أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هبة اللبدي تعري الاحتلال















المزيد.....

هبة اللبدي تعري الاحتلال


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 6373 - 2019 / 10 / 8 - 18:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هبة فتاة قدمت من الأردن لكي تحضر فرح بنت خالتها،ولم يدر بخلدها حتى في أشد كوابيس الأحلام بان ما ينتظرها جولات من التحقيق والتعذيب والمهانة وانتهاك الخصوصية في زنازين الإحتلال،كيف لا وهذا الإحتلال بقرار من ما يسمى بمحكمة عدله العليا شرعن التعذيب واجاز استخدامه خلافاً لإتفاقية مناهضة التعذيب ولإتفاقيات جنيف الرابعة،والمبرر هنا بأنه يجوز التعذيب في حالات معينة " القنبلة الموقوتة" مع معتقلين لحملهم على الإدلاء بإعترافات والذريعة هنا،منع عمليات قد تؤدي الى القتل وغيره،ونتائج التعذيب المشرعن و"المقونن" من اعلى سلطة قضائية في دولة الإحتلال أدى الى إستشهاد اكثر من سبعين معتقلاً فلسطينياً في التحقيق،وما زال المعتقل سامر العربيد الذي يعيش اوضاع صحية صعبة في مشفى " هداسا" العيساوية في حالة الخطر الشديد،نتيجة للتحقيق القاسي والتعذيب الوحشي الذي تعرض له تحت ذريعة " القنبلة الموقوتة" ،والأنكى من ذلك بأن قضاة الإحتلال والذين هم جزء منظومة إحتلالية ،هدفها "قوننة" و"دسترة" و "شرعنة" التعذيب بحق المعتقلين الفلسطينيين،لم تصدر أي قرار يطلب من المحققين،وقف التعذيب بحق الأسير سامر العربيد،الذي وصل درجة الموت.
نحن ندرك تماماً بان هناك من الدول الإستعمارية والمتشدقة بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية،وفي المقدمة منها أمريكا،هي التي جعلت من اسرائيل دولة فوق القانون الدولي، تستبيحه دون رادع او خوفاً من قرارات قد تتخذ بحقها او عقوبات قد تفرض عليها،نتيجة لخرقها السافر للقوانين والإتفاقيات الدولية.

هبة اللبدي فتاة فلسطينية من سكان الأردن جاءت لكي تحضر فرح بنت خالتها،وخططت ان تعيش خمسة أيام بفرح وسعادة تقضيها مع الأهل والأحبة والأصدقاء،ولكن الإحتلال لا يريد للإنسان الفلسطيني ان يفرح،فالفرح محرم عليه،وحتى الفرح يستكثره الإحتلال على شعبنا،وان يكون الإنسان الفلسطيني فرحان،فهذه تهمة لأنه يستهزء بالإحتلال!! .
هبة اللبدي في سردها لما جرى معها في رحلة العذاب من لحظة وصولها للجسر حتى تسليمها قرار الإعتقال الإداري،بعد عدم ثبوت الإتهامات الموجهة لها من قبل اجهزة المخابرات الإسرائيلية،والتي ارادت ان تلفق لها تهم كاذبة،ولو اعترفت هبة تحت التعذيب الوحشي الذي تعرضت له،لهلل وطبل جهاز "الشاباك" الصهيوني،بأن هبة "مخربة"،لم تأت من اجل حضور فرح بنت خالتها،بل للمس بامن دولة الإحتلال.
هناك مواقف استوقفتني في ما سردته القائدة هبة، وهي التي تستحق لقب قائدة ومناضلة بحجم وطن، فهل المجندة التي دخلت مع هبة الى الحمام بسلاحها،لديها ادنى حس او شعور إنساني،ام هي مجردة من كل معاني الإنسانية ..؟ وجزء من ماكنة إحتلالية ،هدفها تدمير وقتل إنسانية الإنسان الفلسطيني.؟؟؟.
تصوروا يا من تدعون الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان،بان هبة التي حرمها المحققون الصهاينة من أبسط حقوقها في النوم،والتي كان يجري معها التحقيق لمدة ستة عشر يوماً،بمعدل عشرين ساعة متواصلة،وهي مكبلة اليدين الى كرسي صغير مثبت في الأرض،وما رافق ذلك من محاولات تحرش وتحقير وسب وشتم،يطال الكرامة والديانة والمعتقد والشعب والهوية،وبصق على الوجه،وضغط نفسي وجسدي،يضاف لذلك إحتجازها في قبر للأحياء مليئ بالحشرات والعفونة والرطوبة،وبدون غطاء وفراش، حتى المكان الذي تستحم فيه في قبوها القذر،يقف على بابه سجان يتحكم بالمياه،يجعلها تعيش في حالة خوف ان يفتح عليها بابه وهي عارية تستحم.

تصورا لو لم يكن اسمها هبة،وكانت فتاة أجنبية او إسرائيلية،واعتقلت على خلفية تجسس او مس بامن دولة،واعتقلت من قبل الفلسطينيين او في احدى الدول العربية،حينها لم نجد أي مسؤول غربي وأمريكي،لم يندد بهذه الوحشية وهذا التعذيب المخالف للقوانين والإتفاقيات الدولية،ولربما دعي مجلس الأمن الدولي للإنعقاد تحت البند السابع،لإتخاذ قرار بإستخدام القوة العسكرية ضد الدولة المعتقلة لهذه الفتاة،وليتم وصف تلك الدولة بأنها مارقة ومتوحشة ولا تحترم القانون الإنساني.

