أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين! النص الكامل















المزيد.....



يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين! النص الكامل


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 12:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأعمال الكاملة
الدراسات (16)



د. أفنان القاسم


يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين!

Amérique, je veux être roi de Jordanie et de Palestine !































إلى القدس الشرقية عاصمتي



































بدون تعليق

























رام الله- فلسطين 2/ 10/ 2019: أصدرت دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية، تقريرها الشهري «شعب تحت الاحتلال»، الذي يرصد الانتهاكات الإسرائيلية، بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته، وقد جاء فيه: «أن الاحتلال الإسرائيلي قتل (6) مواطنين فلسطينيين، وأصاب (329) مواطنًا بجروح، واعتقل ما يزيد على (489) مواطنًا آخر؛ خلال أيلول/ سبتمبر المنصرم» في تحدٍ سافر وممنهج من سلطات الاحتلال والمستوطنين لكل الأعراف والمواثيق والشرائع القانونية والإنسانية الدولية.


وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير:


أولاً: انتهاك الحق في الحياة... استشهاد (6) مواطنين فلسطينيين، وإصابة (329) مواطنًا بجروح.

أشار التقرير إلى استمرار قوات الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الأعزل، فقد استشهد بدر الدين نبيل موسى (25 عامًا)، وعلي سامي الأشقر (17 عامًا)، والطفل خالد أبو بكر محمد سفيان الربعي (14 عامًا)، وساهر عوض الله جبر عثمان (20 عامًا)، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على المواطنين الفلسطينيين أثناء قمع مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، كما استشهد الأسير بسام أمين محمد السايح (47 عامًا)، جراء سياسة الإهمال الطبي التي تطبقها سلطات الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين، حيث تفاقم وضعه الصحي نتيجة لظروف الاعتقال والتحقيق القاسية وإصابته بسرطان الدم والعظام وعدم تقديم العلاج اللازم له من قبل سلطات سجون الاحتلال، واستشهدت المواطنة نايفة محمد كعابنة (50 عامًا)، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليها ومنع إسعافها بحجة محاولتها تنفيذ عملية طعن ضد جنود الاحتلال على حاجز قلنديا العسكري... في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، حيث خرقت قوات الاحتلال مبادئ الشرعية الدولية، ضاربة عرض الحائط بمواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والبرتوكول الاختياري الثاني الملحق به، واتفاقيات جنيف لحماية حقوق المدنيين في حالة الحرب. فيما أصيب (329( مواطناً فلسطينياً بجروح، جراء الاعتداء على المواطنين الفلسطينيين وقمعهم أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة... وكذلك بفعل أعمال قمع قوات الاحتلال للمواطنين الفلسطينيين في محافظات الضفة الغربية، والمناطق المهددة بالمصادرة لأعمال الاستيطان، وجدار الضم والتوسع، واقتحامات المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية المحتلة.


ثانيًا: الأسرى... معاناة متواصلة - اعتقال ما يزيد على (489) مواطنًا.

انتهكت قوات الاحتلال المواثيق الدولية الخاصة بحماية الأسرى والمدنيين وقت الحرب، ومبادئ اتفاقيات جنيف الأربع، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب (489) مواطنًا خلال الشهر المنصرم، بينهم (15) طفلاً ومواطنتين، كما و«يواصل (7) أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، من بينهم الأسيرة هبة اللبدي التي اعتقلت أثناء توجهها لزيارة عائلتها في محافظة جنين، وخضعت للتحقيق لمدة (25) يوماً في ظروف قاسية وصعبة، وانتهى بتحويلها إلى الاعتقال الإداري، يشاركها الإضراب كل من: الأسير أحمد غنام (15 عامًا)، والأسير إسماعيل علي (30 عامًا)، والأسير طارق قعدان (46 عامًا)، والأسير مصعب الهندي (29 عامًا)، والأسير منير باسل صوافطة ( 36عامًا)، والأسير أحمد زهران (42 عامًا)» حسبما ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، فيما ازدادت صعوبة الحالة الصحية للأسير سامر العربيد (44 عامًا) نتيجة تعرضه لكسور بفعل التعذيب الذي ناله من سلطات الاحتلال في مركز تحقيق المسكوبية، فيما أبعدت سلطات الاحتلال (25) مواطنًا فلسطينيًا عن المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة؛ وأصدرت بحقهم قرارات بالحبس المنزلي وغرامات وكفالات مالية كشروط لإطلاق سراحهم، فيما احتجزت قوات الاحتلال (21) مواطنًا فلسطينيًا على الحواجز العسكرية التي أنشأتها بين المدن، وأثناء قيامها بمداهمة منازل المواطنين الفلسطينيين.


ثالثًا: الاستيطان... عنف المستوطنين، وتهويد القدس، ونهب الأرض.

ذكر التقرير أن سلطات الاحتلال قد أصدرت مخططًا يقضي بمصادرة حوالي (1000) دونم بهدف توسيع مستعمرة «شافي شومرون» المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين شمال مدينة نابلس، من خلال تحويل أراض زراعية مجاورة للمستعمرة إلى أراضي دولة لاستعمالها في البناء الاستيطاني بالمنطقة، كما أصدرت قوات الاحتلال أمرًا عسكريًا، يقضي بمصادرة نحو (1500) دونم من أراضي بلدة دورا، وذلك بعد تفعيل قرار لها صادر منذ عام 1987 يقضي بمصادرة 3 قطع من أراضي البلدة، بحجة أنها «أملاك دولة»، وسلمت قوات الاحتلال في مدينة بيت جالا، أمرًا عسكريًا يقضي بمصادرة مساحات واسعة من أراضي المواطنين في منطقة المخرور بمحاذاة النفق المقام على أراضي مدينة بيت جالا، بهدف توسيع الشارع الالتفافي (60) الواصل بين مدينة القدس ومجمع مستعمرات «غوش عتصيون»، كذلك سلمت قوات الاحتلال في قرية عرب الرشايدة، الواقعة جنوب محافظة بيت لحم، أمرًا عسكريًا يقضي بمصادرة مساحة من أراضي المواطنين، بهدف توسيع مستعمرة «معالي عاموص»، وسلمت أمرًا عسكريًا يقضي بمصادرة مساحة من أراضي المواطنين، بهدف توسيع مستعمرة «نيكوديم» المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين في بلدة تقوع، وشرعت قوات الاحتلال، بأعمال التجريف في مساحة تقدر بنحو (145) دونم من أراضي المواطنين الزراعية التابعة لقرية حجة، بهدف توسيع المنطقة الصناعية في مستعمرة «كرني شمرون» المقامة بمحاذاة أراضي القرية.

أشار التقرير إلى قيام مجموعة من المستوطنين في منطقة المخرور، الواقعة غرب مدينة بيت جالا، بوضع بيت متنقل (كرفان) ومولد كهرباء على قطعة أرض زراعية تبلغ مساحتها نحو (4) دونم، كما أقامت في محيطها سياج سلكي، في محاولة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة، وقامت مجموعة من المستوطنين في منطقة جبل المنطار الواقع شرقي بلدة السواحرة الشرقية، بوضع عدد من البيوت المتنقلة، وخزانات مياه ومواد أخرى في المنطقة، في محاولة لإقامة بؤرة استيطانية جديدة، وقامت قوات الاحتلال بأعمال التجريف وشق طرق استيطانية في أراضي المواطنين الزراعية في قرية بورين، وجرفت آليات تابعة لمستوطني جمعية «عادي عاد» أراض زراعية في بلدة ترمسعيا شمال رام الله، تقدر مساحتها من (5 إلى 6) دونم، وأضرمت مجموعة من مستوطني مستعمرة «يتسهار» النار في أراضي المواطنين الزراعية في منطقة جبل سلمان في قرية مادما، وقطعت عددًا من الأشجار في قرية بورين، فيما هاجمت مجموعات المستوطنين المواطنين الفلسطينيين في التجمع البدوي في منطقة شلال العوجا، وقرى: قريوت، ودير شرف، وكفر لاقف، واعتدت عليهم ومنعتهم من دخول أراضيهم وجني محاصيل الزيتون. فيما اقتحم عشرات المسجد الأقصى المبارك، وتحت حماية شرطة الاحتلال، احتفالاً بما يسمى «رأس السنة العبرية».


رابعاً: هدم المنازل والاعتداء على الممتلكات.

تحدث التقرير عن قيام قوات الاحتلال بإجبار المواطنين الفلسطينيين على هدم العديد من المنازل بينها: منزلين وبركس يستخدم لتربية الخيول في حي سلوان، وشقة سكنية في حي الطور، ومنزلين في جبل جوهر والبقعة بمدينة الخليل، وشققاً سكنية في بلدة العيزرية، وبركسات زراعية في ترقوميا، وخياماً سكنية وبركسات زراعية وخلايا شمسية وشبكات مياه في مدينة يطا، وبركسين زراعيين في قرية الولجة، وعدداً من الكرفانات في خربة عاطوف بالأغوار الشمالية، وبركسًا زراعيًا في دير بلوط، بحجة عدم الترخيص أو الوقوع في مناطق سيطرة سلطات الاحتلال.


خامساً: تهديد الممتلكات... وتدمير المحاصيل الزراعية.

تحدث التقرير عن قيام قوات الاحتلال بقطع (100) شجرة زيتون من أراضي المواطنين في منطقة خربة قرقش الواقعة شمال شرق بلدة بروقين، واقتلعت قوات الاحتلال (300) شجرة زيتون وهدمت آبارًا لجمع المياه في منطقة أم الكبيش شرق بلدة طمون جنوب محافظة طوباس، وأضرمت مجموعة من المستوطنين النار في عدد من أشجار الزيتون في حي تل الرميدة في البلدة القديمة بمدينة الخليل، كما سرقت مجموعة من المستوطنين ثمار نحو (40) شجرة زيتون من أراضي المواطنين الزراعية التابعة لقرية ياسوف، فيما صادرت قوات جرافة وشاحنة في منطقة جبل محمد الواقعة شمال قرية كفر قدوم، ومركبة تابعة لمجلس قروي منطقة المسافر الواقعة شرق بلدة يطا، وجرارًا زراعيًا في منطقة الرأس الأحمر في الأغوار الشمالية، ومركبة خاصة و(مبلغ 15000) دولار من ممتلكات مواطن من قرية جبع على حاجز زعترة العسكري، ومركبة خاصة أثناء اقتحام مدينة طولكرم.


سادساً : صحافة... منع نقل الحقائق.

تحدث التقرير عن استمرار سلطات الاحتلال في سياسة منع نقل الحقائق التي يغطيها الصحافيون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك قرار مجلس الأمن (2015؛ 2222) بشأن حماية الصحافيين والعاملين في وسائط الإعلام والأفراد المرتبطين بها في النزاعات المسلحة، حيث أصيب الصحافيان بلال علي صادق أمين، وعبد الرحمن محمد يونس، بجروح جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما أثناء تغطيتهما لقمع قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين قرب المدخل الجنوبي لمستعمرة «بيت إيل» شمال مدينة البيرة، كما أصيب الصحفي أحمد شاور، برصاصة مطاطية في يده جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه أثناء تغطيته لقمع قوات الاحتلال لمسيرة كفر قدوم السلمية، فيما أصيب ثلاثة صحافيين فلسطينيين أثناء تغطيتهم لفعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الإعلامية وداد البرغوثي وأفرجت عنها بشروط ابعادها والانتقال من منزلها والسكن في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال كشرط للإفراج عنها، فيما تم حذف وحظر واغلاق ومنع منشورات وصفحات ومواقع لأكثر من (160) إعلاميًا وصحافياً بضغط واضح من سلطات الاحتلال لملاحقة المحتوى الفلسطيني.

























الورقة الأولى





































موقعة يهوذا

الهزيمة التي منيت بها في موقعة يهوذا منذ عدة أيام كانت ساحقة، أن يكون الموساد يأكل معي ويشرب طوال سنين وسنين، طوال "صداقة" دامت أكثر من خمسة عشر عامًا، طوال سنين ضوئية، فتحية لجهاز جوسسة في عالم سافل كهذا، وأنا لأوراقي المفتوحة، ولعواطفي الصادقة، وخاصة لثقتي التي أضعها حتى في كلب يعبر الطريق، أو في قط يقع في ورطة (أردت ذات مرة إنقاذ قط فعضني وأنا إلى اليوم أعاني من تدهور في سمعي)، أو في وهم سياسي كالذي أمضيت سنة ونصف مع الملالي، هذه الثقة أورثتني إياها تربيتي، فأعمتني. آثار موقعة يهوذا على نفسيتي كانت هائلة، فأنا شخت في بعض أيام بضع سنوات، بناتي يتساءلن مستغربات، فلم أوضح لهن، وأنا يئست من كل شيء، لأول مرة في حياتي أشعر باليأس، رغم أني عشت التجربة نفسها مع المخابرات الأردنية وخيري منصور، لكني لن أيأس إلى الأبد، وهذا المقال المدوي أكبر برهان على ذلك.



إمارة غزة ومعان

مشروع دولتي غزة ومعان وهذا منذ خمس سنوات التقطته المخابرات الأربعة التي تحكم العالم وأرادت تطبيقه فيما يدعى "مملكة الجبل الأصفر"، لكن حيثيات هذه المملكة الكرتون تجعل منها بالون تجارب يؤشر من جديد إلى مشروعي، ليس فقط لكونه من الناحية التنموية محركًا اقتصاديًا سينعش البلدان الثلاثة المعنية الأردن وفلسطين وإسرائيل، وسيجعل منها قوة استثمارية أولى في العالم وبالتالي قوة رأسمالية أولى من بين القوى الرأسمالية في العالم، ولكن كذلك لكونه من الناحية السياسية المفتاح السحري لكل المشاكل التي تعاني منها شعوب هذه الدول الثلاث –وشعوب المنطقة- منذ عشرات العقود، أجريت عليها خلالها كل طرق التجريب المختبري تمامًا كالحيوانات لإخضاعها، حروبات ولفلفات وفهلوات لا تفعل سوى الدوران حول الأساسي وبالتالي التمطيط ولكن حتى متى و "مُغيطة" الزمن لم تعد تحتمل أكثر، ستنقطع مع أقل شَدة من حمار اليوم، لتنقطع معها كل حبال براكين الغائط السياسي على رؤوس أمريكا صانعة هذه البراكين وعملائها الذين لن تنفع وإياهم وسائل قمعهم الدنيئة الدينية والحياتية خاصة الحياتية، ولن يحول دون براكينها الشعبية أكبر نظام قمعي "خبزي" في العالم كالنظام الأردني، وقد تحول هذا القمع في العيش إلى حرب أشد ضراوة مما يجري في اليمن اليوم وفي سوريا أمس أو في العراق، وبالتالي –وهذا ينطبق على الخزقين القطاع والضفة- ترسيخ فكرة الهجرة هذه الهلوسة الجماعية في نفوس الناس وتخزيقهم الاجتماعي، إذ ليس بالضرورة تنفيذها، فأين الإمكانيات التي ستمطر من السماء، وأين البلدان التي ستستقبل هذا الكم الهائل من الراغبين فيها عندما نعلم أن 47 بالمائة من الأردنيين يريدون ترك بلدهم اللعين، أي نصف سكان الأردن، وهذا ما لم يحصل في تاريخ البشرية. إذن الجواب على هذا المشكل الذي لا حل له في الأردن وفي الخزقين هو دولة غزة ومعان الثورتين الاستثماريتين والصناعيتين والبركانين الرأسماليين وبشكل منطقي في الأمكنة نفسها التي فيها الخراب والعمار وليس في مكان سرابي على الحدود النائية بين مصر والسودان. وبالنسبة للأخت إسرائيل التي ترى كل شيء من عين "البعبع" المهدد لها بسبب لا شرعيتها واغتصابها وأرقها وكل هذا عقدتها الوجودية التي لن تتحرر منها بالمؤامرات إلى أبد الآبدين ولن تكون مؤامراتها سوى دواء مهدئ ومسكن وربما مخفف لفترة وفترة بين حرب وحرب لن يدوم مفعوله مع اعتياد جسدها الهش المصطنع عليه إلى ما لا نهاية، بينما دخولها في العالم الطبيعي للمنطقة لا يكون بالتطبيع وفوق هذا –أبناء القحبة كيف يفكرون- بدون أي مقابل سياسي، هو دخول شراكي لا يفرق بين مواطنيها ومواطني غيرها، فلا رائحة للنقود كما يقال، طالما أن الفوائد المادية وبالتالي الحياتية تعود على الجميع، ومن الناحية السياسية، طالما أن دولة غزة ومعان ستكون الأساس لاتفاق شامل يتجاوز اتفاقي أوسلو ووادي عربة.



مملكة الأردن وفلسطين

دولة غزة ومعان من الأفضل أن يكون اسمها "إمارة غزة ومعان" كما هو اسم إمارة موناكو، فلا تتعارض مع دولة فلسطين أو دولة الأردن، وبصراحة احنا ناقصنا كمان دولة وهم ومش عارف إيش تاني بلاوي! لكن من الممكن جدًا وبطريقة مبتكرة جدًا وبشكل مبدع جدًا توحيد الدولتين في مملكة، وفيما بعد المملكة بدولتيها وإسرائيل، لتكون لإسرائيل كل الضمانات التي تضع حدًا لمؤامراتها المتواصلة، وأنا بهذا الشكل السياسي الذي لم يفكر فيه أحد إلى اليوم إلى جانب المضمون الاقتصادي الذي اقترحته فوق، بإمكاني وإسرائيل الاتفاق بخمس دقائق على كل الباقي: 1) الرجوع إلى حدود 67 هذا الرجوع رجوع رمزي لأن إمارتي كدولة فلسطين لا جيش لهما، فأنا سلمي في نظرتي الكونية للعالم أبدأ ببيتي قبل بيوت غيري، لكن أن يقول الاتفاق بعودة الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه عشية الخامس من حزيران 1967 هذا ما يجيب على حق هائل من حقوق الشعب الفلسطيني ويسير معًا والحقوق الدولية وقرارات هيئة الأمم. 2) القدس لا غنى على الإطلاق عن كل القدس الشرقية، كيف ستكون عاصمة لدولة فلسطين، أنا أعتبر هذا "تفاصيل" لا أكثر، بما أنني مع إبقاء القدس بشطريها موحدة. 3) اللاجئون لا شيء أسهل من حل مسألتهم، فحلها السياسي يكمن في الحل الحياتي، وذلك بأن يشعر اللاجئون بأنهم يعيشون حياةَ رغدٍ أينما هم، وذلك بالتعويض المغري كما ألح عليه في كل مشاريع سلامي، وبالتثوير الاقتصادي كما سيكون عليه الحال في إمارة غزة ومعان تحت شرط أن يلمسوا ذلك، وليس بالفرض من علٍ كما يريد أن يفعل الأستاذ كوشنر وبالفهلوة السافلة، إضافة إلى ذلك تطبيق قانون "مطرح ما ترزق إلزق" في إطار توحيد إسرائيل بمملكة الأردن وفلسطين احترامًا لحرية التنقل وحرية التبادل على شاكلة الاتحاد الأوروبي، هناك سابقة في العالم ناجحة، إذن لماذا كل هذا الخوف وكل هذا التردد. 4) المستوطنون أهلاً وسهلاً بهم أينما كانوا تحت شرط الجنسية المزدوجة كما هو حاصل في فرنسا وفي كل البلدان في الغرب مع مواطنيهم الأجانب، وأنا أعتبرهم مواطنين أجانب عندي، وانتهى الإشكال يا دين الرب!



قوس قزح

الإمارة حالاً والمملكة يتبع بعد أن يلمس شعوب المنطقة تغيير حياتهم بالفعل، في مدة أقصاها ثلاث سنوات، أن يسير كل شيء بشكل طبيعي من دون أديان نقمع بها العقول وحروب من كل نوع حرب التقدم والتخلف أولها نقمع بها الجيوب، لكن لا بد لي من أداة في العالم التي هي "قوس قزح" والتي يعرف العالم بالتفصيل مهماتها، لأن نظام المنح والأخذ والعطاء نظام ريعي فاشل، أنا أريد نظام الشراكة والاستثمار والرأسملة والتميز والامتياز والاستقلال والإبداع التكنولوجي والمالي والصناعي والزراعي والثقافي على أساس العواصم الخمس الفذة وعلى مستوى العالم، ودون مؤسستي الأخطبوطية التي هي في الواقع دولتي الاقتصادية على الورق في باريس ولندن وواشنطن مع دولتي الاقتصادية على الأرض في غزة ومعان، لن يكون هناك تنفيذ سريع لمشاريعي العملاقة التي يعرفها الجميع. وفي اعتقادي نتائج الانتخابات الإسرائيلية "نص نص" رائعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية متحررة من كل المتطرفين، وبالتالي قادرة على فرض وجهة نظري، ومن الناحية الفلسطينية-الأردنية، أمريكا قادرة كل القدرة على فرض وجهة نظري على عملائها.



ملاحظة قبل أخيرة

بوذا كان ملك الفقراء، ومايكل جاكسون ملك البوب، وعزرا باوند ملك الشعر، وأنا اليوم ملك الأدب، أن أكون ملك الأردن وفلسطين شيء منه وفيه!



ملاحظة أخيرة

لعبة أميركا مع السعودية وإيران منفضحة، فكفى لعبًا يا أستاذتي، وفرنسا بلدي يمكنه أن يمارس سياسة محايدة معروفة، ولن يقف إلى جانب إيران بالرشوة كما يقول السفلة، بلدي غير انحيازي، أريده أن يلعب دوره الحصيف عندي وفي كل المنطقة، هذا يعني أني لست مع ضرب إيران، أنا مع تدوير النظامين الإيراني والسعودي، بمعنى أن يكونا نظامين دستوريين برئاسة أو بملكية على طريقة ملكة الإنجليز.

















































الورقة الثانية





































أعدائي السلبيون وأعدائي الإيجابيون

تلفّظ أعدائي بكل ما هو وضيع، هؤلاء هم أعدائي الإيجابيون، أما الآخرون الذين نظروا إليّ بعين اغترابهم السياسي مستهجنين ما أقول، فأولئك هم أعدائي السلبيون، يعتبرون ما أقوله نوعًا من النزق أو ضربًا من الجنون، ويرمونني بتهمة الانقطاع عن الواقع، بينما مواقفهم المستهلكة كلها، والتي هي مواقف للفكر السائد، تفضح انقطاعهم هم عن الواقع، ليؤدي ذلك إلى خلل في نظام رؤيتهم للعالم، وبالتالي إلى انفصام شخصيتهم، وبسبب هذا الانفصام يتراوحون بين التأمل الذاتي الذي هو تأمل بائس والتأمل الجماعي الذي هو تأمل خاطئ، يلعبون لعبة السلطة في قدحهم أو في مدحهم، دون أن يقدموا حلولاً، يَبقون في أماكنهم، ودون أن يؤثروا في الأشياء، يُبقون على النظام، بينما أنا في كل ما أفكر وفي كل ما أفعل عملي حتى النخاع أريد تبديل هذا النظام.



كل السلطة للهوية

ما يقتلني في دماغي في أم دماغي كمغترب في كياني في إنسانيتي النظام الوجودي لكل فرد الذي هو في نفس الوقت النظام السياسي لشعب لأمة في وضع لا اغتراب فيه، أنا لهذا أنظر إلى الشعب الإسرائيلي إلى الشعب الفلسطيني من عيني الواحدة، والتي بها أقدّر العلاقات بينهما وأقيمها (بكسر الياء وبتشديدها)، وأنا لهذا اقترحتني ملكًا للأردن وفلسطين، لأجسد سلطة الهوية ولا شيء آخر غير سلطة الهوية، لأن كل السلطة للهوية، واعتمادًا مني على هذا المفهوم الخلاق، خلاق لأنه مجرد من أي بعد إيديولوجي، لأنه الإنسان عاريًا إلا من إنسانيته، سأوجز في نقاط تسهل للجميع كل حيثيات مملكتي التي هي مملكة للهوية، والتي بها ستنتهي كل مشاكل الهويتين الفلسطينية والإسرائيلية وباقي الهويات العربية وغير العربية في المنطقة.



النقاط المعجزات

أولاً) الضفتان الشرقية والغربية كانتا إلى وقت قريب موحدتين تحت الحكم الأردني ومنذ القدم في وقت ما قبل التوراة، التاريخ القديم يشهد على حركة الفينيقيين بينهما، والتاريخ الحديث يشهد على حركة الفلسطينيين بينهما، الأردن هو فلسطين ثانية بمواطنيه، وأن أكون ملكًا للضفتين لهذا أبعاد عميقة لنظام الهوية أعمق بكثير من الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن باب التسهيل الشعبي الضفتان كانتا مملكة، فما المانع إذن أن تكونا مملكة، الأهداف ليست واحدة هذا صحيح، ليست الضم، وليست تصفية الحقوق، لا ولا طمس الهوية، لكني سأركز على ميكانيزم الحكم، هذا ما يقلق القصر، أنا لن أمسس الدولة الهاشمية، ملكها سيبقى ملكًا، أنا لن أقلبه، أنا سأقلب نظامها الذي أريده أن يكون دستوريًا حرًا لا دستوريًا كُرًّا، يلعب فيه الملك –أي في النظام- دور الضامن للدستور وللمؤسسات وللحريات الحرية الكمبرودورية إحدى هذه الحريات وليست كل الحريات في النظام السافل الحالي، وفقط، كما هو حاصل في إنجلترا البلد الأول للأستاذ عبد الله. الشيء نفسه مع الأستاذ عباس، طبعًا وجوده في رام الله غير شرعي لأنه وجود مفروض من الاحتلال على طريقة الماريشال بيتان، وانتخابه المزور انتهى منذ سنين بعيدة، لكن معلش الظرف يوجب، هو كذلك أنا لن أمسسه، غير أني سأجرده كزميله الأردني من كل الصلاحيات، وكرئيس –هو أو الرئيس القادم المنتخب بكل حرية وكل ديمقراطية- لن يكون غير الضامن للحريات والمؤسسات والدستور. وكوني ملكًا على الضفتين كوني ضامنًا للضامِنَيْن، فلا ثقة بهما، تاريخهما يشهد على ذلك، وكيلا يحصل صراع للمصالح بين الدولتين. وبوجودي في القدس كوني الموحد بينهما كنظامين وبين النظام الإسرائيلي، وجودي في القدس هذا سيكون الحل السحري لوضع القدس كعاصمة لفلسطين وكعاصمة لإسرائيل.

ثانيًا) القدس الشرقية كلها أقول كلها لي، لفلسطين، لا تنازل عن ذلك قيد أنملة، لكنها تبقى والقدس الغربية مدينة واحدة (كنت على وشك أن أقول عاصمة واحدة) لكل الإسرائيليين ولكل الفلسطينيين. قَصري في أعالي جبل الزيتون هو الضامن لهذه الكلية الجوهرية للهوية الفلسطينية في القدس الشرقية، وضمنيًا للكلية الجوهرية للهوية الإسرائيلية في القدس الغربية والقدس الشرقية (سأشرح فيما بعد كيف)، عمليًا للكليتين الجوهريتين للهويتين بما أن القدس ستبقى موحدة، بينما الإدارة الفلسطينية ستبقى في رام الله وأبي ديس، تبعد رام الله عن القدس مسافة عشرين دقيقة، وأبو ديس هي القدس، والمعاملات كلها ستؤرَّخ بالقدس، على أن تُخلع أقدام الجيش الإسرائيلي من أبواب المسجد الأقصى وأبواب كل المعابد وكل القدس القديمة، وأن يوضع حرسي الملكي الضامن لحريات العبادة والتجول مكانها –افهموا يا بني آدم من كل الأطراف لماذا من بين لِماذات لا تعد ولا تحصى أنا ملك الضفتين- هكذا يكون الحل السحري الديني بعد الحلين السحريين السياسي والإداري. أما الحل السحري الرابع والأهم برأيي فهو المتعلق بالتعايش (من الأفضل قول العيش معًا عربًا ويهودًا)، وذلك بإعطاء جنسية مزدوجة لسكان القدس الشرقية اليهود، وبهذا أكون قد أرضيت هاجسًا جوهريًا للهويتين، ضمنيًا كل القدس يهودية والقدس بشرقها عربية. توحيد القدس يكون بالفعل تحت علم بلديتها المرفرف بين علمي الدولتين، فالانتخابات تجري في دوائر لا فرق بين شرقها وغربها، وانتخابات الدوائر تكون على أساس كل دائرة بسكانها عربًا ويهودًا، هنا لا تعارض بين الهويتين. وعلى العكس الانتخابات التشريعية ستكون ليهود القدس الغربية والقدس الشرقية حسب النظام الانتخابي الإسرائيلي القائم على الحزبية والترشيحات المستقلة، وأنا هذا لا يهمني لا من بعيد ولا من قريب، إنه النظام الانتخابي في دولة إسرائيل. أما في دولة فلسطين، فالنظام الانتخابي يقوم على أساس منظمات المجتمع المدني، وفي القدس الشرقية فقط، للسكان العرب، ولمن يشاء من السكان اليهود حاملي الجنسية المزدوجة. إذن توحيد القدس لا يعيق تمثيل سكانها في الكنيست وفي البرلمان كما شرحت، أما الانتخابات البلدية كما أوضحت، فسيكون لها الفضل في تكريس هذا التوحيد. ومن هذه الزاوية، زاوية التوحيد، ستكون السفارة الأمريكية سفارة كذلك لي، لفلسطين، فانظر أستاذ ترامب كيف أحوّل نقلك التعسفي المعارض للقوانين الدولية ولتطلعات شعبي إلى فعل لمصلحة الشعبين، وانظروا أساتذة إسرائيل كيف آتيكم بكل سفارات العالم بعد تتويجي، فما الذي تريدينه مع سلمي ملكًا أكثر يا إسرائيل؟ ولتذكيرك طالبتك في مقالي السابق بالانسحاب إلى حدود 67 بينما سيبقى فضائي مفتوحًا للسلم والهدوء. ولتذكيرك كذلك طالبتك بالتعويض المغري للاجئين مع صيغة "مطرح ما ترزق إلزق" حتى في إسرائيل نفسها، هذا التعويض سيكون مشروطًا بالرغبة فيه أو بعدمها، فلا يقال باع الفلسطينيون بلادهم! وحسب استطلاع للرأي أجريته حولي، تسعون بالمائة يفضلون التعويض بعد استقرارهم على العودة. أنا شخصيًا أرفض التعويض، وأطالب الحكومة الإسرائيلية بإعطائي قصرًا في يافا مدينة مولدي بدلاً من دار أبي الواقعة قرب جامع الشيخ حسن التي دمرتها الجرافات لشق كورنيش محلها، وبدلاً من دار أمي في حي العجمي الذي اعتبرته اليونيسكو حيًا من التراث العالمي. وبالمناسبة أطالب الحكومة الفلسطينية بإعادة نصف أراضي قرية برقة من قضاء نابلس التي حُرم منها أبي. أنا إذن في تعاملي مع الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية حول مسائلي الشخصية ومسائلي الوطنية واحد وبنفس القوة لإرضاء هويتي الفردية وهويتي الوجودية. أستاذ نتنياهو أستاذ جانتز إن وضعتما نفسكما مكاني، فماذا ستفعلان وبماذا ستطالبان غير ما أفعل وبما أطالب؟

ثالثًا) لا بد أن تتم خطوات عملية على الأرض قبل التفاوض أو على الأقل خلاله المعروفة نتائجه التاريخية مسبقًا: 1- إطلاق سراح كل الأسرى السياسيين، ولأزيل التوجسات الإسرائيلية إرسال "الخطرين" منهم إلى سجون الأردن لتعاد محاكمتهم. عندي لن يكون هناك أي سجن مثلما لن يكون هناك أي جيش، مرتكبو جرائم الحق العام سيكون مكانهم سجون الأردن. 2- رفع الحصار عن القطاع ليتنفس أهله، الأمن الحماسي كالأمن الفتحوي سيتكلفان بكل تجاوز في القطاع وفي الضفة، ولن يكون هناك أي تجاوز مع هذه الحرية الجوهرية للهوية. 3- معاملة سكان إسرائيل العرب معاملة سكان إسرائيل اليهود بكل ما لهم وما عليهم من حقوق وواجبات –كما هو الحال في فرنسا- وليس بوصفهم "المواطنين العرب في إسرائيل أو أوسخ عرب الداخل- سيترتب عن هذا أهم ما يقلق النظام: "الخدمة العسكرية" التي تم حلها في فرنسا عندما أصبح جيشها جيشًا مهنيًا يتقدم إليه من يريد الانخراط فيه كأية مهنة أخرى، مما سيسمح بانخراط العرب بشكل تطوعي لمن يرغب، وبيني وبينك يا إسرائيل هل ستكونين في حاجة إلى حربجة في وقت سلمي أنت فيه عندي وبفضلي عند كل بلدان المنطقة؟ 4- هذا ولن أنسى هدم جدار القهر العنصري فورًا وقلع "الشيكبوينتات" أينما كانت، فالأمن التكنولوجي أقوى من كل شيء اليوم، لتتنفس الأوطان، وتهب على الناس أنسام الحرية، عندئذ أقول حررت الشعبين، وكتبت التاريخ، وأعدت إلى الإنسان إنسانيته.

