أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - لائحة على هامش محاكمة الطاغية















المزيد.....

لائحة على هامش محاكمة الطاغية


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من المشاغل والمشاكل اليومية للمواطن العراقي ما بين همومه المعاشية التي راحت تتفاقم وتتأزم كثيرا بانتظار الافراج عن الحكومة الدائمة التي طال اوان تشكيلها كثيرا ،وقد عقد الآمال العظام على مستويات تكوينها الوطني الذي يمكن ان يردم الكثير من الثغرات الخطيرة في البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للواقع العراقي المتردي ،وعلى مستوى ادائها مادامت اعتمدت الميل التوافقي في اختيار طواقمها المختلفة ،طمعا في استرضاء الفرقاء المتنازعين تنازعا غير طبيعيا ،بسبب تغير المعادلات السابقة وعدم تصديق البعض منهم بالواقع الجديد ومصادقته على حتمية التطور التاريخية التي لابد ان تشمل واقع وادي الرافدين، لما يمتاز به من خواص جغرافية وبشرية ،وبين استفحال الجرائم الإرهابية التي أخذت تتصاعد يوما بعد آخر بعد انحسار نسبي ،وهي بكل الاحوال تحمل بصمات ايتام النظام المقبور.
على الرغم من ذلك كله، يترقب المواطنون بكافة ميولهم واتجاهاتهم وقائع محاكمة الطاغية المستمرة ،والتي أخذت تتعقد حلقاتها وتطول قائمة مواعيد جلساتها لتصل الى الرابعة والخامسة والعشرين وسوف تستمر الى ما لايعلمه ألا الله ،هذا الترقب قد يوقع البعض بدوامة الشك من جدية القصاص من هذا الطاغية وامكانية قبر نظامه الى الأبد لاعتقاده بالصلة الوثيقة بين الفوضى الأمنية والخراب ،ببقاء هذا الصنم ،الذي تصور البعض انهياره بانهيار آخر تمثال له في ساحات العراق ،وهو شك في محله مادامت هذه الجلسات منبرا له، لكي يطالع مواليه فيشعرهم بحقيقة وجوده بينهم، فيما ينعكس ذلك الى تصعيد طائفي وعرقي دموي .
الخمسة والعشرون جلسة كانت جميعها تتراوح بين توفر الأدلة القاطعة لإدانة المتهمين ،ونجاح الادعاء العام في إدارة حيثيات تلك الأدلة ،فيما تراوحت قدرات رئاسة المحكمة بين الحزم اتجاه المتهمين والإرادة الفائقة على ضبط إيقاعاتها ،وبين سعة الصدر الفسيحة التي يستغلها صدام وشركائه ووكلائهم ،لكي يتعمدون الإساءة الفاحشة للشعب ولقواه الوطنية ولنظامنا الديمقراطي الجديد الذي شمل نسيمه حتى الطاغية وأعوانه مما أتاح لهم فرصة كهذه لا للدفاع عن أنفسهم فحسب بل (لمحاكمة) الشعب على ما يبدو!! لاسيما تمادي محامي دفاعهم كثيرا وإصرارهم على الطعن بشرعية ودستورية المحكمة ،تحت وهم مفاده ان سيدهم مازال الحاكم (الشرعي ) للعراق وقد واضبوا على وصفهم إياه بالسيد الرئيس ،وذلك امر يدعو الى السخرية منهم ومن رئيسهم الذي يفاخر كثيرا بإيصال العراق الى هذا المستوى من الانهيار .
الجلسة الرابعة والعشرون تضمنت توجيه مواد الاتهام للمتهمين وسماع أجابتهم عليها أما مذنب او بريء وقطعا انهم أنكروا التهم جميعا ،وقد ميزت المحكمة بين المتهمين كل حسبما ارتكب من افعال فعواد البندر كانت تهمته واضحة وهي إصداره أحكام الإعدام ضد 148 بريئا من أهالي الدجيل دون إجراء أي محاكمة لهم بما في ذلك إعدام 17 ممن هم دون سن العشرين ربيعا وذلك مخالف للقانون العراقي والمواثيق الدولية التي صادق عليها العراق واستمرت على نفاذها الى ألان،فيما تضمن قرار حكمه إعدام أشخاص مقتولين أصلا في زنازين المخابرات وتحت وطاة التعذيب ،اضافة الى السرعة التي حسم فيها تلك المحكمة وعدم السماح للمتهمين في توكيل محام ..