أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - اللجنة الدستورية مخرج لأطراف الأزمة















المزيد.....

اللجنة الدستورية مخرج لأطراف الأزمة


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللجنة الدستورية مخرج لأطراف الصراع
منذر خدام
بعد نحو عشرين شهرا من النقاش بين الأطراف المعنية بمسار أستانا تم التوافق على قوائم اللجنة الدستورية التي كان قد أقرها لقاء سوتشي لنحو ألفين من السوريين قبل ذلك بنحو عامين، وصدرت أخيرا عن الأمين العام للأمم المتحدة. وبحسب ما صرح به غير بيدرسون مفوض الأمم المتحدة إلى سورية سوف تعقد أول اجتماع لها في جنيف في اواخر الشهر الحالي.
اللافت، بخصوص تشكيل اللجنة الدستورية والاعلان عنها، سرعة الموافقة عليها إضافة إلى رعاة مسار استانا، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودول أخرى على الرغم من انهما لم يكونا مشاركين في تشكيلها ظاهريا. وبالمناسبة لم تعترض أية دولة من الدول المؤثرة في الداخل السوري على تشكيل اللجنة الدستورية، وكأنها كانت تنتظر ذلك كمخرج سحري لها ينزلها من اعلى سلم الأزمة السورية. حتى أعضاء مجلس الأمن رحبوا ببيان الأمين العام للأمم المتحدة حول تشكيل اللجنة . اللافت أيضا الترحيب الحماسي بتشكيل اللجنة والتوافق على القواعد الاجرائية لعملها، من قبل المسؤولين السوريين، وعدها وزير الخارجية انجازا وطنيا كبيرا.
على المقلب الاخر فإن قسم كبير من السوريين غير مبال بها، فهو غارق في همومه الحياتية، لكن ثمة قسم آخر غير موافق عليها، يلتقي في ذلك المعارضون والموالون لأول مرة، مع أن لكل منهم مبرراته الخاصة، وهي مختلفة. الموالون رفضوا اللجنة الدستورية باعتبارها تدخلا أجنبيا في شؤون سورية الداخلية، في حين رفضها المعارضون لأنهم وجدوا فيها اعترافا بالنظام وبدوره في المرحلة المقبلة، ولأنها تتجاوز القرارات الدولية بشأن الأزمة السورية خصوصا لجهة المرحلة الانتقالية، والحكومة كاملة الصلاحيات وغيرها. أضف إلى ذلك فإن القوى السياسية في شمال شرق سورية رفضتها بسبب اقصائها عنها، واعلنت صراحة انها لن تعترف بنتائجها.
بين الموافقة الدولية على اللجنة، ورفض كثير من السوريين لها لا بد من طرح السؤال ما العمل؟ وهل من بدائل أخرى محتملة؟
في نيسان من عام 2011 أي بعد نحو شهر من انطلاق انتفاضة كثير من السوريين على النظام مطالبين بإسقاطه نشرت مقالة طويلة بعنوان " بمثابة مبادرة وطنية لحل الأزمة في سورية"( منشورة على موقعي في الحوار المتمدن) قلت فيها أن المدخل إلى حل الأزمة في سورية يختلف عن بقية الدول العربية التي حصلت فيها انتفاضات شعبية، خصوصا في تونس ومصر، وهذا الاختلاف ناجم عن طبيعة النظام السوري وتحالفاته الدولية، والأهمية الاستراتيجية لموقع سورية. فالنظام لا يمكن اسقاطه بالقوة، إذ أن القوة تعيد انتاجه، وبالتالي يبقى مدخل وحيد لتغييره بصورة جذرية وشاملة عن طريق تفكيكه خلال زمن قد يطول نسبيا، وإن المدخل إلى عملية التفكيك هو في إنجاز اصلاح دستوري او اعداد دستور جديد مع كل القوانين التنفيذية المكملة له. وتنفيذا لهذا الاستنتاج قمت شخصيا بإجراء مراجعة نقدية للدستور الحالي(2012)، وكذلك للقوانين التي أصدرها النظام خلال العام الأول من الانتفاضة، مثل قانون الأحزاب وقانون الادارة المحلية، بل واعددت دستورا بديلا كنوع من المساهمة في إنضاج وتيسير هذا المدخل.(الدستور موجود على صفحة Dr. mounzer khaddam وكذلك على صفحتي في الحوار المتمدن).