رابعًا) أهم خطوة عملية في هيكلة مملكتي هي كتابة الدستور ثم تطبيقه الديمقراطي والذي سيبدأ بانتخابات حرة لأول مرة في تاريخ البلدين والمنطقة. الدستور مكتوب وموجود في هذا الموقع، ما يتبقى تدويره أردنيًا وفلسطينيًا، وذلك بإعادة كتابته بأقلام مختصين وقانونيين. الشيء نفسه بخصوص النهج الجديد للانتخابات على مستوى العالم كما أرتأي الذي حتمته عليّ إيقاعات عصرنا المتطورة جدًا، هذا العصر الذي لم يعد نظام التنافس الحزبي ينفع فيه وضغوطات وسائل الإعلام التي "بإرهابها" يتم التلاعب عبرها بالناخبين، بينما نظامي الانتخابي الجديد الموجود كذلك في هذا الموقع عماده منظمات المجتمع المدني، رسمت حركيته وكيفيته، وعلى المختصين والقانونيين أن يقوموا بترتيبه وتعميقه. لهذين السببين الجوهريين لسلطة الهوية يجب تشكيل حكومة فلسطينية وحكومة أردنية تكون مهمة كل منهما كتابة الدستور والنظام الانتخابي وإجراء انتخابات تكرس الفصل بين الملك أو الرئيس والحكم الفعلي للهيئات الثلاث الشرعية والتشريعية والتنفيذية على أساس الفصل كذلك بين الدين والدولة. ستكون المدة ستة أشهر أقصاها سنة، وسيكون التعاون بين ضفتي مملكتي كاملاً.

خامسًا) انتهى عهد التآمر والتسافل والإيقاع والخداع، كل شيء أقول كل شيء من طقطق لسلام عليكم سيتم بكل شفافية بكل وطنية بكل رأسمالية ولصالح سلطة الهوية، وبين مملكة إسرائيل ومملكتي التعاون كلي التعاون مطلق وليس فقط أمني –يا دين الرب- الذي ويا للمفارقة نجحتم فيه مائة بالمائة ويؤشر نجاحكم السلبي هذا إلى نجاحكم الإيجابي في ميادين أخرى معي معنا.



مارتن لوثر كنج

مارتن لوثر الملك مثلي قتلوه ولم يقتلوا أفكاره، نمت أفكاره وترعرعت في غيابه الفذ بعدما بذرها في حضوره الفذ، فتحرر سود أمريكا، وتحررت أمريكا بسودها وبيضها، على الرغم من عنصرية النظام وقوته وجبروته، إنه شرط الواقع الأقوى وشرط الحياة وشرط الحضارة، واليوم في حياتي تتوفر هذه الشروط الثلاثة، وكل ما يتبقى العمل بموجبها. هذه التجربة، هذا التحول، هذا الإبداع، سيغير كل هذا وجه المنطقة، سيغير فحوى الأنظمة، سيغير ممارسة الديمقراطية. أنا لن أفرط بشبر واحد من القدس الشرقية، ومن الضفة، ومن القطاع، لإرضاء الهوية وتقديسها، غير أن في السياسة تتجاوز هذه الناحية التجريدية خصوصية الكيان، فتبرز أهمية التعامل على الأرض الذي أضعه دائمًا في مجال الممكن، والذي يتم دائمًا الاتفاق عليه، والتوصل دائمًا إلى صيغة ترضي كل الأطراف.


















الورقة الثالثة





































شرط العائلة من شرط الدولة

في هذه المرحلة، في هذه المرحلة الانتقالية، ولشروط تفرض نفسها عليّ كملك للأردن وفلسطين، سأعمل كما هو دأبي، خلال هذه المرحلة، مع أفراد أسرتي (ليش الأستاذ ترامب أحسن مني ههههههه!!!)، لتسهيل الأمور التي آه ما أصعبها، فقوس قزح مؤسستي التي يعرفها العالم أجمع من "شغل العائلة"، شغلي وشغل زوجتي وبناتي، لكل واحد منا دور يلعبه لتشغيلها، لتفعيلها، وأنا أعتبر المملكة، كالمؤسسة، شغل العائلة، مع فرق أن المؤسسة شغل العائلة إلى ما لا نهاية بينما المملكة شغل العائلة لعدة أشهر أقصاها سنة، لتكون شغل الشعب بعد أن أرسي قواعد حرياته، وبعد أن أبني جسور أمنياته، فبعقل أفراد أسرتي تكون القدرة على فهم الأشياء أعمق إلى جانب عقول أخرى تمتلك الأسس العلمية والخبرات الإبداعية، خصوصًا في الظرف الاستثنائي الراهن، وبعقل أفراد أسرتي تكون القوة في التنسيق والسرعة في الحسم والثقة في اتخاذ القرارات، أفراد أسرتي الأقوياء بقوة مشروعي السياسي، الحكماء بحكمة سلوكهم الشخصي. لهذا سيكون أخي المحامي أيمن القاسم رئيسًا للحكومة الأردنية من أجل إنجاز مهمته الواحدة والوحيدة التي هي –أكرر- إعداد الدستور الأردني وإعلاء القانون الانتخابي وإجراء انتخابات تشريعية تؤدي إلى تشكيل حكومة كل السلطات التنفيذية بيدها بما فيها وأولها سلطة الهوية تحت مراقبة ممثلين للأردنيين انتُخبوا بكل حريةِ المجتمع المدني وبكل ديمقراطيةِ العصر الحَداثي. الشيء نفسه في رام الله حيث سيكون أخي الدكتور مهند القاسم رئيسًا للحكومة الفلسطينية من أجل إنجاز المهمة نفسها، إضافة إلى ترتيب انتهاء الاحتلال، وذلك بوضع منهج لانسحاب الجيش الإسرائيلي. أما إلى غزة، فستذهب أختي المحامية باسمة القاسم (المتحجبة والمتدينة بعقل كبير فيه مكان واسع لكل الآفاق الدينية وغير الدينية) لتعمل على إفهام زعماء حماس أن زمنهم انتهى كحكام ولم ينته كأشقاء، وأن فصل الدين عن الدولة لا يعني عزلهم أو إقصاءهم، بل هم مدعوون إلى المشاركة في الحكم الجديد لدولة فلسطين، تحت شرط تعليق الدين في الخزانة، فهم لن يحبوا الدين أكثر من الوطن، هذا الوطن الذي هو قلبنا وعمرنا ووجودنا، والذي يفرض علينا جميعًا واجب بنائه. سينسق ثلاثة إخوتي معي، وأي وقت تستعجلهم فيه مهماتهم، لأن قضيتنا التي هي قلب حركة الزمان لم تعد تحتمل الانتظار أكثر مما احتملت، ولأن همومنا التي هي مستقبل مصير الإنسان لم تعد تقبل التأجيل أكثر مما قبلت.



شرط قوس قزح من شرط المملكة

مملكتي ليست مملكة بطريركية تستند في الحكم على اللحية والكوفية والدشداشة ويا حيا الله! ستكون ولية عهدي (بعد عمر طويل ههههه!!!) ابنتي الكبرى غيداء القاسم، لتكون ولية عهدها ابنتها البكر مارجو القاسم، فالوليد البكر ذكرًا أم أنثى هو الوريث في وضع أسرتي المالكة، وبثلاثتنا أنا وابنتي وحفيدتي نكون الضامنين لثلاثة أجيال من حكم المملكة. بناتي الثلاث الأخريات ستكون لكل منهن إمارة اسمية على مدينة أو على منطقة من دولتَيِ الْمملكة كما هو جار في إنجلترا، وفقط، على عكس الطفيليات التي تلهط نصف ميزانية الدولة، وبالمقابل ستكون لهن وظائف إدارية هامة في مؤسستي الأخطبوطية قوس قزح: ميساء القاسم فرع باريس، إيناس القاسم فرع لندن، دينة القاسم فرع واشنطن، بينما ستشرف ولية عهدي غيداء القاسم على إدارة سفاراتنا في العالم، هذه السفارات ستكون مزدوجة التمثيل لقوس قزح وللمملكة، لتوفير الرواتب ولتنسيق المهمات التي تدور في محورين، محور جلب الاستثمارات من أركان الأرض الأربعة، ومحور تنفيذ المشاريع العملاقة التي مَدَاكُّهَا العواصم الخمس الفذة طهران الرياض تل أبيب القاهرة الرباط، والتي قمت بتفصيلها في هذا الموقع.



شرط الاتفاق بيني وبين إسرائيل من شرط الطبقة السياسية

الاتفاقات التي تمت مع إسرائيل أو التي اقتُرحت عليها كانت تدور بين أفراد ينتمون إلى طبقة سياسية واحدة، طبقة مغلقة، لهذا كان التهاون في وضع هذه الاتفاقات، وكان الإهمال في تنفيذها أو قبولها، فكيف تقبل إسرائيل مبادرة السلام العربية مقابل الاعتراف بها وإسرائيل في الكواليس معترف بها؟ وما لم يكشفه أحد قبلي، والسعودية تدفع المليارات السنوية لإسرائيل تحت غطاء المعونات الأمريكية؟ كذلك كيف تلتزم إسرائيل باتفاقيات أوسلو والمتفقون فيما بينهم من طينة واحدة، الطبقة السياسية المغلقة؟ فتم الاتفاق على غير الأساسي إلا الأمني، والباقي كوضع القدس ومسألة اللاجئين وقضية المستوطنين بمعنى الأساسي اتفق الجميع على تأجيله. أما عن اتفاق وادي عربة فحدث! أخفى الأستاذ حسين عن شعبه احتلال وادي عربة غداة 67 عشرات الأعوام إلى أن اضطر للكشف عن ذلك مع معاهدة سلامه، وفوق هذا أجَّر ما ادعى تحريره للإسرائيليين، أي أنهم بقوا في أماكنهم كما كانوا بضع عشرات الكيلومترات من عمان. هذه هي الاتفاقات بين أناس ينتمون إلى طبقة سياسية واحدة، إنها ليست الخيانة بالمفهوم الشعبي، فلا خيانة هناك، إنها الممارسة الطبيعية لطبقة سياسية بغض النظر عن كون هذا يهودي أو هذا عربي أو هذا إيراني أو هذا كردي أو هذا تركي أو هذا أمريكي أو هذا فرنسي أو هذا إنجليزي أو هذا غيره، وعندما يخرج أحد هذه الطبقة عن خطها المرسوم، تتم تصفيته، كما حصل مع رابين، وكما حصل مع عرفات. القذر الأول كبير المفاوضين عريقات كان يفاوض مع تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل وهو في فراشها والكاميرات تشتغل، والقذر الثاني صغير المأجورين عبد ربه كان يفاوض كذلك مع المذكورة الجميلة بحق وهو في فراشها والكاميرات تشتغل، بينما القذر الثالث رئيس وزراء ياسر عرفات أبو علاء كان يبيع إسمنته للمحتلين لبناء جدار القهر العنصري. القذران ولدا عباس كانا ولم يزالا يشفطان كل العقود الكبرى مع الدولة التي هي الحظيرة لأبيهما، ثم يأتي عباس بلا لباس –كما يقول المثل الشعبي- لِيُتَفْتِف أنا حردان! احتجاجًا على بناء المستوطنات، ليترك الإسرائيليين على حل شعرهم، فينفذوا كل ما يخططون. هل اتفاق مع هؤلاء اسمه أوسلو يمنع البصاق عليه من فم نتنياهو أستاذ الكل في المبصقة التي اسمها الحكم الذاتي؟ عندما أرسلت إليه خطة سلامي الأولى عن طريق سفيره في باريس طرحت عليه سؤالاً: لماذا لا تعمل إلا مع العملاء؟ رسالتي حتمًا موجودة في أرشيفه، فلم يجبني، ولم يجبني على خطتي، بينما جميع عظماء العالم أجابوني عليها. كل ما سبق لأقول إنني أنتمي إلى طبقة سياسية تختلف تمام الاختلاف عن الطبقة السياسية التي ينتمي إليها حكام إسرائيل، وهذا هو شرط كل اتفاق عادل، ألا ينتمي الطرفان إلى بنية سياسية واحدة، هذا هو مبدأُ كلِّ اتفاقٍ حرِّ النظرةِ إلى العالم، هذا هو قمرُ كلِّ اتفاقٍ قويٍّ بأماني الشعبين، وهو لهذا اتفاق يتم تنفيذه في الحال، لأنه يشترط على الطرفين تنفيذه في الحال، وتنفيذه بحذافيره، ولا شأن هنا بلوبي أم بغيره، لا شأن هنا بمبادرة جَرَبِيَّة (على وزن أنظمة عربية) أم بغيرها، لا شأن هنا بالضغط على ملاك أم بالضغط على شيطان، أمريكا هي الملاك في هذا السياق، شروط المصالح هي شروط الواقع، وشروط الواقع هي شروط الاتفاق، وفقط.



شرط التعامل من شرط الواقع

توقفوا عن التفوق الرقمي لمؤامراتكم، هل فقدتم السيطرة على نفوسكم الافتراضية؟ لم يبق لكم ما تربحونه في العالمين الحقيقي والإلكتروني بعد أن جربتم كل شيء، الابتزاز، الإرهاب، الحرب. قتلتم الإنسانية، قتلتم إنسانيتكم. أنا أعرف، ندائي أخلاقي، وأنتم لا أخلاق لكم. أنتم برامج، أوامر، أرقام. في فترة من حياتي كنتُ أستاذًا للرياضيات، وأعرف أن الأرقام ليست شيئًا ميتًا. كنت أضع الأرقام في معادلات، فتحيا. وهذا ما أحاول معكم، أضعكم في معادلات الحقوق لشعبينا. ندائي هذا أخلاقي، إلا أن كلامي ليس درسًا في الأخلاق، كلامي ليس كودًا من الكودات، كلامي ليس شعرًا من أشعار محمود درويش، كلامي حُكْمُهُ بحكم البديل. لكنكم لم تزالوا تسيرون في الطريق نفسه، ولم تزالوا تتعاملون بالطريقة نفسها، بالطريقة السافلة، بالعقلية السائدة، بالعقلية البائدة، حسب الفرضية الهوليودية عن الغالب والمغلوب، إما نحن وإما أنتم! وها أنتم اليوم على شاشات التلفزيون الفرنسي تعودون إلى التلويح بداعش كخطر كامن، كسيف قاطع، كتوقع تغرسونه في نفوسنا لِتُرَوِّعونا، فيغدو هاجسُنا الإرهابَ لا الرغيف لا الكرامة لا الطفولة، لتمتطونا، فلا نطالب، لا نغير، لا نحيا، نخضع، الخضوع، فقط الخضوع، قضية الخضوع أقوى من كل القضايا، هكذا أنتم تحلون قضايانا بالخضوع، والخضوع لا يحل أية قضية، الخضوع قضيته هي التي تحل نفسها بنفسها، عندئذ ماذا ستفعلون؟ الخارجون على القانون في السلطة هو قانونهم، أصحاب القانون هم القتلة، اسألني عن القاتل أدلك عليه، القاتل هو النظام، النظام هو البحر، الجهاز هو الموجة، الأمواج هي الأجهزة الأربعة التي تحكم العالم، إنها الصورة الخارجية لأنانا. تَطَابَقْنَا نحن والأجهزة، صرناها، صارتنا، صرنا إخضاعَ أنفسِنَا لأنفسِنَا، بينما النظام يتفرج علينا. للخلاص مما نحن فيه، علينا البدء من هنا، علينا الخروج من الأمواج، والخروج من الأمواج يكون عن طريقين أحدهما البديل للآخر، طريق اليأس الذي سيؤدي إلى تهديم النظام، وطريق الأمل الذي سيؤدي إلى تفهيم النظام. سيكون هذا وذاك بقوة الأشياء التي هي أعظم من أعظم قوة كانتها الأجهزة، أقول كانتها كفعلٍ ماضٍ ناقصٍ، فالأجهزة تغرق في الأمواج مثلما نغرق نحن فيها، أقول الأجهزة تغرق كاكتمال للفعل الماضي الناقص، إنها الصورة الداخلية لأنانا. تَنَافَرْنَا نحن والأجهزة، لم نصرها، لم تصرنا، لم نصر إخضاع أنفسِنَا لأنفسِنَا، وإنما إخضاعَهَا لأنفسِنَا. إنه فعل الحياة، فعل الإرادة، فعل الحرية! الكلام الأدبي هذا للمصائر السياسية يُجّمِّل نهايات الأنظمة، ويترك للواقع التشنيع فيها، فهل ستتعظ أمريكا؟ هل ستتعظ إسرائيل؟ هل سيتعظ الغرب؟ هل سيعتبر الحكام العرب؟ الحقيقة الواقعية غير الكتابة الأدبية، الحقيقة الواقعية حادة حامزة حامضة مالحة مُرة، عليهم أن يذوقوها قبل أن تذيقهم مرارتها، فتفلت الأمور من أيديهم، وبإرادتها تهلكهم. بإرادة ديونك يا أمريكا، فقط بإرادة ديونك، ستهلكين، ومعك ستهلك إسرائيل ربيبتك، ومعك ستهلك السعودية مخرأتك، ومعك ستهلك كل الدول الكرتونات المشخخات المشيخات، فلن تنفعك شرمطات الابتزاز، ولن تنقذك ستريبتيزات الأونطة، ولن تدعمك ديكتاتورياتك المفضلة، ولن تخدمك حمرنات الإيقاع بين عملافي المنطقة، ولن تلذك اغتصابات هذا الأمير أو ذاك، ستهلكك الفقاعة القادمة ونعالك، فتفقعون كلكم أنتم وشعوبكم. قضيتي هي التي ستحميك يا أمريكا وشعبك من أية فقاعة، ومشروعي الوجودي هو الذي سيعمل على تسديد ديونك وبنوكك، لأن مشروعي الوجودي هذا هو فرصتك (وفرصة كل الآخرين) لتستثمري، لتُبدعي، لتعيدي أمجادك، ليكون الحلم الأمريكي، ليكون الحلم الفلسطيني، ليكون الحلم الإسرائيلي، ليكون الحلم العربي، ليكون الحلم الإيراني، ليكون الحلم الكردي، ليكون الحلم التركي، باختصار ليكون الحلم الإنساني. هذه هي حقيقتي التي أنقلها بقوس قزح على أجنحة نسور التقدم، إنها إنشاءُ الحقيقة لا حقيقةُ الإنشاء. ها أنا أُرضي كل هواجس الاقتصاد بعد أن أرضيت كل هواجس الهوية، وبدون حل قضيتي، قضية الوجود، قضية الإنسانية، كما أرتأي، وفقط كما أرتأي، لا حلول لباقي القضايا، إضافة إلى أن الشروط السياسية اليوم هي غير الشروط السياسية لاتفاقيات الأمس ومبادراته، إنها شروطي. ستبقى إسرائيل مرفوضة مبتورة مقهورة رغم كل قوتها المصطنعة، فهي مخزن أسلحة أمريكي فقط لا غير، ورغم كل عنجهيتها المصطنعتين، فهي طاووس أخرق أمريكي فقط لا غير. لن تدخل إسرائيل التاريخ إلا معي، ولا حتى المراحيض بلا معي ستدخل، وستكون نهايتها.























الورقة الرابعة





































بين الشعور والسلوك

دختر رئيس الشاباك السابق يقتحم فناء المسجد الأقصى مع بعض الهستيريين الدينيين، رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق-اللاحق يتحالف مع كل المتطرفين الدينيين وغير الدينيين الهستيريين، ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يتجاهل إجراءات تنحيته ويقف على منصة هيئة الأمم المتحدة ليداوم على لعب دور الكاذب-الصادق بخصوص إرهاب إيران ويده في جيوب السعوديين ممثلاً النظام المالي الهستيري. الأمثلة الثلاثة التي أوردتها تشير إلى المشاعر المتلبدة لأناس توجهت إليهم بكلام العقل في مقالاتي الثلاثة السابقة، فالدين في المثال الأول والسياسة في المثال الثاني والاقتصاد في المثال الثالث ثلاثتها المصراع المادي الذي يلج منه أصحاب هذه المشاعر المريضة إلى العالم، وبشكل أعمى يسعون إلى تحقيق برامجهم، غير أنهم –وهذا الشيء في صالحي- يبقون مواضيع "للخير" من الناحية الشعورية، حسب التحليل النفسي، ولتبديل سلوكهم ليس الإقناع هو السبيل وإنما التقييم لتلك البرامج التي عمادها الأوهام وقد أخذت أشكال الواقع.



بين الوهم والواقع

بين العام الماضي 2018 وهذا العام 2019 نط عدد سكان إسرائيل من 8 مليون إلى 9 مليون، فهذه الدولة الخزق قامت على الكذب وستظل قائمة على الكذب، بينما بقي عدد الإسرائيليين العرب فيها 20 بالمائة، مراكز المخابرات سهت عنها الجدولة بالارتفاع، وأنا لو سلمت بالرقم الجديد 9 مليون وبال 20 بالمائة، لكان هناك مليون و ثمانمائة ألف عربيّ، سأقول مليونان مع الأقليات الأخرى للتسهيل بينما هم أكثر بكثير، السبعة مليون الباقون خمسة مليون منهم يحملون الجنسية المزدوجة، وهم غالبًا رِجل في إسرائيل ورِجل في بلدهم الأصلي أو رِجلان في بلدهم الأصل، إذن عدد سكان إسرائيل في الواقع مليونان بعدد سكان ضاحية من ضواحي باريس. لهذا الخزق ما تدعيه السي آي إيه أنه وادي السيليكون الثاني في العالم، فانظر الكذبة العظمى، قال تل أبيب تنشأ فيها 200 شركة سنويًا و 2500 في كل إسرائيل، 2700 شركة تكنولوجيا لمن –يا دين الرب- لمليونين؟ ولخزق؟ وسنويًا! الكذب هنا بملايين الأطنان! لكني سأعتبر هذه الأرقام صحيحة، فأضعها في مشروعي "العواصم الخمس الفذة" التي تل أبيب –كما يعلم الجميع- واحدة منها. هنا تسترد واقعيتها، وذلك بانتشار هذه الشركات في المنطقة، ولن يكون انتشارها أبدًا بالفهلوة الموسادية السافلة، بالوهم الموسادي السافل، بل بالواقع العقلاني الرصين كما أقترح. هذه الدويلة التي مواردها البشرية من أقل ما يكون وكذلك مواردها الطبيعية من أقل ما يكون لدرجة تكاد تكون فيها منعدمة، ليغدو عماد اقتصادها السلع والخدمات بفضاء منحصر بإسرائيل الخزق ذاته ومتوقف على الاحتلال وعلى السوق الخجول مع دويلات الخليج والسعودية، وبخصوص تصدير الألماس والحمضيات على التنافس القوي مع الاتحاد الأوروبي. لكني هنا لست بصدد المقارنة، سأسلم بالوهم الاقتصادي، وفي نفس الوقت سأشير إلى ناحية أساسية في الاقتصاد الإسرائيلي يعرفها الداني والقاصي، واردات إسرائيل أكثر من صادراتها، وهذا إلى الأبد لعدم مواردها الطبيعية ولتدهور مواردها البشرية، وما سيعوضها عن الاثنين اليد العاملة الرخيصة في فلسطين وفي المنطقة، وما سيقلب وضعها لتصبح صادراتها أكثر من وارداتها. وهكذا بإمكاني الكشف عن صيرورة الكذب نقطة نقطة بخصوص تفوق إسرائيل المزعوم، وذلك برده إلى الخزق وإلى المورد وإلى الإنتاج، فالخزق في تفوقه لا يقارن بعملاق كأمريكا أو كفرنسا، يقارن الخزق بالخزق لتكون كل البهدلة لهذا البلد، والمورد لا يقارن اعتمادًا مني على نفس القاعدة، وكذلك الإنتاج، كل شيء، وفي كل شيء، في صناعة الأسلحة مثلاً باعت إسرائيل أسلحة للسعودية وإمارات السفلة المجرمين في حق الإنسانية ب اتنين ونص مليار، لا شيء مقابل مئات المليارات للأمريكان من السعودية والسفلة. صحيح يبقى المبلغ شيئًا كبيرًا للخزق، وهذه نقطة "إيجابية" له، ونقطة "إيجابية" ثانية له عندما طلب نتنياهو تخفيض المعونة الأمريكية لادعاء النمو الاقتصادي بضعة ملايين (220 مليون سنويًا) مقابل رفع ترسانة الأسلحة الأمريكية بالمليارات (30 مليار خلال عشر سنوات) في المخزن الأمريكي الذي هو إسرائيل. لهستيريا هذا الشخص العلاج سيكون من عندي كملك مؤسس للسلم في المنطقة وفي العالم، فكل هذه المليارات ستستخدم في رفع اقتصاد دول المنطقة إسرائيل أولاها، فيحمي الخزق نفسه بالاقتصاد لا بالسلاح.



بين إسرائيل التقدم وإسرائيل التخلف

حسب وكالة وفا، رغم المستوى المتقدم للخزق، هناك نقاط ضعف جدية منها:

1) معدل فقر عال، ووجود بؤر الفقر.
2) تسلط رأس المال، وتوسع الفجوات بين الشرائح الاجتماعية.
3) دخول لاعبين جدد في مجال البحث والتطوير، مما يقلل من مكانة إسرائيل بهذا المجال.
4) تدهور البيئة الجيو سياسية، مما يؤدي إلى ثقل النفقات الأمنية في السنوات القادمة.
5) وجود هوة كبيرة في معادلة إنتاج الفرد مقارنة بالدول المتقدمة.
6) انخفاض معدل النمو المتدني، بالمقارنة مع الأسواق الناهضة.

للحيلولة دون هذه الكوارث البنيوية وغيرها كثير الحل يكون بالمملكة مملكتي وبالمؤسسة مؤسستي.



بين أمريكا الابتزاز وأمريكا الشراكة

الأستاذ ترامب هذا الأهوج كلفت سياسته التجارية الخارجية (وعبره النظام المالي الذي يمثله الرئيس الأمريكي) 7،8 مليار دولار من فاقد الناتج المحلي الإجمالي في العام الماضي، فواردات الصين وغيرها من أمريكا هبطت إلى 31،5 بالمائة وصادرات أمريكا إليها وإلى غيرها هبطت كذلك إلى 11 بالمائة، بينما كلفت الخسائر بين استهلاك وإنتاج 68،8 مليار دولار. الأرقام نقلاً عن الدراسة التي أعدها فريق من الخبراء الاقتصاديين من جامعة كاليفورنيا بركلي وجامعة كولومبيا وجامعة ييل وجامعة كاليفورنيا في لوس انجليس (أوكلا)، ونشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية. مقابل ذلك، وبشكل وقح لم يسبق لنا رؤيته في التاريخ الأمريكي يمارس الجالس على عرشه البيضوي الابتزاز علنًا على العروش السافلة باسم الحماية، فيبيعهم بمئات المليارات أسلحة لحروب هو من ورائها، والا شو الفايدة يا عم ترامب؟ إيران وما إيران وحوثي وما حوثي وداعش وما داعش وقاعدة وما قاعدة وإخوان مسلمين وما إخوان مسلمين هذا ما يعرفه العالم إلاه حسبما يبدو، وهذا من أعراض المصاب بهستيريا السياسة، ليشغِّل اقتصاده المهدد بانهيار دائم، وليوفِّر مديونيته المتفاقمة باستمرار دائم، مديونية سيأتي يوم قريب يعجز فيه عن دفع فوائدها، بينما الحل كل الحل مملكتي، العواصم الخمس الفذة، الشراكة بالفعل لا الابتزاز بالفعل، الاستثمار المؤسس للمستقبل لا الاستثمار المرقِّع للماضي. النظام المالي الأمريكي جرَّب كل الطرق السافلة لتحقيق أهدافه، فليجرب الطرق البنيوية، ليجرب الإبداع، ليجرب الحريات. اقمعوا الناس بالحريات، هيمنوا عليها بالتقدم، شلحوها فلوسها بالحياة الكريمة. مهما تآمرتم لن تنجحوا إلى ما لا نهاية، فما يجري اليوم في مصر –أنا حذرتكم فلم تسمعوا لي- أيًا كان الطرف من ورائه، فيه من الدروس والعبر الشيء الكثير الشيء الكبير. لا تتدخلوا في مصر ببساطيركم، تدخلوا بدستور حر كما اقترحت لمصر تحت حكم ثلاثة من النزهاء يخلفون القذر العسكري دكتاتوركم المفضل أبو شلاطيف إسماعيل يس، من دون أي دين ومديِّن، وخلوا المصريين يتنفسون، وإلا بثورتهم الديموغرافية بعد كم سنة سيسحقون أول ما سيسحقون إسرائيل الممكيجة التي لكم، والتي لن ينقذها، ولن ينقذ المنطقة، لن ينقذ أمريكا سوى مشروعي.














الورقة الخامسة



































إسرائيل بين الرعب والذنب

منذ نشأتها، إسرائيل موطنٌ للرعب، أستوديو لأفلام هتشكوك، أجمل مكان للشياطين ينامون فيه تحت مخدات الإسرائيليين، في الليل أحلامهم نتنياهو، وفي النهار أوهامهم حماس وحزب الله، الشعور بعقدة الذنب يطاردهم باتجاهنا كما يطارد نفس الشعور الأوروبيين باتجاههم، فالنازي الذي في هؤلاء لا يرتاح كالصهيوني الذي في أولئك، وللهرب من هذه العقدة المدمرة للنفس يضحك الإسرائيلي، وهو يعرف أنه يضحك على نفسه، يبكي الإسرائيلي، وهو يعرف أنه يبكي على نفسه، يهدد فقط ليهدهد عقدته، وليقول لها أنا قوي، يتآمر فقط ليورط غيره معه في عقدته، وليقول لها أنا وغيري، يتجاهل فقط ليتجاهل عقدته، وليقول لها أنا السلم وأنا الحرب فعن أية عقدة يتكلمون؟



إسرائيل بين الادعاء والبكاء

ادعاء إسرائيل ديدنها، توراتها، حروبها، أطماعها، فتوراتها مزورة، وحروبها مفبركة، وأطماعها من أطماع الإنجليز قبل تأسيسها والأمريكان بعد تأسيسها، هذا ما تعرفه الأرض، ويعرفه الإسرائيليون أول سكان هذه الأرض، إنهم أضعف شعوب الأرض قاطبة، بقنابلهم النووية، فقنابلهم النووية هذه كارثة أخرى من كوارثهم، لأن استراتيجيا الردع اليوم تكنولوجية بالأحرى، والتكنولوجيا قوة لا تكون إلا بالشراكة، لا تكون إلا بالمشاركة، لا تكون إلا بالتشريك، نرجع دومًا إلى مشروعي. هذا عن الادعاء، فماذا عن البكاء؟ يحكي كيسينجر في مذكراته، أن الإسرائيليين في حرب أكتوبر كانوا يبكون، جولدا مائير، موشيه دايان، أبا إيبان... وكانوا يبوسون يديه راجين إياه أن يبوس يدي السادات عنهم ليقبل باقتراحات سلامهم، وعلى الرغم من تنازلاتهم الكبرى التي قدموها، قال لهم كيسينجر السادات لن يقبلها، وليقبلها سأقدم له خطة سلام قوية سيناء لا، جيش مصري فيها لا، تطبيع نعم، تركيع نعم، خطة سلام سيرفضها السادات، فأعرض عليه الخطة البديل، خطة الإسرائيليين الباكين. غير أن المذهل في الأمر أن السادات قبل خطة فيها كل التنازلات التي يعرفها العالم، وبأي حق ذاك القذر الديكتاتوري الأقذر من هذا القذر الديكتاتوري يخضع شعبه؟ ومن العجب العجاب –كما كانت تقول ماما- عندما عاد كيسينجر إلى الخرعين، وأخبرهم بما حصل، انتفخت أرياشهم، وبدأوا يقولون، وقناة السويس، وموانئ الاسكندرية، وبترول سيناء... وهم إلى اليوم يسيرون على نفس الطريقة السافلة. يبكون لضعفهم الموضوعي، ثم يتشاطرون على ضعف غيرهم، وعندما يدعوهم داعٍ مثلي إلى الإبداع لقوة مناطقية لقوة منطقية، يفضلون الضعف على القوة، القوة المبدعة لا القوة المبكية.



