موانع الطعام عند المسلمين 3

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 04:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هذا هو المقال الثالث والأخير حول موانع الطعام عند المسلمين، وهكذا ننهي سلسلة من سبعة مقالات مخصصة لموانع الطعام عند اليهود والمسيحيين والمسلمين.

الحيوانات الميتة والذبح
يحرم القرآن أكل الميتة في الآيات 2: 173 ؛ 6: 145؛ 16: 115 و 5: 3. وتضيف هذه الآية الأخيرة بعض التفاصيل: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ.
والميتة هو الحيوان الذي مات بدون سبب بشري، أو بطريقة تعتبر غير شرعية، مثل ضربه حتى الموت. والصيد لحمه حلال حتى لو لم يتم ذبحه، إلا إذا كانت هناك إمكانية لذبحه ولكن لم يتم ذبحه.
وإذا كان من الضروري ذبح الحيوان قبل أكل لحمه، يتم استثناء الحيوانات المائية بحكم حديث نبوي يقول: "إن الله ذبح كل شيء في البحر لابن آدم". ومع ذلك، يطلب الفقهاء ذبح الحيوانات المائية التي تعيش أيضًا خارج الماء ولديها دم مثل التمساح. وليس الحال مع سرطان البحر الذي لا يوجد لديه دم. يرى الفقهاء أن دم السمك ليس دمًا حقيقيًا لأنه يصبح أبيضًا عند التجفيف، بينما يصبح دم الحيوانات الأخرى أسودًا. يتم إجراء الاستثناء نفسه للجراد الذي يمكن أن يؤكل إذا تم العثور عليه ميتاً.