لقد بقيت متمسكا بهذا الموقف حتى اليوم، وكتبت الكثير من المقالات حول ضرورته، وانه لا بديل عنه. هذا يعني ببساطة إن الاعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية رغم تأخر ثماني سنوات ونيف تم خلالها تدمير البلد في حرب عبثية، هو من حيث المبدأ خطوة في الاتجاه الصحيح وينبغي التمسك بها ودعمها. يعلم الجميع ان تشكيل هذه اللجنة والتوافق على القواعد الإجرائية لعملها ما كان ممكنا لولا التدخل النشط والحاسم للدول الراعية لمسار أستانا أي روسيا وتركيا وإيران. فالحرب جعلت السوريين اعداء لا خصوما سياسيين، العلاقة بينهما هي علاقة نفي، فكل طرف لا يرضى بأقل من القضاء على الطرف الأخر. لكنها من جهة أخرى حولت السوريين إلى مجرد ادوات في صراع المصالح الدولية على الأرض السورية، وبالتالي لم يكن أمامهم أي خيار لرفض تشكيل اللجنة، لكنهم بالتأكيد مع حلفاء كل طرف منهم سوف يحاولون تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه بالقوة تحقيقه بالمفاوضات، وبالتالي سوف يكون امام اللجنة عمل طويل وشاق وقد يكون الفشل امرا مرجحا، ويبقى النجاح رهن توافق المصالح الدولية على الساحة السورية. رغم كل شيء سوف يتيح تشكيل اللجنة الدستورية خلق فرصة لكي يجتمع ممثلون عن بعض المعارضة مع ممثلي النظام تحت سقف واحد للنقاش او السجال وهذا امر كان متعذرا قبل ذلك.
ينبغي تفهم مواقف السوريين الذين اعترضوا على تشكيل اللجنة الدستورية بهذا الشكل والقوام وانا واحد منهم. من بين الأسباب الجوهرية للاعتراض على اللجنة اسجل ما يأتي:
أولا؛ تم تشكيل هذه اللجنة من قبل الدول الراعية لمسار استانا بصورة رئيسة، وربما بالتشاور مع اطراف دولية أخرى ومنها الولايات المتحدة الأمريكية. هذا يعني إن دور السوريين في تشكيلها كان ثانويا جدا.
ثانيا؛ تفتقر هذه اللجنة إلى الشرعية، فهي ليست منتخبة، ولا مفوضة من قبل مجلس وطني يشمل ممثلين مفوضين عن جميع فئات الشعب السوري، وهيئاته المدنية و السياسية.
ثالثاً؛ إن قوام هذه اللجنة والقواعد الإجرائية لعملها، تجعل منها مجرد ساحة لصراع الديوك، إذ يستحيل ان تعمل بروح الفريق كما يقتضي عمل أية لجنة تكلف بشأن عام، عداك عن كون هذا الشأن العام هو القيام بمراجعة دستورية التي تتطلب شعور عال بالمسؤولية لا يتوافر في كثير من اعضائها.
رابعاً؛ إن التدقيق في أهلية الكثير من الأشخاص المشاركين فيها، يبين ان القلة القلية منهم لديها الأهلية المطلوبة، عداك عن أن ولاء بعض الأسماء لسورية مشكوك فيه، فهي تحمل جنسيات غير سورية لا تخفي ولاءها لها.
خامساً؛ لجنة مشكلة بهذا الشكل والقوام من قبل قوى خارجية، يصعب تصور انها لن تنصت إلى التعليمات التي تتلقاها منها .
في ضور كل ما تقدم يمكن القول أن هذه اللجنة لن تنجز أي عمل حقيقي على صعيد المهمة الموكلة لها قريبا، وإذا كان قد استغرق التوافق على تشكيلها عشرين شهرا، فإن انجاز عملها، إذا حصل، فلن يكون قبل نحو عامين على الأقل، أي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في صيف عام 2021.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الحادية عشرة-حراك الشهب السوري من الحلم بالتغيير إلى ...
- الحلقة العاشرة.حراك الشهب السوري من الحلم بالتغيير إلى الكار ...
- الحلقة التاسعة. حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير إلى الكا ...
- الحلقة الثامنة..حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير إلى الكا ...
- الحلقة السابعة..حراك الشعب السوري من الحلم بالتغيير إلى الكا ...
- الحلقة السادسة-حراك الشعب السوري من الحلم بالتغيير إلى ال كا ...
- الحلقة الخامسة-طبيعة النظام السوري وقابليته للاصلاح
- الحلقة الرابعة...حلم التغيير للدولة والسلطة في سورية
- الحلقة الثالثة..حلم التغيير للدولة والسلطة في سورية
- حلم التغيير في الدولة والسلطة في سورية
- نحن العرب قوم نجيد الانحطاط
- خارطة طريق للحوار من أجل الخروج من الأزمة السورية
- من أجل مزيد من الوطنية في المادرة الوطنية السورية
- سأظل أمانع حتى آخر سوري
- كان عليها ان تفشل
- ثمان سنوات من عمر الأزمة السورية والمستقبل لا يزال مجهولا
- لماذا اللامركزية والعلمانية ضروريتان لسورية
- عقدة ادلب
- السياسة الأمريكية الجديدة في سورية
- قراءة متأنية في المرسوم (16) الناظم لعمل وزارة الأوقاف


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - اللجنة الدستورية مخرج لأطراف الأزمة