أمريكا بين العملاء والنبلاء

كارتر الرئيس الأمريكي العراب لاتفاقيات مخيم داوود، كشف في حديث له عما أذهلني في ذلك الوقت، ولا حاكم عربي زاره وحكى عن فلسطين، كلهم يريدون أسلحة! والأسلحة لا سمح الله ليست لتحرير فلسطين، لقمع شعوبهم. أولئك العملاء عاملهم كارتر، ومثله كل الرؤساء الأمريكيين، معاملة الكلاب، ونظر إليهم، ومثله كل الرؤساء الأمريكيين، نظرة الاحتقار. ومن هذه الناحية، يضيف كارتر أنه أثناء مفاوضاته مع بيجن والسادات كم من مرة انتهر فيها السادات وصاح به ليقبل هذه النقطة أو تلك والسادات يرتعد من شدة الخوف، ذاك الديكتاتور على شعبه المرعب المتجبر، ليتعوض عن جبنه وخذلانه. أما النبلاء الذين هم مثلي، والذين هم الجديرون بالعمل معهم، وبفهمهم، وبقبول إستراتيجيا النفوذ بشروطهم التي هي الشروط الأمريكية، فكل الطرق تؤدي إلى روما حينما تكون شروط الجميع واحدة كالفوائد واحدة والمصالح، أما النبلاء الذين هم مثلي، فقد اكتفى أوباما بإدراج إيميلي الحامل لخطة سلامي الأولى إليه في قائمة إيميلاته، ليرسل إليَّ رسالته الدورية الموجهة للأمريكيين ولمراسليه في العالم، وقد قالت لي كلينتون إنها ستدرس مطالبي، وحتى الآن هي تدرس! في الواقع، هناك عقلية سائدة يجب أن تتبدل بعد أن جربت أقوى قوة في العالم كل ما قدرت عليه من حروبات وابتزازات واستنزافات دون أن ينفع أي شيء اللهم سوى الانهيار البطيء للنظام العالمي الذي هو النظام الأمريكي. أنا لم أكن يومًا ضد أمريكا المبدعة، إنا ضد استراتيجيتها المبغضة، ولتبديل هذه الاستراتيجية في الشرق الأوسط هناك قوس قزح مؤسستي، وهناك ضماناتها لأمريكا ولكل دول المنطقة.


















































الورقة السادسة







































إسرائيل بين الاحتيال والخداع

مباشرة بعد النكبة 48 تزعم أبي أمين القاسم حركة اللاجئين، أتذكّر الاجتماع الشعبي الذي انعقد في مدرستنا الخاصة في نابلس، والذي كلف فيه المجتمعون والدي بالعمل على العودة، بعضهم قال خلال عدة أشهر، ولكن أمام التأفف العام، "عدة أشهر كتير!"، اتفقوا على عدة أسابيع، أن يعودوا خلال عدة أسابيع، ولم يعودوا خلال سبعين سنة! ولنشاطه كممثل للاجئين، اعتقل النظام الأردني أبي في سجن نابلس، ثم نفاه إلى القدس مع إجراءات جائرة تلزمه بالذهاب إلى مركز الشرطة كل يوم، وتبيح للشرطة حرية اقتحام فندقه في الليل. في يوم الجمعة، وآلاف المصلين يغادرون المسجد الأقصى، خطرت على بال أبي فكرة قضت مضاجع إسرائيل، وذلك ترجيعًا لصوت العودة "عدة أشهر كتير!"، فكرة الزحف المقدس، أن نمشي كلنا رجالاً ونساءً وأطفالاً وليس هناك أيّ شيء آخر معنا غير إرادتنا على العودة إلى بيوتنا. وفي الحال، استصحبني إلى دور الصحافة التي كانت مراكزها القدس، صحيفة الدفاع، صحيفة فلسطين، صحيفة الصريح... بوصفه صحفيًا سابقًا في يافا كان يعرف رؤساء تحريرها الذين تركوا له حرية نشر كل ما يريد، وبالبنط العريض، فكانت الضجة الكبرى التي حاول راديو إسرائيل إخمادها بارتداء ثوب الحمل الوديع الذي لا يريد غير السلام، ويا أمين القاسم، ويا أمين القاسم (كتب أبي عن هذه الواقعة في مذكراته "الأيام الفلسطينية" المنشورة في الحوار المتمدن)، استعملوا كل طرق الاحتيال معه التي لم تنفع منها إلا واحدة عندما تدخل النظام الأردني، فألغى قرار نفي والدي ليس حبًا له، ليبعده عن عاصمة الإعلام، وليهدئ الناس بتلبية مطالبهم الحياتية في المخيمات التي كان أبي يطالب بها لهم. احتال الإسرائيليون عليه "احنا سِلْمْ تعال وخلينا نتفاهم"، وخدعوه بإجراءات النظام الأردني وفتاته، وهم يسيرون على نفس الطريقة حتى اليوم. لم يفوا بالتزاماتهم في أوسلو، ولن يفوا بالتزاماتهم في غير أوسلو، فالأستاذ نتنياهو رغم كل ما يفعل من إجرام في السلام، يردد ليل نهار السلام، حتى صار الاحتيال والخداع والكذب مأكله ومشربه ومخراه.



فلسطين بين الاحتيال والخداع

كشفت في كتابي "كيف تمت فبركة ياسر عرفات" عن أسرار هذا اليهودي المراكشي الذي زرعوه هو وأسرته منذ كان طفلاً ليمرروا على ظهره كل ما عانته القضية الفلسطينية من مآسٍ منذ العام 1965 في مرحلة الثورة، المرحلة الثانية من عمرها بعد مرحلة النكبة التي كان يمثلها بابا، نعم إلى هذه الدرجة، فالاحتيال الإسرائيليون هم أربابه، وبالطبع بالنسبة لي ليس اليهودي الذي يهمني، فمن أصدقائي هناك اليهود، ومن تلاميذي، ومن جيراني، ما يهمني البرنامج الجهنمي الذي تم تنفيذه عبر هذا الشخص الذي خدعني وخدع الفلسطينيين وخدع العالم، أقول خدعني رغم أنني لم ألتق به سوى مرة واحدة في فندق كْرِيُّون عندما زار باريس لأول مرة، فكتبت عن تجربتي في تونس رواية السقوط الفلسطيني الموجودة في هذا الموقع "أربعون يومًا بانتظار الرئيس". المرحلة الثالثة مرحلة الثورة المضادة، يمثلها الأستاذ عباس، العميل الإسرائيلي الذي وقع اتفاقيات أوسلو، والذي قتل ياسر عرفات، "اللي أخد محلُّه قَتَلُه"، وبين الحدثين عاد هو وكل الذين كانوا في تونس "المقاومون" "الثوار" "الأبطال" إلى رام الله دون أن تمس إسرائيل شعرة واحدة من شعر رؤوسهم، فهم إما عملاء بقوة الطبيعة، وإما عملاء بقوة الأشياء.



الأردن بين الاحتيال والخداع

الاحتيال والخداع عند الهاشميين أبناء الجبن والخذلان عملة رائجة، الأستاذ عبد الله الأول جد الأستاذ عبد الله الثاني ويا حيا الله! هادوا مصدقين حالهم ملوك ومملكة يقولون أول وتاني وستوب يقفون لا يخجلون من أنفسهم وفي فرنسا هناك نابليون الثالث وهنري العاشر ولويس الثامن عشر! عندما جاء الأستاذ عبد الله الأول حافيًا من الحجاز إلى معان، احتال على مضيفيه، وخدعهم، فطردهم، وأخذ بيتهم، وبعد ذلك في السياسة احتال على العرب بتنصيبه أميرًا للأردن، وعلى الفلسطينيين بتنصيبه ملكًا للأردن وفلسطين، خدع العرب والفلسطينيين بالتفاهم مع "اليهود"، فلم تكن هناك إسرائيل، وكانت جولدا مائير تقوم وتقعد في قصره قصر رغدان يقولون العامر الله لا يعمره! حَذَّرَتْهُ من القتل بعد أن حصل على حصته من فلسطين، وبالفعل قتله المدعو "عشو" في المسجد الأقصى، أنا حتى اليوم في أذني أصداء طلقات الرصاص من الراديو، "عشو" قُتِلَ على التو، فأغلقت جولدا مائير الملف الذي فتحته. هذه الصفحة القذرة من التاريخ الهاشمي صفحة من مجلد بآلاف الصفحات... عندما قطعت الأمل في الأستاذ عرفات، في كتابي "أربعون يومًا بانتظار الرئيس" أشرح لماذا، قررت الاتصال بالأستاذ حسين، وفي رأسي تشكيل حكومة ائتلاف بعد فك الارتباط مع الضفة الغربية، تعمل على إعادة الارتباط بين الضفتين، فتلقف الملك اقتراحي، وطلب أن نلتقي في عمان. كتبت عن "المهمة التاريخية" للملك حسين عدة مقالات نشرتها البيادر السياسي التي كانت تصدر في القدس، وعندما ذهبت إلى عمان لم يستقبلني الأستاذ حسين، بينما أرسل أخوه الأستاذ حسن من يقول لي إنه يرغب في رؤيتي. عندما عرف هذا المستشار الصحفي أنني في عمان بطلب من "جلالته"، راح، ولم يعد ثانية، فاستنتجت أن حسين أعلم أخاه بالتروي، فالأمور كانت تدور كالتالي: مثلما كان عرفات يفاوض في أوسلو كان حسين يفاوض في تل أبيب، وكل ما أثرته عن "دوره التاريخي" في إعادة الارتباط لم يكن سوى ورقة ضغط على الإسرائيليين، عندما تم له ما أراد اتصل بي هاتفيًا في اليوم نفسه الذي كان يوقع فيه مع رابين وبيريس ليعتذر ويَعِد، لكني غادرت عمان. قلت لكم الخداع تعريفُهُ في القاموس هاشمي والتحايل هاشمي، كتبت حول الموضوع بعض الفصول من روايتي "أبو بكر الآشي" المنشورة في الحوار المتمدن.



أمريكا بين التحايل والخداع

الانحياز الأمريكي للربيبة ربه التحايل والخداع، قضم الأرض، تقطيعها، تبادلها، خربشتها، تصفية الحقوق، دعس الهوية، قمع الإنسان، قهره، خردقته، تخزيقه، الدين، التخلف، التغوط، الاحتقار، الاستصغار، الاستحمار، القفز على ظهور العملاء، الركض في دشادش الأمراء، اللهاث من حناجر المجرمين، آخر إجرامٍ بعلم الأمريكيين ذهب ضحيته خاشقجي رمز السعودية ليبتزوا ابن سلمان كما لم يبتزوا أحدًا في التاريخ، الأمر الواقع، الأمر، فقط الأمر بكل بساطة، الفهلوة السافلة على طريقة الأستاذ كوشنر، النازية الواطية على طريقة الأستاذ ليبرمان، الهمجية البائدة على طريقة "المنتصرين" في الانتخابات الأخيرة انتخابات التلفزيون والموساد. خطتك يا ترامب بالميتين صفحة أنا أرفضها قبل أن أقرأها، لأنها من أفكار مهلوسين ومفلسين، أفكار خسروا تاريخهم في كازينوهات قمار لاس فيجاس، وفقدوا عقولهم في مصحات مجانين نيويورك، وخردقوا إنسانيتهم في مصانع أسلحة شيكاجو. هل أنتم الأقوياء علينا وعلى الذي بين أفخاذكم أنتم الأضعف؟ نحن أقوى الأقوياء في العالم ما دمتم حائرين منذ العام 48 وحتى اليوم بنا! الحل سيكون حلي بمشيئة الأشياء وإلا لن يكون هناك أي حل، وإسرائيل خزقكم سيكون السلام عليها عاجلاً بمشيئة الأشياء، فلا تتباهوا بعجرفتكم يا طواويس الهمبرجر، ولا تتعالوا بعملائكم يا اللي من بره طلاء ومن جوه خراء، أنتم تحفرون بتكنولوجياكم الحفر التي ستقعون فيها، ببصركم الحسير وبغبائكم الرأسمالي ستقضون على أنفسكم، مديونيتكم ستقضي عليكم، وعسكريتكم ستقضي عليكم، وعولمتكم ستقضي عليكم، هناك خزوق في أدمغتكم يجب سدها بالبصاق.

















الورقة السابعة




































مصلحة وتلحيس

خطتك يا أستاذ ترامب هي خطة أستاذ نتنياهو كتبها بقلم حبر كي لا يمكنك محو ولا كلمة منها، عيب عليك يا زلمة إلى هذه الدرجة تلحس ليصوت لك يهود أمريكا الذين يحتقرونك، فأنت أكثر من يهوه تعطيهم، وهم لا يريدون أن تكون يهودي أكثر من اليهود، هناك منهم من يفكر مثلي في الحقوق، وهناك منهم من زهق مثلي فإلى متى يا أشقر، وهناك منهم من يريد أكثر، فلو يلوّح لهم بايدن بالبتراء لبصقوا عليك، ولرموك في المراحيض! لهذا أيها الأستاذ لا تستأتذ عليّ، أنت لن تستطيع أن تكون عادلاً، فأنت همك فترة ثانية بكل الوسائل، وعلى رجلك مصير شعبي، المكتب البيضاوي يساوي مليون فلسطين، فهل على رجلك مصير شعبك؟ أنت بالسياسة التي تطبقها لأسيادك الرأسماليين وبأمرهم أمريكا تأكل هواء، اقتصادك سينهار، وستعود ببلدك إلى العصر الحجري، ليأتي صيني رئيسًا لبلدك. أنا تنبأت بذلك في روايتي "ماكبث" التي لم تقرأها، اقرأها لتعتبر. كل ما تفعله للإسرائيليين لمصلحتك الشخصية يا رئيس لن يكون رئيسًا ثانيًا إلا معي مع خطتي العادلة للشعبين خطتي العاقلة خطتي المعقولة لا المرفوضة.



لفلفة وترقيع

دولة فلسطينية منزوعة من السلاح طيب لكن ذات سيادة محدودة لا، سيادة كاملة كسيادة أمريكا على أراضيها، أول امبارح أستاذ ترامب لعلمك دخل الجيش الإسرائيلي عند عميلكم أستاذ عباس كما يدخل كيبوتس وقتل واعتقل وعباس متخبي لم ينطق بنص كلمة احتجاج، هل هذا ما تعنيه بسيادة محدودة؟ دولة كرخانة؟ فليقبل نتنياهو بإسرائيل دولة كرخانة، أنا لا اقبل! أنا أريد دولة بدون جيش، وأنت كذلك، والأساتذة في إسرائيل، يعني بدون جيش فلسطيني وبدون جيش إسرائيلي. في دولني الحرة الحرية هي الجيش، نحن في دولتي نحتمي بالحرية، في القدس الشرقية أول شيء، لا أريد أن أرى ولا بندوق ببندقية، قلت حرس ملكي، وأقول شرطة بلدية، أما جيش إسرائيلي في القدس القديمة، والقدس القديمة لهم، فهذا حلمهم المستحيل. وعن مناطق أ و ب و ج وخراء هذه الحقارات مع أستاذكم عرفات، معي كل الضفة الغربية منطقة واحدة، اللفلفة والترقيع خلوها لعملاء أوسلو، معي الاستقلال يعني هذا، كل الضفة الغربية دون تقطيع، يالله خلينا نقطِّع بنسلفانيا، والا لأ، خلينا نقطّع كاليفورنيا، خلينا نقطّع لوس أنجلس، هوليود لي فأنا أبو روايات وفنان، وبيفيرلي هيلز لنتنياهو فهو فيلات ونسوان، وأنت أستاذ ترامب سنتركك في سيارتك تأكل وتنام وتخرأ على شاطئ البحر ككثير من العاطلين عن العمل، لأنه باي باي بيت أبيض إن لم تسمع لي. يا له من جنون تقطيع الضفة اللي هيه خزق قبل نقطيعها وكمان تقطيع وتقطيع وتقطيع! أنتم خائفون من ترابنا؟ من رياحنا؟ من بصاقنا؟ نحن أناس زي الناس، نحن أرضنا وبس، حبنا لأرضنا يحميكم منا! أما عن غزة وسلاحها، فحيرتي كبيرة ياللي صنعتوا حماس لتقطيع جسدنا بعد تقطيع أرضنا، وغاياتكم السافلة بها ستنتهي وحدها مع انتهاء الاحتلال، إذن شرطكم على حماس بنزع سلاحها غير موضوعي، فزمن حماس معي في مملكتي ينتهي ليبدأ زمني الذي فيه حماس وغير حماس. لا احتفاظ لإسرائيل بالمسئولية الأمنية لا في الضفة ولا على الحدود، من جهتها فلتحتفظ، من جهتي ولا عصفور أقرع إسرائيلي بدي أشوف، أنا لست في حاجة إلى احتلال جديد: بسطار عندي وبسطار عند إسرائيل! وممن هي خائفة هذه الجبانة إسرائيل، نحن الفلسطينيين كنا الأوائل في الكون المعتادين على استقبال الغريب وحبه واحترامه، اقرأ التوراة أستاذ بيت أسود، وشوف الفلسطينيين وما فعلوا مع إبراهيم وإسحق ويعقوب، الصفحات غير المزورة في التوراة، والا عشان فترتك الثانية بتنط عنها، وبتفضل اللفلفة والترقيع؟ أما أن يبقى الغور تحت البسطار الإسرائيلي فمن سابع المستحيلات! سكانه اليهود ليسوا مستوطنين إذن هم لا ينطبق عليهم قانوني في ازدواج الجنسية، ينطبق عليهم قانوني في بطاقة إقامة وبس، أنا لن أطردهم، لكن موطئ قدم للجيش الخرائي ألف مرة لا، لأنك انت ولحوستك لملحوسيك عليكم أن تفهموا ما هو السلم لتفهموا ما هي الحرب، تنابل كنتم وستبقون! أبو ديس لن تكون ابدًا العاصمة، ستكون هي ورام الله المكاتب الإدارية لعاصمتي القدس الشرقية وبس، فارجع إلى مقالاتي السابقة، واقرأ كذلك كيف حللت مشكلة اللاجئين تحت شعار "مطرح ما ترزق إلزق" بما في ذلك إسرائيل مع تعويض سخي أكثر من سخي، لأنه في إطار مشروعي الذي لا تعرفه غبي وقلنا طيب بس أمي هادا كتير! مشروعي "العواصم الخمس الفذة" إسرائيل سيلزق من سكانها الكثيرون في الفضاء الواسع للمنطقة، وسيُعاملون كالملوك لا كالديوك كما تعاملوننا: عيبك أستاذ ترامب وعيب حسير البصر ربيبكم أنكم لا ترون حل المشكل الفلسطيني-الإسرائيلي من العين الواسعة لحل كل مشاكل المنطقة حيث يمكن لإسرائيل أن تلعب دورها الخلاق اليهودي إلى جانب الدور الخلاق الفلسطيني العربي التركي الإيراني الكردي... المستوطنون حليت مشكلتهم بالجنسية المزدوجة، يهود القدس الشرقية تاني، القدس تبقى موحدة تحت علم بلديتها، القدس القديمة جزء لا يتجزأ من القدس الشرقية يحميها حرسي وشرطة البلدية أو هذه أو ذاك، وأماكن العبادة كما أردد في كل خططي يشرف عليها العابدون أنفسهم. لا تبادل أراضٍ ولا ضم ولا غم ولا هم ولا من يعلمون، ومليارات الأستاذ كوشنر (استلم منها مليار من ابن سلمان بس معلش!) ستنفق في إطار مشروع العواصم الخمس الفذة لتبديل وجه المنطقة الحضاري الديمقراطي لا التلفيقي الترقيعي.















الورقة الثامنة







































هو والمملكة

هو نتنياهو أو جانتس أو أي زعيم إسرائيلي، تفرقهم السلطة، ويجمعهم منطقها، فتقول إحدى شخصياتي الروائية فيما معناه: لو تفرقوا فيما بينهم وماتوا لنهضوا من الموت ليتَّحِدوا ضدك! لكنه يبقى كلام روايات، المعاني غير الحقائق، لكن المعاني تبقى للعبرة، للإمساك بالأمور التي تتبدل ونحن نتبدل معها. حالة نتنياهو ميئوس منها، فهو لهوسه بشخصه، يصبح مركز العالم، ويجعل من إسرائيل محوره، فيتماهى بها، نتنياهو هو إسرائيل، نتنياهو هو إسرائيل على صورته، نتنياهو الشيزوفريني، العنصري، الحربجي، المدعي، المعتدي، المفتري، المنافق، المتشدق، المتآمر، المُلَحْوِس، المُهَلْوِس، هل يكفي؟ كل شيء مسموح له ليُبقي إسرائيل على صورته، وليبقى –هذا هو الأهم لهوسه بشخصه- رئيسًا للوزراء، فهذا الديكتاتور "الديمقراطي" ها هنا منذ أكثر من عشر سنوات دون أن يشبع، استراتيجيةُ جشعِهِ الأفظع من الأبسط، ألا وهي ترويع اليهود الإسرائيليين بالعرب الإسرائيليين، عادة من عاداته السافلة في كل انتخابات، ليمسكهم من خناقهم، ويوهمهم بأنه هو رب أمنهم، وترويع اليهود الإسرائيليين بالعرب الإسلاميين، بحماس التي ساهم في خلقها لهذا السبب من بين أسباب لا تخفى على أحد يا رب الدين، وترويع اليهود الإسرائيليين بصديقاته الدول العربية حتى أنه لا يتردد عن إبراز عضلاته بقصفها، وترويع الإسرائيليين اليهود أكبر ترويع بوجودهم هم أنفسهم، فيسن لهم قانون القومية الأبرتهيدي، وهو يكمل عليهم، ينتزعهم من إنسانيتهم، ليصبحوا روبوهات رهن إشارته. بينما أمن الإسرائيليين لا يمكن تلخيصه بالتمييز العنصري، لا يمكن تلخيصه بالحرب على حماس، لا يمكن تلخيصه بالاعتداءات المفبركة، أمن الإسرائيليين في ألا يكونوا مهددين بالفعل من أحد، هذا الأمن أنا من يعطيهم إياه، أمن الإسرائيليين في ألا يكونوا دمى تُحَرَّك بالخيطان، هذا الأمن أنا من يعطيهم إياه، أمن الإسرائيليين في ألا يكونوا غير أنفسهم، هذا الأمن أنا من يعطيهم إياه، فإلى متى اليهودي ليبقى نبقيه على عقدته كموضوع للخوف، كموضوع للمطارد، كموضوع للذنب، كموضوع للخطأ، كموضوع للتخطيء، كموضوع للتبرير، تبرير كل الحماقات التي يرتكبها حكام إسرائيل ليبقوا حكامًا على خزقهم، وليوهموا أنفسهم بحكم العالم، بينما أمريكا تسحقهم "بحبها"، أمريكا تقهرهم "بكرمها"، أمريكا تذلهم "بتدليلها"، فلأمريكا مصالحها هي أولاً وقبل كل شيء التي من بينها الفتات تلقيها عليها. أنا أمن إسرائيل، أنا سلم فلسطين، لأني سلم فلسطين أنا أمن إسرائيل، أنا لست العميل الذي لا ثقة به، أنا لست عباس، أنا لست عبد الله، أنا لست السيسي، أنا لست سلمان، أنا لست بوتفليقة، نعم بوتفليقة، بوتفليقة الرئيس وبوتفليقة المخلوع. أنا إسرائيل كما يجب عليها أن تكون مثلما أنا فلسطين كما يجب عليها أن تكون، أن تكون إسرائيل بلدًا عاديًا كباقي البلدان العاديين، كفرنسا بلدي أن تكون، الدولة العظمى بقوانينها وأخلاقها، بالنظر إلى مواطنيها من عين واحدة وإن تعددت أشكالهم وهوياتهم، بالنظر إلى العالم بكل ما فيه بكل من فيه، بالنظر إلى الشخص حسب فعله، بإلزامه بواجباته وإلزام فرنسا بحرياته. أستاذ نتنياهو أين حريات الإسرائيلي وقد غدت حرياته حرياتك؟ وماذا عن حريات الفلسطيني؟ أنت تحتلني وفوق هذا تفرض عليّ شروطك! طيب، في وقت الحرب أنت تفرض عليّ شروطك، في وقت السلم أنا أفرض عليك شروطي. ومع ذلك، أنا لا أفرض عليك شروطي، أنا أخرجك مما أنت فيه من غائط عقدتك التي صارت شرطك، وأجعل الأمن لشعبك من أمن شعبي وأمن شعوب المنطقة، لأنها الطريقة الوحيدة، أقول الوحيدة، الطريقة الوحيدة لترتاحوا ولنرتاح، لتصبحوا دولة عادية لا دولة زعرة ولنصبح دولة عادية لا دولة نعرة، دولة من بين دول يريد أبناؤها أن يحلموا، لتصبحوا دولة طبيعية ولنصبح دولة طبيعية، فأنتم دولة من خارج الطبيعة، أنتم دولة مصطنعة وستبقى، دولة مرفوضة، مكروهة، ملعونة، هناك من يريد قهرها، فابقوا كما أنتم عليه دولة زعرة، وستُقْهَرون. لهذا قلت بالعواصم الخمس الفذة، طهران للتكنولوجيا، الرياض للمالية، تل أبيب للصناعة، القاهرة للزراعة، الرباط للثقافة، هذا هو مشروعي الذي أداته مؤسستي "قوس قزح"، والذي عن طريقه أحل المشكل الفلسطيني من خلال كل مشاكل المنطقة، ولن يكون ذلك إلا بأنظمة ديمقراطية، كتبتُ دستورها في هذا الموقع، مع تعهد مني ألا أطيح بأي ملك أو بأي رئيس. إنه الوجه الجديد العادل للمنطقة كما أرى، وبقوة العصر، بقوة التقدم، لا الوجه القديم السافل الذي تعمل على تأبيده أستاذ شوفوا مين أنا، دون أن تدرك الهزيمة الساحقة القادمة القريبة لشعبك، والتي لن تمنعها قنابلك النووية، ولا قنابلك الموسادية، يكفي أن أذكرك بالثورة الديموغرافية وثورة الرغيف والثورة الظامئة للحريات التي لن يقمعها دكتاتور مفضل إلى الأبد، ولن يسحقها ملك معظم منذ الأبد. أنا إذن بدائلي لخطة الأستاذ ترامب التي بقلمك الأحمر دبجتها تحتاج إلى ترتيب فقط لا غير، فالجدولة منه وفيه، بصفتي صاحب الأرض وصاحب الأمن وصاحب الحق، بصفتي ملك السلم، وملك الهوية، وملك المستقبل، سلمنا المشترك، وهويتنا المشتركة، ومستقبلنا المشترك. وليس هذا منذ اليوم، افتح كتبي، واقرأ كلامي الذي رددته منذ أكثر من خمسين عامًا عن حبي لريتا في روايتي "المسار" ولغير ريتا في رواياتي الأخرى، لدرجة كم تمنيت أن تكون إحدى زوجاتي يهودية.



