أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف سالم سليمان - هذا النظامُ الذي.. لا نظام















المزيد.....

هذا النظامُ الذي.. لا نظام


يوسف سالم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 6375 - 2019 / 10 / 10 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا النظامُ الذي.. لا نظام


• هذا "النظامُ" السياسيُّ ، المُمُسِكُ بزمام السلطةِ والثروةِ الآن ، غيرُ قادرٍ على تقديمٍ أيّ شيءٍ إيجابيٍّ لمواطنيه،عدا تلكَ القلّةِ القليلة "المحظوظة" منهم.
• هذا "النظام" الحاكِمُ الآن، لا يستطيعُ خلق الوظائف.. لأنّهُ نظامٌ يقومُ ، ويعتمدُ إعتماداً كُليّاً على الريع النفطيّ ، ويُهمِلُ القطاعات الإنتاجيّة الأخرى"الأساسيّة"، التي هي الخالقة الرئيسة للدخل والوظائف.
• هذا النظام لا يستطيع النهوض بالقطاعات الإنتاجية الأساسية ، لأنّهُ يعتمدُ في تمويلِ أسباب بقائهِ على "أذرعٍ" تستورِدُ كُلّ شيء ، وبالتالي لا تسمحُ ، ولن تسمحَ، بإنتاجِ أيّ شيء. إنّ مصادرُ السلطةِ والثروةِ تأتي هنا من عائد الإستيرادات أساساً . و"المُستوَرَدُ" الأجنبيّ يقتلُ "المُنتَج" الوطنيّ ، خاصةً إذا كانَ الإستيرادُ مُنفَلِتاً، ولا يخضعُ لمنطق الحساب الإقتصادي السليم.
• هذا النظام يقوم بتمويل استيراداته من خلال استلام العائدات النفطيّة، ثُمّ توزيع جزءٍ هام منها على "الأذرع" التجاريّة المرتبطة به. وتعمل هذه "الأذرُع"الإقتصادية، القويّة والمتينة، على كسر جميع "مفاصل" وضوابط التجارة الخارجية، من خلال سيطرتها(المباشرة وغير المباشرة)على جميع "منافذ" العراق التجارية مع العالم.
• إنّ أقصى ما يستطيعُ هذا النظام فعلهُ لمواطنيه ، هو "توزيعٍ" غيرُ عادلٍ ، وغيرُ كفوء لأكثرِ من نصف الريع النفطي كـ "امتيازات" لقلّةٍ من "المُنتَفِعين"، وكـ "إعانات" بطالة مُقنّعة لجيشٍ هائلٍ من الموظفّين والمتقاعدين، و توزيع ما تبقّى من"الفُتات"على المشمولين بنظام"الإعالة"الإجتماعيةِ.
• هذا النظام السياسي يتحوّل(عندما يتعرّض لتهديد وجوده ذاته) إلى نظام "أبويّ- بطريركي"، يعتمد في إحتواء مُعارضيهِ على منهج العطايا والهبات و"المَكْرُمات" سيّء الصيت .. و يحاولُ الإلتفاف على أزماته البنيوية "المُركبّة" ، والهروب" من أزمته الحاليّة(وهي أكبر وأخطر أزماته في مواجهة مواطنيه الفقراء)، بإعتماد "ترتيبات" قصيرة الأجل تقوم على المزيد من "توزيع" الريع (من خلال "توزيع" ما تبقّى من أراضي الدولة في "هوامش" المدن المنسيّةِ منذ عقود، وتوزيع "الإعانات" على العاطلين، و"توزيع" الدرجات الوظيفية ، و"توزيع" المساكن التي لم تُشيّد بعد..) ، وليس من خلال "استراتيجيات" و "خطط" ، وسياسات ، تعمل على بناء الإقتصاد المُنتِج ، وخلق الأنشطة المولّدة للدخل "الدائم"، المُستدام.
ويُعلِنُ هذا النظام عن "نيّتهِ" في تطبيق هذه "الترتيبات"، دون الإشارة إلى مُحدّدات و تعقيدات "البيئة" التي يعمل في إطارها، وإلى كيفّية تمويله لهذه "الحلول" المقتَرَحةِ كلّها ، و دون التحقّق من المدى الزمنيّ لإنجاز ذلك ، ودون الإلتفات إلى النتائج الكارثية المترتبة على مثل هذه "الترتيبات" في الأجل الطويل.
• هذا النظامُ "السياسيّ" ، لا يعتمدُ على نظامٍ"إقتصاديّ" لهُ دالّة هدف مُحدّدة ، ولا يقوم على سياسات واستراتيجيات واضحة المعالِم ، تعمل على تحقيق أهداف "سيادية" عُليا، ومُتّفَقُ عليها من قبل العناصر الرئيسة في النظام السياسي ، وكُلُّ ذلك كانَ يجبُ انْ يتُمّ في إطار "منظومات" الدولة الحديثة ، ومؤسّساتها الفاعلة ، وليس من خلال "منظومات" و "قيم" ماقبل الدولة، التي تجاوزتها البلدان الأخرى منذُ قرونٍ.
