أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - المذبحة














المزيد.....

المذبحة


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6375 - 2019 / 10 / 10 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول الشاعر الراحل أمل دنقل :
" تُرى :
حين أفقأ عينيكَ ، ثم أثبتُ جوهرتين مكانهما
هل تَرى ؟
هي أشياء لا تُشترى "
نعم أن السلطة في العراق قد سملت عيوننا ،بهذه الطريقة البربرية التي قابلت بها أبناءنا وبناتنا من المحتجين والمتظاهرين ، لقد صفعتنا الإهانة وأغرقنا الذل. ونحن نرى أجساد شبابنا تتساقط ،ورصاص الأوغاد يطاردهم في الأزقة والدروب والساحات .
القناصة يصوّبون بنادق الكراهية إلى الصدور والوجوه ، والشباب يركضون بين زخات الموت ، ليداروا جروحهم ،ويحملوا الأجساد التي يحصدها المجرمون. شباب وأطفال غير آبهين بالموت الذي ينصبّ عليهم كالمطر. صور القتل الذي نقل جزءا من الحقيقة ، التي صفعتنا وأجهضت حلمنا بوطن ينهض من الموت.
يظهر المسؤول الأول - من الناحية القانونية- عن المجازر التي ارتكبت ( السيد عادل عبد المهدي) بوصفه القائد العام للقوات المسلحة ، إضافة إلى كونه رئيس مجلس الوزراء ،ليقدم لنا حزمة من الإجراءات التي لا مجال لمناقشتها الآن ، لأنها كاذبة ،
وكأنه يريد سمل عيون شبيبتنا وإبدالها بهدايا رخيصة!
مثل مقايضة الدم الذي نزف حتى الموت من شبيبتنا، بقطع أراض وهمية، ووظائف وهمية ،وتحقيقات عن قاتل وهمي بشكل وهمي !
لقد ساوى سيادته بين سارة التي تلقت ثلاث رصاصات في شقتها في البصرة ،وزوجها الذي تلقى رصاصات سبع ، من قبل مسلحين يعودون للسلطة أو الميليشيات وبين شرطة قيل بأنهم جُرحوا في المواجهات !
كما تعهد السيد رئيس الوزراء – مشكورا - بعلاج الجرحى على حساب الدولة !
أي أريحيّة وأي كرم خاتمي؟
هل تعتقد يارئيس الوزراء. أن الجماهير خرجت لتعرض صدورها للنار، كي تتفضل عليها حكومتكم الفاسدة بالدواء ؟ والعلاج. هل المشكلة هي ان اننا نتداوى قبيل الموت ؟
هل هذا هو المطلب، وهل هذا هو الحل؟
لقد وصل الوجع إلى العظم ، لقد طغيتم ياسيد عبد المهدي- أنت ومن تمثلهم من أحزاب التأسلم والتشيع- واغرقتم البلد بعبث اسطوري.
بحيث تحولت الميليارات من دولارات نفط الجائعين ، التي انفقتموها في كذب أصفر غبي. أحرق الأخضر واليابس ، وجعلنا نستدين من البنك الدولي ، بحيث أنّ ما أنفقه الشهرستاني فقط، على الكهرباء ، يكفينا أن نعيش طيلة حياتنا في بحبوحة من السعادة والهناء. فبعد أربعة دورات وزارية تسيّدها (دعاة) المظلومية ابتداءا بالجعفري والمالكي والعبادي ثم أنت ً ، وكانت النتيجة بانكم يا سيادة الرئيس قد أفقرتم البلاد والعباد .واستعبدتم فقراء الشيعة وجعلتموهم لا يعرفون سوى اللطم. واذللتم فقراء السنة وجعلتموهم غرباء عن الوطن. وجعلتم الكرد يكفرون بدولة العراق ويتمنون الخروج من كيان اسمه العراق .
هل هذه هي إنجازاتكم المذهبية ؟
حيث جعلتم العراق الكبير كيانا هزيلا تابعا لإيران. وتناسيتم بأن سياسيي الملالي الإيرانيين الذين أصبحوا أسيادكم بأنهم عاملوا العراقيين بازدراء شديد وباحتقار ،حتى لم تشفع للبعض أن يصوبوا بنادقهم من أجل إيران ضد العراق، ومنهم منظمة بدر التي تتسيد الموقف ممثلة بزعيمها العامري. !