أنا والمملكة

من حظ الفلسطينيين أن العقل قد وهبني الخيال والسياسة والفلسفة، وأنه قد جعل لبنيتي الفكرية مدى أساسه الحرية والتعددية والعلمانية، فلم أكن الحاج أمين الحسيني، ولم أكن الشقيري، ولم أكن عرفات، ولم أكن عباس، ولم أكن هنية، الأول جعل من الجهاد طريقه إلى تأسيس إسرائيل على قسم كبير من فلسطين، الثاني جعل من إلقاء اليهود في البحر طريقه إلى احتلال إسرائيل لباقي فلسطين وللجولان ولسيناء، الثالث جعل من اتفاقيات أوسلو طريقه إلى قضم الإنسان الفلسطيني وقضم أرضه وقضم حلمه، الرابع جعل من الحكم الذاتي طريقه إلى نظام تنهشه الذئاب من كل نوع الذئب الإسرائيلي أشرسها، الخامس جعل من الله أكبر طريقه إلى قطع القطاع عن الضفة وتقطيع العالم العربي بمخالب الأديان، فماذا جنى شعبي بزعمائه غير غربته واغترابه وخسارته لكل شيء لأرضه وعرضه وإنسانه وحيوانه، نعم حتى الحيوان الفلسطيني عانى لمعاناتنا. أستاذ كوشنر أبو الصفقة السافلة كلبك لم يعانِ مثل كلابنا، أستاذ جرينبلات أبو الخطة المنحطة إنسانك لم يشرب الشخاخ مثل إنساننا، أستاذ فريدمان أبو ضد الدولتين عرضك لم يُنتهك مثل عرضنا، أستاذ بومبيو أبو أرض الفلسطيني قبره حديقتك لم تقتسمها مثل حدائقنا. يا أساتذة هل تعرفوننا لتتصرفوا بأقدارنا؟ هل قرأتم عنا رواية أو حتى فصلاً من رواية؟ هل عشتم بين جنبينا لتدركوا كيف نفكر كيف نعيش كيف نخرأ؟ لتتفادوا أفكاركم المسبقة؟ لتعرفوا كيفكم حياديين؟ لترفعوا عين الاحتقار عنا؟ لتحكموا علينا بالحرية؟ لتقمعونا بالسلم؟ لتقهرونا بالتقدم؟ لتذلونا بالشراكة؟ بالاستثمار؟ بسي آي إيه التفاهم لا التآمر؟ بمصانع التواضع لا التحاقر؟ بهوليود ماريلين مونرو لا رامبو؟ بالقدرة على التحكم بالزمن الذي يتجاوزكم ويتجاوز طرقكم وأفكاركم وهلوساتكم؟ هلوسات المستقوي بمديونيته بانحطاطه بسقوطه القريب الأكيد –هذا ليس كلام روايات هذا كلام أخصائيين في علم الاقتصاد- إن لم يتفادَ ذلك في هذه اللحظة الأخيرة من زمنكم؟ المليارات التي ستدفعونها لعملائكم الأوغاد في المنطقة ثمنًا لتصفية قضيتي سيلطشها أولئك اللصوص كما لطشوا غيرها، حتى ولو أشرفَتْ على توزيعها لجانكم، فالأوغاد هم أرباب في مادة اللصوصية دون حساب ودون أي حساب. هذه النقطة عليكم دراستها مع دراسة باقي النقاط التي أطرحها، والتي تطرح بقوة مسألة دمقرطة الأنظمة العربية أولاً ليوثق بها وبطريقة صرف الأموال التي ستعطى لها. بانتظار ذلك، ستتكلف مؤسستي قوس قزح بالإنفاقات، إنها الأداة المالية الأعلى شفافية والأرقى. ختامًا أريد فقط أن أنهي هذه السلسلة من مقالاتي قبل قصيدة الغد عن الغد بحكاية لها الكثير من الدلالات عساها تمسس بعض المشاعر التي لم تمت في إنساننا الغربي الذي كان لي حظ العيش معه وفهمه مثلما كان لي حظ العيش مع إنساننا المشرقي وفهمه، وبفضل ذلك صرت المواطن الكوني، ولأني المواطن الكوني لا الأمريكي لا الإسرائيلي لا الفلسطيني لا العربي لا الإيراني لا التركي لا الكردي لا الفرنسي لا الغيري، لأني كل هذا، وبإملاء من إنسانيتي وعالميتي، رأيت ما لم يره أي زعيم فلسطيني أودى بنا إلى مراحيض رام الله، وما لم يره أي زعيم غربي أودى بنا إلى سيرك كوشنر... الحكاية عن أبي الذي بقي في يافا حتى دقائق قليلة قبل سقوطها كصحافي وكأستاذ وكمكافح من أجل فلسطين ومن أجل الحرية، وفي ظنه أنه سيعود إليها بنا أنا وماما وأختاي من نابلس "بعد عدة أسابيع" تكون الأحوال خلالها هدأت: أطعم أبي الحمام الذي كان يربيه على سطح دارنا، وأسقى أشجار الخشخاش في حديقتنا، آه ما ألذ تطلي الخشخاش المزّ بالسكر! وأعلى وراء بابنا صفًا من الحجارة كي لا يقدرَ أحدٌ على فتحه، ثم تسلق سورنا، وقفز منه على الرصيف ليغلق الباب بالمفتاح الحديدي الضخم كباقي مفاتيح زمان. عندما أكمل "مهمته" تنهد لراحةٍ في نفسه، فلن يستطيع أحد اقتحام منزلنا! كان لا يعلم أن الجرافات ستقتلعه من شروشه قبل أن تقتلع شجر الخشخاش وتهدم برج الحمام ومعه بيتنا لشق كورنيش للأقدام الناعمة! ومن العجب العجاب –كما كانت تقول ماما والكلام لبابا- أن الحمام طار فوق رأس أبي الذي ركب السيارة وَرُسُل السلام تبكي مودعة إياه. المفتاح... بقي والدي يحمله حتى ثَقُلَ في جيبه، فعلقه على الحائط، بعد بعض الوقت أخذتُ ألعبُ به، وبعد كثير الوقت أكله الصدأ، فرميناه.




















































الورقة التاسعة






































الظل والثدي والقلب



الطريقُ إلى القدسِ تسيرُ بأقدامِ السَّفرِ معَ ظِلِّكِ
لكنِّي أكرهُ القدسَ
وأحبُّ ظِلَّكِ
لماذا لا تحبُّني القدسُ
وأنا أحبُّكِ؟


الحريرُ في القدسِ يَرِقُّ بأصابعِ القمرِ على ثديِكِ
لكنِّي أقسو على القدسِ
وأحنُّ إلى ثديِكِ
لماذا لا تحنُّ إليَّ القدسُ
وأنا أحنُّ إليكِ؟


الحريقُ مِنَ القدسِ يدقُّ بنيرانِ السَّحَرِ في قلبِكِ
لكنِّي أُطفئُ القدسَ
وأُضيءُ ليلَكِ
لماذا لا تضيئُنِي القدسُ
وأنا أُضيئُكِ؟


* * *


سأُشَرِّعُ بظِلِّكِ ما لمْ يُشَرِّعْهُ نقَّاشٌ بالشَّمسْ
سأُلَوِّنُ بظِلِّكِ ما لمْ يُلَوِّنْهُ رسَّامٌ بالضَّوءْ
سأُمَوِّجُ بظِلِّكِ ما لمْ يُمَوِّجْهُ بحَّارٌ بالبحرْ


سأُحرِّرُ بثديِكِ ما لمْ يحرِّرْهُ جيشٌ بالحربْ
سأُعَمِّرُ بثديِكِ ما لمْ يعمِّرْهُ عقلٌ بالقمعْ
سأُثَوِّرُ بثديِكِ ما لمْ يثوِّرْهُ مهنَّدٌ بالحدْ


سأفتحُ بقلبِكِ ما لمْ يفتحْهُ نبيٌّ بالعدلْ
سأقلبُ بقلبِكِ ما لم يقلبْهُ قويٌ بالضَّعفْ
سأمحقُ بقلبِكِ ما لمْ يمحقْهُ أبيٌّ بالضَّيمْ


* * *


تعالَ إلى العدمِ يا ظِلُّ
لأكتبَ الحياةَ بالموتِ
فتقرأَ البشريَّةُ قِصَّتَنَا


تعالَ إلى الموجِ يا ثديُ
لأجْدُلَ الرملَ بالبحرِ
فتُنْشِدَ الأشرعةُ شِعْرَنَا


تعالَ إلى الوقتِ يا قلبُ
لأُمَوْسِقَ الحاضرَ بالماضي
فتعزفَ الأزمنةُ لَحْنَنَا


* * *


يحبلُ الظِّلُّ منِّي
فيلِدُ القدسَ
القدسُ ابنتي


يشهقُ الثَّديُ فِيِّي
فيكونُ القدسَ
القدسُ زوجتي


يَعمى القلبُ عنِّي
فيُبْصِرُ القدسَ
القدسُ حفيدتي


* * *


لن أحبَّ غيرَ اللونِ الأسودِ
ليتحررَ القمرُ
وينيرَ الظِّلَّ


لنْ أعبدَ غيرَ البركانِ الهائجِ
لتتحرَّقَ الحلمةُ
وتثيرَ الثَّديَ


لنْ أقبلَ غيرَ القَدِّ الممشوقِ
لتتحدَّى الشَّهوةُ
وتديرَ القلبَ


* * *


وماذا عنْ حرِّيَّتِكَ يا ظلُّ؟
يا نحلُ؟


وماذا عنْ هُوِيَّتِكَ يا ثديُ؟
يا نملُ؟


وماذا عنْ بشريَّتِكَ يا قلبُ؟
يا نصلُ؟


* * *


سأبكي كثيرًا في حِضْنِ ظِلِّكِ
قبلَ أنْ يموتْ


سأضحكُ كثيرًا على حلمةِ ثديِكِ
قبلَ أنْ ينوحْ


سأحلِّقُ قليلاً بجناحِ قلبِكِ
قبلَ أنْ أعودْ






























الورقة العاشرة




































*********************

توضيح

كتبت هذه القصة "حكاية فلسطيني عاد إلى يافا" عام 2004، ونشرتها في كتابي حول خطتي الأولى للسلام باللغة الفرنسية، ركزت فيها على العلاقات الإنسانية التي تفرض نفسها علينا، والتي تزيل ريبتنا باطمئنانها، وتقنع كذبنا بصدقها، وتحل محل عدم ثقة الانتهازيين والمزايدين والمستقوين ثقة الإنسانيين والمخلصين والمبدعين بإرادتها. أقوى ما في المسألة الفلسطينية-الإسرائيلية هذه العلاقات التي لم تكن في حسبان أي طرف من أطراف صراع شاخ منذ سبعين عامًا، أقوى من كل الاتفاقات، أقوى من كل المعاهدات، أقوى من كل السفارات، أقوى من كل الإيديولوجيات، أقوى من كل القنابل النووية حتى. بنشرها في هذا المنبر باللغتين العربية والفرنسية أرمي إلى أن يقرأها الأمريكيون قبل الإسرائيليين، ليفهموا، ويعرفوا، فلو قرأوها حين صدورها لكانت لهم نظرة أخرى، ولكنا في زمن آخر، ويا حبذا لو تترجم إلى اللغة العبرية واللغة الإنجليزية لنشرها في "هآرتس" وفي "التايم". يا حبذا كذلك لو نلتقي في مقهى من مقاهي الحي اللاتيني، لندرس في الحال الترتيبات اللازمة بخصوص سبعين عامًا من الوحل، لأن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة ليس في الأفق، وربما تتجه إيطاليا الشرق الأوسط إلى انتخابات ثالثة، بينما الحالة ملحة، في غرفة الإنعاش، لا تحتمل الانتظار أكثر مما انتظرت في الدهاليز والأقبية. أرجو أن يكون الشخص ذا نفوذ قوي يمارسه على غيره في المخرأة الإسرائيلية وفي المشخخة الأمريكية أعني البيت الأبيض، وأن يكون كلامه بالعربية، اللغة التي أفكر بها.

*********************




حكاية فلسطيني عاد إلى يافا


دائمًا ما يكون الجو جميلاً في يافا، حتى في الشتاء، ويا لنا من محظوظين نحن اليافاويين! الشمس لنا طوال السنة تقريبًا، والبحر، ولا تفرغ حدائقنا من عطر زهر البرتقال. نعمة حقيقية. وقعت ابنتي سامية في غرام المدينة منذ أول يوم لعودتنا. زوجتي كذلك. لديهما نوستالجيا لباريس طبعًا، لشوارعها، لمعالمها الأثرية، لدكاكينها، ولكن يافا تعطيهم الأمن، والاطمئنان، وراحة النفس، خاصة منذ غدت سارة وأمها نورة اللتان تسكنان في الطابق الأول صديقتيهما. الصداقة في النهاية هي اختيار القلب، وقد اهتزت قلوب النساء الأربعة بسرعة. تذهب بنتا الخامسة عشرة إلى الكلية الإنجليزية معًا كل صباح، فهما في نفس الصف، وتعودان إلى البيت معًا، وأحيانًا تبقيان معًا إلى ساعة متأخرة من المساء لتنجزا واجباتهما. خاصة واجبات العبرية، لغة لا تعرفها ابنتي إطلاقًا. لحسن الحظ سارة هنا. العبرية ليست كالعربية، يا بابا، تقول لي سامية، ومع ذلك كانت تقدر على فك لغة الضاد بصعوبة. الذنب ذنبي. مهنة الصحافة تأخذ مني كل وقتي، ولا يمكنني تكريس ساعة أو ساعتين في اليوم من أجل تعليم لغتنا لابنتي. تعاتبني زوجتي: أنت يا من تتقن العربية جيدًا لا تُعلّم هذه اللغة لابنتك الوحيدة لتستطيع فيما بعد قراءة مقالاتك، الأمر جسيم الخطورة بالنسبة لي! فأفعل كل ما بإمكاني فعله كي أطبق برنامج تعليم تطبيقًا تعسفيًا، لكن ابنتي تتراخى بسرعة، فهي لا تأخذ درس "بابا" أبدًا بمحمل الجد. والغريب أني لم أفكر أبدًا في إحضار أستاذ لها. مع كل نشاطاتها، موسيقى، رقص، رياضة، سباحة... هي أيضًا لم يكن لديها وقت. هنا، في يافا، ومع أخذ بيئتها الجديدة بعين الاعتبار، عليها أولاً أن تتعلم العبرية. العربية، ستكون فيما بعد. ربما خلال إقامتها عند أخي في عمان.


حول هذا الموضوع، وعلى العكس مني، لا يريد أخي أن يسمع شيئًا عن يافا. في كل مرة يقوم بزيارتنا، يشعر بالاختناق، فيختصر إقامته. ومع ذلك، يحب أبناؤه البحر، وتشعر زوجته كما لو كانت في الجزائر. زوجته من الجزائر العاصمة، وتجد يافا أجمل من المدينة التي ولدت فيها. بالنسبة لأخي، لن يقيم فيها أبدًا. عمان دميمة بالمقارنة مع المدينة الساحلية الإسرائيلية، ولكنه يفضلها على أية مدينة أخرى في العالم هو الذي ولد في نابلس وكبر في الجزائر. يفضل عمان على نابلس حيث يشعر فيها أيضًا باختناق أكثر. بالنسبة له، عمان هي عاصمة العالم. هناك يحب العمل والعيش. هكذا هو الأمر. أما عني، فليس لأنني ولدت في يافا عدت إليها، ولكن لأن قلبي، قلوبنا أنا وزوجتي وابنتي قد اختارت، يتعلق اختيار القلب أيضًا بالمدن كالأصدقاء. ولأن لي بعض الإمكانيات التي سمحت لي بشراء هذه الشقة الصغيرة في الطابق الأرضي من هذه العمارة الصغيرة ذات الطابقين، مع حديقة تزهر فيها أشجار البرتقال طوال السنة. ولكن على الخصوص لأن عملي الصحافي يسمح بهذا. أنا مراسل لعدة صحف عربية في بيروت ودمشق والقاهرة، كما كان الحال لما كنا في باريس. وكابنتي وزوجتي لا أعرف من العبرية سوى كلمة "شالوم" إلا أن معظم الإسرائيليين الذين أعمل معم يتكلمون العربية، إذن لا مشكل هناك. كأني كنت في دمشق أو بغداد. أضف إلى ذلك، القدس، عاصمة الصحافة بمجموعها، ليست بعيدة، أصدقائي الصحافيون هم هنا دومًا عندما أحتاج إليهم.


الحق أني لا أريد الحديث عن مهنتي، ومع ذلك هذه المهنة تملأ حياتي. أريد أن أحكي أشياء بسيطة عن حياتنا الجديدة في يافا. أريد أن أتكلم عن نورة وابنتها سارة – ابنة وحيدة كابنتي سامية – أريد أن أحكي عما تفعلانه لنا عندما تدعواننا عندهما، عما تقولانه لنا. أريد الكلام عن مجنون السوق هذا، عن بائع السمك، عن الخباز، عن بائعة الخضروات والفواكه. أود الحديث عن الأماكن التي أرتادها، مقهى القرنة، مطعم الشط، البركة التي أرافق سامية إليها دون أن أسبح أبدًا بسبب خوفي من الماء. الأمر جسيم الخطورة، يا بابا: واحد وُلد في يافا ولا يعرف السباحة! ترميني ابنتي ساخرة. أريد الحديث عن هذا القارب الراسي دومًا قرب مسكننا والمسمى عنترة على اسم الفارس الجاهلي الأسود عاشق ابنة عمه عبلة. منذ كنت صغيرًا، وأنا أحلم بالصعود على قاربٍ مشابه لأمخر البحار. أود الكلام عن موشيه وموسى، الأول يهودي والثاني عربي، ولكن للاثنين الاسم نفسه، فقط النسخ الصوتي يختلف. أريد الحديث عن كل شيء ولا شيء، عن العابرين، عن متنزهي السبت، عن اللصوص كما هم موجودون في كل البلدان، عن الطيبين، عن اللئيمين، عن كبار القامة والأفعال، عن صغار القامة والأفعال، وأيضا عن كبار القامة وصغار الأفعال، وصغار القامة وكبار الأفعال، عن المتواضعين، عن البسطاء، عن المتهورين، عن الوقحين، عن الشرفاء، عن عديمي الشرف، وعن آخرين لا خصوصية لهم. أود الكلام عن أحلامي الأخرى، أحلامي التي لي، الأكثر حميمية، التي اعتدت الاحتفاظ بها لنفسي، والتي لا أقولها لأحد حتى لابنتي، ولا حتى لزوجتي. أود الحديث عن ابتسامة مدفونة في ذكرياتي، ابتسامة رأيتها ذات صباح على شفتي امرأة عند موقف الباص، ومنذ ذلك الوقت لم أرها من جديد، ومع ذلك، كنت أنتظرها، تلك السيدة ذات الابتسامة التي لا تُنسى، لم أزل أنتظرها. أريد الحديث عن أمي، العجوز أمي، التي تتلفن لي غالبًا، وفي كل مرة تبكي، لأنها تتلفن لي في يافا، المدينة التي ولدت فيها، والتي ولدتني فيها، ولأنها لا تجرؤ على وضع القدم فيها لخوفها الموت من الفرح. أريد الحديث عن كل هذا، ولكني لا أعرف من أين أبدأ.


قالت لي سارة أول مرة دعينا فيها عند نورة أنا وزوجتي وابنتي، وهي تشير إلى صورة بالأسود والأبيض تمزقت حوافها لكثرة ما لُمست وحُملت ودُللت: هذا ساري. ضحكت أمها، وقالت إنها منذ كانت صغيرة لم تكن ابنتها تقول أبدًا بابا وإنما ساري، كانت تدعو أباها ساري. هذه إذن صورة أبيك، قلت لها. قل ساري، ألحت البنت، هو الآن في الجنة. مات أبوك في الحرب؟ هزت سارة رأسها. أنا آسف، همهمت. بدلت نورة الموضوع. سألتنا إذا كنا نحب الأكل الكاشير. كنا نأكل من كل الأطباق في باريس، قلت لها، كنا نحب كل شيء، الأكل الصيني، الهندي، الإيطالي، اليوناني، اللبناني، البرتغالي، البولوني... وأطباق يهودية، يهودية، ألحت نورة، هل سبق لكم وأكلتم؟ لم أكن أريد مضايقة نورة، كنت أريد الكذب عليها، كنت على وشك القول نعم، سبق لنا وأكلنا، لكن زوجتي سبقتني إلى الكلام، وقالت لا، أبدًا. إذن ستأكلون أطباقًا يهودية لأول مرة، وستقولون لي إذا أعجبكم هذا. سمعتُ سارة تقول لسامية، أبوك يشبه ساري، ألا تجدين ذلك؟ أبدًا على الإطلاق، أجابت ابنتي. يشبه ساري بابا سامية، يا ماما، أليس كذلك؟ سألت سارة أمها. دعيني أرى... قليلاً، إذا أردتِ، أجابت نورة. وابنتي: أبدًا على الإطلاق، أبدًا على الإطلاق. توجهت زوجتي بالحديث إليّ: أجد الحق مع سارة، أنت تشبه ساري كثيرًا. أرأيتِ؟ صاحت سارة منتصرة. وسامية: أبدًا على الإطلاق، أبدًا على الإطلاق. اتركي ساري في حاله هناك حيث هو، هلا أردتِ، قالت نورة لابنتها. تركته، تركته، ولكن اعترفي أن الحق معي، بابا سامية يشبه ساري، أعادت سارة. نعم، قلت لك، قليلاً، أعادت نورة مع بعض النرفزة. عند ذلك، نظرت سارة إليّ بمحبة. نظرت إليها بحنو، وابتسمت لها. ابتسمت لي. بدا على سامية الضيق. ابتسمت لسامية أيضًا. انتظرت أن تبتسم لي، أن لا تخيب أمل صديقتها، أن تضع نفسها مكانها، وتجد في ساري بعض الشبه بي. فَهِمَتْ في النهاية، وابتسمت لي ابتسامة كبيرة.


في مقهى الفولغا القريب من بيتنا، أصبح النادل يوري يحفظ عاداتي عن ظهر قلب. إذا مررت في الصباح حوالي العاشرة لأكتب مقالي على رصيف المقهى، أحضر لي قهوة دوبل دون أن أطلبها منه. كان يكفيه أن يراني قادمًا من بعيد. ابتداء من الثانية بعد الظهر، كان يحضر لي قهوة دون كافيين، كان يعرف أنني لا أشرب قهوة بكافيين بعد تلك الساعة خوفًا من ألا أنام في الليل. وعندما كان يحلو له ذلك، كان يقدم لي قطعة شوكولاطة سوداء. كان يبتسم لي، ويتكلم لي عن نفسه بضمير الغائب عندما لا يكون مشغولاً كثيرًا. يوري يفضل الفودكا على القهوة، إنها قهوته، قال لي في إحدى المرات. ليعمل جيدًا، يوري يشرب كثيرًا من الفودكا، مثلك، يا سيدي الصحافي، مع القهوة. لا يمكنك كتابة مقالاتك دون هذا. يوري أيضًا لا يمكنه الاعتناء بالزبائن دون هذا. سألته إذا كان لا يسكر. يوري لا يسكر أبدًا، قال لي. ابتسم لي. في عروق يوري هناك نهر من الفودكا كبير بقدر نهر الفولغا، لكن يوري لا يسكر أبدًا. هل تريد أن أحضر لك كأسًا، ستكون دورتي؟ لا، شكرًا يا يوري، أنت لطيف جدًا، قلت له. أنا لا أحتمل الكحول، الكحول يقطع لي الإلهام، وفوق هذا يسبب لي الدوار. الفودكا إلهام يوري، عدة كؤوس، كثير من الكؤوس يوميًا، قال يوري. وإلا ما أمكن يوري الاعتناء بالزبائن. سيعود يوري، قال فجأة. تركني إلى زبون ناداه. عرفت فيما بعد أن يوري يتكلم عن نفسه بضمير الغائب لأنه لا يعرف التكلم غير ذلك بالإنجليزية.


في أحد الأيام، بينما كنت أكتب على طاولة في زاوية من زوايا رصيف المقهى، جاء يوري مع مخلوقة شقراء جميلة جدًا، وقال لي هذه دوشكا، خطيبة يوري. يود يوري أن يقدم لك صديقته لأنه كلمها عنك، قال لي. اعتذرت دوشكا للإزعاج بإنجليزية ممتازة، وهي تأخذ مكانًا قربي. كلمتني عن القاهرة، وقالت لي إنها تعرف جيدًا العاصمة المصرية، ثم سألتني إن كان لي أصدقاء في دمشق. قلت لها كصحافي لي أصدقاء في كل العواصم العربية، فقالت لي إنها ستزور مدينة الحرير، وإنها تريدني أن أوصي عليها أصدقائي. أحضر يوري كأس فودكا لصديقته وقهوة دوبل لي. قلت له إن هذه القهوة الدوبل الثانية كثيرة عليّ، لكنه أجابني أنها دورة دوشكا. وبالطبع، لبيت مطلب الشقراء الجميلة. جرعت كأسها دفعة واحدة، وكشفت لي أنها ستسافر وحدها، فيوري لا يستطيع ترك معلم الفولغا، وبشيء من الضغينة في صوتها، اعترفت لي أن النادل هنا يفضل عمله على خطيبته منذ أن توقفت الحرب نهائيًا. أحضر يوري لدوشكا كأس فودكا أخرى، ولي كأس عصير برتقال. إنها دورة يوري، قال هذا الأخير. وذهب، وهو يبتسم كالطفل، إلى زبون وصل. وأنا أرى دوشكا تجرع كأس الفودكا الثانية دفعة واحدة، قلت لها في دمشق لن تكون هناك فودكا، لن يكون هناك كحول، وإلا نظر إليها الناس نظرة أخرى، فابتسمت لي دوشكا ابتسامة كبيرة، وقالت إنها لن تشرب سوى الماء في دمشق، وإنها لن تخيب أملي عند أصدقائي.


يوم الجمعة، في السوق، سعد المجنون هو من يحمل لنا، لي ولزوجتي، السلة. يأكل حبة فاكهة من السلة أو حبة خضار، ولا ينقطع عن الابتسام لنا ببلاهة. يقفز فجأة ليهدد حمالاً آخر أو يركض وراء صبي يمد له لسانه فقط لأجل استفزازه. ولكن تعال، يا سعد، إلى أين أنت ذاهب؟ تصيح به زوجتي. هل رأيتِ ما فعله لي؟ يجيب بكلماته المقطعة. أنا يهودي، مثلكم، مثلهم، مثل كل الإسرائيليين. لي حق الاحترام. طيب، احمل جيدًا السلة ولا توقعها، تنصحه زوجتي. ومن وراء بسطة السمك: هيه، سعد، لم تذهب إلى الكنيس اليوم من أجل الصلاة، يناكده مئير، السماك. لأجل إسعادك سأذهب إلى الجامع، مبسوط، يا بائع الحيتان؟ يجيب سعد. إلى الجامع أم إلى الكنيسة؟ يناكده مرة أخرى مئير. إلى الجامع، وسأطلب من إله الإسلام أن يجعل... يصيح سعد. حوتًا يبلعني؟ يسأل مئير، السماك. قرشًا يبلعك! يجيب سعد المجنون. أنا أخيف القروش، ألا ترى كرشي؟ يضحك مئير السماك. إذن سمكًا أحمر، يرمي سعد بسذاجة. السمك الأحمر لا يؤذي أحدًا، السمك الأحمر يعمل وجبة شهية للسيد الصحافي، يختم مئير. يغمزني، وهو يمد لي كيلو سلطان إبراهيم، هذا السمك بطعمه الملوكي لبحر يافا. إذن سمكًا أسود، يعود سعد إلى القول. يقهقه مئير السماك. سمك أسود، لا يوجد سمك أسود، يقول. إذن سمكًا أصفر، يرمي سعد دون أن يعني ما يقول. ومن جديد، يقهقه مئير السماك. لا يُغلب، سعد المجنون هذا، يقول لي، وهو يعيد لي الصرف. ثم لامرأتي: احتراماتي، سيدتي الصحافية. طعام ممتاز ونهار ممتاز! يتركنا سعد، ويعود ليعمل الصف عند بائعة الفواكه والخضار، يكمش عشرة عروق فاصولياء خضراء، ويأخذ في مضغها. كف عن مضغ الفواكه والخضار، تقول له زوجتي. تضحك البائعة الطيبة التي من الجليل حتى تدمع عيناها، ثم تهمس بالعربية في أذن زوجتي: إنه من عندنا، ولكنه لا يريد أبدًا العودة إلى بيته. يفضل التسكع هنا. إنه من عند... تتردد زوجتي. والأخرى: من عندنا، من عندنا، من الجليل. أعرف للمرة الأولى أن سعد من الجليل. إنه من الجليل، من عندنا. أبوه من نبلاء البلد، ولكن هو، يفضل التسكع هنا. إنه مجنون.


ما أن يرانا صموئيل الفران نرتقي درجات محله حتى ينادي راشيل زوجته. راشيل، الخبز الفرنسي للسيد الصحافي وزوجته، يقول وهو يرفع الستار الفاصل بين قسم الفرن وباقي الدكان. ثم لنا، صباح الخير سيدي الصحافي، صباح الخير سيدتي الصحافية، خبزكم في الطريق. تصل راشيل بجسمها الضخم ووجهها المدور، وهي تبتسم كلها، وفي يدها عصاتان من الخبز الفرنسي. ها هي العصاتان كما تريدان وترغبان، تقول لنا. تأخذهما زوجتي، وهي تشكرها. أذهب لأدفع، لكن ككل مرة صموئيل لا يريد أن يأخذ شيكلاتي. ألح ألف مرة ليأخذ ثمن خبزي. خلال ذلك، تلف راشيل قطعة حلوى. هذه للصغيرة، تقول وهي تبتسم أكثر فأكثر. أريد دفع قطعة الحلوى، لكن راشيل تأخذ بالصياح: مقدمة للصغيرة من طرف الدكان. نشكرها أنا وزوجتي. ونحن على وشك المغادرة، يرمي صموئيل من ورائنا: وغدًا، الشيء ذاته؟ نعم، الشيء ذاته، تجيب زوجتي. إلى الغد إذن، يقول صموئيل وراشيل بصوت واحد. إلى الغد.


لا تريد امرأتي أن يحمل سعد المجنون العصاتين، لكنه يلح على حملهما. يبدأ بالتسييف بهما كما لو كان يحمل سيفًا. يصرخ، خبز فرنسي، خبز فرنسي! ينظر إليه الناس ويبتسمون. توقف قليلاً، يا سعد المجنون، تقول له زوجتي. وهو، يصرخ دومًا، خبز فرنسي، خبز فرنسي! يستمر حتى شارعنا، خبز فرنسي، خبز فرنسي! إلى أن يجعلنا انفجار ضخم نقفز من الخوف فجأة. صاروخ تم إطلاقه على مقطورة مدرعة لنقل النقود كانت تقف أمام أحد الفروع البنكية. مات ناقلو النقود في الحال، ودخل رجال مقنعون في المقطورة التي انشقت اثنتين، وحملوا أكياس مليئة بالأوراق النقدية، ثم هربوا في سيارتين بأقصى سرعة. لم يعد سعد مجنون كل يوم، قال لنا إنهم ضباط قدامى في الجيش الإسرائيلي. بعد انتهاء الحرب، وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل، فأصبحوا قطاع طرق. ولم ينطق بكلمة واحدة بعد ذلك حتى شقتنا. أعطيته بعض الشيكلات، وصرفته.


قبل مواصلة استكشاف حيي، أريد أن أحكي قصة موشيه وموسى. نشرتها في جريدة بيروتية، ولكن وقائعها لا تغادر أفكاري.


في الواقع، موسى فلسطيني من الأراضي المحتلة، هذه هي التسمية التي كانت قبل قيام الدولة الفلسطينية والاتحاد المشرقي. قروي من الخط الأخضر. أما موشيه، فهو مستوطن. في الخط الأخضر هناك عدد من المستوطنات التي بناها سكان القرى المجاورة من أجل عيشهم. وبالطبع، غصبًا عنهم. وأحيانًا على حساب القرى العربية التي هدم نصفها أو تم محوها تمامًا. لأن الأطفال عليهم أن يأكلوا، ولا أحد في العالم يقلق من أجل القرويين الصغار هؤلاء. إلا أن، بعد قيام الدولة، ذهب موسى يطرق باب موشيه ليقول له إن البيت الذي يسكن فيه هو من بناه. وعلى العكس، بيته، بيت موسى، قد هدمته الجرافات.


وضع موشيه كتابه المقدس، ورجا موسى الدخول. طلب من زوجته روبيكا أن تعد الشاي، شايهم بالنعنع، بما أن موشيه يهودي أصله مغربي. تكلم مع زائره بالعربية الفصحى، عندما اعترف موسى أن لمن الصعوبة لديه فهم الدارجة المغربية تمام الفهم. وعندما علم موشيه أن اسم من دعاه إلى منزله موسى، رفع يديه إلى السماء، وشكر الله على تلك الصدفة. لم تفهم روبيكا شيئًا، وطفلها على ركبتيها، فشرح لها زوجها أن لهما واجبات ومسئوليات الواحد تجاه الآخر بسبب اسمهما المشترك. وفي وقت السلم، يوصي الله بالجار خيرًا خاصة أنه لم يعد عدو الأمس. بنيتَ بيتي، إذن سأبني بيتك، قال موشيه الطيب. وابتداء من الغد، شمر عن ساعديه ليعين موسى.


في مطعم الشاطئ نجمة دافيد، لا يجري تقديم سوى أطباق شرقية. كنا ندعو هناك نورة وابنتها سارة عندما تكون زوجتي تعبة وتريد مشاركة صديقتيها وجارتيها الطعام. دافيد، صاحب المطعم، يهودي أصله مصري، أناديه داوود، وأحكي معه بالمصرية، وهو على أي حال يرفض أن أكلمه بالإنجليزية. حتى عندما يقبل – لأن نورة وسارة اللتين أصلهما إسباني لا تفهمان العربية – وأكلمه بالإنجليزية يجيبني بالعربية. يقدم لنا دجاجًا محمرًا بالبصل مع مائة طبق مقبلات، أنا لا أغالي. هذه الأطباق اللذيذة التي نتناولها في الوقت الذي نتناول فيه الطبق الرئيسي، في جو فرعوني وتحت سطوة الأغاني المصرية. فجأة يجتاح صوت أم كلثوم الماسي القاعة، ويقترب داوود مني، وهو في غاية السعادة، ويقول لي بابتسامة كبيرة جدًا إن كل هذا لأجلي. أشكره، ولكن أمام تغضن جبين البنتين، أطلب منه أن يوطئ الصوت، فلا يوطئه. تقول زوجتي لسامية وسارة لو كان هذا روك أو راب لرفعتا الصوت إلى أعلى ما يكون ولأمضيتا الليل مرحتين أقوى ما يكون المرح. تضحك البنتان. تجد نورة صوت أم كلثوم رائعًا حتى وإن لم تفهم الكلمات. يقدم لنا داوود على حسابه طبقًا كبيرًا من الكباب، وهو يلح قائلاً: على الطريقة المصرية، كما هو الحال في الماضي الرغيد. ومع ذلك لم يكن داوود كبير السن إلى هذه الدرجة. وفي كل مرة: تريدون شيئًا آخر؟ تريدون شيئًا آخر؟ بعد العشاء، نتنزه قليلاً على طول الشاطئ، ألقي نظرة على القارب عنترة الراسي دومًا هناك. أذهب قليلاً مع أحلامي: أن آخذه ذات يوم، وأمخر البحار.