الخ وهذا ما يستوقفنا ازاء محامي الدفاع الذين يترافعون عن المتهمين من عراقيين ومصريين وشاميين وقطري ،لقد تبارى هؤلاء في الإساءة للمحكمة وللقضاء العراقي ولإطراف الدعوى الآخرين بالرغم من ظهورهم الكوميدي في بعض الأحيان وتوبيخ رئيس المحكمة والمدعي العام لهم ولندع الحديث عنهم وعن بشرى الخليل زميلتهم التي حضت أخيرا بجلسة سمر مع ملهمها اقصد موكلها في مقصورته الفارهة ولمدة خمسة ساعات كا اشارت لذلك الصحف العالمية ،ولنرجع الى طلبات محامي الدفاع في سماع شهود الدفاع لكل من المتهمين علي دايح وعبد الله رويد ولده مزهر ،لقد كانت تلك الشهادات هي من باب تلبية الطلبات بالرغم من عدم جدواها القانوني وما يمكن ان تسببه من تاخير في حسم القضية كونها شهادات نفي في مجملها وهي مرفوضة قانونا ولا اثر لها ،كما انها جاءت مقابل المحررات الكتابية التي احيلت الى خبراء الادلة الجنائية وابدوا ارائهم المقنعة للمحكمة فيها ،فيما راح المحامون يتجاذبون الشهود كل يحاول الاستحواذ على شهادة منهم لحساب موكله في الوقت الذي يوضح لهم رئيس المحكمة عدم جواز ذلك لان الشهود مقيدون بالشهادة لمصلحة المتهمين الذين طلبوهم لكن ذلك لم يجدي نفعا خصوصا بالنسبة للمحامي المصري وكيل طه الجزراوي الذي كان حضوره غير قانوني اصلا مادام موكله غير موجود،ومن حسن الحظ ان يدلي احد ابناء عبد الله ارويد بشهادة كاملة عن جريمة الدجيل باخطر تفاصيلها أدقها وذلك شاهد من أهلها ومحايد ان لم يكن منحازا الى المتهمين،ولكن يظهر ان الحق قد انطقه ،فقد ورد في شهادته بانه كان على بعد 30 متر من موكب صدام يوم زيارته المشؤومة الى الدجيل وقد حدث في وقتها إطلاق عيارات نارية باتجاه الموكب الذي رد على مصدر الإطلاق بكثافة هائلة فيما استمر موكب صدام الى وسط المدينة والقى خطابا هناك وبعد مغادرته لها بساعتين تم اجتياح بلدة الدجيل بقطعات الجيش من الحرس الجمهوري الخاص وغيره ومن قوات الأمن والجيش الشعبي مدنيين وعسكريين وطائرات مقاتلة ،ليستمر ذلك خمسة عشر يوما بلياليها وقد ضرب على الدجيل طوق امني كثيف وتخلل ذلك مداهمة البيوت جميعها واعتقال 300 مواطن ومواطنة وممن عليهم مؤشرات أمنية ،ومعروف ما تعنيه هذه المؤشرات لدى المواطن العراقي ،لكنها غير معروفة لدى القطري والاردني والمصري على ما يبدو، وبعد ذلك بثلاثة اشهر جاءت الشفلات مع رجال ملثمين لكي تجرف بساتين البلدة ..
خمسة عشر اطلاقة مبهمة المكان والهدف ولم يكن لها أي اثر ،كانت السبب في استباحة مدينة بكاملها وقتل اكثر من 148 مواطنا وتدمير وانتهاك حرمات اكثر من 400 عراقي بين سجون وغرف تعذيب وتهجير ابناء تلك المدينة ،ويقف جوق دفاع الطاغية مبررا كل ما قام به موكلوهم ردا على محاولة اغتيال (الرئيس) في زمن الحرب !!
لا اقول سوى شاهت وجوهكم إيه الظلمة ،وعتبي على نقابة المحامين العراقية التي لم تحرك ساكنا ازاء ترافع المحامين العرب والأجانب أمام المحكمة العراقية بما يخالف قانون المحاماة العراقي ،في الوقت الذي وقفت نقابة المحامين الاردنية بحزم في تحريمها الترافع عن ساجدة الرشاوي الانتحارية التي فشلت في تفجير جسدها عندما استهدفت عصابتها احد الفنادق في عمان ...



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية الاحتلال او الانسحاب..رؤية من الداخل
- الحكومة الدائمية بين الممكن والتحفز لعبور المستحيل
- استهداف محاكم مدينة الصدر هل يحرك سكون القضاء
- صديق عدوّي.. عدوّي!!
- معالجة الإرهاب حقائق واستحقاقات
- شابندر التجار وحسابات الواقع العراقي المختلفة
- رسالة الزرقاوي فضيحة لاعداء الشعب العراقي
- أفراحنا المؤجلة هل ابتدأت حقا؟!!
- عندما يستخف المجرمون بالقضاء الوقور
- التحالفات السياسية بين التكتيك والاستراتيج
- مرثية لشاعر غريب لم يمت - الى الشاعر كمال سبتي
- دكتاتورية مع سبق الاصرار وعجائب قفص الاتهام!!
- عقيدة الخراب في فكر صدام وايتامه
- فقراء العراق ..خطوات نحو الحكم المستحيل
- مؤتمر السقوط الايديلوجي للبعث
- الزائف والحقيقي فيما يبطنه الآخرون
- تراجيديا الفرح العراقي


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - لائحة على هامش محاكمة الطاغية