أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - تعديل الدستور أصبح مطلباً شعبياً















المزيد.....

تعديل الدستور أصبح مطلباً شعبياً


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6374 - 2019 / 10 / 9 - 15:14
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يمر العراق في هذه الأيام بأزمة حادة يسميها البعض بالأزمة السياسية وتمثلت بالاحتجاجات والاعتصامات التي ظهرت في ثلثي محافظات العراق مع تذمر أبناء المحافظات الأخرى من الوضع السياسي، وان كان لهم دور في ما مضى من السنوات في الاحتجاج والاعتصام، ومن يستمع إلى مطالب جميع المحتجين، سيجد بأنها تتعلق بسوء الخدمات التي تقدمها أجهزة الدولة وكذلك حالة الفساد الذي استشرى بأوساط ومفاصل الدولة، يكاد يجمع المحتجون جميعاً على إن سبب هذه الأزمات هو الدستور حتى إن بعضهم طالب بإلغاء الدستور أو تغييره واللجوء إلى الحلول الثورية عبر حكومة عسكرية يسميها البعض حكومة إنقاذ وطني يتولاها رجال من القوات المسلحة، لذلك فان سبب هذه الأزمة هو الدستور ذاته، كما يراها المحتجون وشخصها ذوي المعرفة في القانون والنظم السياسية، لذلك أصبح مطلب اغلب المحتجين إن لم يكن جميعهم سواء في هذه الأزمة الراهنة او سابقاتها بتعديله بما يتفق وتحقيق نظام سياسي أفضل من القائم حالياً، وطالما إن الدستور هو نتاج استفتاء الشعب فان ظهور هذه الاحتجاجات الواسعة ضد ما ورد فيه، لابد من الاهتمام بها ودراستها وعدم إهمالها لان الشعب هو مصدر السلطات على وفق ما جاء في المادة (5) من الدستور النافذ ذاته الذي خرج عليه المحتجون، لكن ما هي المعالجة السليمة لذلك هل نلغي الدستور ونعمل في ظل حكومة طوارئ أم نجد سبيل آخر يستوعب هذه الاحتجاجات المتكررة ويحقق رغباتها في مكافحة الفساد وإيجاد فرص العمل وتحقيق الرخاء لكل مواطن عراقي في ظل الميزانيات الضخمة التي يصادق عليها البرلمان دون أن يرى المواطن منها خيراً ملموس، لذلك أرى إن الحاجة أصبحت ملحة لتعديل الدستور وليس لإلغائه لان في الدستور حقوق للمواطن لم يكن متوفر عليها سابقاً لا بد من حمايتها وليس إلغائها، فضلاً عن ذلك نوفر الحماية لوحدة العراق من تحقيق رغبات من يسعى للانفصال ، لان ما يجب تعديله هو شكل النظام الذي تسير عليه مؤسسات الدولة، حيث ثبت من خلال سنوات العمل للفترة من تاريخ نفاذ الدستور ولغاية الآن إن شكل النظام السياسي لا يوفر الحصانة تجاه الفساد ولا يحمي الدولة من الضعف والوهن الذي جعلها عاجزة عن التصدي لمافيات الفساد، وإنها أصبحت خاصرة رخوة في جسد الدولة العراقية لان السلطة التنفيذية في ظل الإطار الدستوري القائم جعل منها متعددة مراكز القوى مما أدى إلى تعدد مراكز إصدار القرار حتى وصل الأمر إلى التناحر بين مكونات تلك السلطة، فأصبحت يد من يترأسها مغلولة، فضلا عن عدم قدرته على الخروج من سيطرة القوى التي أتت به إلى سدة الرئاسة، وهذه تعد من ابرز عناوين المحاصصة الطائفية، التي يمقتها الجميع لكن يلتزم بها المنتفعون من الطبقة التي ظهرت بعد نفاذ الدستور والتي تعمل بكل قوة لتعزيز وجودها فإنها طبقة تتميز عن عامة الشعب في كل شيء حتى في خضوعها للقانون فنرى إنها محصنة أما بحكم الدستور والقانون أو بحكم الأمر الواقع، لذلك فان تغيير شكل النظام السياسي عبر تعديل المواد الدستورية التي ترسم الآليات لتشكيل الحكومة والبرلمان هو الحل الأمثل والأفضل ويكون على وفق الشكل الآتي :
1. أن تكون الآليات المقترحة تنسجم مع كون العراق بلد ديمقراطي ونيابي وعلى وفق ما جاء في المادة (1) من الدستور النافذ وصور الديمقراطية النيابية كما يراها فقهاء القانون الدستوري تكون بعدة صور منها الآتي (1- النظام البرلماني وهو الذي يقصد به ان ينتخب الشعب برلمان ويفوض الصلاحية في اختيار أعضاء السلطة التنفيذية ورئاستها ويتحكم بها عبر لعبة سحب الثقة عنها ومن يتولى هذه الصلاحية إما الأغلبية من الأعضاء الذي عادة ينطوون تحت حزب او كتلة او تجمع او عبر الائتلافات التي تختلف في كل شيء إلا في تحقيق منافعها الفئوية والشخصية فتقسم كعكة السلطة التنفيذية على وفق مغانمها وهو المعمول به حاليا في العراق وهو ايضاً سبب ما نحن فيه من أزمات وتردى الخدمات وضعف الأداء 2- النظام الرئاسي وهو النظام الذي ينتخب فيه رئيس السلطة التنفيذية سواء كان رئيس الجمهورية إذا كان يتولى الإدارة مباشرة أو كان رئيس الوزراء فيكون انتخاب هؤلاء عبر الانتخاب الحر المباشر من الشعب وهذا هو مطلب جميع المحتجين لأنه يوفر فرصة للناخب العراقي في اختيار من يراه صالحاً بدلاً من الذي يفرض عليه وهو غير قادر على التخلص من قيود الأحزاب والكتل التي أتت به فضلاً عن توفير جانب من الحماية لقراراته التي يتخذها لأنها تمثل برنامجه الانتخابي المعلن للشعب وليس البرنامج المعلن للكتل والأحزاب مثلما معمول به حالياً) فإذا ما تم التعديل لبعض المواد الدستورية المتعلقة بكيفية اختيار رئيس الوزراء وكيفية تعينه وصلاحياته فإننا نكون قد وفرنا القدر الأكبر من الاستقلالية للسلطة التنفيذية وإبعادها عن الهيمنة الحزبية والفئوية