في أحد الأيام، فاجأتني أمي. سأكون غدًا في مطار تل أبيب، قالت لي على الهاتف. كنا كلنا هناك بانتظار وصولها، أنا، وزوجتي، وابنتي. كنا خائفين عليها بعد غياب نصف قرن، كنا خائفين عليها أن تموت من الفرح كما لا تتوقف عن ترداد ذلك كلما تلفنت لنا. عددنا الساعات والدقائق. فكرنا في كل ما يمكنه عبور روحنا، تخيلنا شخصًا لم ير بلده منذ عقود. متى تضع القدم على الأرض التي ولدت فيها، عندما تنظر من حولها وترى أن كل شيء قد تغير، عندما تذهب إلى البحث عن المكان الذي كانت تسكن فيه، عندما تنظر إلى البحر وتجد أن السفن تبحر دومًا، عدا عنترة. وعندما، وعندما، وعندما... حطت طائرتها أخيرًا. أخذ قلبي يدق بعنف. تركتنا زوجتي، أنا وسامية، وذهبت إلى باب وصول المسافرين، بهيئة زائغة. لم نكن سعداء لرؤية أمي، كان الحزن يعصر قلوبنا. لماذا تفعل فينا هذا؟ لماذا عادت؟ لماذا لم تعد تخاف الموت من الفرح؟ كنا حزانى. رأيتها من بعيد، رفعت يدًا مترددة، وحاولت أن ابتسم لها، ولكني لم أستطع. اختبأت ابنتي من ورائي. اختفت زوجتي. لدهشتي كانت أمي تقطب حاجبيها، لم تكن حزينة، ولم تكن سعيدة، كانت لها هيئة شخص يخرج من قبر، الموت عنه بعيد، ولكن دون إظهار أقل إشارة فرح لعودته إلى الحياة. كان لأمي وجه كامد، وجه ميت.


ماما!


لم تقبلني. لم تسألني لماذا تختبئ سامية من ورائي. لم تسألني أين زوجتي. ومع ذلك قلت لها إن زوجتي في مكان ما هناك، إنها ذهبت لاستقبالها. توجهنا إلى سيارتي التي لا آخذها إلا لماما، ووجدنا زوجتي جالسة على المقعد الأمامي، وهي تبكي. لأني هنا تبكين؟ سألتها أمي بجفاف. لا، أؤكد لك، همهمت زوجتي. في الطريق، على رؤية يافا من بعيد، انفجرنا كلنا نحن الأربعة باكين. سقطت سامية بين ذراعي جدتها، وبكت، بكت كطفلة ذات خمس سنين، وبكت. صرخت "مامي"، وبكت. أوقفتُ السيارة، وعيناي مغرورقتان بالدموع، وبكيت كطفل، أنا أيضًا. انتحبنا نحن الأربعة، أمي التي سيكون عمرها ثمانين سنة ونحن الباقين، كالأطفال. استمر ذلك وقتًا طويلاً. ثم توقفنا كلنا عن البكاء دفعة واحدة. مسحت سامية دموعها، وأطلقت بعض الضحكات، أحلى الضحكات. ثم صمتت. عدت إلى قيادة السيارة من أجل الذهاب مباشرة إلى بيتنا. كانت نورة وسارة هناك بانتظار أمي. أشارت إليهما زوجتي من بعيد، ففهمتا، وبقيتا جامدتين كالتماثيل. حيتهما أمي، وهي تمر أمامهما، ولكنهما، هما، لم تردا عليها. سارعت سامية وسارة إلى الانعزال لتحكيا لبعضهما أشياء عن وصول أمي، عنا، ولماذا كل هذا الجو المفجع. أما نورة، فقد بقيت جامدة كالتماثيل. ثم رفعت رأسها، ونظرت إلى قمم الشجر.


خلال إقامتها في يافا، لم تبد أمي أي فرح، حتى أنها لم تطلب الذهاب إلى اكتشاف بيتها القديم. كانت تنظر إلينا، وتنظر إلى الناس. في البداية، رافقناها إلى الشاطئ، ثم أصبحت تعرف كيف تذهب وحدها. السبت، كنا نتنزه مع نورة وسارة في شارع اسكندر عوض القديم، وطبعًا لم يعد هناك أي أثر لهذا الشارع الماضي. ومع ذلك، كانت لأمي هيئة أقل حزنًا عندما تسير على رصيفه. كانت تكلمها نورة بالإنجليزية، وتترجم لها من العبرية، حتى عندما يصيح عابر بآخر. هذا بحار سئم الإبحار، أو هذه عاهرة تشكو قلة الزبائن في زمن السلم، شيء مفارق، ولكن لا تفسير له. إسرائيل بلد المفارقات، أسرّت نورة لأمي. تَقاتَلَ شخص مع شخص آخر، وراحا يشتمان بعضهما. عربي ويهودي؟ سألت أمي نورة. لا، يهودي ويهودي، أجابت سارة. نحن بلد المفارقات ولكننا أناس طبيعيون... إلى حد ما، تضيف نورة. ولكن أتسمعين ما يقولان لبعضهما؟ أنا لا أفهم العبرية، رمت أمي بابتسامة تعبة وحزينة. أعرف، أعرف، سارعت نورة إلى القول. على بعد وجيز، كان هناك شخصان آخران يتقاتلان ويتشاتمان هما أيضًا. أريد فقط أن أقول لك، عادت نورة إلى القول، أترين هذين الشخصين هناك اللذين يتقاتلان؟ الواحد عربي والثاني يهودي، وهذا الأخير غطى الأول بالشتائم، بكل الشتائم العنصرية التي في العالم. أنتم إذن، رمت أمي من جديد، لستم فقط طبيعيين بل أكثر من طبيعيين. نادتني أمي، ولكني لم أجبها. وقعت على تلك الابتسامة التي كنت أبحث عنها والتي كانت تسكنني. نفس السيدة الماضية، نفس الابتسامة التي ألقت بها قبل الصعود في الباص والاختفاء.


في وسط الليل، بدأت سامية بالصراخ من ألم في بطنها. جربنا كل شيء لتخفيف الألم عنها، العشب المغلي، القربة، الحبوب التي تحتفظ بها زوجتي احتفاظها بالأحجار الكريمة "في حالة ما". لكن شيئًا لم ينفع. صعدت زوجتي تطرق الباب على نورة. سامية يوجعها بطنها وجعًا رهيبًا، قالت لها. نهضت سارة أيضًا، وأرادت مصاحبة أمها. لا، عودي إلى السرير، غدًا عندك كلية، وعليك النوم، قالت لها أمها. أحضرت بعض أكياس "ديبريدا" لإذابتها في كأس ماء. لكن شيئًا لم ينفع. اقترحت نورة أخذها إلى المستشفى العسكري غير البعيد، وستقوم بدور المترجمة. لا تزعجي نفسك، قالت لها زوجتي، سيكون حتمًا هناك أحد يتكلم الإنجليزية أو الفرنسية. لكن نورة أصرت على المجيء.


في المستشفى العسكري، كانت الحياة في أوجها ليلاً نهارًا. أخذ فريق من الأطباء والممرضات على عاتقه معالجة ابنتي فورًا. تركت زوجتي ونورة ترافقان سامية، وذهبت أجلس في قاعة الانتظار. كانت لي رغبة في النوم، فأغمضت عينيّ، ولكني لم أتمكن من ذلك. وقفت، وعلى غير عادتي، وضعت قطعة نقدية في موزع الشراب الساخن، وأخذت قهوة سوداء. قطعت الممر الطويل، وأنا أرشف قهوتي، عندما بدأ من ناحيتيّ معاقو حرب من كل الأشكال يخرجون من الحجرات. من قطعت ذراعه أو ساقه، من على عينه ضماد أو حول رأسه رباط، من أسنانه مقتلعة، أنفه مجدوع، شفتاه مقطّعتان، أظافره مقتلعة. هناك الشقر، والسمر، والسود. من يتكلم العبرية، من يتكلم العربية، من يتكلم الفرنسية، ومن يتكلم الروسية، ومن يتكلم الإنجليزية أو الإسبانية أو الهنغارية أو البولونية. كانوا يتكلمون كلهم في وقت واحد، ويبدون سعيدين. كانوا يضحكون، ويضربون في أيدي بعضهم البعض، وعلى الكتف. كانوا يتنادون. كانوا يشيرون إلى بعضهم البعض، ويتجهون كلهم إلى قاعة كبيرة، ويختفون. نظرت إلى ساعتي، كانت الثالثة صباحًا، ولم أكن أحلم. عدت إلى قاعة الانتظار، وقليلاً فيما بعد، رأيت ابنتي تتقدم بين أمها ونورة، وعلى شفتيها ابتسامة ساحرة. سارعت إليها، وأخذتها بين ذراعيّ. لا شيء لديكِ؟ واصلت الابتسام. لا، لا شيء لديها، قالت نورة. غسل لها الطبيب معدتها، أوضحت زوجتي، لم يعد لديها شيء.


عند عودتنا إلى البيت، وجدنا أمي وسارة جالستين بانتظارنا على عتبة باب البناية الخارجي. كانت أمي تحتضن الصغيرة بين ذراعيها، وهي تغطيها جيدًا، والصغيرة تنام على صدرها. قالت نورة وزوجتي لهما إن الطبيب أجرى غسيلاً لمعدة سامية، وإنه لم يعد لديها شيء. قلت للجميع لم تعد لديّ رغبة في النوم، وأنا ذاهب لأعمل دورة على الشاطئ. نَظَرَتْ أمي إليّ، قلقة. طمأنتها، وأنا أبتسم لها، وهربت من نظرتها.


كان الشاطئ خاليًا من كل قدم، والبحر ممتدًا إلى ما لا نهاية، أسود وفضيًا، وكانت الأمواج تكلم الأمواج. تقدمت من عنترة، الموجود دومًا هناك، الراسي دومًا، المهجور دومًا، عندما خرج من قعره فجأة رجل أسود عاري الصدر جميل كإله. حدثني بلغة أجهلها، ولكني فهمت من حركاته: إذا ما كنت أرغب في القيام بنزهة في القارب معه. قلت لنفسي للقارب إذن صاحب، وهو يمخر البحر كل ليلة في مثل هذه الساعة. أشرت إليه بنعم، فساعدني العملاق الأسود على الصعود. وبعد لحظات، اخترقت حلم طفولتي، أنا الرجل الذي كنت، بعد سنوات طويلة من الانتظار والعذاب.


باريس 2004



د. أفنان القاسم: في: خطتي للسلام، الاتحاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دار لارماطان، باريس 2004، ترجمة د. بريجيت بوردو / الكيبيك.




********************

غلاف

في مكان ما من العالم، هناك بقعة بأكملها منذ عشرات السنين مسرحٌ لفاجعة، فيما وراء الآلام، تطرح هذه البقعة للمناقشة القيم الجوهرية للإنسانية وبالقدر نفسه مستقبل كل مجتمع البشر. تتواصل هذه الفاجعة اليوم كموضوع لمساومات سياسية لا نهاية لها، وتبدو الرهانات حولها بعيدة عن الآمال والطموحات الحقيقية لمن هم بيادقها. وبوصفه روائيًا قادمًا من هذه البقعة التي يدللها، كتب أفنان القاسم مؤلفات عديدة، بحنو دائمًا، بغضب غالبًا، عن أولئك الناس، ناسه، الذين يمكنهم أن يكونوا ضحايا أو جلادين، ليجعلنا نعرفهم، وليقول لنا ما يعيشون. لكنه اليوم يبتعد أكثر: متجاوزًا القول الروائي، يقوم اليوم في هذه الدراسة بربط المشاعر بالأفكار كي يدعونا إلى تأمل، من زاوية إنسانية محض، ما يبدو للرأي العام كمسألة سياسية فقط. وبشجاعة، يعارض الخطاب الرسمي بشرح نقطة نقطة ما يبدو له جوابًا همه العدالة والاحترام واللياقة في وجه الألم الإنساني.

********************















HISTOIRE D’UN PALESTINIEN
DE RETOUR A JAFFA




Il fait toujours beau à Jaffa, même en hiver. Quelle chance pour nous, les Jaffaouis ! Nous avons le soleil presque toute l’année, la mer, et nos jardins ne désemplissent pas du parfum des fleurs d’orangers. Une vraie aubaine. Samya, ma fille, est tombée amoureuse de la ville dès le premier jour de notre retour. Ma femme aussi. Elles ont bien évidemment de la nostalgie pour Paris, ses rues, ses monuments, ses boutiques, mais Jaffa leur donne de l’assurance, de la détente, du repos dans l’âme. Surtout depuis que Sarah et sa mère Monah, qui habitent au premier, sont devenues leurs amies. L’amitié finalement, c’est le choix du cœur, et le cœur des quatre femmes a rapidement vibré. Les deux gamines de quinze ans vont au collège anglais ensemble tous les matins, elles sont dans la même classe. Elle rentrent ensemble, et parfois restent ensemble jusqu’à une heure avancée de la soirée pour faire leurs devoirs. Surtout les devoirs d’hébreu, langue que ma fille ne connaît pas du tout. Heureusement que Sarah est là. Ce n’est pas comme l’arabe, papa, me dit Samya, pourtant elle arrive à peine à déchiffrer la langue de « dad », comme on dit, qui est l’arabe. C’est de ma faute. Mon métier de journaliste prend tout mon temps, et je ne peux consacrer une ou deux heures par jour à apprendre notre langue à ma fille. Ma femme me le reproche : toi qui maîtrises parfaitement l arabe, tu n apprends pas cette langue à ton unique fille pour qu elle puisse, plus tard, lire tes articles, c est grave ! Je fais alors de mon mieux pour appliquer un programme d’apprentissage draconien, mais ma fille lâche vite, elle ne prend jamais le cours de « son » papa au sérieux. Étrangement, je n’ai jamais songé à lui donner un professeur. Avec toutes ses activités, musique, danse, sport, piscine… elle non plus n’a pas le temps. Ici, à Jaffa, compte tenu de son nouvel environnement, elle doit d’abord apprendre l’hébreu. L’arabe, ce sera pour plus tard. Pendant son séjour à Amman peut-être, chez mon frère.


A ce sujet, contrairement à moi, mon frère ne veut pas entendre parler de Jaffa. Chaque fois qu il nous rend visite, il se sent étouffé, et il écourte son séjour. Pourtant ses enfants aiment la mer, sa femme s y sent comme à Alger. Elle est Algéroise, sa femme. Elle trouve Jaffa plus belle que sa ville natale. Pour mon frère, pas question d’y rester. Amman est laide par rapport à la ville portuaire israélienne, mais il la préfère à n’importe quelle autre ville du monde. Pourtant il est né à Naplouse et a grandi à Alger. Il préfère Amman à Naplouse où il se sent encore plus étouffé. Pour lui, Amman est la capitale du monde. C’est là qu il aime vivre et travailler. C’est comme ça. Quant à moi, ce n’est pas pace que je suis né à Jaffa que j’y suis revenu, mais parce que mon cœur, nos cœurs à ma femme, à ma fille et à moi, ont choisi. Le choix du cœur concerne aussi bien les amis que les villes. Et parce que j’ai quelques moyens qui me permettent d’acheter ce petit appartement au rez-de-chaussée de ce petit immeuble à deux étages, avec jardin où fleurent les orangers toute l’année. Mais surtout parce que mon travail de journaliste le permet. Je suis correspondant de plusieurs journaux arabes à Beyrouth, à Damas et au Caire, comme c était le cas quand nous étions à Paris. Et comme ma fille et ma femme, je ne connais de l hébreu que le mot « shalom ». Cependant, la majorité des Israéliens avec qui je travaille parlent l’arabe, alors pas de problème. C’est comme si j’étais à Damas ou à Bagdad. De plus, Jérusalem, la capitale de la presse tous azimuts, n’est pas loin, mes amis journalistes sont toujours là quand j’ai besoin d’eux.


A vrai dire ce n’est pas de mon métier que je voudrais parler, pourtant ce métier remplit ma vie. Je voudrais raconter des choses simples sur notre nouvelle vie à Jaffa ; je voudrais parler de Norah et de sa fille Sarah – fille unique comme ma fille Samya – ; je voudrais raconter ce qu’elles nous font quand elles nous invitent chez elles, ce qu’elles nous disent. Je voudrais parler de ce fou du marché, du vendeur de poissons, du boulanger, de la vendeuse de légumes et de fruits. Je voudrais parler des lieux que je fréquente, le café du coin, le restaurant de la plage, la piscine où j’accompagne Samya sans jamais nager à cause de ma hantise de l’eau. C’est grave papa : quelqu’un qui est né à Jaffa et qui ne sait pas nager ! me lance ma fille, sarcastique. Je voudrais parler de ce bateau qui est toujours accosté près de chez nous et qui s’appelle Antar, comme ce chevalier noir préislamique, amoureux de sa cousine Abla. Depuis tout petit, je rêvais de monter dans un bateau semblable à celui-ci pour sillonner la mer. Je voudrais parler de Moshé et de Moussa, l’un juif, l’autre arabe, mais les deux ont le même nom, seule la transcription phonétique est différente. Je voudrais parler de tout et de rien. Des passants, des promeneurs du samedi, des voleurs comme il en existe dans tous les pays, des bons, des méchants, de ceux qui sont grands de taille et grands dans l’action, de ceux qui sont petits de taille et petits dans l action, et aussi des grands mais petits dans l’action et des petits mais grands dans l’action, des humbles, des simples, des impudents, des insolents, des gens honnêtes, des malhonnêtes, d’autres encore sans particularité. Je voudrais parler de mes autres rêves, mes rêves à moi, les plus intimes, que j’ai l’habitude de garder pour moi et que je ne raconte à personne, pas même à ma fille, pas même à ma femme. Je voudrais parler d’un sourire enfoui dans mes souvenirs, que j avais vu un beau matin sur les lèvres d’une dame à l’arrêt de l’autocar, et que depuis je n ai jamais revu, pourtant je l’attendais, cette dame au sourire inoubliable, je l’attends encore. Je voudrais parler de ma mère, ma vieille mère, qui me téléphone souvent et qui pleure à chaque fois, parce qu’elle m’appelle à Jaffa, la ville où elle est née et où elle m’a mis au monde, et parce qu’elle n’ose pas y remettre les pieds, de peur de mourir de joie. Je voudrais parler de tout cela et plus encore, mais je ne sais par où commencer.


La première fois que nous sommes invités chez Norah, ma femme, ma fille et moi, Sarah m’a dit, montrant une photo en noir et blanc, aux bords déchirés tant elle a été touchée, portée, chérie : c’est Sari. Sa mère a ri et a dit que depuis toute petite, sa fille ne disait jamais papa, mais Sari ; elle appelait son père Sari. C’est donc la photo de ton père, lui ai-je dit. De Sari, insista la gosse. Il est maintenant au paradis. Il est mort à la guerre ton papa ? Sarah a hoché la tête. Je suis désolé, ai-je murmuré. Norah a changé de sujet. Elle nous a demandé si nous aimions la nourriture cacher. A Paris nous goûtions à tous les plats, lui ai-je dit, nous aimions tout, chinois, indien, italien, grec, libanais, portugais, polonais… Et des plats juifs, juifs, a insisté Nora, vous en avez déjà mangé ? Je ne voulais pas vexer Norah et j’allais lui mentir, j’allais lui dire oui, nous en avons déjà mangé, mais ma femme a pris les devants et a dit non, jamais. Alors vous allez y goûter pour la première fois et vous allez me dire si cela vous plaît. J’ai entendu Sarah dire à Samya, ton papa ressemble à Sari, tu ne trouves pas ? Mais pas du tout, a répondu ma fille. N est-ce pas que Sari ressemble au papa de Samya, maman ? a demandé Sarah à sa mère. Bah, un peu, si tu veux, a répondu Norah. Et ma fille : mais pas du tout, mais pas du tout. Ma femme est intervenue en s’adressant à moi : moi, je trouve que Sarah a raison, tu ressembles beaucoup à Sari. Tu as vu ? a répliqué Sarah triomphante. Et Samya : mais pas du tout, mais pas du tout. Laisse Sari tranquille là où il est, veux-tu, a dit Norah à sa fille. Je le laisse, je le laisse, mais avoue que j’ai raison, le papa de Samya ressemble à Sari, a recommencé Sarah. Oui, je te l’ai dit, un peu, a répété Norah avec une pointe d’énervement. Sarah m’a alors regardé affectueusement. Je l’ai regardée tendrement, et je lui ai souri. Elle m’a souri. Samya avait l’air contrariée. J’ai souri à Samya aussi. J’attendais qu’elle me sourie, qu’elle ne déçoive pas sa copine, qu’elle se mette à sa place et trouve en Sari une certaine ressemblance avec moi. Finalement elle a compris et m’a fait un grand sourire.


Au café le Volga tout près de chez nous, le garçon Uri connaît désormais mes habitudes par cœur. Si je passe le matin vers dix heures pour rédiger mon article sur la terrasse, il m’apporte un café double sans que je le lui demande. Il lui suffit de me voir arriver de loin. L’après-midi à partir de quatorze heures, il m’apporte un déca, il sait que je ne bois pas de café après cette heure de peur de ne pas dormir la nuit. Quand ça lui plaît, il m’offre un morceau de chocolat noir. Il me sourit et me parle de lui à la troisième personne du singulier quand il n’a pas trop de travail. Uri préfère la vodka au café, c’est son café à lui, me dit-il. Pour bien travailler, Uri boit beaucoup de vodka, comme vous, Monsieur le journaliste avec le café. Vous ne pouvez pas écrire vos articles sans ça, Uri non plus ne peut pas s’occuper des clients sans ça. Je lui demande s’il ne se saoule pas. Uri ne se saoule jamais, me dit-il. Il me sourit. Dans les veines de Uri il y a un fleuve de vodka aussi grand que la Volga, mais Uri ne se saoule jamais. Voulez-vous que je vous apporte un verre, ce sera ma tournée ? Non, merci Uri, vous êtes bien aimable, lui dis-je. Je ne supporte pas l’alcool, cela me coupe l’inspiration, en plus ça me donne le vertige. L’inspiration de Uri c’est la vodka, plusieurs verres, beaucoup de verres par jour, dit Uri. Sinon Uri ne peut pas bien s’occuper des clients. Uri revient, dit-il soudain. Il me laisse pour un client qui l’appelle. J’ai su après que Uri parle de lui-même à la troisième personne du singulier parce qu’en anglais, il ne sait pas parler autrement.


Un jour, pendant que j’écrivais à ma table du coin de la terrasse, Uri arriva avec une très belle créature blonde et me dit que c’était Douchka, sa fiancée. Uri veut bien vous présenter sa petite amie, parce qu’il lui a parlé de vous, me dit-il. Douchka s’est excusée pour le dérangement, en excellent anglais, en prenant place à ma table. Elle me parla du Caire et me dit qu’elle connaissait bien la capitale égyptienne, puis elle m’a demandé si j’avais des amis à Damas. Je lui ai dit qu’en tant que journaliste j’ai des amis partout dans les capitales arabes. Alors elle m’a dit qu’elle allait visiter la capitale de Soie et qu’elle voulait que je la recommande à mes amis. Uri a apporté un verre de Vodka à sa fiancée et un deuxième café double pour moi. Je lui ai dit que c’était trop ce deuxième café double pour moi, mais il m’a répondu que c’était la tournée de Douchka. J’ai, bien évidemment, honoré la demande de la belle blonde. Elle m’a dévoilé qu’elle allait voyager seule, car Uri ne pourrait pas abandonner le patron du Volga, et avec une pointe de rancune dans la voix, elle m’avoua que les garçons d’ici préfèrent leur boulot à leurs fiancées depuis que la guerre est définitivement finie. Uri apporte à Douchka un autre verre de vodka et à moi un verre de jus d’orange. C’est la tournée de Uri, a dit ce dernier. Et il s’en est allé, en souriant comme un enfant, vers un client qui venait d’arriver. En voyant Douchka avaler son deuxième verre de vodka d’un trait, je lui ai dit que là-bas à Damas, il n’y aurait pas de vodka, pas d’alcool, sinon elle serait mal considérée. Alors Dochka m’a fait un grand sourire, et m’a dit qu’à Damas elle ne boirait que de l’eau, et qu elle ne me décevrait jamais chez mes amis.


Au marché, le vendredi, c’est Saad, le fou, qui nous porte le panier, à ma femme et à moi. Il mange un fruit ou un légume du panier, et ne cesse de nous sourire niaisement. Il saute soudain pour menacer un autre porteur, ou court en direction d’un gamin qui lui fait la grimace rien que par provocation. Mais viens, Saad, où tu vas ? lui crie ma femme. Tu as vu ce qu’il m’a fait ? réplique-t-il avec ses mots hachés. Je suis juif moi, comme vous, comme eux, comme tous les Israéliens. J’ai droit au respect. Bon, porte bien le panier et ne le fais pas tomber, conseille ma femme. Et de derrière l’étalage de poissons : hé, Saad, tu n’es pas allé prier à la synagogue aujourd’hui, le taquine Meir, le poissonnier. Pour te faire plaisir j’irai prier à la mosquée, tu es content, vendeur de baleine ? réplique Saad. A la mosquée ou à l’église ? le taquine encore Meir, le poissonnier. A la mosquée, et je demanderai à Dieu de l’Islam de te faire avaler… crie Saad. Par une baleine ? demande Meir, le poissonnier. Par un requin ! répond Saad, le fou. Moi, je fais peur aux requins, tu ne vois pas ma bedaine ? rigole Meir, le poissonnier. Par un poisson rouge alors, lance Saad naïvement. Un poisson rouge ne fait pas de mal à personne, un poisson rouge ça fait un bon repas pour Monsieur le journaliste, conclut Meir. Il me fait un clin d’œil en me tendant un kilo de rougets, ce poisson au goût royal des mers de Jaffa. Par un poisson noir alors, reprend Saad. Meir, le poissonnier éclate de rire. Un poisson noir, ça n’existe pas, dit-il. Un poisson jaune alors, lance Saad à tout hasard. Et de nouveau, Meir, le poissonnier, éclate de rire. Il est imbattable ce Saad, le fou, me dit-il en me rendant la monnaie. Puis, à ma femme : mes respects, Madame la journaliste ! Excellent repas et excellente journée. Saad nous laisse et revient faire la queue chez la vendeuse de fruits et de légumes, il empoigne une dizaine de haricots verts et se met à les mâcher. Mais ça y est les fruits et les légumes, lui dit ma femme. La bonne marchande de Galilée rit aux larmes. Puis elle murmure en arabe à l’oreille de ma femme : il est de chez nous, mais il ne veut jamais rentrer. Il préfère errer par là. Il est de chez… hésite ma femme. Et l’autre, de chez nous, de chez nous, de Galilée. C’est la première fois que j’apprends que Saad est de Galilée. Il est de Galilée, de chez nous. Ses parents sont des notables au pays, mais lui, il préfère errer par là. C’est un fou.


Dès que Samuel, le boulanger, nous voit gravir les marches de sa boutique, il appelle Rachel, sa femme. Rachel, le pain français pour Monsieur et Madame le journaliste, dit-il en soulevant le rideau qui sépare la partie « fabrication » du reste de la boulangerie. Puis à nous, bonjour, Monsieur et Madame le journaliste, votre pain arrive. Rachel, corps épais et visage rond, arrive toute souriante, deux baguettes à la main. Bonjour, Monsieur et Madame le journaliste. Voilà vos deux baguettes comme vous le désirez, nous dit-elle. Ma femme les prend en la remerciant. Je vais payer, mais comme chaque fois, Samuel ne veut pas prendre mes shekels. J’insiste mille fois pour qu’il encaisse son pain. Entre-temps, Rachel enveloppe un mille-feuilles dans un papier et le tend à ma femme. C’est pour la gosse, dit-elle en souriant encore davantage. Je veux payer le mille-feuilles, mais Rachel se met à crier : c’est offert pour la gosse par le magasin. Ma femme et moi, nous la remercions infiniment. Lorsque nous sommes sur le point de quitter les lieux, Samuel lance dans notre dos, et pour demain, ce sera la même chose ? Oui, ce sera la même chose, répond ma femme. A demain donc ? disent Samuel et Rachel d’une seule voix. A demain.


Ma femme ne veut pas confier les deux baguettes à Saad, le fou, mais celui-ci insiste pour les porter. Il commence à faire des pantomimes avec, comme s’il maniait un sabre. Il crie, du pain français, du pain français ! Les gens le regardent et sourient. Arrête un peu Saad, le fou, lui dit ma femme. Et lui, toujours gesticulant, du pain français, du pain français ! Il continue jusque dans notre rue, du pain français, du pain français ! Quand soudain une énorme déflagration le fait, nous fait sursauter d’effroi. Une roquette a été lancée contre le fourgon blindé de convoyeurs de fonds, à l’arrêt devant une succursale bancaire. Les convoyeurs sont morts sur-le-champ, des hommes masqués pénètrent dans le fourgon carrément fendu en deux et prennent possession des sacs remplis de billets de banque, puis s’en vont à tout allure dans deux voitures. Saad n’est plus le fou de tous les jours, il nous dit que ce sont des anciens officiers de l’armée israélienne. Après la fin de la guerre, ils se sont trouvés au chômage. Alors ils se sont reconvertis en gangsters. Et là-dessus, plus un mot jusqu’à notre appartement. Je lui donne quelques shekels et le congédie.


Avant de continuer l’exploration de mon quartier, je voudrais raconter l’histoire de Moshé et de Moussa. Je l’ai publiée dans un journal à Beyrouth, mais cette chronique ne quitte pas mes pensées.


En fait, Moussa est un Palestinien des « Territoires occupés », ce qu’on nommait avant l’établissement de l’Etat Palestinien et de l’Union orientale. C’est un villageois de la Ligne verte. Moshé, quant à lui, est un colon. Sur la Ligne verte il y a plusieurs colonies que les habitants des villages alentour ont construites pour survivre. A contrecœur, bien sûr. Et parfois aux dépens de villages arabes, qui ont été alors à moitié détruits ou entièrement rasés. Car il faut faire vivre les enfants, et personne au monde ne s’intéressait à ces petits villageois. Cependant après l’Union, Moussa est allé frapper à la porte de Moshé pour lui dire que la maison qu il habite, c’est lui qui l’a construite. Par contre, sa maison à lui, Moussa, a été détruite à coups de bulldozers.


Moshé a posé son Livre Saint et a prié Moussa d’entrer ; il a demandé à sa femme Rébecca de préparer le thé. Un thé à la menthe. Puisque Moshé est un juif d’origine marocaine. Il parlait avec son invité en arabe classique, quand Moussa a avoué qu’il lui était difficile de comprendre à cent pour cent le dialecte du Maroc. Lorsque Moshé a su que son invité s’appelait Moussa, il a levé les mains au ciel et remercié Dieu de cette coïncidence. Rébecca qui était là avec son garçon sur les genoux ne comprenait rien. Alors son mari lui a expliqué que par leur nom commun, ils avaient des devoirs et des responsabilités l un envers l autre. En plus, ce visiteur est son voisin. Et en temps de paix, Dieu recommande tout le bien envers le voisin, surtout celui qui n’est plus l’ennemi d’hier. Moshé attendait ce moment depuis longtemps. Il voulait satisfaire les recommandations de Dieu. Tu as construit ma maison, alors je reconstruirai la tienne, dit le bon Moshé. Et dès le lendemain, il s’est mis en chantier avec Moussa.