الإيرانيون محبون لفارسيتهم ولوطنيتهم ، وهم يحتقرونكم في السر ويعتبرونكم أغبياء وذيول لهم. لذا لا نلوم ظريف وزير الخارجية حينما يتدخل بشأن عراقي ويكون ضد التظاهر. لانه يعتبر دولة العراق تابعة لوزارته!
ولا نلوم شمخاني حينما يأمر الفياض بأن يقتل المتظاهرين. باسم الدفاع عن مذهب اخترعوه وجعلوه ملكا لخامنئي.
سيد عبد المهدي. أنت تعرف ألداء الذي جعل الدم العراقي يسيل بغزارة. انه ليس ما تفضلت به عن الوظائف والمساعدات والكهرباء والسكن. إنّه أبعد من ذلك. انك غير قادر أن تراه.
إنه الوطن الذي ضاع من هذا الشباب العراقي الذي قدم أعز ما لديه.
إنه الوطن العراقي الذي يفوق أحلامنا ،بتأريخه وبتنوعه وبأوضاعه.
وأنت يا عبد المهدي لا تفهم معنى أن يكون الوطن مُستلبا كما تغنى المتظاهرون .
وعودك في خطابك الأخير هشة وتافهة ، ولا ترتقي لابسط مطالب الضحايا.
وعودك عسيرة التحقيق. لان المافيات المحيطة بك هي أصل ألداء.
الشعب يريد إسقاط النظام. لا لأنه بطران ويحب العنتريات. ولكن نظامكم قائم على فساد القضاء والوزارات التي أصبحت عصابات للربح السريع. والمحافظات والأقضية التي وجدت الوصول إلى السلطة ،يعني الوصول إلى الثراء عن طريق الابتزاز والرشوة. لذلك لا حلّ سوى سقوطكم.
لقد قال الشعب كلمته في تغيير النظام الذي بُني على باطل. فلا يمكن أن يكون راتب النائب أكثر خمسين مرة من راتب الشخص العادي. ولايمكن أن تكون الوظائف مكرّسة للأحزاب والاتباع التي تحكم البلد. ولايمكن أن تكون المستشفيات مسالخ للموت غير الرحيم. ولايمكن لانعدام الطاقة في بلد الطاقة. إن النهب الحقيقي الذي تعرفه أنت أكثر مني بان المشاريع تأتي عن طريق مقاولي الأحزاب والحشد الحكومي ومقاولي السلطة.
لقد بلغ السيل الزبى.
الشعب الذي قدّم أغلى ما لديه – أبناء بعمر الزهور – لا يمكن أن يقبل بما( تفضلت) به من رشوة لغوية رخيصة ، كي يستبدلوا دماء أبنائهم بوعودك الرخيصة.
الشعب يريد إسقاط النظام. ولا يعني على طريقتك المؤامراتية العنيفة ، حينما كنتَ في الحرس القومي في ستينات القرن الماضي.
وإنما الإسقاط على الطريقة الشرعية والقانونية.
إذا كنتَ حقيقيا ووطنيا ياعادل عبد المهدي ، فقف مع جماهيرك العراقية الجائعة وقفة حقيقية ، وحارب الميليشيات والعصائب والنجائب والفضيلة والحكمة وكل الأسماء التي لا تُشبه مسمياتها. سيكون الشعب معك وسنقدمهم لقضاء عادل.
أيمكن أن تدخل التأريخ يا عادل عبد المهدي ، وان تخرج من هذا الجحر الذي أدخلت نفسك فيه ؟
أشكّ في ذلك.



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفيدة صدام
- فيلم كفر ناحوم
- همس الدمى وضجيج الحرب
- جريمة طوبقال والحاضنة لها
- قراءة في رواية الفراشة ( بابيون)
- المنشار
- جائزة نوبل للسلام
- الإعلام
- العراق.. دولة المنظمة السرية
- راموس ومحمد صلاح
- هيفاء الأمين
- مابين متحف ابو ظبي ومتحف بغداد
- أغاني ناراياما
- الاستفتاء. بين الحق والقطيعة
- مليكة مزان .. والذبح العرقي
- الخيمة
- قمة النهي عن المنكر
- أحكام الجهاد في الاسلام
- الحرب البرمائية
- مطار الناصرية الدولي


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - المذبحة