ذبح الحيوان وفقا للشريعة الإسلامية:
هناك تنظيم لذبح الحيوانات يجب الإلتزام به لكي يكون لحمها حلالا
- فمن الضروري نطق اسم الله على الحيوان الحي الذي يريد المرء ذبحه لأكله. القرآن يقول:
6: 121: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْه وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ.
22: 36: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ.
تنطبق هذه القاعدة أيضًا على الصيد:
5: 4: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ.
إذا لم ينطق المرء باسم الله نسيانًا، يكون اللحم حلالًا، ولكن إذا كان مقصودا، فإن اللحم ليس حلال. وبعض الفقهاء يعتبر اللحم غير حلال في كلتا الحالتين.
ويذكر اسم الله عندما يمرر المرء السكين على رقبة الحيوان، وفيما يخص الحيوانات التي تصطادها الكلاب، يذكر اسم الله عندما يتم إرسال الكلاب وراء الحيوان.
والسبب في نطق اسم الله على الحيوان هو جعل لحمه أفضل وطرد الشيطان من الحيوان الذي يذبحه.
- يجب أن يكون الجزار مسلماً أو من أهل الكتاب (مسيحي أو يهودي أو سامري أو صابئي). ويجب أن يكون بالغ وقادر على التمييز، أيا كان جنسه. ذبح طفل أو رجل مجنون غير شرعي. والرأي السائد بين الشيعة لا يقبل الذبح من قبل أهل الكتاب.
- يمكن أن يكون الذبح عن طريق الذبح للحيوان الذي رقبته قصيرة كما هو الحال مع البقرة والأغنام والطيور، أو بالنحر بتوجيه السكين إلى الترقوة أسفل عنق حيوان عندما يكون عنقه طويل مثل الجمل، أو عن طريق عقر الحيوان الذي لا يمكن الإمساك عليه، كما هو الحال في الصيد أو الثور الهائج. وذبح الحيوان يتم عن قطع شريان القصبة الهوائية (أنبوب التنفس)، المريء (الجهاز الهضمي) والوريدين الداخلي والخارجي (شرايين الدم).
- قد تكون أداة ذبح الحيوان سكينًا أو سيفًا أو نصلًا. بالنسبة للصيد والحيوانات الهائجة، يمكن أن تكون رمح أو قذيفة. في كلتا الحالتين يجب سيلان الدم. من ناحية أخرى، إذا خنق الحيوان أو قتل بصدمة أو بالضرب، فإن لحمه غير حلال. إذا قتل حيوان برصاصة وقذيفة تخترقه، يكون لحمه حلالًا. مثل هذا الحيوان لا يحتاج إلى ذبح. ولكن إذا مات بسبب صدمة حصاة أو صوت، فإن لحمه غير حلال ما لم يتمكن الشخص من الوصول إلى الحيوان الذي لا يزال حياً لذبحه. حتى يكون ذبح الحيوان شرعي، يجب إذن أن يتم على حيوان حي وليس ميتًا.
من الأفضل أن يتم ذبح الحيوان بحيث يكون وجه الجزار والحيوان تجاه مكة. والهدف هو مخالفة المشركين الذين يذبحون حيواناتهم متوجهين نحو أصنامهم.
يتساءل المسلمون، مثل اليهود، عما إذا كان مسموحاً إداخة أو تخدير الحيوانات قبل ذبحها لتخفيف معاناتها. هذا السؤال يثير الكثير من النقاش لا سيما في البلدان التي تحظر ذبح الطقوس كما هو الحال في سويسرا. وفي الواقع، فإن النصوص المقدسة اليهودية والإسلامية توصي بتخفيف ألم الحيوان على قدر ممكن. من ناحية أخرى، فإن هذه النصوص لا تعالج مسألة تخدير الحيوان. تلك النصوص تحرم تناول لحم حيوان ميت وتطلب افراغه من الدم. وتم استنتاج من هذين المعيارين حظر صعق الحيوان قبل أن ينزف بحجة أن الحيوان يموت عن طريق التخدير ولا يفرغ دمه. لكن هاتين الذريعتين غير صحيحتين. فعندما طُلب من هيئة الفتوى المصرية أن تقرر بشأن استيراد لحوم الحيوانات التي تم تخديرها، قررت بالفعل في عام 1978 أن تناول مثل هذه اللحوم أمر شرعي. ويذكر في هذا المجال الآية 7: 143: " فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ". فموسى صعقه، دون أن يفقد حياته. ولحم حيوان تم تخديره قبل الذبح يحتوي على دم بقدر الحيوان الذي لم يتم تخديره. لذلك يمكننا أن نقول أننا نواجه مشكلة خاطئة، ربما نشأت لأسباب اقتصادية. يذكر أحد المؤلفين أن المجلس الإسرائيلي بباريس لديه ميزانية سنوية تصل إلى 150 مليون فرنك فرنسي. وحوالي نصف تلك الميزانية يأتي من "الحق في السكين "، أي من اذن ذبح الحيوانات على الطريقة اليهودية. وهكذا يتم مضاعفة القواعد لمضاعفة وسائل السيطرة والضرائب.

الدم
يحرم القرآن أكل الدم في الآيات 2: 173 ؛ 5: 3؛ 16: 115 و 6: 145. وتضيف الآية الأخيرة " قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ". هذا يعني أن الدم المتدفق من حيوان حي أو ميت لا يُسمح به، باستثناء الدم الذي يبقى في لحم حيوان ذبح لأنه لا يمكن تجنبه. فلا يحتاج المسلمون إلى شطف وتملبح اللحم أو شواءه لتفريغ الدم، كما يفعل اليهود. ويستثني حديث نبوي دم السمك والجندب والكبد والطحال. ويعتبر هذان العضوان مليئين بالدم وبالتالي كان يجب حظرهما، لكن النبي محمد سمح بأكلهما. ومع ذلك يجب تفريغ الحيوان من الدم قدر الإمكان.