ما جرى مع هبة يكشف لكم،كيف يجري انتزاع الإعترافات من الأسرى/ات الفلسطينيين/ات في أقبية تحقيق الإحتلال،وليس مهما ان تكون تلك الإعترافات حقيقية أو غير حقيقة أو يوجد أو لا يوجد لها صلة بالقضية،المهم أن يقدم المتهم اعترافاً على أيدي جهاز " الشاباك"،وكم من أسير فلسطيني جرى تلفيق اتهامات ضده وقضى سنوات في سجون الإحتلال،على قضية جرى محاكمة اكثر من شخص او مجموعة على نفس تلك القضية.

ألم يتهم المواطن محمود قطوسة من دير قديس بإغتصاب طفلة صهيونية عمرها سبع سنوات من مستوطنة مودعين في حزيران من العام الماضي ..؟؟وليقوم جهاز شرطة الإحتلال وأجهزة مخابراته وأركان حكومته،ببث حملة إعلامية مكثفة عن وحشية الفلسطينيين،وعن هذا الفعل المقزز،ولكي يتضح لاحقا كذب وزيف الإتهامات التي جرى فبركتها من قبل الشرطة والمخابرات.
هبة اللبدي في سردها المرعب للتعذيب الوحشي الذي تعرضت له على مدار خمسة وثلاثين يوماً في أقبية وزنازين " الشاباك" الإسرائيلي،وما عاشته من ظروف غاية في القسوة واللا إنسانية،تثبت بأن هذا الجهاز لا يتورع عن استخدام كافة الأساليب النفسية والجسدية لحمل المعتقلين على تقديم اعترافات حتى لو كانت كاذبة.

ما تعرضت له هبة اللبدي من تعذيب وحشي ،وجدنا انه مورس بحق الأسير سامر العربيد،الذي كاد أن يدفع حياته ثمناً لهذا التعذيب الوحشي،وكذلك بقية الأسرى الآخرين الذين جرى اعتقالهم،على خلفية عملية عين بوبين قرب مستوطنة "دوليف"،وربما نفس التجربة التي مرت بها هبة،مرت بها بقية الأسيرات اللواتي جرى اعتقالهن مؤخراً،كما حصل مع الأستاذة الجامعية وداد البرغوثي،والتي جرى اعتقالها تحت ذريعة التحريض على الفيسبوك،والضغط على ولديها المعتقلين كرمل وقسام،والفتيات ميساء ابو غوش وسماح جرادات.

هبة اللبدي مرت بتجربة صعبة وقاسية،ولكنها أثبتت بأنها فتاة صلبة عنيدة،صمدت وانتصرت على جلادها،وعرت وفضحت هذا الجلاد،الموقع على اتفاقية مناهضة التعذيب المقرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 كانون اول 1997.ولكنه لا يحترمها ولا يلتزم بها،ولذلك آن الاوان للمتشدقين بحقوق الإنسان والديمقراطية،ان يقوموا بحملة واسعة نصرة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الإحتلال وأقبية تحقيقه،والذين تنتهك بشكل سافر حقوقهم،ويتعرضون لخطر الموت البطيء،نتيجة إما الإهمال الطبي،أو التعرض للتعذيب القاسي،أو محاولة السطو على حقوقهم ومنجزاتهم،واعتقالهم في ظروف لا إنسانية.ومهاجمة وإقتحام غرفهم وأقسامهم بإستمرار من قبل وحدات قمع مصلحة السجون الإسرائيلية.
فلسطين – القدس المحتلة



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد والوطنية لايلتقيان
- القدس والداخل الفلسطيني في دائرة الإستهداف الصهيوني
- الإنتخابات الإسرائيلية للخروج من المأزق ...منْ سيخون منْ.... ...
- نتنياهو.... اليوميتقرر مصيره ...رئاسة الحكومة او السجن
- في ذكرى اوسلو المشؤوم
- أما آن الاوان لهذا السجن ان يقذف هؤلاء الأسرى..؟؟
- قراءة كان الإنتظار نصف الرد ... وجاء الرد
- لإنتظار نصف الرد
- هل نحن امام فرصة تاريخية لإستعادة الكرامة العربية...؟؟
- ما الهدف من منع دوري العائلات المقدسية..؟؟
- ما الذي يدفع اطفالنا للشهادة...؟؟؟
- ماذا بعد الإشادة بشجاعة المقدسيين..؟؟
- قراءة اولية لما حدث في الأقصى اليوم
- -توليد- النخب السياسية والفكرية
- واكتمل ثالوث اللصوص
- من واد الحمص الى العراقيب وبيروت الهدف التهجير والتطهير العر ...
- هل سيصلي نصر الله في القدس..؟؟؟؟
- الحرب على القدس متواصلة
- ضرب الصمود والحالة المعنوية المقدسية
- قر اءة أولية في هبة اليهود - الفلاشا-


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - هبة اللبدي تعري الاحتلال