Dans le restaurant de la plage, l Etoile de David, on ne sert que des plats orientaux. C’est là que nous emmenons Norah et sa fille Sarah, quand ma femme est fatiguée et veut partager le repas avec ses deux amies et voisines. David, le propriétaire du restaurant, est un juif d’origine égyptienne. Je l’appelle Daoud, comme en arabe, et je lui parle en égyptien. De toute façon, il refuse que je lui parle en anglais. Même quand il l’accepte – car Norah et Sarah, qui sont d’origine espagnole, ne comprennent pas l’arabe – et que je lui parle en anglais, il me répond en arabe. Il nous sert du poulet rôti à l’oignon, avec une centaine d’assiettes de hors-d’œuvre, je n’exagère pas. Ces petits plats délicieux que l on déguste en même temps que le plat de résistance, dans une ambiance pharaonique et sous l’emprise des chansons égyptiennes. Soudain la voix de diamant d’Oum Koulthoum envahit la salle. Daoud s’approche de moi, tout à son bonheur, et me dit avec un très grand sourire que tout cela, c’est pour moi. Je le remercie, mais devant les grimaces des deux gamines, je lui demande de baisser le son. Il ne le baisse pas. Ma femme dit à Samya et à Sarah que si cela avait été du rock ou du rap, elles auraient mis le son à fond et passé la nuit en toute gaieté. Les deux gamines rigolent. Norah trouve que la voix d’Oum Koulthoum est magnifique même si elle ne comprend pas les paroles. Daoud nous offre une grande assiette de kebab, à l’égyptienne insiste-t-il, comme au bon vieux temps d’antan. Pourtant Daoud n’est pas si vieux que ça. Et à chaque fois, vous voulez autre chose. Et il tourne autour de nous, vous voulez autre chose. Après le repas du soir, nous nous promenons un peu tout au long de la plage. Je jette un regard sur le bateau « Antar », toujours accosté là. Je me perds un peu dans mes rêves : le prendre un jour, et fendre les vagues.


Un jour, ma mère me fait la surprise. Je débarque demain à l’aéroport de Tel-Aviv, me dit-elle au téléphone. Nous sommes tous là à attendre son arrivée, ma femme, ma fille et moi. Nous avons peur pour elle après un demi-siècle d’absence, nous avons peur qu’elle ne meure de joie, comme elle ne cesse de répéter chaque fois qu elle nous appelle. Nous comptons les heures, les minutes. Nous pensons à tout ce qui peut nous traverser l’esprit, à imaginer quelqu’un qui n’a pas revu son pays depuis des décennies. Quand elle posera le pied sur son sol natal ; quand elle regardera autour d’elle et trouvera que tout a changé ; quand elle ira à la recherche de l endroit où elle habitait ; quand elle regardera la mer et trouvera que les bateaux s’en vont toujours, sauf « Antar ». Et quand, et quand, et quand… Son avion se pose enfin. Mon cœur se met à battre violemment. Ma femme nous laisse, Samya et moi, et va vers la porte de l’arrivée des voyageurs, l’air hagard. Nous ne sommes pas heureux de voir ma mère, la tristesse nous macère le cœur. Pourquoi nous fait-elle cela ? Pourquoi est-elle revenue ? Pourquoi n’a-t-elle plus peur de mourir de joie ? Nous sommes tristes. Je l’aperçois de loin ; je lève une main hésitante et tente de lui sourire, mais je n’y arrive pas. Ma fille se cache derrière moi. Ma femme a disparu de la circulation. A mon grand étonnement, ma mère fronce les sourcils, elle n’est ni triste ni heureuse. Elle a l’air de quelqu’un qui sort d’une tombe. La mort est loin derrière, mais sans manifester le moindre signe de contentement en revenant à la vie. Ma mère a le visage livide, le visage mort.


Maman !


Elle ne m’embrasse pas. Elle ne demande pas pourquoi Samya se cache derrière moi ; elle ne demande pas où est ma femme. Je lui dis pourtant que ma femme est quelque part par là, qu’elle est allée l’accueillir. Nous nous dirigeons vers ma voiture que je ne prends qu’occasionnellement, et nous trouvons ma femme assise sur le siège avant et qui pleure. C’est parce que je suis là que tu pleures ? lui demande ma mère sèchement. Non, je t’assure, marmonne ma femme. En route, à la vue de Jaffa au loin, nous éclatons tous les quatre en sanglots. Samya tombe dans les bras de sa grand-mère et pleure, elle pleure comme une gamine de cinq ans, elle pleure. Elle crie « mamy » et elle pleure. J’arrête la voiture, les larmes plein les yeux et je pleure comme un enfant, moi aussi. Nous sanglotons tous les quatre, ma mère qui va avoir quatre-vingts ans et nous autres, comme des enfants. Cela a duré un bon moment. Puis nous nous arrêtons tous de pleurer d’un seul coup. Samya essuie ses larmes et fait quelques rires, doux comme tout. Puis elle se tait. Je reprends la route pour aller directement chez nous. Norah et Sarah sont là à attendre ma mère. Ma femme leur fait un signe de loin, alors elles comprennent, et restent figées comme des statues. En passant devant elles, ma mère les salue. Mais elles, elles ne répondent pas. Samya et Sarah s’empressent de s’isoler pour se raconter des choses à propos de l’arrivée de ma mère, à propos de nous, et pourquoi cette atmosphère lugubre. Norah, quant à elle, est restée figée comme une statue. Puis elle détourne la tête et regarde vers le sommet des arbres.


Pendant son séjour à Jaffa, ma mère ne manifeste aucune joie ; elle ne demande même pas à aller à la découverte de sa vieille maison. Elle est là à nous regarder, à regarder les gens. Au début, nous l’accompagnons à la plage, puis elle sait y aller seule. Le samedi, nous nous promenons avec Norah et Sarah dans l’ancienne avenue d’Iskandar Awad. Bien sûr, il ne reste plus aucune trace de cette avenue de jadis. Cependant ma mère a l’air moins triste lorsqu’elle y déambule sur le trottoir. Norah lui parle en anglais, elle lui traduit de l’hébreu, même quand un passant s’insurge contre un autre. C’est un marin qui est las de prendre le large, ou c’est une prostituée qui se plaint du manque de clients en temps de paix, c’est paradoxal, mais c’est comme ça. Israël c’est le pays du paradoxe, confie Norah à ma mère. Une personne se bagarre avec une autre et toutes deux s’insultent mutuellement. Un arabe et un juif ? demande ma mère à Norah. Non, un juif et un juif, répond Norah. Nous sommes un pays paradoxal mais nous sommes des gens normaux, enfin ! ajoute Norah. Mais vous entendez ce qu ils se disent ? Je ne connais pas l’hébreu, lance ma mère avec un sourire las et triste. Je sais, je sais, s’empresse de lui dire Norah. Plus loin, deux autres personnes se bagarrent et s’insultent, elles aussi. Je voulais seulement vous dire, reprend Norah, vous voyez ces deux autres, là, en train de se quereller ? Eh bien, l’un est arabe et l’autre est juif, et ce dernier a couvert d injures le premier, de toutes les injures racistes du monde. Alors là, lance de nouveau ma mère, vous n’êtes pas seulement normaux mais plus que normaux. Ma mère m’appelle, mais je ne réponds pas. Je suis perdu ; j’ai retrouvé ce sourire que je cherche, qui me hante. La même dame de l’autre fois, le même sourire lancé avant de monter dans l’autocar et de disparaître.


Au milieu de la nuit, Samya commence à hurler de douleur ; elle a mal au ventre. Nous avons tout essayé pour la soulager, la tisane, la bouillotte d’eau chaude, les comprimés de je ne sais quoi, que ma femme garde précieusement « au cas où ». Mais rien n y fait. Ma femme monte frapper à la porte de Norah. Samya a terriblement mal au ventre, lui dit-elle. Sarah se réveille également, elle veut accompagner sa mère. Non, tu retournes au lit, demain tu vas au collège et tu dois dormir, lui dit sa mère. Elle apporte quelques sachets de Débridat, à dissoudre dans un verre d’eau. Mais rien n y fait. Alors, Norah propose de l’emmener à l’hôpital militaire tout près d’ici, elle fera l’interprète. Ne te dérange pas, lui dit ma femme, il y aura sûrement quelqu’un qui parle l’anglais. Elle insiste.


A l’hôpital militaire, la vie bat son plein la nuit comme le jour. Une équipe de médecins et d’infirmières s’occupe tout de suite de ma fille. Je laisse ma femme et Norah accompagner Samya et vais m’asseoir dans la salle d’attente. J’ai envie de dormir, alors je ferme les yeux mais je n’y arrive pas. Je me lève, et contrairement à mes habitudes, je mets une pièce dans le distributeur de boissons chaudes et prends un café noir. Je traverse le long couloir en humant mon café quand, des deux côtés, des invalides de guerre de toutes sortes commencent à sortir des chambres. Ceux qui sont amputés d un bras ou d une jambe, ceux qui ont un pansement sur l’œil ou un bandage autour de la tête, ou les dents arrachées, le nez mutilé, les lèvres coupées, les ongles cassés, il y a les blonds, les bruns, les noirs, ceux qui parlent en hébreu, d’autres en arabe, d’autres en français, d’autres encore en russe, d’autres encore et encore en anglais, ou en espagnol, ou en hongrois, ou en polonais. Ils parlent tous en même temps et ils ont l’air heureux. Ils rient, ils se tapent dans la main, sur l’épaule. Ils s’appellent. Ils se font des signes. Ils se dirigent tous dans un grand hall, et disparaissent. Je regarde l’heure, il est bien trois heures du matin et je ne rêve pas. Je retourne dans la salle d’attente, et peu après je vois ma fille s’approcher entre sa mère et Norah, un magnifique sourire aux lèvres. Je m’élance vers elle et la prends dans mes bras. Tu n’as rien ? Elle continue de sourire. Non, elle n’a rien, dit Norah. Le médecin lui a fait un lavage de l’estomac, explique ma femme, elle n’a plus rien.


De retour à la maison, nous trouvons ma mère et Sarah qui nous attendent assises sur le pas de la porte en bas de l immeuble. Ma mère tient la petite dans ses bras, bien enveloppée et endormie contre sa poitrine. Norah et ma femme leur disent que le médecin a fait un lavage de l’estomac à Samya et qu’elle n’a plus rien. Je dis à tout le monde que je n’ai plus sommeil et que je vais faire un tour à la plage. Ma mère me regarde, inquiète. Je la rassure en lui souriant et je fuis son regard.


La plage est déserte, pas âme qui vive. La mer s’étend à l’infini, noir et argent. Les vagues parlent avec les vagues. Je m’approche de « Antar », toujours là, toujours accosté, toujours abandonné, quand soudain un homme noir, torse nu, beau comme un dieu, sort de la cale. Il me parle dans une langue qui m’est inconnue, mais je comprends de ses gestes : il me demande si j ai envie de faire un tour. Je me dis alors que ce bateau a donc un propriétaire, et qu’il prend le large chaque nuit à cette heure. Je lui fais signe que oui. Alors le géant noir m’aide à monter. Quelques instants plus tard, je pénètre dans mon rêve d’enfance, l’adulte que je suis, après tant d’années d’attente et de tourmente.




Afnan El Qasem : in mon plan de paix, l’union entre Palestiniens et Israéliens, éd. L’Harmattan, Paris 2004.







**********************

Couverture

Quelque part dans le monde, toute une contrée est depuis des décades le théâtre d une tragédie qui, au-delà des souffrances de deux peuples, le peuple palestinien et le peuple juif, met en question les valeurs fondamentales de l humanité autant que l avenir de toute la société des hommes.

Cette tragédie continue aujourd hui de faire l objet d interminables marchandages politiques, dont les enjeux semblent bien éloignés des véritables aspirations de ceux qui en sont les pions.

Romancier, issu de cette contrée qu il affectionne, Afnan El Qasem a dans maints ouvrages mis en scène, avec tendresse toujours, avec colère souvent, ces gens de chez lui qui peuvent être tour à tour victimes ou bourreaux, pour nous les faire connaître et nous dire ce qu ils vivent. Mais il va plus loin aujourd hui : dépassant le propos romanesque, il entreprend dans le présent essai de mettre en cohérence les sentiments et les idées, pour nous inviter à regarder sous l angle strictement humain ce qui, aux yeux de l opinion, apparaît comme une question seulement politique. Courageusement, il oppose alors aux discours officiels une explication point par point de ce qui, en homme de bonne volonté, lui semble pouvoir constituer une réponse soucieuse de justice, de respect, et de décence face à la souffrance humaine.

********************




















الملاحق


































الملحق الأول: الترتيبات اللازمة لقيام المملكة


مقدمة

سأتعامل مع الترتيبات تعاملي مع الحبكة في النص المسرحي، فأجمع بين مكوناتها ووقائعها في إطار من التناسق يؤدي إلى تحقيق الأهداف التي أرمي إليها في الأمن والزراعة والصناعة والتجارة والثقافة.


الأمن

هناك أربعة محاور لفلسطين المحتلة: القدس الشرقية، نابلس العميقة، الغور، القطاع. تشرف على الأمن في القدس الشرقية الشرطة البلدية والحرس الملكي، يشرف على الأمن في نابلس العميقة رجال الدرك، القوة العسكرية الفلسطينية الموجودة، وأعني بالعميقة نابلس وما يليها من جانبيها طولكرم وجنين وقلقيلية حتى الحدود مع إسرائيل، ويتواجد الجيش الإسرائيلي ما شاء له التواجد داخل حدوده، يشرف على الغور الجيش الأردني من الناحية الشرقية لنهر الأردن، حيث تكون صلاحياته من صلاحيات اتفاق وادي عربة وتأهيلاته من تأهيلات مملكتي بضفتيها. يشرف على القطاع الجيش المصري في رفح والعريش، مع الاحتفاظ بقوة حماس العسكرية لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد ثلاث مرات حسب متطلبات المناخ السياسي الجديد الذي بسلمه سيفرض هو على حماس كيفية التعامل مع سلاحها. يوجب ما سبق انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من فلسطين المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، إنه الأمن الآمن بالسلم لا الأمن غير الآمن بالحرب على طريقة أردوغان، ومن يقل أردوغان يعنِ الحلف الأطلسي بعقلية المهووسين والمهسترين والبيت الأبيض، فليتقدم أردوغان أكثر ليكون تحت نيران الأكراد أقرب، ولتتراجع إسرائيل أكثر لتكون بعيدًا عن كل النيران.


الزراعة

فلسطين هي الأرض والبحر والإنسان، الإنسان قتله الإسرائيليون بالاحتلال، البحر حرمونا من ثرواته، الأرض لوثوها بالمبيدات، أرضنا وأرضهم، فما يزرعون ويأكلون "بفضل" المنتجات الكيماوية، أي أنهم مثلما يقتلون إنساننا يقتلون إنسانهم، فالمصابون بالسرطان في إسرائيل نسبتهم الأعلى في العالم، ويأتون ليحدثونا عن أعظم الجامعات وأعظم باقي الخزعبلات، بينما من الممكن ومن الممكن جدًا أن نعود بالأرض إلى عصرها الذهبي عصرها البيولوجي بأسهل الطرق، وأمام شِحِّ الماء أن نلجأ إلى تحلية مياه البحر التي تقنيتها لم تعد تكلف كثيرًا، فنحول الغور عندنا إلى الجنة على الأرض، ونصنع منه لصناعة الأخشاب أمازونيا ثانية، بأيدي الذين هم فيه عربًا ويهودا.


الصناعة

الصناعة في إسرائيل وفي فلسطين وفي الأردن جزء لا يتجزأ من الحضارة الصناعية التي تحتضر اليوم، وحسب نادي روما ستنهار في العام 2030، على مرمى حجر من زمننا. تل أبيب سيليكون فالي على راسي وعيني –فندت هذه الحجة في مقال سابق- ولكن هل ستنقذ تكنولوجيا إسرائيل أمريكا والعالم؟ ما سينقذ إسرائيل وأمريكا والعالم التصنيع الشامل للمنطقة، وليس من هذه الناحية، من ناحية الاقتصاد في المواد الخام والكلفة، وفي بلدان كإسرائيل وفلسطين والأردن المصادر الطبيعية منعدمة، يجب إذن ابتكار تقنية جديدة يحل فيها الخشب محل الحديد، وبانتظار أن تنمو الغابات في الأغوار تذويب أعواد القصب، في الماضي كانت الحناطير خشبية، وكانت السيارات خشبية، وكانت الباصات خشبية، وكانت السقوف خشبية، وكانت الجدران خشبية، وكانت الأبواب وحتى اليوم خشبية، فلتكن الثلاجات خشبية وباقي الأدوات الإلكترومنزلية، فنخرج من العصر البلاستيكي، وندخل في العصر البيولوجي، وقس على ذلك كل أنواع الصناعة. في فلسطين وفي الأردن وفي إسرائيل جبال لألف عام من الحجر، والتحجير من كل الألوان صناعة لا تفنى للمنطقة وللعالم. أما أعظم الصناعات فهي الصناعات التي تضاهي غيرها بكلفة أوطى وبنوعية أعلى، وهذه لن تكون إلا برخصة أمريكية، وبتشغيل أمريكي يساهم في حقن الصناعة الأمريكية بملياراتنا.


التجارة

السوق المحلي تحت الاحتلال يبقى محدودًا رغم كل تدابير الغش والاحتيال للتسلل إلى السوق العربي، لكنه مع مملكتي سيتحول إلى سوق مفتوح من المحيط إلى الخليج وعبرهما إلى العالم ليكون جسرًا إلى العولمة لا غنى عنه بكل قطاعاته، هذا السوق يصهرنا في بوتقته كهويات وكأفراد وكمشاريع وكأحلام وكآمال وكأمانٍ، دون أن يعني ذلك الامحاء، يعني ذلك الارتقاء، فهم الآخر، ودعم الآخر، في اختلافه، فالآخر هو الوجه الذي لي في المرآة، والارتقاء هو السيف الذي لي في غمده، المصالح المشتركة، الأمن المشترك، الزراعة المشتركة، الصناعة المشتركة، التجارة المشتركة، الثقافة المشتركة.


الثقافة

القيم الثقافية قيمي وقيم كل واحد منا، هكذا أريد أن تكون القيم الثقافية، قيم الجندي كالأسير، الصعلوك كالأمير، التاجر كالعازف، المعلم كالطالب، البنكي كالمتدين، السوقي كالمتمدن، فالنشاط الإنساني هو شرطه، وهو ظرفه، وهو سلوكه، إنه نحن في تنوعنا مهما تعددت انتماءاتنا، والثقافات لهذا هي ثقافة واحدة تحت أشكالنا، نحن أشكال ثقافات الإنسان، هذا ما أشعر به في فرنسا، نحن بثقافاتنا ثقافة فرنسا، ولهذا فرنسا دولة عظمى، إنها دولة عظمى بنا، قبل أن تكون قوة نووية. التاريخ الواحد الذي يجمعنا نحن والإسرائيليين في هذه المرحلة هو الأقوى في التاريخ، لأنه تاريخ ثقافتنا المشتركة: عندما كنت أكتب روايتي عن الحرب اللبنانية "بيروت تل أبيب"، سألني المستعرب الكبير دانيال ريج لماذا لا تترك واحدًا من عندهم يكتب عنهم، أجبته أنا من عندهم وهم من عندي، فابتسم، وأيدني.


خاتمة

أنا بكلامي هذا لا أتوجه إلى مهووسي الحكم ومهستريهم في إسرائيل وفي أمريكا، أنا بكلامي هذا أتوجه إلى عقلاء الحكم ومنفتحيهم في الأجهزة الأربعة التي تحكم العالم وفي وزارات الدفاع الكبرى وفي جامعات العلوم الإنسانية، فنحن على أبواب الانهيارات: انهيار الحضارة الصناعية، انهيار المنظومة المالية، انهيار المنظومة الاستخبارية. نحن على أبواب التفجرات: التفجر الديموغرافي، التفجر الغذائي، التفجر الحرياتي. بينما الحل هو المملكة في المنطقة، وقوس قزح في العالم، ليبدأ عصر جديد للعولمة، والذي بفضل العولمة الرقمية التي هي عولمة بين عولمات فيه، أمارس حركة التحرير الرقمي التي لي.




الملحق الثاني: خواطر على هامش المملكة


القدس

ما أكره هذه المدينة! ما أبشعها! ما أكره سكانها! ما أبشع شوارعها! ما أكره روائحها! ما أبشع دكاكينها! ما أكره أديانها! ما أبشع متدينيها! ما أكره نهاراتها! ما أبشع لياليها! ما أكره أزمانها! ما أبشع تواريخها! كل حبيب فيها كريه، وكل جميل فيها شنيع، لأنها مدينة شيطانية، انقلبت الأشياء فيها بصورها ومعانيها، وغدت صورًا لإنسانها ومعانيَ لأخلاقه، الصور المشوهة والمعاني المزيفة، فالقدس هي المدينة الأكثر تشويهًا في العالم والأكثر تزييفًا، وهي لهذا المسرح الأكبر اتساعًا لأصابع الإيديولوجيا المسيطرة، فيها تسرح هذه الأصابع وتمرح بكلِّ حريةِ عبوديةِ كلِّ الآخرين من كلِّ الأديان وكلِّ الأجناس، فالمرجع الوهمي الذي هو الله لا يحتاج إلى إثبات علمي، ينطبق على كل شيء، ويوافق كل ذوق، وأنا لهذا السبب سأكون ملكًا حقًا لشرقي سكانها وملكًا رمزًا لغربي سكانها كباقي ملوك القدس الذين سبقوني بأقل مما يتوقع من جهد وأقل مما يتصور من وقت، فكل شيء مهيأ لتتويجي، وواجبي الوجودي بعد ذلك أن أجعل من القدس المدينة الأحب والأجمل.


المستوطنات

هي بالأحرى مستعمرات لكنهم يقولون مستوطنات للتخفيف من بعدها الإكراهي، فهي بؤر قامت بالقوة على أرضي، بدافع وهمي –المرجع الوهمي إياه- لا يحتاج إلى تبرير للمستوطنين، هؤلاء المستوطنون الذين تنظر إلى وجوههم، وهم يغتصبون أرضي، فتقرأ انعدام الهوية، هم أكثر الناس ادعاء بالحق لهم فيها، وهم لو كانوا في الأرجنتين أو في أوغندا، كما كان من المزمع أن تقام إسرائيل هناك، لأوجدت لهم أصابع الإيديولوجيا المسيطرة كل ما يلزم من مبررات الادعاء بالحق، لهذا أمرهم عندي كملك عليهم بصفتهم من مواطنيِّ الذين يحملون الجنسية المزدوجة لا أسهل، وأنا بقبولهم بهذا الشكل أفتح المجال لكل يهود العالم للمجيء لا كمغتصبين مستوطنين، كمواطنين كونيين، مثلي أنا المواطن الكوني، فالمشكل، لو كان هناك مشكل، يبقى مشكل مملكتي لا مشكل إسرائيل التي منذ سبعين عامًا لم تنجح بإيديولوجيتها التي نعرفها في تجميع اليهود مثلها لغايات سياسية خسيسة، وليس مثلي لغايات إنسانية عظيمة.


دواعش إسرائيل

ليسوا الدواعش الذين ساهمت إسرائيل في صنعهم بره إسرائيل بل جوه إسرائيل، البرابرة الذين صنعتهم أصابع الإيديولوجيا المسيطرة في إسرائيل ذاتها ليناور بهم النظام وليزايد عليهم، كل تلك اللحى وغير اللحى، ومن غير اللحى، كل تلك الذقون العفنة على الرغم من كونها ملساء، ستصرخ كلها في تلفزيونات الدولة ضدي وأنا الملك القادم من أرقى الثقافات وأعلى قمم التقدم لأعدل بينها وبيني، بيني الذي هو بين شعبي، ولأنصفها في ممارسة كل حقوقها دون المساس بحقوقي، حقوقي التي هي حقوق شعبي، ولتفهم أنني في القدس الشرقية ملكًا لأنقذها مما هي فيه في القدس الغربية عبيدًا، وأعيد إليها إنسانيتها، فيتم ذلك ولا أسهل، لأنها قطيع من الإنسان تبقى لا من الدواب، وربما للإيديولوجيا المسيطرة في هذا المجال إيجابياتها، لأنها ذات قدرة مزدوجة، قدرة على تشييء الإنسان وقدرة على تأنيسه.


أمريكا بتستاهلي!

يصرح نتنياهو المهووس بأناه المهستر بإسرائيله قائلاً فيما معناه شكرًا يا أمريكا على كل ما تفعلينه لنا لكن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بدون عونك، فينسى هذا الكوساة الهزيمة الماحقة التي ألحقها به حزب الله من كم سنة، ويتناسى هذا المرساة بالأحرى المليارات التي تنفقها الولايات المتحدة سلاحًا على الخزق من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين، بالطبع تصريح كهذا غير منتج باتجاه أولي أمره ومنتج جدًا باتجاه المغسولة أدمغتهم من الإسرائيليين الذين تتلاعب بمصائرهم أصابع الإيديولوجيا المسيطرة. قرأت بعض التعليقات بعد جلسة محاميي نتنياهو في وزارة العدل من يومين: بي بي كلنا معك! بي بي أنت الأفضل! بي بي اسرق كل إسرائيل لك! بالمزايدة على الذي لا يزايد يكسب نتنياهو قلوب الذين عمل على تكريس اغترابهم وانتزاع عقلهم منذ عشرة أعوام في الحكم، إنه قادر على إلقاء اليهود في البحر، شيء لم يقدر عليه الشقيري، وتقدر عليه الإيديولوجيا، ما لم يتم تعليقها في خزانة المملكة، وتكون حماية اليهود والعرب من حكامهم.


نوبل للسلام

بما أنه وقت توزيع جوائز نوبل، أعرف تمام المعرفة أنني سأحصل على جائزة نوبل للسلام في العام القادم 2020 لأنني سأنجح في إنهاء سبعين عامًا من الوحل، ولأنني سأعمل على إنجاز في مدة أقصاها عشرة أعوام ما لم ينجز في عشرة قرون. في الماضي كنت أقول جائزة نوبل للآداب سأرفضها رفض سارتر من قبلي، واليوم أقول جائزة نوبل للسلام سأقبلها قبول الرئيس الأمريكي بائع فستق العبيد كذلك من قبلي، وبفلوسها سأبني سوربون جديدة في القدس الشرقية لأكرس ثقافتي الفرنسية الأغنى في العالم والأرقى ثقافة لشعبي العربي ولشعبهم اليهودي، بشرط واحد، شرط واحد فقط، ألا أتقاسمها مع غيري كما فعل عديم الذكر عرفات، وإلا سأرفضها، لأنني بما أفعل أساوي جائزة كاملة، لا نصف أو ثلث أو ربع جائزة.

























الملحق الثالث: معاهدة باريس


مقدمة

تقلُّد السلطة غير لولبتها، تقلُّد السلطة يكون بتسلقها، ولولبة السلطة تكون بتعرجها، ليواصل من يتقلَّد السلطة البقاء في سلطته عليه أن يمارسها بشكل لولبي يجعل منها في مسألة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي هاوية من جهنم لا نهاية لها، هذا ما أسميه نسق الجنون السلطوي، لكن ما لا يدركه صاحب السلطة أن للسلطة من القوة ما يجعلها تمارس عليه بشكل لولبي مضاد نسقها الذي يخرج عن إرادته، هذا ما أسميه التنسيق بين المكونات السلطوية، وذلك في اللحظة التي تستنفد فيها السلطة كل قواها، فتبدأ شروط غير شروطها، وظروف غير ظروفها. هذا بالضبط ما يجعلني أقاتل لقيام سلطة جديدة شروطها من شروط وضعنا القائم وظروفها من ظروف وقتنا الحاضر، فأنا كسياسي لا أغطس في وحل سبعين سنة من الضياع التاريخي للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، لا تعميني مأساة شعبي، ولا تُصِمُّنِي ملهاة شعبهم، ملهاة شعبهم لا تلهيني لأن موليير ليس هو الذي كتبها، لأن ضباط الجيش الإسرائيلي هم الذين كتبوها، وهم كتبوها بإملاء من ربطات العنق الحمراء في البيت الأبيض، على حساب حرية الشعبين ووجودهما. رغم ذلك، هم يتجاهلون هذا الواقع الذي أفلت من أيديهم، والذي جعلهم ينتمون إلى زمنٍ كافكاويّ، في "العلبة السوداء" لعموس عوز، فألف شكر للعولمة الرقمية التي بتجاوزها المراحل جعلتني أشمخ من خارج هذه العلبة السوداء بوصفي حركة تحرر رقمي، وبكوني صفحة لحروف من ذهب دبجتها آمال وأماني الشعبين والشعوب الأخرى في المنطقة، ومن منطق هذا الانتماء إلى الأماني والآمال أقدم الحلول التي لم يعد باستطاعة نسق الجنون السلطوي تقديمها بعد أن فوَّت أصحابه كل الفرص عليهم، ولم يبق لهم من خيار آخر، وهم يقفون عاجزين أمام الحلول المعجزات سوى تطبيقها.


لماذا باريس

باريس فضاء محايد للتوقيع على معاهدة غير محايدة، أقول غير محايدة لأنها تأخذ بعين الاعتبار "هموم" كل طرف من الأطراف بالتعاطف معها، وبفضل موقعها الجغرافي تعمل باريس على إرضائها تمامًا بشكل واحد للجميع، واشنطن أخطأت بانحيازها، ولندن ذات سوابق نحن في غنى عن التذكير بها، ثم باريس عاصمتي التي أحب أكثر من أية عاصمة أخرى، فيها عشت منذ قرون، وفيها وُلِدَتْ بناتي، وفيها جعل نهر السين منه أخي، أنا للذي عرفني وقرأ رواياتي مخلص لمن يخلص لي.


