَ مجيء الشرطييِّن
وتنزَعُ عني حُنجُرةً
صَدأت من سُعالِ الأماني.
تلك لغةُ الانتماءِ الجديد
أن تكونَ لأصابعِنا..
لعيونِنا..
لهاجِسِنا،
لغةٌ طيبةٌ لا يستطيعُ سَماعَها
إلا من امتَهَن الحلم.
لغةٌ تجعل المَرءَ الشَغوفَ ينزلِقُ فوقَ رملٍ ناعم
وبكاء.
" ذاك الذي يتكلمُ لا يعرف،
وذاك الذي يعرفُ لا يتكلم "،
ولنصفٍ آخر
حين يستحوِذُ عليه جُنونُ الذاكرةِ
ولا يفكرُ بضغطِ الزنادِ
يموتُ سريعاً .
ليستِ القضيةُ وجهَ الشيءِ أو قفاه،
كلُّ العَرَصاتِ المُتَّسِخاتِ بالدُخان
بقيةُ مدينةٍ مُصادَرَةٍ
ستبقى حتى قِيام الساعة.
أيُّ انتماء،
في تِيهِ الأمكِنةِ
لم يتداركْ في هروبِه، زحمةَ الروائح
والأصواتَ والصدأ
ورائحةَ الخبازِ الذابل،
وخاثِرَ اللبن المُتعَفِّن،
ولا يتنشَّقَُ غيرَ
روائحِ الصوفِ والوبرِ
والأرديةِ المُدَمّاة، وعَطنِ الرطوبة؟
وجوهُ نِسوةٍ وصبايا،
كوجوهِ بطاريق،
يقأقئن للرجالِ بحروفٍ مُبهَمة،
وبالنظرات العجفاوات المِلحية،
يكتظُ بأجسادِهنَّ تلاطُمُ بحرِ الأمهات
ومنغرسات في الوجدِ حدَّ النُخاع،
لكن كما الكَراجات التي تذهبُ ولا تجيء.
الليلُ المُدجَّج..
الليل المنكمِشُ على سطوحِ المياهِ الزُمرُّدية..
والدهلة الدموية ..
والنَّبَرات المليئةِ بالرَثاء
والجمرات المخبوءة بالرثاء،
وبلفائفِ الضمير.
الليلُ ذاك، لا يوصَفُ بالكلمات،
ليلٌ أخرس.
هل تدركُ لماذا الأبكمُ والأصمُّ
لا يفهم سوى لغةِ الحقوق..
ومن بِوسعِه أن يقولَ كلَّ شيء
جملة وهتاف،
وأن قُوَّتَه الوحيدة، كلُّ شيء..
ودفاعَه الوحيد، كل شيء
وكبرياءَه الأخير،
أن يعينَكَ لدى الخروج
بثمة خفقةٍ لا تموت
وإن تجاوَزَته لَدغَةٌ، كل شيء،
لن يموتَ دون شيء.
رواية لم يحفَلْ بها أحد
سوى أبطالها الضحايا،
وبشرٌ سيجيئون من عصرِ الضوءِ القادم،
حين يُطالِعونَها سيندهشون كالبُلَهاء،
وربما سيقولون :" لمـــاذا؟!"
ثم يقِفون أعواماً، حِداداً.
::
ذاك الانتماء،
سنحفَلُ وأياه،
ساعةَ موعدِ إقفالِ الحياة السلمية..
ساعةَ لا شيءَ سوى الكلاب الضالّة
والِقططِ الهزيلة والبيوتِ الخانسة،
ورجعِ ريحٍ ساخنة تعبَثُ بقِطعانِ النفايات المتطايرة.
وثمةَ مصابيحٌ زُرقٌ في البعيدِ المعتم،
تضيءُ ولا تضيء،
وألفُ ألف ثانيةٍ للصُراخِ الجليل،
بأهميةِ الانتماء
لمن لا يحفَلُ به
سوى المقاومين..
ذوي الأكتافِ العارية
والكلمات الشهيدة.



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأبطُ الشاسع!..
- ما يحدثُ أحياناً.
- ما لا يتوقف!
- روائحُ الاضطِّجاع!
- رقصةٌ للتشَكُّل!
- من أنتَ، منها؟
- لماذا البُعدُ الأقصى؟!
- لا بأس..
- رويداً، إنها أكثرُ غناءً!
- لا تسألْهُ عمّا فيه!
- رجلُ القطارات..
- الليلةُ العقيم!
- نشوةُ العالم والمجازفة!
- رائحة الحب..
- أزرق.. أزرق!..
- في الحبِّ المبهم
- خُطى، كم يبلغُ عددُها ؟!
- لحظات متطرفة!
- عن أخي...
- وعن التي أحب!..


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - الانتماءُ لتشرين أولى.