2. حتى نتمكن من تعديل المواد الدستورية لابد من وجود نواب يؤمنون حقاً بأهمية هذا التعديل ، لان من تواجد في البرلمان لم يسعى جاداً إلى ذلك ولمسنا هذا من خلال العزوف عن أداء واجبهم الدستوري بتعديل الدستور الذي نص عليه الدستور بشكل صريح وإلزامي وعلى وفق ما جاء في المادة (142) من الدستور، ومنذ الدورة الأولى في عام 2005 لكن تقاعس النواب عن تنفيذ ذلك رغم وصولنا إلى العام 2019 يعطي لنا التصور بأنهم لن يفعلوا تلك التعديلات، لذلك لابد من وجود نواب همهم الأول والأخير الخدمة العامة وتحقيق مطالب الشعب وتدارك الحالات السلبية التي ظهرت من خلال تطبيق الدستور والعمل به خلال تلك الفترة التي لم تأتي بنواب إلا نواب الدورة الأولى والذين يتناوبون العمل بينهم إما في السلطة التشريعية ومن لم ينجح في الوصول إليها يمنح منصباً في السلطة التنفيذية مما أصبح من المحال أن نرى غيرهم في مفاصل الدولة وهذا ولد الإحباط لدى الجميع ودعاهم إلى الاحتجاج وبالصورة التي نشاهدها الآن ومنها تعطيل الحياة العامة إما من خلال المحتجين ومن المندسين بينهم عبر قطع الطرق وحرق المباني العامة او من خلال الدولة ذاتها التي عطلت الدوام وحرمتنا من التجوال وأوقعتنا تحت الحظر المصحوب بالعنف غير المبرر، لذلك لابد من إجراء خطوة أولى وأساسية تتمثل بتعديل قانون الانتخابات النافذ لأنه لا يتيح للفرد المستقل أن يصل إلى عضوية مجلس النواب إطلاقا ما لم يكن ضمن كتلة او قائمة انتخابية معينة وشاهدنا وصول نواب حصلوا على أعداد يسيرة جداً من الأصوات بواسطة قائمتهم الانتخابية بينما غاب الكثير من الأشخاص الذين حصلوا على أصوات تعادل عشرات المرات ما حصل عليه هؤلاء وارى بان المعالجة تكون في جعل التصويت والترشح يكون عبر القوائم المفتوحة كلياً وليس القوائم المفتوحة نسبياً لأنها تغيير في المسمى والبقاء على المضمون، والابتعاد عن الاجتهاد في البحث عن آليات عملت بها بعض البلدان مثل سانت ليغو وغيرها، والعمل على إيجاد آليات تضمن أن يكون فائزا في الانتخابات من يحصل على اكبر عدد من الأصوات وليس القائمة التي تحصل على اكبر عدد من الأصوات والابتعاد عن مفهوم العتبة الانتخابية لأنها وجدت لإبعاد القوائم ومن ثم سحب أصواتها إلى القوائم الأكبر.
3. ثم بعد ذلك يتم إجراء انتخابات حرة ونزيهة على وفق الآليات الجديدة فعند ذاك سيكون للشعب ممثلون حقيقيون وان كانوا بشكل نسبي، وسيكون لهم دور مؤثر في تحقيق مطلب الشعب بتعديل الدستور عبر الآليات الدستورية التي رسمتها المادة (142) من الدستور وارى بأن غير ذلك السبيل سوف لن يحقق لنا الاستقرار السياسي أو الاقتصادي وكذلك المجتمعي.
وفي الختام علينا أن ندرك سبب وجود هذه التعديدية في مراكز القرار في النظام السياسي العراقي والتي سطرها الدستور النافذ فانها كانت ردة الفعل الشعبية التي كانت سائدة عند كتابته لان الشعب والقوى الفاعلة في أرضه كانت تخشى من تكرار عودة الديكتاتورية والتفرد بالقرار السياسي والأمني والعسكري لان العراق عاش فترة اكثر من نصف قرن في ظل حكم عسكري وديكتاتوري وشمولي فكان من الطبيعي أن تكون ردة الفعل في تفكيك مركز القرار، لكن تجربة السنوات التي قاربت الخمسة عشر عاماً أعطت لنا نتائج عكسية، عادت بنا الى مربع الديكتاتورية بمسمى ديمقراطي لان من يتحكم بالمقدرات هم مجموعة من الأشخاص وليس الشعب، والدليل على ذلك لا توجد كتلة او تيار او حزب مشارك في العملية السياسية ليس لديه موارد مالية تفوق ميزانية الدولة بعدما كان أعضائه من المسحوقين والمعدمين قبل عام 2003 أو كانوا في ارض الشتات يعتاشون على الهبات والصدقات، إلا البعض القليل جداً ممن كان من أبناء الموسرين وان لعائلاتهم تاريخ في الثراء يمتد لمئات السنين وكذلك ممن لهم تاريخ في مقارعة الظلم والديكتاتورية وبعد هذه الفترة من الزمن التي ليست بالقليلة لابد من مراجعة شكل النظام السياسي والعدول عن شكله القائم والاتجاه نحو الشكل الأمثل والأفضل والذي يتفق مع المبادئ الدستورية القائمة حاليا في ظل الدستور النافذ.
القاضي
سالم روضان الموسوي