الاتفاق السياسي الأول

* إسرائيل دولة يهودية مستقلة كاملة السيادة الأقليات فيها ثروتها الواسعة حدودها عام 1948 عاصمتها القدس بشقيها الغربي والشرقي
* فلسطين دولة عربية مستقلة كاملة السيادة الأقليات فيها ثروتها الواسعة حدودها عام 1967 عاصمتها القدس بشقها الشرقي سكانها من اليهود مزدوجو الجنسية
* الأردن دولة عربية مستقلة كاملة السيادة الأقليات فيه ثروته الواسعة حدوده عام 1946 عاصمته عمان
* مملكة الأردن وفلسطين دولة متخطية الحدود القومية (supranational) مستقلة كاملة السيادة استقلالها من استقلال بلديها وسيادتها من سيادة بلديها المواطنون العالميون فيها ثروتها الواسعة حدودها عام 2019 عاصمتاها القدس الشرقية وعمان
* القدس موحدة تحت علم بلديتها وأمن شرطتها في شقيها الغربي والشرقي وأمن حرسها الملكي في شقها الشرقي بما في ذلك القدس القديمة وأماكن العبادة التي يشرف عليها العابدون أنفسهم
* القدس الشرقية كعاصمة لفلسطين ولمملكة الأردن وفلسطين يقام فيها القصر الملكي وملحقاته وتكون السفارات فيها مشتركة أو في القدس الغربية أي في القدس الكبرى وتبقى الوزارات الفلسطينية وباقي المؤسسات الإدارية في رام الله والبيرة وأبي ديس
* أمن إسرائيل من أمن فلسطين، في القدس الشرقية كما جاء ذكره، وفي نابلس العميقة وكل المدن والقرى المجاورة حتى حدود الرابع من حزيران 1967 الأمن من مهمة رجال الدرك الفلسطيني الذين هم رجال الأمن الفلسطيني الحالي، وفي إسرائيل (ليس من إسرائيل وإلا كان الانسحاب ضحك على اللحى) يتكلف بالأمن الجيش الإسرائيلي. في الغور يتكلف بالأمن الجيش الأردني من الضفة الشرقية لنهر الأردن، في القطاع يتكلف بالأمن الجيش المصري من رفح والعريش مع إعادة قوة حماس العسكرية إلى الوضع الأمني السابق على الانفصال في الشرطة البلدية والحرس الملكي، والضمان الاستراتيجي حرب حماس التي لا هوادة فيها، والتي شنتها ضد الجهاديين، وأزالتهم على طريق السلم الذي يريده قادتها
* اللاجئون يعوضون بسخاء تحت شرط "وين ما ترزق الزق" بما في ذلك إسرائيل عملاً بحرية التبادل التجاري والبشري، ينطبق ذلك على اللاجئين اليهود المشارقة، وكضمان لإسرائيل الخائفة من كم واحد لاجئ بأهليتهم يشكلون في الواقع قيمة من قيمها المضافة، كل اليهود في العالم أهلاً وسهلاً بهم في المملكة وكل من يريد من الإسرائيليين لو يرغب أهلاً وسهلاً به في العالم العربي وفي باقي بلدان المنطقة
* المستوطنون في المستوطنات الكبرى جنسية مزدوجة مع اقتلاع المستوطنات الصغرى ومنع قيام أية مستوطنة جديدة، وكضمان لإسرائيل القلقة على كم واحد مستوطن بأهليتهم يشكلون في الواقع قيمة من قيم فلسطين المضافة، كل اليهود في العالم أهلاً وسهلاً بهم في المملكة لو يرغبون
* رفع الحصار عن القطاع حالاً دون أي قيد أو شرط
* إطلاق سراح كل الأسرى السياسيين ومن ترى إسرائيل فيه خطرًا يتم نقله إلى سجون الأردن فيكمل مدة عقوبته أو تعاد محاكمته
* هدم جدار القهر العنصري حالاً دون أية مماطلة أو تسويف
* معاملة الأقلية العربية في إسرائيل معاملة الأقلية اليهودية في فلسطين كامل الحقوق كامل الواجبات كامل المسئوليات
* التقليل من "التشيكبوينتات" تدريجيًا على مدى أقصاه ستة أشهر وإحلال الحرس الملكي محل الجيش الإسرائيلي
* إيقاف الحفر نهائيًا تحت المسجد الأقصى بعد أن أقر علماء الآثار الإسرائيليين بوهم هيكل سليمان
* تعويض المتضررين من الاحتلال تحت شتى تسمياتهم وأشكالهم
* التعويض عن الاحتلال ألف مليار دولار على عشر سنوات
* تعويض الملك عن هدم دار أبيه وإلحاق دار أمه باليونسكو بقصر في مدينة مولده يافا، قصر الملك وملحقاته في القدس الشرقية على الحكومة الفلسطينية، قصر الملك وملحقاته في عمان على الحكومة الأردنية
* الالتزام بالقرارات الدولية وبيانات هيئة الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية
* اتفاق باريس يلغي اتفاق أوسلو وديناميكية السلم هي المعيار لكافة الأطراف تُلزمها هذه الديناميكية وتَلتزم بها
* القوة النووية لإسرائيل يجب الإشارة إليها لأن فيها تهديدًا لأمن الشعبين وشعوب المنطقة، هذا يعني تفكيكها، التفكيك بالطرق التقنية بعد اطمئنان الشعوب بفضل السلام وثقتها ببعضها وفي الوقت نفسه المنع بالطرق السلمية كل من يحاول التسلح بالسلاح النووي
* المستجدات شيء طبيعي والإضافات تتم بالتحاور وبالاتفاق


التوقيع

عن إسرائيل
عن فلسطين
عن الأردن
عن مملكة الأردن وفلسطين
عن مصر


الاتفاق السياسي الثاني

* ملك الأردن وفلسطين بناته الأربع صاحبات السمو الملكي حفيداته وأحفاده أصحاب السمو الملكي كذلك، أزواج بناته ليسوا أمراء، زوج ابنته ولية العهد عندما تتبوأ العرش صاحب السمو الملكي كزوجة الملك صاحبة السمو الملكي، أبواها وأخواتها وإخوتها وأولادهم أشراف، الشيء نفسه في المستقبل مع أسرة زوج الملكة، ويقف الأمر عند ذلك إلا بمرسوم ملكي، أخوات وإخوة الملك أصحاب السمو الملكي، زوجاتهم وأزواجهن ليسوا أمراء، أولادهم وأولاد أولادهم أصحاب السمو، ويقف الأمر عند ذلك إلا بمرسوم ملكي، يسجل هذا في الدستور الجديد
* الرئيس الفلسطيني هو الضامن للدستور الجديد (انظر الملف الخاص بذلك) وللمؤسسات ولكافة الحريات بما فيها حرية التبادل وحرية التنقل
* الملك الأردني هو الضامن للدستور الجديد (انظر الملف الخاص بذلك) وللمؤسسات ولكافة الحريات بما فيها حرية التبادل وحرية التنقل
* ملك الأردن وفلسطين هو الضامن للصلاحيات ولمنظمات المجتمع المدني ولكافة الإجراءات الدَّوْلية (من دولة) ولكافة المعاهدات، توقيعه بعد توقيع الرئيس والملك ورئيس المحكمة العليا ملزم
* فصل الدين عن الدولة وإقرار العلمانية نهجًا في الحكم دون المساس بكافة الأديان
* الحقوق الفردية لكافة الأفراد
* الحقوق المدنية لكافة الأفراد
* الحقوق الاجتماعية لكافة الأفراد
* الحقوق الثقافية لكافة الأفراد
* الحقوق الوجودية لكافة الأفراد
* النظام الرأسمالي نظام الدولة
* النظام الانتخابي لا يبيح أي انتماء ديني أو حزبي، النظام الانتخابي عماده منظمات المجتمع المدني (انظر الملف الخاص بذلك)
* فلسطين بشقيها الضفة والقطاع منزوعة السلاح
* استقلال الهيئات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية
* السياسة الداخلية كالسياسة الخارجية من صلاحيات رئيس وزراء الأردن ورئيس وزراء فلسطين تحت كنف ملك الدولتين
* التناسق التجاري بين مملكة الأردن وفلسطين وإسرائيل (انظر الملف الخاص بذلك)
* التناسق الثقافي بين المملكة الكبرى وإسرائيل
* التناسق العلمي بين المملكة الكبرى وإسرائيل
* التناسق السياحي التناسق الرياضي التناسق الإنساني بمعنى التناسق من جميعه بين المملكة الكبرى وإسرائيل
* بنك مركزي واحد وعملة واحدة واقتصاد واحد للدولتين في المملكة الواحدة
* مملكة الأردن وفلسطين عضو في بنك التضامن المزمع إنشاؤه في الرياض
* مملكة الأردن وفلسطين يغطيها كفضاء مشروع العواصم الخمس الفذة (انظر الملف الخاص بذلك)
* الالتزام بالقرارات الدولية وبيانات هيئة الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية
* الانخراط في دمقرطة الأنظمة العربية
* الغرب والشرق محوران هامان للتعاون على كافة المستويات
* أمريكا الحليفة ذات الامتياز للمملكة بشقيها والشريكة ذات الاعتبار تطبيقًا للشعار "أَعطِ أُعطِ" وقد انتهى عهد الابتزاز وبدأ عهد الاستثمار في كل الميادين
* المستجدات شيء طبيعي والإضافات تتم بالتحاور وبالاتفاق


التوقيع

عن مملكة الأردن وفلسطين
عن الأردن
عن فلسطين
عن إسرائيل
عن أمريكا


الاتفاق السياسي الثالث

* أي حل للمسألة الفلسطينية-الإسرائيلية لن يكون حلاً بنيوًيًا إلا في علاقاته مع الدول العربية من ناحية أولى ومع دول المنطقة من ناحية ثانية لأن فلسطين مشكلٌ في قلب كل المشاكل، إنها في قلب كل مشاكل الكون، حلولها تمضي بحله وإلا من حيث الجوهر (intrinsèquement) لن يكون هناك حل لمشاكل العالم
* لتكون الدول العربية ودول المنطقة دولاً فاعلة أي دولاً على مستوى الدور التاريخي والدور الاقتصادي أهم الأدوار الأخرى هناك شرط النظام الديمقراطي وشرط المشروع الوجودي
* دمقرطة النظام العربي من المحيط إلى الخليج عمادها الدستور الجديد (انظر الملف الخاص بذلك)
* مركزة المشروع العربي من المحيط إلى الخليج عمادها العواصم الخمس الفذة (انظر الملف الخاص بذلك)
* نفس الشيء فيما يخص القوميات الثلاث الأساسية الفارسية والتركية والكردية إلى جانب اليهودية والعربية
* بالديمقراطية من السهل لإسرائيل أن تأخذ مكانها الدائم بين جاراتها
* بالاستثمارية من السهل لإسرائيل أن تحقق حلمها الجديد الأقوى من حلمها القديم "من الفرات إلى النيل" لتكون الشريكة من المحيط إلى الخليج في السوق المفتوحة
* الدول العربية من هاتين الزاويتين زاوية الاستثمارية وزاوية الديمقراطية ترى علاقاتها العادية بإسرائيل
* الدول العربية شرطها السياسي من شرط مملكة الأردن وفلسطين وتصورات حكامها من تصورات ملكها
* الدول العربية تنادي بانسحاب إسرائيل الكامل من فلسطين المحتلة بشقيها القطاع والضفة وترى أن السلام سيفرض نفسَهُ عليها وعلى سوريا ونهجَهُ الخاص بالتعامل مع احتلال الجولان للتوصل إلى صيغة ترضي حرية الطرفين والحال نفسه مع جنوب لبنان
* الدول العربية تعترف بإسرائيل في نفس الوقت الذي تعترف فيه بفلسطين وبمملكة الأردن وفلسطين وبأفنان القاسم ملكًا على مملكة الأردن وفلسطين
* الدول العربية تنهي كل حرب تنهي كل إرهاب تنهي كل قمع وتعتبر إعادة إعمار اليمن وسوريا والعراق واجبًا من واجباتها الوطنية ومسئولية من مسئولياتها الإنسانية
* المستجدات شيء طبيعي والإضافات تتم بالتحاور وبالاتفاق


التوقيع

عن جامعة الدول العربية
عن السعودية
عن اليمن
عن عُمان
عن الإمارات
عن البحرين
عن قطر
عن الكويت
عن العراق
عن سوريا
عن لبنان
عن الصومال
عن السودان
عن جنوب السودان
عن مصر
عن ليبيا
عن تونس
عن الجزائر
عن المغرب
عن موريتانيا
عن الأردن
عن فلسطين
عن مملكة الأردن وفلسطين
عن إسرائيل


الاتفاق السياسي الرابع

* أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن بالإضافة لهيئة الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام هي الضامنة للاتفاقات الثلاثة السابقة
* هذه الدول على رأسها أمريكا أطراف منضمة (parties adhérentes) وشريكات متضامنة (commandités)
* هذه الدول على رأسها أمريكا تقيم كيانًا جديدًا في المنطقة بالموافقة الضمنية لشعوبها مملكة الأردن وفلسطين، وتتوج الدكتور أفنان القاسم ملكًا عليها، ولية عهده ابنته غيداء القاسم، وولية ولية العهد ابنتها مارجو القاسم، ثلاثة أجيال في نظام غير بطريركي عَلَمُهُ الملكي قوس قزح
* هذه الدول على رأسها أمريكا لتنظيم استثماراتها في المنطقة يلزمها أداة عالمية مؤسسة "قوس قزح" (انظر الملف الخاص بذلك) بأخطبوطيتها في الأركان الأربعة للمعمورة ستجد الدواء الناجع لكل أمراض المنطقة والحل الحاسم لكل أزماتها
* هذه الدول على رأسها أمريكا لتعويضها عن سوق السلاح المدمر لنا ولأخلاقها عليها تكييف إنتاج الحرب إلى إنتاج سلمي وعليها وضع حد للإرهاب كوسيلة تمجها الإنسانية وهي بحل المسألة الفلسطينية-الإسرائيلية توفر على نفسها المليارات وتجني لنفسها المليارات فبالسلم الشرق الأوسطي تشغِّل مصانعها أضعاف ما هي عليه بالحرب الشرق الأوسطية وتضاعف لو تشاء من إنتاجها الوطني فتخلق الأشغال وتحقن بالمليارات اقتصادها
* هذه الدول على رأسها أمريكا لتسير عملية الدمقرطة كما يجب، عليها أن تعمل على إفهام حلفائها لن يمسسهم أي أذى، وسيكون كل واحد منهم في قصره معززًا مكرمًا كإليزابيث الثانية. بخصوص الإسلام سيكون فاتيكان مكة وقم لتعزيز المسلمين وإكرامهم، وبخصوص الأعلام سيكون محو كل إشارة دينية تتناقض مع العلمانية
* هذه الدول العريقة بحضارتها على رأسها أمريكا ولكن المهددة بانهيارها مع العام 2030 حسب نادي روما ستنفحها هذه الاتفاقات أنفاسًا جديدة لمائة عام حسب إجماع الاقتصاديين في العالم شرط أن تطبق القانون "أَعطِ أُعطِ" في استراتيجية نفوذ جديدة التقدم معيارها لا التخلف كما دأبت على عمله بعقلية الحربين العالميتين حتى كتابة هذه المعاهدة
* هذه الدول على رأسها أمريكا ستشرف على تنفيذ الاتفاقات السابقة غداة التوقيع عليها، وفي فلسطين المستقلة فلسطين المملكة الانتهاء في مدة أقصاها سبعة أيام
* المستجدات شيء طبيعي والإضافات تتم بالتحاور وبالاتفاق


التوقيع

عن الولايات المتحدة الأمريكية
عن فرنسا
عن إنجلترا
عن روسيا
عن الصين
عن هيئة الأمم المتحدة


الملف الأول: الدستور

ليسه نهائيًا وعلى الأخصائيين والقانونيين إعادة كتابته بالنظر إلى خصائص وخصوصيات كل بلد

يعلن مواطنو دولتي فلسطين والأردن (مملكة الأردن وفلسطين) تعلقهم بحقوق الإنسان وبمبادئ سيادتهم الوطنية، واسترشادًا بهذه المبادئ وهذه الحقوق، يقترح مواطنو المملكة على كل عربي يرغب في ذلك، الانضمامَ إلى مؤسسات دولتهم الجديدة المُقَامة على المَثل الأعلى المشترك للحرية والمساواة والأُخُوّة، المُشَادَة لأجل تطورها الديمقراطي. تضمن مملكة الأردن وفلسطين أمام القانون تساوي كل المواطنين بلا أي تمييز في الأصل أو في العرق أو في الدين، محترمة كل العقائد، وهي في تنظيمها غير مركزية. قانونها التساوي بين الرجل والمرأة في الترشيح والانتخاب والوظائف العمومية، وكذلك في المسئوليات المهنية والاجتماعية.

تسهر حكومتا الأردن وفلسطين على احترام الدستور، وتترك لكل فرد من أفرادها الإشراف على عمل الأجهزة العمومية، وكذلك على استمرار الانتماء إلى المملكة الأم الضامنة بضمان ملك المملكة الابنة للاستقلال الوطني، وللتراب الوطني، وللمعاهدات. تحدد الحكومة وتدير السياسة الملزِمة لكل مواطنيها، لكل وزارة سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية لا سلطة الوزير، والحكومة كحاضنة لهذه السلطات الثلاث مسئولة أمام البرلمان. يصوّت البرلمان على القوانين، ويراقب عمل الحكومة، وكذلك يقيّم السياسات العمومية لكل وزارة. يقرر البرلمان القوانين الخاصة بالحقوق المدنية والضمانات الجوهرية المعطاة للمواطنين لممارسة حرياتهم: حرية الحريات الحرية، الحرية العقائدية، التعددية، استقلال وسائل الإعلام، استقلال القضاء، استقلال المؤسسات المدنية عن المؤسسات الدينية، وبالتالي لا يحق إطلاقًا أي تمثيل ديني على كافة الأصعدة التي أولها صعيد الحكم.

تتفاوض الحكومة مع المملكة الأم فيما يخص المعاهدات الدولية، وتوقع عليها، وعليها أن تَعلم بكل مفاوضات يجريها أي فرد من أفرادها وأي شريك من شركائها. بينما كل معاهدات السلام، المعاهدات التجارية، المعاهدات السياحية، المعاهدات العلمية، المعاهدات الصناعية، المعاهدات أو الاتفاقات المتعلقة بالتنظيم الدولي، المعاهدات الملزمة لمالية الحكومة في كافة المجالات المجال الاقتصادي أولها، المعاهدات الخاصة بالغرب القائمة على الشراكة لا شيء غير الشراكة، المعاهدات المعدِّلة لقانون من القوانين التشريعية، المعاهدات المتعلقة بوضع الأشخاص، المعاهدات الخاصة بتنقلهم، المعاهدات المحتوية على الإشارة إلى اتحاد فلسطين والأردن أو إلى السلم بين فلسطين والأردن وإسرائيل، لا يمكن التوقيع عليها أو قبولها إلا بموجب قانون، ولن تكون سارية المفعول إلا إذا وقّعت الحكومة عليها فالمحكمة العليا فملك الأردن فملك الأردن وفلسطين. كما وأن لا انفصال عن المملكة الأم، والحالة هذه مملكة الأردن وفلسطين، برضاء أو بلا رضاء سكان المملكة الفتية.

تتشكل حكومة دولتي الأردن وفلسطين من أعضاء ترشحهم منظمات المجتمع المدني (انظر الملف الخاص بذلك) لخمس سنوات انتخابية، يَنتخب أفرادها رئيسًا منهم للدولة في حالة فلسطين يكون رئيسًا ووزيرًا في نفس الوقت، وتكون لكل رئيس فترتان انتخابيتان غير قابلتين للتجديد، كما وتسهر الحكومة على الانتخابات النزيهة. ومن مهمة الحكومة الإشراف على التخطيط في كافة المجالات التعليم أولها، واستغلال أفضل طرق التطوير الأبحاث أولها، كذلك فحص كل القوانين قبل إصدارها بعين الدستور. إنها الضامن بضمان الملك أو الرئيس وبضمان ملك المملكة الكبرى لاستقلال السلطة القضائية، يُعِينُها مجلس العدالة، لا أحد يُعتقل بشكل تعسفي، فالسلطة القضائية حارسة للحرية الفردية، ولا أحد يدان بالموت. من ناحية أخرى، يحاكَم أعضاء الحكومة عن أفعال تتجاوز مسئولياتهم أيةً كانت، وكل شخص يشعر بسوء المعاملة من لدن أي عضو بإمكانه أن يقاضيه. ترافق الحكومة كل ما يتعلق بالتغيير الاجتماعي والحقوقي كالطاقي والجغرافي، الطاقي بنشر الطاقة المتجددة، والجغرافي بشق قناة البحرين، البحر الميت والبحر الأبيض المتوسط، وتسهر على تنفيذ هذين المشروعين الوطنيين سهرها على احترام الحقوق والحريات من طرف الإدارات والمؤسسات والتنظيمات في كل الوزارات.

مملكة الأردن وفلسطين هي بطبيعة الحال مدنها ومناطقها وبلدياتها وأناسها المجردون من كل مرجعية طائفية أو عرقية أو إثنية أو طبقية أو عائلية أو ثقافية، باختصار مواطنوها، وعليهم أن يتخذوا قراراتهم عن طريق التمثيل الديمقراطي للجميع، فيديرون أنفسهم بأنفسهم، بكل حرية، وبالكفاءة التي تؤهلهم لذلك، لا وصاية لأحد على أحد، إلا في حالة التعاضد، وبالقدر الذي يسمح به القانون. وعلى كل عضو من أعضاء الحكومة مهمة الحفاظ على المصالح الوطنية، وتحرير الإنسان من أغلاله الروحية والمادية أولها سلاسل التخلف والغيبيات، ممهدًا له الدخول من الأبواب الواسعة للعصر الحديث، فيقوم بدور المراقبة، بلا أي نوع كان من التعالي الإجبار الاستبداد التهديد الترغيب أو الترهيب، ويعمل على احترام القوانين.


الملف الثاني: الاتفاق الاقتصادي والتجاري بين إسرائيل ومملكة الأردن وفلسطين

الاندماج في الاقتصاد العربي

يجسد الاتفاق الاقتصادي والتجاري الالتزام المشترك بين مملكة الأردن وفلسطين وإسرائيل والدول العربية ودول الشرق الأوسط لصالح التجارة الحرة والعادلة ضمن شراكة ديناميكية تركز على المستقبل. إنه اتفاق التجارة الحديثة التجارة التقدمية الذي من شأنه تعزيز النشاطين التجاري والاقتصادي، ولكن أيضًا تعزيز قيمنا الكونية والدفاع عن مفاهيمنا المشتركة حول الحكم في المجتمع. فالاتفاق الاقتصادي والتجاري يفتح صفحة جديدة للتعامل بين الدول، يوجب فتحها وقتنا بكل طموحاته وأمانيه، كما ويخلق فرصًا جديدة لا تعد ولا تحصى في التجارة والاستثمار ينعم بها المواطنون الإسرائيليون والفلسطينيون والأردنيون وسائر شعوب المنطقة، فضلاً عن إحلال القيم الأساسية التي نعتز بها محل القيم الطائفية والعنصرية والدينوية وباقي آفات مجتمعات القرون الوسطى. ونود على وجه الخصوص أن نُذَكِّر بما يلي:

إن الاندماج في الاقتصاد العربي هو مصدر الرخاء لمواطنينا، وإيمانًا منا بذلك، نحن ملتزمون التزامًا مكينًا بالتجارة الحرة والنزيهة التي يجب أن تعم فوائدها لتشمل فئات واسعة من مجتمعاتنا بقدر الإمكان. تتمثل أهدافنا في زيادة رفاه الفلسطينيين والأردنيين كرفاه الإسرائيليين وسائر شعوب المنطقة من خلال دعم الوظائف وخلق نمو اقتصادي دائم -تعترف إسرائيل ومملكة الأردن وفلسطين والدول العربية ودول الشرق الأوسط بأهمية الحقوق المدنية والقوانين التي تخدم المصلحة العامة والمسجلة في الاتفاق– كما ويجب أن تكون الأنشطة الاقتصادية في إطار قوانين واضحة وشفافة، وتقوم على قواعد لا تقل وضوحًا وشفافية، تحددها السلطات العامة.

لذلك، ستحتفظ المملكة الكبرى وإسرائيل والدول العربية ودول الشرق الأوسط بالقدرة على تحقيق أهدافها السياسية العامة المشروعة التي تحددها مؤسساتها في مجالات كثيرة مثل الصحة العامة والخدمات الاجتماعية والتربية والتعليم والسِّلم المدني والبيئة والأخلاق العامة وحماية الحياة الخاصة وحماية الحريات، فضلاً عن تعزيز التنوع الثقافي وحمايته. سيقوِّي الاتفاق الاقتصادي والتجاري من معاييرنا ولوائحنا فيما يتعلق بسلامة الأغذية، وسلامة المنتجات، وحماية المستهلك، أو الصحة، أو البيئة، أو حماية العمل. كما يجب على السلع المستوردة، وعلى الموردين والخدمات والمستثمرين، كل هذا وذاك، أن يستمر في الامتثال للمتطلبات المفروضة على الجميع، بما في ذلك القواعد والقوانين والأنظمة المعمول بها. مملكة الأردن وفلسطين والدول العربية ودول الشرق الأوسط من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، تثمن من جديد الالتزامات التي قطعتها على نفسها في التدابير الاحترازية بموجب الاتفاقات الدولية. وهذا الاتفاق يحدد بوضوح ودون لبس موقف الموقعين عليه، كما جاء في المادة 31 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، وذلك بخصوص تأثير الاتفاق الاقتصادي والتجاري في قدرة حكومة إسرائيل وحكومتا المملكة الكبرى وباقي حكومات الشرق الأوسط على تنظيم المصلحة العامة، فضلاً عن الأحكام المتعلقة بالحمايات والاستثمار، وتسوية النزاعات، والتنمية الدائمة، وحقوق الإنسان والعمال، وحماية البيئة.

يحافظ الاتفاق الاقتصادي والتجاري على قدرة مملكة الأردن وفلسطين والدول العربية ودول الشرق الأوسط وكذلك إسرائيل، واعتماد وتطبيق قوانينها وأنظمتها الخاصة بها لتنظيم الأنشطة الاقتصادية من أجل المصلحة العامة، لتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة، والأهداف الداخلية العامة، مثل حماية وتعزيز الصحة العامة، والخدمات الاجتماعية، والتعليم العام، والسِّلم المدني، والبيئة، والأخلاق العامة، والضمان الاجتماعي، وحماية المستهلكين، وحماية الخصوصية الفردية، وحماية حرية الرأي، وكذلك تعزيز التنوع الثقافي وحمايته.

حقوق والتزامات

يوفر الاتفاق الاقتصادي والتجاري بين مملكة الأردن وفلسطين وإسرائيل كل ما يلزم لتسهيل التعاون بين سلطات البلدين، والهدف من ذلك هو تحسين الجهاز الإداري وجودته، وزيادة كفاءة استخدام الموارد الإدارية. وسيكون هذا التعاون على أساس طوعي، كما يجوز لسلطات البلدين اختيار التعاون بكل حرية دون أن تكون المملكة الكبرى مقيدة أو إسرائيل، ودون أن تضطر الواحدة أو الأخرى إلى التنفيذ عن إجبار بل عن اختيار، وذلك حسب البنود التالية:

(أ) تؤكد المملكة الكبرى والدول العربية ودول الشرق الأوسط وإسرائيل على حق الحكومات، وذلك على جميع المستويات، في دعم الخدمات التي تعتبرها خدمات عامة، وفي مجالات عديدة مثل الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والإسكان وتعميم الكهرباء وتوزيع المياه إلى آخره.

(ب) لن يمنع الاتفاق الاقتصادي والتجاري الحكومات من تحديد وتنظيم أحكام هذه الخدمات التي تخدم المصلحة العامة. كذلك لن تجبر الوكالة الدولية للطاقة النووية الحكومات على الخصخصة، ولن تمنعهم من توسيع نطاق الخدمات التي تقدمها للجمهور.

(ج) لن يمنع الاتفاق الاقتصادي والتجاري الحكومات من تقديم خدمات يوفرها موردون من القطاع الخاص، كما أنه لن يقيدهم أو يربطهم بالقطاع العام، فليس هناك شيء اسمه لا رجعة فيه في مجال الخدمات التجارية.

قواعد الاستثمار

(أ) يضع الاتفاق الاقتصادي والتجاري نصب عينيه قواعد الاستثمار الحديثة التي تحافظ على حق الحكومات في إدارة بلدانها من أجل المصلحة العامة، وذلك عندما يتعلق الأمر بالاستثمار الأجنبي، مع ضمان مستوى عال من حماية الاستثمار، وتوفير إجراءات عادلة وشفافة ترمي إلى تسوية النزاعات. لن يؤدي الاتفاق الاقتصادي والتجاري إلى معاملة المستثمرين الأجانب معاملة أكثر موائمة من المستثمرين المحليين، فالاتفاق الاقتصادي والتجاري لن يرغم أحدًا على اللجوء إلى محاكم الاستثمارات القضائية التي سينشئها، لأن المستثمرين أحرار في اختيار محاكمهم الوطنية.

(ب) ينص قانون التجارة الدولية على أن للحكومات حق تعديل تشريعاتها، شرط ألا تكون لهذه التعديلات آثار سلبية على الاستثمار أو على توقعات الربح للمستثمر. بالإضافة إلى ذلك، يحدد الاتفاق الاقتصادي والتجاري، بخصوص أي تعويض، استناد المستثمر إلى القرار الموضوعي الذي تتخذه المحكمة، وإلى كون التعويض لن يكون أكبر من الخسارة التي يتكبدها المستثمر.

(ج) تضع اللجنة الإسرائيلية للتجارة الدولية معايير محددة بوضوح لحماية الاستثمار، بما في ذلك المعاملة العادلة والمنصفة ومصادرة الملكية، وتوفر المحاكم لتسوية النزاعات بتوجيهات واضحة في هذا الموضوع، كيف ينبغي تطبيق هذه التوجيهات، وحسب أية معايير.

(د) بموجب الاتفاق الاقتصادي والتجاري، يجب أن تكون للشركات علاقات اقتصادية حقيقية باقتصاد مملكة الأردن وفلسطين أو اقتصاد إسرائيل للاستفادة من الاتفاق. وبخصوص الشركات التي أنشئت في المملكة الكبرى وإسرائيل قبل الاتفاق، لا يمكن للمستثمرين من بلدان أخرى، في حالة ما كان هناك خلاف ما معها، رفع دعوى ضد إسرائيل أو مملكة الأردن وفلسطين –ومن يقل إسرائيل يعن الدول العربية ودول الشرق الأوسط- بل تكون المقاضاة ضد هذه الشركات نفسها. هذا ويطلب من المملكة الكبرى وإسرائيل أن تدرسا، بشكل منتظم، مضمون الالتزام بتوفير معاملة عادلة ومنصفة من أجل ضمان أن يكون ذلك وفقًا لنواياهما (خاصة كما هو مبين في هذا الاتفاق) ووفقًا لرغباتهما.

(ه) أن تحترم المحاكم، في جميع الظروف والأحوال، نوايا كافة الأطراف المعنية، فالاتفاق الاقتصادي والتجاري يحتوي على أحكام تأذن لكافة الأطراف بإصدار مذكرات تفسيرية ملزمة، وتتعهد إسرائيل ومملكة الأردن وفلسطين والدول العربية ودول الشرق الأوسط بتطبيق هذه الأحكام.

(و) يدير الاتفاق الاقتصادي والتجاري ظهره للنهج التقليدي في تسوية النزاعات على الاستثمارات، وينشئ محاكم مستقلة ونزيهة ودائمة في هذا المجال، مستوحاة من مبادئ النظم القضائية العامة في إسرائيل ومملكة الأردن وفلسطين، وكذلك من مبادئ الهيئات القضائية الدولية مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. نتيجة لذلك، سيكون لأعضاء هذه المحاكم المؤهلات المطلوبة في بلديهم لتعيينهم في وظائفهم، ولفترة يحددها البلدان. هذا وسيتم الاستماع إلى القضايا من قبل ثلاثة أعضاء يتم اختيارهم دون محاباة، حسب معايير أخلاقية صارمة، غايتها الاستقلال والنزاهة، وعدم وجود أية تضارب في المصالح أو أي تحيز أو حتى أي إظهار للتحيز. ستبدأ إسرائيل والمملكة الكبرى فورًا بالعمل على تحديد قواعد السلوك لضمان نزاهة أعضاء المحاكم، وأسلوبهم، ومستواهم، ومكافآتهم، والعملية التي يتم فيها اختيارهم، وذلك قبل أن يبدأ تنفيذ الاتفاق الاقتصادي والتجاري.

(ز) الاتفاق الاقتصادي والتجاري بين القدس الغربية والقدس الشرقية هو الاتفاق الأول لتوفير آلية الاستئناف القضائي، وهو الاتفاق الذي يكفل اتساق قرارات المحكمة الابتدائية.

(ح) تتعهد إسرائيل ومملكة الأردن وفلسطين وضمنيًا الدول العربية والدول الشرق الأوسطية بالعمل بجميع قواعد الاستثمار هذه، وبالحرص على معالجة أي خلل في الوقت المناسب، أو أي قصور في المستقبل، وبالبحث عن سبل تحسينها بشكل دائم.

(ط) يمثل الاتفاق الاقتصادي والتجاري تغييرًا كبيرًا ومثيرًا في الاستثمارات وتسوية النزاعات، فهو يضع الأساس لنهج في العمل متعدد الأطراف، والهدف هو تطوير هذا النهج الجديد في تسوية النزاعات، عن طريق إنشاء محكمة استثمار متعددة الأطراف، وستعمل إسرائيل والمملكة الكبرى بسرعة على إنشاء هذه المحكمة في القدس الموحدة ذات النظام الواحد للبلدين، لتحل فورًا محل الأنظمة الثنائية، وتكون مفتوحة تمامًا للانضمام من قبل أي بلد يريد المشاركة في مبادئ المحكمة الأساسية. إنشاء هذه المحكمة المزدوجة في القدس الموحدة ستكون النموذج لمشاريع مزدوجة أخرى كثيرة في كافة المجالات لأن الحدود في نهاية المطاف وهمية بين قدس شرقية وقدس غربية ولأن الشعبين في نهاية المطاف سيتفاهمان على كل شيء.

التعهدات والضمانات

(أ) في إطار الاتفاق الاقتصادي والتجاري، تتعهد إسرائيل ومملكة الأردن وفلسطين وباقي الدول الشرق الأوسطية بتحسين تشريعاتها وسياساتها، وذلك لضمان مستويات عالية من حماية العمال، فهي لا يمكنها التساهل في هذا الأمر، من أجل تحفيز التجارة وجذب الاستثمار. بالتزامها هذا، يمكن للحكومات معالجة كافة الانتهاكات، سواء كانت لها آثار سلبية أو لم تكن على استثمارات المستثمر والأرباح المتوقع الحصول عليها. وللتنويه بأهمية الاتفاق الاقتصادي والتجاري يجدر الإشارة إلى أنه لا يغير شيئًا من حقوق العمال عند التفاوض، وعند تنفيذ الاتفاقات الجماعية، أو عند اتخاذ الإجراءات الجماعية.