أجزاء من الحيوانات غير لحومها
تكون عظام الحيوانات وجلودها طاهرة إذا كان الحيوان طاهر وذبح وفقًا للقواعد الشرعية. والحيوانات النجسة أو التي لم تذبح بطريقة شرعيه تحرم عظامها وجلودها.
ومع ذلك، يعتقد الفقهاء أن حيوانًا طاهرًا تم ذبحة دون الالتزام بالأحكام الشرعية، فإن جلده يكون طاهرا. فما هو محرم هو أكل لحومها وليس استخدام جلدها. أما بالنسبة لجلد الحيوانات النجسة، فإن الفقهاء منقسمون. وهكذا يسمح الحنفيون باستخدام جلد الأسد أو الذئب أو الكلب المدبوغ، باستثناء جلد الفئران والخنزير. وقد تحدثنا في وقت سابق عن شعر الخنزير، والذي يسمح باستخدامه من قبل بعض الفقهاء لعمل غربال لغربلة مواد جافة.
من ناحية أخرى، يحظر تناول الدهون المأخوذة من حيوان حي طاهر (مثل تلك المأخوذة من سنام الجمل أو من ذيل أنواع معينة من الأغنام). يعتبر هذا الجزء من حيوان ميت.
بيض الحيوانات المشروعة حلال. لذلك لا يؤكل بيض السلاحف أو النسور كما لا يشرب حليب الحمير. وبالمثل، لن يتم تناول أي حليب أو بيض من حيوان يتغذى على القاذورات حتى يتم عزله. وإذا وجدنا بيضًا لا نعرف الحيوان الذي باضه، يعتقد الفقهاء أننا نستطيع أن نأكل بيض بطرفين مختلفين (وهذا مأخوذ من التلمود) أو بيض السمك الذي قشرته قاسية .
يحظر أيضًا أكل أجزاء من الحيوان مثل الأعضاء التناسلية والغدد والمرارة والبول والبراز. لكن يُسمح ببول الإبل كدواء بسبب حديث نبوي.

ثمار الأرض
كل ثمار الأرض والأشجار مشروعة. يقول القرآن:
16: 69: ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
36: 33: وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ.
36: 34-35: وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ.
من ناحية أخرى، تحظر المنتجات الضارة بالصحة:
2: 195: وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
7: 157: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ.
وبالتالي يحظر أكل فاكهة سامة. وينطبق الشيء نفسه على المخدرات والتبغ، كما سنرى في النقطة التالية.
المشروبات والمخدرات والتبغ
تعتبر حلال المشروبات وكذلك حليب الحيوانات الطاهرة. من ناحية أخرى، يعتبر حليب الحيوانات النجسة حرامًا، مثل حليب الحمير. ويستثنى النبيذ والمشروبات الكحولية التي كرسنا لها مقالات موسعة.
ويمتد حظر استخدام الكحول أيضًا إلى المخدرات لأن لها نفس التأثير أو حتى أكثر خطورة من الكحول. يتم ضم استخدام التبغ أيضًا لأنه يخلق إدمانًا ويؤدي إلى تبذير غير ضروري ويضر بالصحة وله رائحة كريهة. ويندرج التبغ في حدود الآيات 2: 195 و 7: 157 المذكورة أعلاه.

مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ
يحظر القرآن تناول مَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ في الآيات 2: 173 ؛ 6: 145؛ 16: 115 و 5: 3. وتضيف هذه الآية الأخيرة إلى هذا الحظر " وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ".

الحاجة هي القانون
تصبح جميع الأطعمة المحظورة مباحة عند الضرورة لحماية الصحة والحياة. القرآن يقول:
2: 173: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.
توجد هذه القاعدة أيضًا في السورة 6: 145. فالحاجة هنا تعفي من تطبيق الشريعة بحذافيرها. وهذا ما يسمى الإباحة، وهو معيار موجود في جميع التشريعات. لكن على المسلم أن يستهلك في حدود الضرورة وليس شرهًا. فالقرآن يبيح استهلاك وشرب الطعام المحظور إذا لزم الأمر من أجل إنقاذ حياتك: فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5: 3). البعض يسمح بمثل هذا الاستهلاك إذا كان المسلم يقضي ليلة ويوماً دون أن يأكل. كما تم طرح السؤال عن مقدار ما يمكن استهلاكه: لدرء الخطر أو الجوع والعطش.
وقد تنم تحديد أولويات: هل يجب أن نسرق طعامًا حلالًا بدلاً من تناول طعام ممنوع؟ الجواب هو لا.
هل يمكن أن نأكل اللحم البشري؟ الجواب هو نعم إذا كان شخصًا ميتًا، ولا إذا كان شخصًا حيًا حتى إذا كان الأخير يعاقب عليه بعقوبة الإعدام ممرتد أو مشرك.
وفقًا للعقيدة السائدة، يُحظر تناول الخمر في حالة العطش ونقص الماء لأن الخمر لا ينهي العطش بل إنه يمكن أن يزيده. لكن يجوز استخدام الخمر كدواء إذا لم تكن هناك وسائل أخرى لإنقاذ الأرواح شريطة أن يتم وصف الوصفة الطبية من قبل طبيب مسلم عدل (الذي تكون شهادته مقبولة).

