أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسان عاكف - نسائم الربيع العربي تنعش خريف العراقيين.. تغيير النظام السياسي القائم عبر النضال الجماهيري السلمي…














المزيد.....

نسائم الربيع العربي تنعش خريف العراقيين.. تغيير النظام السياسي القائم عبر النضال الجماهيري السلمي…


حسان عاكف

الحوار المتمدن-العدد: 6374 - 2019 / 10 / 9 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسائم الربيع العربي تنعش خريف العراقيين..
تغيير النظام السياسي القائم عبر النضال الجماهيري السلمي…

أفرزت انتفاضة اكتوبر الشبابية الشعبية، التي اكتسحت العاصمة بغداد ومدن المحافظات الوسطى والجنوبية والقسوة المفرطة التي واجهت فيها الحكومة هذه الانتفاضة، أفرزت جملة من الدروس والمؤشرات الهامة، يتمثل الدرس الاول منها في ادراك حقيقة أن الانتفاضة كانت مواجهة مكشوفة بين الفقراء والمهمشين والعاطلين عن العمل من جانب، والمتخمين الذين يقبضون على السلطة ويحتكرون ثراوتها من جانب آخر، ويتجسد درسها الثاني في تأكيدها انه بات من الضروري ادراك ان”العملية السياسية“ بمضامينها وتجلياتها التي عشناها، قد دالت دولتها وبات الحديث عنها في خبر كان، بعد ان دخلت على يد المتنفذين والمنتفعين في طريق مشوه ومسدود لا عودة منه، وهذا يقودنا الى الدرس الهام الثالث وهو ان الانتفاضة ازاحت دعاوى الاصلاح جانبا، وجعلت منها شعارا ثانويا مع شعارات ثانوية اخرى أمام الشعار المركزي الجديد، الذي ينبغي ان يحتل الصدارة، الا وهو شعار التغيير الجذري للنظام السياسي عبر الوسائل السلمية، ضمن توجه جديد يستهدف احلال تصورات ومواقف واهداف سياسية جديدة، فعراق ما بعد الاول من اكتوبر ٢٠١٩ لن يكون كعراق ما قبل الاول من اكتوبر.

نعم تؤكد مجريات الاحداث والمستجدات التي تعيشها بلادنا اليوم، ان الشعار الواقعي والعملي المطلوب هو ” تغيير النظام السياسي القائم“ عبر التحركات الجماهيرية السلمية وبالوسائل الدستورية المتاحة، وصياغة نسخة عراقية خاصة للتغيير على غرار ما حققه الشعبان الجزائري والسوداني في الاشهر الاخيرة، وما سجله الشعبان الشقيقان التونسي والمصري ايام النسائم الاولى للربيع العربي بداية عام ٢٠١١.

أعني بالنظام السياسي هنا الحكومة والبرلمان والمنظومة السياسية برموزها وآليات عملها، والدستور وما يرتبط بذلك من قوانين وتشريعات ولوائح.

في ضوء هذا الفهم فان شعار التغيير المطروح يستوجب تعبئة القوى والامكانات وتصعيد النضال الجماهيري السلمي ومواصلته على مدى المرحلة القادمة ضمن برنامج واهداف واضحة، وعبر محطات نضالية متتالية ومترابطة، تكمل الواحدة الاخرى، تستهدف في النهاية تغيير جذري لوضع الحكومة والبرلمان وكسر معادلة المحاصصة، وتفكيك وانهاء هيمنة الطبقة السياسية البيروقراطية الطفيلية الحاكمة، وانجاز الاصلاحات الدستورية اللازمة، وما يرتبط بذلك من تغيير في القوانين والتشريعات واللوائح ذات العلاقة بالانتخابات ومفوضيتها وقانونها وطبيعة دوائرها وطريقة الاشراف عليها، لتخليصها من عمليات الغش والتزوير، التي رافقتها منذ بداياتها الاولى، وإنهاء تحكم المال السياسي وتدخل اطراف اقليمية ودولية بالمشهد الانتخابي ونتائجه واستحقاقاته النهائية.
التغيير باتجاه اجتثاث الفساد وتبني سياسية اقتصادية ومعشية جديدة تحافظ على ثروات البلد من الهدر وتوحش اللصوص والفاسدين، وتنحاز الى فقرائه ومهمشيه وتوفر لهم العيش الكريم..
ان تبني اسلوب النضال الشعبي السلمي باعتباره الاداة الرئيسية للتغيير لا يعني باي حال التخلي عن اسلوب النضال البرلماني كطريق داعم ومساند لطريق النضال الجماهيري.