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقصير الأجهزة الحكومية تجاه التجاوز على الأملاك العامة
- مجلس الاتحاد المغيب المفقود
- هل يجوز الاستثمار في المقابر؟ تعليق في ضوء القانون والشريعة ...
- طرق الطعن بعدم دستورية القوانين أمام المحكمة الاتحادية العلي ...
- معاناة استحصال الزوجة لنفقتها مع وجود الحلول القانونية
- القانون هل يمثل وجهة نظر من اقترحه أم من شرعه؟
- مفهوم المدد في الدستور العراقي والآثار المترتبة عنها في ضوء ...
- من هي الجهة المختصة بمحاسبة المتولي على الوقف الذري ؟
- التقادم في الدعوى الدستورية
- قواعد المرافعات في الدعوى الدستورية قراءة في كتاب شرح قانون ...
- مفهوم عبارة (الشك) في القانون المدني وفي قانون الإثبات
- ختلاف المركز القانوني بين النائب في مجلس النواب والمرشح الفا ...
- القيمة الدستورية لقانون النشيد الوطني
- هل يثق الدستور بالسلطة التشريعية؟
- معيار الجودة في العمل القضائي
- الاستهداف السياسي للسلطة القضائية
- دور المحكمة الاتحادية العليا في حماية استقلال القضاء تعليق ف ...
- من تراث القضاء الدستوري في العراق القرار التفسيري المؤرخ في ...
- الوصي على القاصر ملزم بالحفاظ عليه وعلى امواله بحكم القانون
- دراسات في القضاء الدستوري العراقي


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - تعديل الدستور أصبح مطلباً شعبياً