تحول الأغذية وتلوثها
يمكن أن يصبح الطعام الحلال طعامًا حراما، والعكس صحيح. فعصير الفاكهة حلال ولكن إن تحول إلى خمر يصبح حرام. والخمر حرام ولكن قد يتحول إلى خل حلال. الجثة نجسة، لكن عندما تتحلل، تصبح رمادًا طاهرا. والماء حلال وقد يصبح بول وهو طعام محظور. وبالمثل، يعتبر اللبن حلالا على الرغم من أنه يأتي من طعامين غير حلال، وهما الدم والطعام المتحلل في البطن:
16: 66: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ.
ورأينا أيضًا أن الحيوان الذي يتغذى على المخلفات يصبح نقيًا بعد تطبيق الحجر الصحي.
للحكم على ما إذا كان الطعام أصبح حلالا أو لا، يشير الفقهاء إلى اسم الطعام المعني. النبيذ حرام، وبتحوله إلى خل يصبح اسمه خلا. والخل غير مدرج في قائمة الأطعمة المحظورة. لذلك فهو حلال. بنفس الطريقة يتحلل الكلب، وهو حيوان نجس، إذا سقط في مستنقع مالح ويصبح ملحًا نقيًا. ويتم وضع البراز، وهي مادة غير طاهرة، في حديقة ويصبح مع الوقت ترابا طاهرا يمكن التيمم به في غياب الماء.
إذا مارس شخص الجنس مع حيوان، يصبح هذا الحيوان غير صالح للاستهلاك البشري ويجب قتله وحرقه، ووفقًا لبعض الروايات، يجب قتل الشخص المعني أيضًا.
إذا لامس اللحم الحلال لحما غير حلال مثل لحم الخنزير، يتحول اللحم الحلال إلى لحم غير حلال. وبالمثل، إذا استخدم للذبح أو تقطيع الخروف سكينا استخدم قبل ذلك لذبح أو تقطيع خنزير، فإن لحم الخروف يصبح حرام.
إذا سقط فأر في إناء من الزيت، يصبح الزيت نجس. ولكن إذا سقط على الزبدة الصلبة، فيجب إزالة الجزء المصاب فقط. ويجب التخلص من الماء لعقه الكلب وغسل الإناء، باستثناء المالكية الذين يعتبرون الكلب عضوًا في المنزل.

منتجات مكونة من عدة مكونات
أي منتج يحتوي على عنصر محظور يصبح محظورًا. وهذا ينطبق على الأطعمة والمضافات الغذائية والأدوية مثل الفيتامينات. هناك قوائم إرشادية على الإنترنت تسرد المنتجات على أساس مكوناتها، مصنفة على أنها حلال، وحرام، ومشبوه (وبالتالي محظورة). تشير هذه القوائم في بعض الأحيان إلى مكونات هذه المنتجات وتطلب من المستهلك، في حالة الشك، الاتصال بالمنتج. بشكل عام، يحظر أي منتج يحتوي على لحم الخنزير أو الكحول. وهكذا يعتبر الجيلاتين حرام إذا تم إنتاجه من لحم الخنزير، وحلال إذا تم إنتاجه من حيوان حلال آخر تم ذبحه وفقا للطريقة الإسلامية. تعتبر الفانيليا ومنتجها من الفانيلين حرام لأنها تنتج من الكحول. وفيتامين (أي E)، إذا تم إنتاجه من حيوان، يعتبر مشتبه فيه، لكنه حلال إذا أنتج من الزيت النباتي. الكوليسترول، الغليسريد، الهرمونات ومصل اللبن تعتبر مشبوهة. ومع ذلك، فقد ذكر أن مثل هذه القوائم لا تعمل دائمًا لأن المنتجين يمكنهم تغيير المكونات في أي وقت.