كما ان مطلب التغيير يستوجب التوقف امام طبيعة النظام السياسي في بلادنا في ضوء تجربة السنوات الستة عشر المنصرمة؛ برلماني، رئاسي ام مختلط ، والتوقف كذلك امام جدوى بقاء مجالس المحافظات ارتباطاً بالتجربة التي تراكمت من عملها وادائها وما انجزته خلال السنوات المنصرمة.

وهكذا لا بديل عن انهاء حاضنة المحاصصة والفساد والتمايز الاجتماعي والطبقي الصارخ، المتمثلة بالنظام السياسي القائم ورموزه، انهائها عبر تغيير جذري مطلوب لتحقيق بديل الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .

قد يكون من المفيد الاشارة ان هذه الأفكار بحاجة الى المزيد من الحوار والمناقشة لتدقيقها وانضاجها في برنامج سياسي متكامل، وهي أفكار قفزت الى صدارة الاهتمامات مع استمرار تغول ظاهرة الفساد، وتعمق الاستقطابات الطبقية داخل المجتمع، وتصاعد الاعتصامات والمطالبات المعيشية والاقتصادية الشعبية لصغار الموظفين وملايين العاطلين عن العمل. وكان للانتقالة النوعية الجديدة في الفعل الجماهيري لحراك الشباب الباهر في الاول من اكتوبرالجاري، ولجوء السلطة الى الرصاص الحي لقمعه، كان لذلك دوره في انضاج هذه الافكار.

الوقوف عند اهمية تصعيد المطالب الشعبية وتطوير المواقف والشعارات السياسية وتحريكها لابد ان يُذكر بصفحة من صفحات السفر المجيد لحزبنا الشيوعي والحركة الوطنية العراقية، و يدفع الى الاشارة أنه حتى نهاية عام ١٩٥٦ لم يرفع اي حزب من الاحزاب الوطنية العراقية، التي كانت معارضة للنظام الملكي شعار اسقاط النظام او السلطة آنذاك، غير ان الامر تغير فجأة في خريف ذلك العام عندما زجت السلطة الملكية بترسانتها البوليسية والامنية وواجهت بالرصاص الحي الجماهير العزلاء التي خرجت في مدن العراق الكبرى لدعم الشعب المصري الشقيق في تصديه للعدوان الثلاثي الانكلو-امريكي-الاسرائيلي آنذاك على مصر الشقيقة. في تلك الساعات التاريخية ادرك حزبنا الشيوعي والاحزاب الوطنية الاخرى ان اية امكانية للتطور والتغيير السلمي للاوضاع ما عادت قائمة، وان الاقتصار على الدعوة لاصلاح الاوضاع من خلال المطالبة بالحقوق والحريات السياسية والديمقراطية وتحسين الظروف المعاشية والخروج من المعاهدات الاجنبية وإسقاط الوزارة ما عاد مجديا، ولابد من رفع شعار التغيير وازاحة النظام الملكي.



#حسان_عاكف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَأسَسَة تحالف الاصلاح والأعمار…!.
- بدلا عن اعادة تأهيل منشآت الدولة، المنهاج الوزاري يدعو لخصخص ...
- عادل عبد المهدي والنهج الاقتصادي ل“الليبرالية الجديدة“
- ” خط آب ٦٤ “ وإزدواجية المعايير والمواقف التنظيم ...
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ...
- جوانب من المسار من “تقدم” الى “سائرون”…
- منار اكتوبر يضيئ الدرب نحو السلام والحرية والاشتراكية
- مساهمة الحزب الشيوعي العراقي في السيمنار النقابي لليسار في ا ...
- حسان عاكف -عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي- في حوار ...
- - عقوبات ذكية وعلاقات ... عصية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسان عاكف - نسائم الربيع العربي تنعش خريف العراقيين.. تغيير النظام السياسي القائم عبر النضال الجماهيري السلمي…