أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - أيلول وأنا














المزيد.....

أيلول وأنا


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 04:19
المحور: سيرة ذاتية
    


ينبت لي جناحان وأحلق عاليا ، ينعتق قلبي كفراشة
ويهرب حيث البهجة
كنت أخبرت صديقتي الأقرب بسري هذا من قبل
فعزت الامر الى تبدل الطقس ..
صبيحة اول أيلول ، استيقظ كائنا غريبا، حلوا ، وابقى بهذه البهجة حتى أواخر تشرين الثاني ، هل يبدوا الامر مضحكا ، طقسا دجليا بأمتياز !!!
في هذا الموسم تحديدا يخرج مارد امنياتي فلا اطلب منه غير السفر ، اهرب ، وان كنت في حالة ارتباط ، انهي تلك العلاقة بسرعة ، اخترع الأسباب وانهيها وأتنفس حريتي، أحبني جدا وانا حرة في الخريف .
استشعر حالة البهجة، ربما كانت أمي تغني في موسم مخاضها هذا، وهي تتحزم بعبائتها على بطنها الثقيلة بي، وتنطر ( كصاص) التمر ، بهموم كنة لها منافساتها المدللات في الدار الكبيرة آنذاك، دار جدي التي ذابت اثارها في مواسم الجوع وتحولت الى حقل سنبل .
مرزوقة انا ، تقول أمي ان ابي اصطاد سمك كثير جدا يوم مولدي، تقول كان تشرين شهر خير وبركة حيث انت و موسم التمر والسمك وأيام العيد ،جئنا سوية ، هل قلت اني ولدت في ثاني ايام العيد .
هل يعيش الآخرين مثل هذا التحول المداري الذي يصيبني، هل التوق للتحرر متأصل في منذ تلك اللحظة، وانا اتاهب في شهر حملها التاسع وأعدني للنزول، ترى كيف كان شعور ابوينا حين هبطا الارض، ربما عاشا الكثير من السنوات قبل ان يتوسلا العودة، الى بطن جنته ، كان الفضول يشدهما للبقاء، وهذا ما أشعره رغبة الهبوط ، وكأنني استعد للتعرف الى كل الاشياء بحواس بكر، وكما حديثي الولادة امد يدي لكل شي وامرره على لساني، وأشمه، ثم أهزه لأسمع صوته وافتح عيني ، لأعلن نوع علاقتي به من جديد،
تلفت صوب روضة الازاهير، لم افرح كما الصغار باليوم المدرسي، كانت اختي الكبرى تشدني من يدي الى ابتدائية النور المختلطة، في حين ظل وجهي مشدودا وانا أشير لكن اخي ذهب هناك، كنت سعيدة اكثر في الروضة، لم أفكر بمغادرتها قط، روضتي الاولى كانت في قريتي لا اذكر اسمها تحديدا ، لكني اذكر روضة اخي وكم حسدته عليها، كانت روضة الاطفال عالما مليئا بالحركة وكنت طفلة مملؤة بالصمت والسكينة والهدوء، خجولة جدا آنذاك ، لم تلوث سكينتي شقاوة المدينة التي وصلناها حديثا وكانت مدرسة النور أولى خيوط معرفتي فيها ،فيما ظلت غصة الروضة الصغيرة في قريتي الرمل حلما من المخجل ان أقول انه قابع في عقل امرأة تتأبط الأربعين ، وجابت نصف العالم ، لكن ثمة ثغرة في هذا الرأس مستيقظة جدا ، لكنها عاجزة عن النمو ، وتجاوزها للعبور الى المدرسة .
أيلول أيقظني فجر اليوم ، فتحت الشباك ، حييت الطيور الجديدة ، ابتسمت وانا أتنفس روحي من جديد ، وضعت طعاما لها وللقطة التي صارت تبات جوار شباكي ، وغنيت لي ، ايتها الطفلة التي ترقص على موسيقى الورق الأصفر هلا كبرتي ، فكلهم قد كبروا ........



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة أمرأة أسمها فلسطين
- ماجينا - من حكايات الحي القديم
- من يوميات معلمة
- على هامش التنمر
- ذهب في هارودز
- ومضة حب في زمن التدجين
- مادة إنشاء- من حكايات الحي القديم
- انت كل حواسي - من سيرة الغياب
- من سيرة الغياب
- شونة زنبقة البزل - من ذاكرة الأنهار
- من صدى الأغاني
- أبواي - من سيرة الغياب
- عرب الصغيرة وأم سالم- من حكايات الحي القديم
- مومس - من حكايات الحي القديم
- عرس - من حكايات الحي القديم
- معسكر التدريب - من حكايات الحي القديم
- الشامية ووردة الدار -من حكايات الحي القديم
- كابينة الهاتف - من حكايات الحي القديم
- الجيران - من حكايات الحي القديم
- من حكايات الحي القديم


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - أيلول وأنا