طعام غير المسلمين
يقول القرآن:
5: 5: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
6: 118: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآَيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ.
نلاحظ من الآية الأولى أنها تربط بشكل صريح بين المشاركة في الطعام والتزاوج. من يحق الزواج منهم يحق أكل طعامهم.
الرأي السائد لدى الشيعة لا يقبل أن يقوم أي شخص من أهل الكتاب بذبح الحيوان بناءً على أحاديث أئمتهم. ويعتقدون أن الآية 5: 5 تخص طعامًا غير اللحوم. كما أن الشيعة يترددون أكثر من السنة في الزواج مع غير مسلمة.
يمكن للسنة أكل لحم حيوان يذبحه غير مسلم، شريطة أن يكون من أهل الكتاب، أي مسيحي أو يهودي أو سامري أو صابئي على شرط أن لا يذكر إسم غير الله على الحيوان. إذا ذكر اسم المسيح أو إبراهيم بدلاً من اسم الله، يصبح اللحم حراما. من ناحية أخرى، يحظر أكل لحم حيوان ذبحه ملحد أو مرتد. ويمنع ابن عباس أيضًا من أكل لحم حيوان يذبحه مسلم غير مختون، لكن الفقهاء يروا أنه إذا سمح بتناول لحم حيوان ذبحه مسيحي، فيجب السماح بأكل لحم حيوان ذبحه مسلم غير مختون.
وفي هذه الحالات، يجب أن يتم الذبح وفقًا للشريعة الإسلامية، أي أنه يجب ذبح الحيوان حيًا وافراغه من الدم. لضمان احترام هذين المعيارين، يقترح مؤلف مصري إنشاء مذابح إسلامية في البلدان التي تصدر اللحوم إلى الدول الإسلامية، وأن الجزارين العاملين فيها يكونوا مسلمون لأنهم يفضلون على غير المسلمين، حتى لو سمح أكل لحوم الحيوانات المذبوحة من قبلهم.

تم طرح السؤال التالي على الإنترنت:
هل يُسمح بأكل لحوم أهل الكتاب (المسيحيين واليهود)، مع العلم أنه وفقًا لمعرفتي المحدودة، فهم ليسوا أهل الكتاب الذين ذكرهم الله (فعقيدة الثالوث على سبيل المثال تتناقض مع وحدانية الله)؟
الجواب يقول أن هناك إجماع للأمة على أن المسلمين يسمح لهم باستهلاك اللحوم المذبوحة من قبل أهل الكتاب. ويستشهد بالآية 5: 5 أعلاه. بالنسبة إلى ما إذا كان يمكن اعتبار المسيحيين واليهود أهل كتاب رغم أن بعض معتقداتهم تتعارض تمامًا مع وحدانية الله، فإن الإجابة لا تنكر عدم التوافق هذا ولكنها تضيف أن القرآن يعلم هذه الحقيقة (5: 17 ؛ 5: 13 ؛ 2: 79) وعلى الرغم من ذلك يعتبرهم من أهل الكتاب ويسمح بأكل طعامهم. هذا يدل على أنه طالما أن هؤلاء الناس لا يتخلون عن دينهم بالكامل ليصبحوا ملحدين، فإنهم ما زالوا يعتبرون من أهل الكتاب. والجواب يضيف:
من يذبح الحيوان يجب أن يكون عنده إيمان بالله (...). من يسمي نفسه مسيحيًا أو يهوديًا، ولكنه لا يؤمن بالله ولا بالكتاب المقدس، ولا يؤمن حقًا بالدين الذي يدعي أنه يتبعه، فهو في الواقع ملحد، ولا يحل للمسلم أكل لحم الحيوان الذي يذبحه. تجدر الإشارة إلى أن هذا هو حال الكثير من الناس الآن، الذين هم مسيحيين أو يهود فقط بالاسم، ولا يؤمنون في الأساس بأي شيء، ويسخرون من أي انتماء ديني.
بالإضافة إلى القيود المفروضة على اللحوم، يحظر على المسلم الجلوس على طاولة مع شخص يشرب الخمر. ويذهب الشيعة إلى أبعد من ذلك فيمنعون تناول الطعام الذي أعده غير المسلمين إذا لمسه ونقل له رطوبة جسده.
وغني عن القول إن هذه المعايير الإسلامية، مثل القواعد اليهودية المشار إليها أعلاه، تتعارض مع مبدأ عدم التمييز، وهو مبدأ تلجأ إليه الجاليتان اليهودية والإسلامية كلما شعرت بالتمييز.