• إنّ "النظام الإقتصادي" القائم حاليّاً ، هو عبارة عن نظام "صفقات" ، تتمُّ ، وتُنجَز ، بإسلوب عمل "البازارات" و "الشورجات" و "دكاكين" ماقبل الإقتصاد الحديث. وإنّ ما يخلِقُ الوظائف ، ويعمل على استدامة الدخل ، هو النظام الإقتصادي الحديث ، وليسَ "المقاولات" سيّئة السمعة ، و"صفقات" التخادم المصلحي مُتعدّدة الأطراف، و "مُزايدات" المشاريع سيّئة الصيت.
• هذا النظام السياسي ، لا يستطيع بناء وإدارة هذا "النظام الإقتصادي" الحديث ، وليس من مصلحته فعلُ ذلك في نهاية المطاف.
• إنّ الفساد هو المُحرِك الرئيس لآليات النظام السياسيّ القائم حاليّاً ، وجزءٌ أساس من بنيتهِ العامة. وإذا تمّ القضاء على الفساد ، من خلال تفتيت وتفكيك بُنيتهِ الأساسيّة، سينهارُ النظامُ برمّته . لذا فإنّ من البديهيّ ، أن لا يسمحَ هذا النظام بذلك.
• هذا النظامُ السياسيّ لايؤمنُ بالديموقراطيّة ، وبالتداول السلمي للسلطة. إنّهُ يستخدمُ "الوسائل"الديموقراطيّة بهدف الإستيلاء على السلطة . أمّا عندما تُهدّد هذه "الديموقراطيّة" الأسس الراسخة والعميقة لهذه السلطة، فإنهُ سيتحوّل إلى نظام ثيوقراطي- استبدادي- دموي ،على الفور.
• هذا النظام ليسَ "شابّاً". هذا النظامُ يشيخُ كُلّ يومٍ بما يُعادِلُ ألف عام.
لذا فإنّ هذا النظام لا يثِقُ بالشباب ، ويخافُ منهم ، ويُشكّكُ في دوافعهم ، ويطعنُ في صدق بحثهم عن فُرَصٍ أفضلٍ للعيش بكرامةٍ في وطنهم .. و"يقتلُهم" من خلال مُتلازمة الإحباط ، واليأسِ ، والتجاهُل ، والتجهيل ، وإنعدام الأفق .. و يقطعُ عنهم سبلَ الإبداع والريادة والقيادة .. ولا "يُوَظِفّهم" إلاّ في تلكَ المجالات التي يستطيع من خلالها إدامةِ وجودهِ "الهَرِم" ، البائس ، البليد ، لأطولِ مُدّةٍ ممكنة.
• هذا النظام لن يسمحَ لـ "الخبراء الشباب"( ولدينا منهم العشرات بمختلف الإختصاصات، حصل بعضهم على أرفع الشهادات العلميّة، ونالوا أعلى الألقاب الأكاديميّة) بأن يقوموا بدورهم في عملية صُنعِ السياسةِ في هذا البلد.. وبالتالي لن يسمحَ لهم بأن يعملوا بفاعلية، في عملية بناءهِ وتطوّرهِ ونهضته.
• هذا النظامُ يقوم على "المُحاصصة"، ويسمح بخلق واستنساخ "وزراء" جاءوا من العدم، وحَوّلوا الوزارات (التي تحتاج إلى أفضل الخبرات والمهارات العلمية والمهنية) إلى "إقطاعيّات" طائفيّة و عِرقيّة ، وعائلية ، ومناطقيّة ، يتحكّم فيها "مدراء المكاتب" ، بحيث تحوّلتْ الحكومة من حكومة "الوزراء" ، إلى حكومة" مدراء المكاتب".
• هذا النظام يطردُ "العُملة الجيّدة" من السوق .. ويمنح "العُملة الرديئة" كُلّ أسباب القوّة للنزولِ إلى السوق ، وحشر كُلّ العقولِ الجميلةِ في زاويةٍ ضيّقة ، من زوايا هذا "الكَهَف" العراقيّ العظيم.
• ليست مطالِب "المُحتَجّينَ" على الأداء الكارثي لهذا النظام طيلة ستة عشرعاماً، هي "مطالبَ" ذاتَ "بُعدٍ واحدٍ"، لفئةٍ ذاتَ "طيفٍ واحدٍ" من الشعب. إنّها حقوقٌ "مُتعدّدة الأبعاد" ترسمُ شكل المصيرَ القادمِ للشعبِ كُلّه .. واختزال هذه "الإحتجاجات" إلى مجرد "بُعدٍ واحدٍ" يتعلقُ بالوظائفِ والخدمات بشكلٍ خاص، وبـ "مظالم" أبناء طائفة معيّنة ، ومحافظات ذات طابع "إثني" مُعيّن بشكلِ عام ، سيجعلُ النظام السياسي القائم قادراً على احتواءها بسهولة ، واستخدامها لإعادة إنتاج "الوجوه" و "الترتيبات" و "المنظومات" ذاتها .. وإعادة "تدويرها" من جديد.
• هذا النظام لا يستطيعُ أنْ يُقدّمَ حَلاًّ لأيّةِ مُشكلةٍ مهما كانت بسيطة. هذا نظامٌ مأزومٌ .. وتكمنُ أزمتهُ في إختلالهِ الحاد ، و"إجهادهِ الهيكليّ" Structural stress(إجتماعياً وسياسياً واقتصاديّاً) ، بفعل ظروف تكوينهِ ذاتها.
• هذا النظام هو "مُشكلةٌ" كبيرةٌ و خطيرةٌ .. فهل يمكِنُ أنْ تكونَ هذه "المشكلة" ، هي ذاتها ، مصدرَ الحلّ ؟



#يوسف_سالم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف سالم سليمان - هذا النظامُ الذي.. لا نظام