(ب) في إطار الاتفاقية الدولية للتجارة الحرة، تتعهد مملكة الأردن وفلسطين والدول العربية ودول الشرق الأوسط وإسرائيل بالتصديق على الاتفاقيات الأساسية وتنفيذها على نحو فعال في إطار منظمة العمل الدولية.

(ج) يوفر الاتفاق الاقتصادي والتجاري لإسرائيل وللمملكة الكبرى –ومن يقل إسرائيل يعن الشرق الأوسط- الإطار اللازم للتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك من خلال مشاركةِ منظمة العمل الدولية، وللحوار الدائم مع منظمات المجتمع المدني، وذلك لضمان تحفيز الاتفاق الاقتصادي والتجاري والتجارة والاستثمار بطريقة تفيد العمال وتدعم التدابير اللازمة من أجل حماية العمل.

التجارة والاقتصاد

دعم المشاريع الصغيرة الحجم والمتوسطة، ليكون بمقدورها تلبية طلبات الزبائن، وستكون تكاليف هذا الدعم بمثابة التحدي المستمر، بينما يقدم الاتفاق الاقتصادي والتجاري الجواب لحل هذه المشكلة كما يلي: عن طريق السماح لجميع السلع المصنعة بتصديرها معفاة من الرسوم الجمركية؛ عن طريق تقليل أوقات المراقبة على الحدود والتفتيش، مما يجعل حركة البضائع أرخص وأسرع وأكثر فاعلية وأكثر كفاءة؛ عن طريق إنتاج المنتجات حسب المعايير الإسرائيلية والملكية والعكس بالعكس. إضافة إلى ذلك، تسهيل عمل ممثلي الخدمات أمثال العاملين على "افتكاك" العقود والمهنيين المستقلين والزوار من المستثمرين الذين يقومون برحلات عمل قصيرة، بحيث يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة تلبية المزيد من طلبات زبائنها، وبالتالي تحقيق زيادة كبيرة في مشاريعها الصغيرة الحجم والمتوسطة، سواء كان ذلك على مستوى المشتريات الحكومية أو على مستوى المشتريات المركزية وشبه المركزية والمحلية. ولسوف يستفيد المزارعون أيضًا من سهولة الوصول إلى الأسواق، ومن استغلال أفضل فرص المبيعات، بما في ذلك المنتجات ذات الجودة المحددة. التركيز على المشاريع الصغيرة الحجم والمتوسطة أفقيًا في البنى الاقتصادية أهم من ضروري لنجاح المشاريع العملاقة عموديًا في التحديث الشامل الذي سيحرث البلدين حرثًا برمتهما والشرق الأوسط من أقصاه إلى أقصاه، عن طريق التكامل الاقتصادي بين المملكة الأردنية الفلسطينية والشرق الأوسط وإسرائيل، وذلك بالاندماج الاقتصادي الكامل، وإحلال مفهوم النفوذ الجيو استثماري محل مفهوم النفوذ الجيو سياسي أو الجيو عسكري، مما يعني أننا لا نعرف أين يبدأ "التوريش" وأين ينتهي، فبالتوريش نبني مستقبل الشرق الأوسط من تل أبيب، ونحول دون أزمة مالية ساحقة تهدم ناطحات سحابها من القدس الشرقية.


الملف الثالث: مؤسسة قوس قزح

"الأسرلة" كنمط إنتاج أو "الفلسطنة" كنمط إنتاج يفرض نمط الإنتاج هذا "الأمركة" كنمط إنتاج، ليس بالضرورة على شاكلته، لكن من الضروري أن يكون النمط المحلي والنمط الأمريكي هنا، أن يرفد أحدهما الآخر، أن "يتكاملا"، فكيف يتكامل هذان النمطان؟ كيف يرفد أحدهما الآخر؟ كيف يكونا هنا؟ لا بد لهما من ماكينة جبارة: مؤسسة قوس قزح بفروعها الرئيسية الثلاثة في باريس ولندن وواشنطن وفروعها الثانوية في كل بلدان العالم. منذ أن بدأت أحكي عن قوس قزح إلى اليوم شهور طويلة مضت، نضجت خلالها في رأسي أفكار كثيرة حولها، أكثر موائمة لعصرنا، وللعصور القادمة، وأكثر فعالية، فهي ما أن تقوم حتى تقوم، نشاطاتها من نشاطات زمنها الذي لا ينفك عن التطور والتجدد.

مجموع أنظمة قوس قزح

يجب التفريق بين قوس قزح كمؤسسة خاصة وقوس قزح كمنفعة عامة. كمؤسسة خاصة يديرها مجلس خاص، وكمنفعة عامة يديرها مجلس عام. المجلس الخاص أنا على رأسه وأفراد أسرتي على شاكلة الأسرة الإيطالية "ميديسيز" في عصر النهضة، والمجلس العام على شاكلة كل المجالس العامة، يتشكل من عشرة أعضاء، يُنتخب رئيسٌ من بينهم، وهؤلاء الأعضاء العشرة، خمسة منهم يمثلون العواصم الخمس الفذة، طهران، الرياض، تل أبيب، القاهرة، الرباط، والخمسة الباقون يُختارون حسب كفاءاتهم العلمية بشكل دوري من ممثلينا (ممثلاتنا). سينبثق عن المجلسين، المجلس الخاص والمجلس العام، مجلس ثالث يجمعهما: المجلس المشترك. مجلس مخول بالبت في كافة المسائل التي تكلفه بها الجمعية العمومية. سيكون أعضاء الجمعية العمومية عند التأسيس ممثلينا (ممثلاتنا) في العالم، وبعد التأسيس بعض نواب في كل بلد من بلدان الشرق الأوسط، يتم انتخابهم حسبما جاء في ورقتي "الديمقراطية الجديدة". لن أنسى الإشارة إلى أن التعيين الفوقي التأسيسي لممثلينا (لممثلاتنا)، سيتحول إلى تعيين ديمقراطي دوري من لدن المجالس النيابية.

آلية عمل قوس قزح

لن تتعامل قوس قزح مع فدرالية أو كونفدرالية، كما كنت أقول في الماضي، بل ستحافظ كل دولة على استقلالها وخصوصيتها. ستتعامل قوس قزح مع مشاريع عامة تغطي كل الدول، فيكون الاتحاد ما بينها اتحادًا في المشروع الذي يشملها جميعًا، مع ترك حرية التصرف لكل دولة في الكيفية التي تنفذ بها هذا المشروع العام أو ذاك. أجد هذه الفكرة عبقرية جدًا، ومعاصرة جدًا، تتجاوز البيروقراطية التي يرزح تحت ثقلها الاتحاد الأوروبي، وأكثر من هذا، تحول دون صراع دائم بين سلطتين، سلطة الاتحاد الخارجية وسلطة الدولة الداخلية، كما أنها بذكاء حاد تترك المشاريع الخاصة بكل دولة شأنًا من شئونها الداخلية. المشاريع الجبارة من مهمات قوس قزح، هي من تنفذ قرارات الجمعية العمومية بخصوصها. تنفيذ يذهب باتجاهين، اتجاه المستثمرين في العالم، واتجاه الحكومات المحلية. لهذين الاتجاهين شرطان: المال والديمقراطية. المال نعرف من أين نأتي به، الديمقراطية ستكون، أول ما تكون، بقيام النظام العلماني في كل الدول العربية باستثناء إيران. لماذا أستثني إيران؟ لأن إيران سترى النجاح الذي نحرزه في العراق، فالسيستاني، أعلى مرجعية شيعية، لا يرى أي مانع هناك. وكذلك، عملاً بشعار قوس قزح الذي اقتبسته عن مؤسسة "ميديسيز": أَسْرِعْ ببطء! الاستثمار سيكون هو كذلك عامًا وخاصًا، هناك استثمارات خاصة "تخص" كل بلد، وهناك استثمارات عامة "يختص" بها كل بلد: تصدير التكنولوجيا من طهران إلى كل بلدان الشرق الأوسط، تصدير الرأسمال من الرياض إلى كل بلدان الشرق الأوسط، تصدير الصناعة من تل أبيب إلى كل بلدان الشرق الأوسط، تصدير الزراعة من القاهرة إلى كل بلدان الشرق الأوسط، تصدير الثقافة من الرباط إلى كل بلدان الشرق الأوسط. الكيفية ستشرف عليها دولتي التي بدون دولة "رينبو"، لتكون كل هذه الانتاجات البنيوية التحتية كقدح الزند، فندشن بذلك جسرًا جديدًا خلاقًا كنظام إلى ما بعد مرتين الحداثة!

آلية عمل ممثلي قوس قزح

لسفرائنا (لسفيراتنا) في البلدان العربية مهمة كبرى، ألا وهي تأسيس النظام العلماني بالتعاون مع النظام القديم، وبانتظار كتابة قوس قزح لدستور عام للجميع عماده الدستور أعلاه، تضاف إليه البنود الخاصة بكل بلد، تشرف على كتابته لجنة قانونية يرأسها ممثلنا (ممثلتنا). من مهمة ممثلينا (ممثلاتنا) كذلك، تأسيس منظمات المجتمع المدني التي ستكون الأساس لانتخابات حرة بدون أي ضغط إيديولوجي أو أي تحريك إعلامي، كما جاء في ورقتي "الديمقراطية الجديدة"، وهذا لأول مرة في التاريخ الحديث. لسفرائنا (لسفيراتنا) في بلدان العالم مهمات عديدة إعلامية، استثمارية، اختراقية -أستعمل هذا المصطلح بمعناه الإيجابي- في اقتصادات البلدان التي هم فيها. بخصوص أمريكا والغرب، فتح حدودنا لهما، تحت كافة المعاني. أعني بذلك، بوضوح أكثر ما يكون عليه الوضوح، ألا نصبح كابوسًا للغرب ولأمريكا كالصين نموذجًا منافسًا لأمريكا وللغرب في عقر دارهما، بل أن نكون نموذجًا متكاملاً والنموذج الأمريكي والغربي، وهمنا، إن كان هناك استغلال، ولا بد أن يكون هناك استغلال ليكون هناك ازدهار، أقولها بعين المحلل الموضوعي وقد غدا الاستغلال شرًا لا بد منه! إن كان هناك استغلال، أن يكون استغلالاً أقل. كان نابليون يقول، وهو يحرق أوروبا بحروبه: أريد لأوروبا الازدهار! وأنا المتواضع المسالم السلمي الذي لا يؤذي نملة أقول: إذا ما كانت هناك حرب أشنها في الشرق الأوسط من أجل ازدهاره، فهي حرب ضد البؤس، حرب ضد التخلف، حرب ضد الجهل، من أجل مجد العالم.


الملف الرابع: مشروع العواصم الخمس الفذة

مشاريع قوس قزح ثقافية واقتصادية وسياسية، ترتبط هذه الحقول الثلاثة ببعضها لتكون ركائز نشاطات المؤسسة في باريس ولندن وواشنطن، لتكون قوة متكافئة مع غيرها من القوى في هذه المجالات، لتكون ذات قدرة على العمل من داخل البنى في الغرب، متأثرة بها ومؤثرة فيها. إضافة إلى ذلك، ترتبط ناحية "البزنس" بناحية "البوليتيك" للمؤسسة وفروعها في العالم، كيلا أجعل من عواصم النفط بقرةً حلوبًا على دأب زوائدها ونواقصها ممن تدعم. لكن التركيز هنا سيكون بالحديث عن بلدان الشرق الأوسط إسرائيل والمملكة الكبرى أولاهما في علاقاتها بالعصر الحديث، والأدوار التي ستعمل قوس قزح على أن تلعبها هذه البلدان كشريكة لأمريكا (عندما أقول لأمريكا أعني للغرب) وكفاعلة، منها تستمد قوتها وتمدها، فيكون شرط هذه البلدان من شرطها، وبالتالي قدرها قدر التقدم للجميع والرفاهية.

طهران وادي السيليكون

الشرق الأوسط الحديث كمفهوم جيواستثماري يعني ورشات عمل جديدة تضاف إلى ما هو موجود من ورشات عمل في وادي السيليكون جنوب مدينة سان فرانسيسكو، يكفي أن نتخيل التغيير العملاق الذي سيجتاح المنطقة، وما يتطلبه هذا التغيير في المجال التكنولوجي من تقنية عالية المستوى، ستكون طهران المؤهلة لذلك بوصفها امتدادًا صناعيًا لوادي السيليكون، ومجالاً استثماريًا للولايات المتحدة، فأمريكا في بلدها تمثل التكنولوجيا ثلث عائداتها الاستثمارية، ومن المفترض ثلثًا ثانيًا في الشرق الأوسط.

الرياض مكة المال

نحن لا نريد أن نسحب أصول السعودية وباقي بلدان النفط من البنوك الأمريكية أو ما يسمى "المؤسسات المالية النظامية العالمية الهامة"، نحن نريد أن نكون واحدًا منها واحدًا من جواها، بنكًا عالميًا يضاف إليها، وبدءًا من أصول جديدة تشمل كل عائدات النفط في الشرق الأوسط الحديث، بنك الرياض العالمي، فنحول دون تدهور نسبة "الكور تيير 1"، ونقيم التوازن بين الأصول التي لنا والتي لأمريكا، والأهم من هذا وذاك نساهم في تنقيص ديونها بقوتنا المالية المتنامية، في الوقت الذي نحمي فيه شركات نفطنا التي في مقدمتها شركة آرامكو، فلا حاجة بعد ذلك إلى بيع أسهم منها في الوول ستريت. الإبقاء على آرامكو عبر هذا الأفق المالي التبادلي الفعال فيه دعم كموني متواصل للنظامين الماليين الأمريكي والعربي الإسرائيلي الشرق الأوسطي.

تل أبيب عاصمة صناعة الصناعة

ستتمحور كل الصناعات الثقيلة والخفيفة في تل أبيب، أي مكننة الشرق الأوسط، من الإبرة حتى الفيل! استعارتي هذه تشمل المشاريع العملاقة كقطار الأورينت ستار رابط الدار البيضاء بطهران والمشاريع العملاقة الأقل كصناعة الإلكتروميناجيه والهوت ديفينيسيون. ورشات الصناعة هذه تستوجب الذوبان في ورشات الصناعة الأمريكية على شاكلة ما يفرضه العصر التكنولوجي بوثباته من ذوبان الشركات العملاقة فيما بينها لتكون على مستوى متطلبات السوق قبل طلباته وعلى قدر المنافسة كمًا ونوعًا.

القاهرة عاصمة صناعة الزراعة

فهي درة وادي النيل، وأجدني لا أبالغ عندما أقول إن أراضي النيل الخصبة ستطعم وحدها المليار شرق أوسطي إذا ما تمت مكننة الزراعة ونقلها من الحمار الذي يجر محراثً إلى التراكتور والحاصدة الآلية والقاطفة الآلية و و و... إضافة إلى ذلك، ستعمل مصر على إدخال المنطقة في عصر الطاقة المتجددة. هذا هو الشرق الأوسط "الحديث" كما أرى، لا الشرق الأوسط "الجديد" كما تراه الأستاذة كوندليزا رايس، سود الله وجهها! وهذه هي الأعمال الخلاقة، لا الفوضى الخلاقة!

الرباط عاصمة صناعة الثقافة

أعيد، صناعة الثقافة، نعم، لمن لم يفهمني، لأنني أقصد صناعة الأفلام، فنجعل من الرباط هوليود ثانية، لأنني أقصد صناعة الكتب، فنجعل من الرباط غاليمار ثانية، لأنني أقصد صناعة المسارح، فنجعل من الرباط برودواي ثانية، لأنني أقصد صناعة الجرائد المجلات كل أنواع المنشورات الدعائية كل أنواع الأبحاث العلمية باختصار كل أنواع أغذية العقل.

قوس قزح

تبقى "رينبو" المنظومة الشرق الأوسطية مثلها مثل المنظومة الأوروبية، العين واليد والحضن للعواصم الفذة الخمس، الدولة التي بدون دولة، بينما تكون تركيا الخلفية الهادئة لأنابيب النفط والغاز الذاهبة إلى أوروبا. في الماضي الذي لم يعد قريبًا والذي لم يزل غير بعيد، قال أحدهم: "لا يمكن الحكم إلا بالقوة"، فكانت الضحايا بالملايين. اليوم، أقول: "لا يمكن الحكم إلا بالسلم"، فلا تكون هناك ضحية واحدة.


الملف الخامس: منظمات المجتمع المدني والديمقراطية الجديدة

أولاً

ستكون الوشائج بين الدول العربية، في زمن العلمانية، كما كانت الوشائج بين الولايات المتحدة عند مولدها، فدرالية من ثلاث عشرة دولة مستقلة، تتمتع كل منها بميزات معينة، وكالدول العربية تتقاسم نفس الثقافة ونفس الأهداف. سيحترم دستور الدول العربية احترام دستور الولايات المتحدة لهذه الفدرالية، بخصوصنا "النظاماتية"، وسيفصل دستور الدول العربية بدقة وصرامة السلطات عن بعضها، السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية عن السلطة القضائية، فيتكلف مجلسا النواب والأعيان بسن القوانين، ويتكلف رئيس بتنفيذها، وتسهر محكمة عليا على احترام الدستور عند القرارات التشريعية والتنفيذية والقضائية. لكن منذ جورج واشنطن، أول رئيس أمريكي، بدأت تظهر التكتلات الإيديولوجية التي أدت إلى تشكيل الأحزاب، وفي البيت الأبيض أخذ الرؤساء الذين أعقبوا جورج واشنطن بتوسيع سلطاتهم، فالحروب تفرض اتخاذ قرارات عاجلة لا تحتمل الرجوع إلى منتَخَبين، بينما نحن، في زمن العلمانية، لن تكون لدينا حروب، وكذلك، ذرائع الأمن القومي كالحياة السياسية والدبلوماسية العالمية تجعل من السلطة المركزية التي هي سلطة البيت الأبيض سلطة ما فوق الدستور، ونحن، في زمن العلمانية، لن تكون لدينا حياة سياسية تطغى على كل حياة، ولا دبلوماسية عالمية تفرض رؤيتها على كل دبلوماسية.

ثانيًا

في الولايات المتحدة اليوم كالأمس لم يمنع الدستور مفاسد النظام الانتخابي، نظام ينكر على أصحاب الاختلافات الإنسانية الحق في التواجد والاستقلال والازدهار، ويجعل منها اختلافات سياسية حول مصالح حزبية هي في الواقع مصالح مافيوية ليس باستطاعتها أن تولد إجماعًا وطنيًا حول المسائل الحياتية للواقع، ليكون تقاسم "الغنائم" بين الحزبين الأساسيين طوال المدة التشريعية، هم يقولون بين اقتصاديي البلد، وهي في الواقع أوليغارشية، حكم القلة، لا حكم المواطنين، جماعة صغيرة نافذة همها الاستغلال.

ثالثًا

لما سبق، ستكون للأنظمة العربية، في زمن العلمانية، طريقتها الدستورية الجديدة في الحكم، فتترك الأحزاب تصفي نفسها بنفسها، لأنها كتل مافيوية، ولأن أدواتها الإيديولوجية كالماركسية والدينية والليبرالية تقف عاجزة اليوم أمام الثورة الرقمية التي تجتاح العالم، والتي قسمت العالم بين منتجين ومستهلكين، وليس بين عمال وأرباب عمل، فغيرت هذه الثورة التكنولوجية في مرحلتها الرقمية الحالية الإنسان، وغيرت المجتمع بينما -ويا للمفارقة- تَغَيُّر المجتمع لم يغير طريقة الأحزاب في الحكم، التناوب في الغرب والاستبداد في الشرق. في حالة التناوب في الغرب الأحزاب هنا لإدارة أزمة رأس المال، فما يدعى باليسار وباليمين كالحبة ذات الفلقتين، هما في جوهرهما واحد، لأنهما من نفس "العجينة"، وهما في مظهرهما غير واحد لبعض التدابير والإجراءات الشعبية التي يتغطى اليسار بها. في حالة الاستبداد في الشرق الملك أو الرئيس هو الحزب، وباقي الأحزاب، إن وُجدت، ليست سوى دمى متحركة.

رابعًا

لهذا نجدنا باحثين عن ممارسة سياسية جديدة لواقع اجتماعي جديد الأحزاب بأدواتها الإيديولوجية لا تؤثر فيه، لأن الواقع الاجتماعي الجديد تجاوز إلى الأبد هذه الأنماط القديمة في الحكم التي تنتمي إلى واقع اجتماعي قديم، ومع ذلك لم تزل تصر على تسلق عنق الواقع الاجتماعي الجديد، بينما تغمض الرأسمالية عينيها عنها طالما أنها في خدمتها. ومن بحثنا عن حل كما هي عادتنا وجدنا نمطًا جديدًا في الحكم محوره الإنسان، لا شيء غير الإنسان، لأن الإنسان اليوم هو القائم في قلب التطور التكنولوجي، كتقني بعد أن انتهى أن يكون كعامل يبيع قواه العضلية، وكفاعل إنتاجي بعد أن انتهى أن يكون كموضوع للاستغلال، على الأقل الاستغلال بصيغته المطلقة كما هو عليه في أدبيات الاشتراكيين الماديين والمثاليين على حد سواء، وصار هناك ما ندعوه "بالاستغلال المتفاوَض عليه" بعقد يرضي الطرفين التقني ومالك التقنية. هذا ما يحصل في الولايات المتحدة خاصة، وفي الغرب عامة، وهذا ما سيحصل عندنا في الشرق، في زمن العلمانية، مع تطبيق برامج التنوير والتجديد التي اقترحناها.

خامسًا

بناء على ذلك، سنؤسس لنظام سياسي جديد، فنخلق ديمقراطية جديدة تتواءم مع الواقع الاجتماعي الجديد عمادها منظمات المجتمع المدني، ومفهوم المجتمع المدني مفهوم يشمل كل المنظمات وكل البنيات غير التجارية وغير الدَّوْلِيَّة (من دولة) ينتظم الناس فيها لتحقيق أهداف ومُثُل عليا مشتركة. لهذا بدلاً من المضي عند الانتخاب بأحزاب ترشح من يصوت الناس له وتتنافس فيما بينها، ناسٌ اللاوعيُ يسيرهم في واقع ثقافي متدنٍ تسيطر عليه وسائل الإعلام، وتنافسٌ بالتالي غيرُ شريف، بدلاً من المضي عند الانتخاب بهذه الأحزاب، تقوم منظمات المجتمع المدني بترشيح من ثلاثمائة إلى ألف منتخِب، فإذا كانت لدينا ألف منظمة، كان لدينا مليون منتخِب يمثلون كل مواطني البلد، ومليون منتخِب وعيهم عالٍ بالنسبة لوعي غيرهم، ومن المليون منتخِب يكون المرشحون الذين يتم انتخاب أعضاء مجلس النواب منهم، وهؤلاء ينتخبون من أعضاء مجلس النواب رئيس الدولة، الذي يعيِّنُ رئيسًا للحكومة، ولا يقوم بأي دور آخر في الحكم غير الضامن للدستور. إنه نظام مراتب المجتمع في أحسن صوره! النظام السياسي الحر الوحيد في العالم وللعالم، لأنه نظام كوني إنساني يتعدى الأحزاب والأقطار والأجناس ابن زمانه، شرطه شرط هذا الزمان، ومن شرطه تجاوز كل الأحزاب التي "ستمنع" نفسها بنفسها، لكنها لا تمنع أفرادها من المشاركة في منظماتهم المدنية بصفتهم الفردية، بلا أي طموح شخصي، لأن طموح الواحد الوحيد هو البناء، وفي الحالة العربية منافسة الأمم في العلم والتقدم.


خاتمة

معاهدة باريس هذه أعرضها على الأمريكيين والإسرائيليين وكل الباقين ليقرأوها ويقوموا "بترتيشها" زيادة أو نقصان، تحت شرط الكتابة الجديدة للتاريخ، بدون تفخيخ على الطريقة الإسرائيلية المعهودة، وبدون تخزيق على الطريقة الأمريكية المعروفة، ويعيدوها إليّ خلال أسبوع لو أمكن، فأناقشها مع حاملها في مقهى من مقاهي الحي اللاتيني، ليكون التحضير للتوقيع عليها آخر هذا الشهر أو أول الشهر القادم، نعم، اضرب الحديد وهو ساخن! في إسرائيل الأستاذ نتنياهو هو دومًا رئيس الوزراء، وفي الولايات المتحدة الأستاذ ترامب هو دومًا الرئيس الأمريكي، إنها دفعة صغيرة من شخصي لإبقائهم على كرسي الحكم، ودفعة كبيرة من تاريخي لأصنع التاريخ. ستتم مراسيم التوقيع في قصر الإليزيه ومراسيم التتويج في قصر فيرساي، وسيكون البدء بتنفيذ المعاهدة حال التوقيع عليها بإنشاء هياكل بنيوية مختصة، منها حكومتا الأردن وفلسطين برئاسة المحامي أيمن القاسم والدكتور مهند القاسم، لأغراض محددة بكتابة الدستور الجديد للبلدين، وتأسيس منظمات المجتمع المدني، وإجراء أول انتخابات حرة، في مدة بين ستة أشهر وسنة، يستقيلان بعدها بأمر الدستور الجديد. أخيرًا وليس آخر، المعاهدة تتبدل بعض بنودها لتكيفها مع التطور في المكان والزمان باتفاق متبادل، وتلزم بلدان الموقعين عليها وجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة بشروطها.

[email protected]




أعمال أفنان القاسم


المجموعات القصصية

1) ) الأعشاش المهدومة 1969
2) ) الذئاب والزيتون 1974
3) ) الاغتراب 1976
4) ) حلمحقيقي 1981
5) ) كتب وأسفار 1988
6) ) الخيول حزينة دومًا 1995
7) ) كوابيس 2013

الأعمال الروائية

8) ) الكناري 1967
9) ) القمر الهاتك 1969
10) ) اسكندر الجفناوي 1970
11) ) العجوز 1971
12) ) النقيض 1972
13) ) الباشا 1973
14) ) الشوارع 1974
15) ) المسار 1975
16) ) العصافير لا تموت من الجليد 1978
17) ) مدام حرب 1979
(18) تراجيديات 1987
19) ) موسى وجولييت 1990
20) ) أربعون يومًا بانتظار الرئيس 1991
21) ) لؤلؤة الاسكندرية 1993
22) ) شارع الغاردنز 1994
23) ) باريس 1994
24) ) مدام ميرابيل 1995
25) ) الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون 1995
26) ) أبو بكر الآشي 1996
27) ) ماري تذهب إلى حي بيلفيل 1999
28) ) بيروت تل أبيب 2000
29) ) بستان الشلالات 2001
30) ) فندق شارون 2003
31) ) عساكر 2003
32) ) وصول غودو 2010
33) ) الشيخ والحاسوب 2011
34) ) ماكبث 2011
35) ) ساد ستوكهولم 2012
36) ) شيطان طرابلس 2012
37) ) زرافة دمشق 2012
38) ) البحث عن أبولين دوفيل 2012
39) ) قصر رغدان 2012
40) ) الصلاة السادسة 2012
41) ) مدينة الشيطان 2012
42) ) هنا العالم 2012
43) ) هاملت 2014

الأعمال السينمائية

44) ) إرهابيون 2015
45) ) رعب 2016

الأعمال المسرحية النثرية

46) ) مأساة الثريا 1976
47) ) سقوط جوبتر 1977
48) ) ابنة روما 1978

الأعمال الشعرية

49) ) أنفاس (مجموعة قصائد أولى – ثلاثة أجزاء) 1966
50) ) العاصيات (مسرحية شعرية) 1967
51) ) المواطئ المحرمة (مسرحية شعرية) 1968
52) ) فلسطين الشر (مسرحية شعرية) 2001
53) ) الأخرق (مسرحية شعرية) 2002
54) ) غرافيتي (مجموعة قصائد فرنسية) 2009
55) ) غرب (ملحمة فرنسية) 2010
56) ) البرابرة (مجموعة قصائد أخيرة) 2008 – 2010
57) ) أغانٍ إلى حفيدتي الملكة مارجو 2018
(58) التراجيديا الإنسانية 2018
(69) الأحلام تتبعها الرسائل 2019


الدراسات

(60) البنية الروائية لمصير الشعب الفلسطيني عند غسان كنفاني 1975
(61) البطل السلبي في القصة العربية المعاصرة عبد الرحمن مجيد الربيعي نموذجًا (جزءان) 1983
(62) موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح 1984
(63) البنية الشعرية والبنية الملحمية عند محمود درويش 1984
(64) بنيوية خاضعة لنصوص أدبية 1985 – 1995
(65) دفاعًا عن الشعب الفلسطيني 2004
(66) خطتي للسلام 2004
(67) شعراء الانحطاط الجميل 2007 – 2008
(68) نحو مؤتمر بال فلسطيني وحوارات مع أفنان القاسم 2009
(69) حوارات بالقوة أو بالفعل 2007 – 2010
(70) الله وليس القرآن 2008 - 2012
(71) نافذة على الحدث 2008 – 2012
(72) المشروعان مشروع التنوير ومشروع الدولة 2015
(73) الله والزنزانة عبد الله مطلق القحطاني 2016
(74) إيران والشرق الأوسط الحديث 2018
(75) يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين! 2019




















كلمة الغلاف


وصف دقيق لنتنياهو، ويبدو أن هوس نتنياهو بنتياهو دفع السياسة الإسرائيلية إلى متاهات ليس من السهل الخروج منها بتغييره، هذه المتاهات تحمل الكثير من المآسي إن لم يتداركها العقلاء من التنظيمات الإسرائيلية السياسية. أنا لا أقول يمين ويسار، هذه تفاهات لا تعني في عالمنا شيئًا، أنا أنظر بمقاربة قريبة جدًا إلى ما يطرحه الدكتور أفنان... مستقبل إسرائيل آمن بالتخلص من عنجهيتها واحتلالها وسياساتها العنصرية والعدوانية. أعرف أن طرح أفنان قد يجلب له انتقادات، لكنَّ المنتقدين لا يفهمون الواقع الإسرائيلي الذي يعرفه أفنان ربما أفضل من قادة سياسيين عرب محليين، ولا أقول من العالم العربي الغارق في سياسة انهزامية تحت شعار "عليهم". أرجو من القراء إعادة قراءة ما يكتبه أفنان القاسم، لأنه بمقالاته يرسم المخرج الوحيد من الكارثة التي قد تطال كل الشرق الأوسط... بدون منتصرين... كلهم سيدفعون الثمن غير الإنساني والمدمر، وما نأمله أن يكون العقل والمنطق سيد الأحكام بدون حساسيات.

نبيل عودة
الناصرة



*أفنان القاسم من مواليد يافا 1944 عائلته من برقة قضاء نابلس له أكثر من سبعين عملاً بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية ومجموعة شعرية ودراسة أدبية أو سياسية تم نشر قديمها في عواصم العالم العربي وجديدها كقديمها بعد إعادة كتابته في موقع الحوار المتمدن وتُرجم منها اثنان وثلاثون كتابًا إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والروسية والعبرية... دكتور دولة ودكتور حلقة ثالثة من جامعة السوربون ودكتور فخري من جامعة برلين، أستاذ متقاعد عمل سابقًا في جامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية في باريس والمدرسة المركزية الفرنسية وجامعة مراكش وجامعة الزيتونة في عمان والجامعة الأردنية، تُدرّس بعض أعماله في إفريقيا السوداء وفي الكيبيك وفي إسبانيا وفي فرنسا...



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 10
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 9
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 8
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 7
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 6
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 5
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 4
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 3
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين 2
- يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين1
- القرآن 2020 - 13
- القرآن 2020 - 12
- القرآن 2020 - 11
- القرآن 2020 - 10
- القرآن 2020 - 9
- القرآن الكريم 2020 - 8
- القرآن 2020 - 7
- القرآن 2020 - 6
- القرآن 2020 - 5 -
- القرآن 2020 - 4


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - يا أمريكا أريد أن أكون ملكًا للأردن وفلسطين! النص الكامل