استهلاك الغذاء المشكوك فيه واللحوم المستوردة
لقد رأينا أن الله وحده هو الذي يستطيع أن يحرم طعامًا. ولكن ماذا لو كان المسلم يشك في الطعام، ولا يعرف إذا كان ما يأكله حلال أو حرام؟ يطرح هذا السؤال خاصة فيما يتعلق باللحوم المستوردة من الغرب من قبل الدول العربية والتي لا يتم ذبحها دائمًا وفقًا للمعايير الإسلامية.
يعتقد علماء الدين المسلمون أن تلك اللحوم الحيوانية التي لا تعرف كيف تم ذبحها يجب اعتبارها مشروعة بموجب الآية 5: 5: "الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ". ولا يمكن رفض هذه القاعدة إلا في حالة وجود دليل رسمي على أن الطعام حرام. الشك في حد ذاته لا يكفي. لقد استند هنا إلى أن محمد قد أكل لحم عنزة قدمته اليه يهودية دون أن يسأل عن كيفية ذبحها. المسلم غير ملزم بالسؤال عن كيفية ذبح كل حيوان. من ناحية أخرى، فهو ملزم بالسؤال عما إذا كان الجزار مسلمًا أو من أهل الكتاب لأن محمد أكل لحم الماعز مع العلم أنه جاء من يهودية. هناك أيضًا حديث من عائشة مفاده أنه كان يحضر للمسلمين في البداية اللحم دون معرفة ما إذا كان اسم الله قد ذكر على هذا اللحم أم لا. وقد سئل محمد فأجاب: "اذكر انت اسم الله على اللحم وتناول الطعام".
يقول كتاب شيعي موجه إلى المسلمين المقيمين بالخارج بأن العديد من أطعمة الكفار تحتوي على أطعمة محرمة مثل النبيذ ولحوم الحيوانات الميتة ولحم الخنزير، والأسماك بدون حراشف. نتيجة لذلك، يجب على المسلم التأكد من أن طعامه لا يحتوي على هذه الأطعمة المحرمة. يجب على المسلم ألا يطلب محتويات الطعام إذا كان لا يعرف ذلك، إلا إذا كان لحمًا. لا يمكنه أكل اللحوم إلا إذا ذبح وفقًا للشريعة الإسلامية ... يمكنه أكل أي طعام آخر دون سؤال، حتى إذا تم طهي مثل هذا الطعام بدهن الخنزير أو الخمر. ولكن من الأفضل طرح الأسئلة والتحري لتفادي مخاطر هذه الأطعمة على العقل والجسم في حين أن المظهر يلهم أنه غذاء حلال. وإذا علم المسلم أن اللحم لم يذبح وفقًا للمعايير الإسلامية، فيجب اعتباره حراما، وكل ما يتم طهيه مع هذا اللحم يصبح حراما أيضًا حتى إذا تم التخلص من اللحم. وفي حالة الشكل بشأن اللحم، يمكن تحييده وتناول بقية الطعام.

رمضان
يحافظ المسلمون على صيام شهر رمضان. فيجب عليهم الامتناع عن أي طعام من شروق الشمس إلى غروبها. بجانب هذا الصوم الإلزامي، هناك صيام اختياري، في بعض الأحيان يوم واحد في الأسبوع.

الاستهلاك في أواني الذهب أو الفضة
الرأي السائد هو أنه يحظر تناول الطعام أو الشراب في أواني الذهب أو الفضة. ونقلت أحادي نبوية في هذا المعنى. والغرض من هذا الحظر هو تجنب التشابه مع الكفار والافتخار. تجدر الإشارة هنا إلى أن الرجال ممنوعون من استعمال الخواتم أو المجوهرات الذهبية المسموح بها للنساء.

أسباب موانع الطعام
نجد عند المؤلفين القدامى والمعاصرين تفسيرات لتبرير موانع الطعام. بالتأكيد، السبب الأول هو أن الله حرمها إما من خلال القرآن أو من خلال النبي محمد. وبما أن الله كلي العلم ومحمد معصوم، يجب على المؤمن الخضوع. وبما أن الله ومحمد لا يستطيعان إملاء القواعد إلا من أجل صالح الإنسان، فلا شك للمسلم في أن هذه القواعد جيدة للصحة والسلوك الاجتماعي. ولكي تكون ذات فائدة غذائية، يجب أن يكون الطعام مشروعا. إن الطعام الجيد وغير المشروع على حد سواء هو تناقض لا يمكن للمسلم أن يهضمه لأنه سيشكك في معرفة الله. هكذا نقرأ في وسائل الشيعة أن الحيوان الميت يضعف الجسم، ويسبب العقم والوفاة بالسكتة القلبية. أما بالنسبة للدم، فإنه يجمع الماء الأصفر في البطن، ويعطي رائحة كريهة، ويسبب القسوة لدرجة أن الشخص الذي يأكله يمكنه قتل ابنه ووالديه. أما بالنسبة للنبيذ، فهو يسبب الارتعاش ويضعف القوة ويدفع إلى الزنا وسفك الدماء.
هناك أيضًا حجج إيمانية مرتبطة بالقرآن مفادها أن الله مسخ بشرًا إلى حيوانات لمعاقبتهم. وبما أن الله قد اختار هذه الحيوانات يدل على أنها نجاسة، وبالتالي لا يمكن استهلاكها. استهلاك مثل هذه الحيوانات يعني الاستفادة منها والتقليل من العقوبة الإلهية. واحتمال المسخ تذكره الآية 36: 67: وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ. وتشير ثلاث آيات إلى أن الله مسخ فعلا بشرًا إلى قرود وخنازير:
2: 65: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
5: 60: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ
7: 166: فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ
ونجد في الأحاديث المنسوبة للنبي محمد أمثلة أخرى على هذا المسخ. ومن بين الحيوانات التي تم مسخ البشر فيها وفقًا للشيعة، نقتبس الخنزير والقرد (مجموعة من الإسرائيليين الذين لم يحترموا السبت، ووفقًا لقصة أخرى مسيحيون لم يؤمنوا بأن المائدة نزلت من السماء على المسيح مسخوا خنازير)، الفيل: (ملك أو طاغية ارتكب الزنا)، الأرنب (امرأة خانت زوجها ولم تغسل الحيض)، الذئب (بدوي لم يحافظ على شرف زوجته)، الخفافيش (لص سرق تمر الناس)، الزنبور (جزار سرق اللحوم عن طريق الغش في الميزان)، الجرذ والعقرب ( شخص ارتكب القذف)، العنكبوت (امرأة سحرت زوجها)، القملة (رجل سخر من الأنبياء وأهانهم). ووفقًا لحدث نسب إلى محمد، مسخ الله 700 مجموعة بشرية كانت قد عصت الأنبياء ؛ وأخذت أربعمائة من هذه المجموعات شكل حيوانات برية، وثلاثمائة شكل حيوانات مائية. ثم قرأ الآية 34: 19، التي تقول: "فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ".
تجدر الإشارة هنا إلى أن حجة المسخ لا تذكر في الكتب المعاصرة، ربما بسبب مخالفتها للعقل.
لقد رأينا أن محمد أمر بقتل بعض الحيوانات مثل الأفعى والغراب والحدأة والعقرب والفأر والكلب العقور والوزع. قد يكون الأمر بقتلها يرجع إلى كونها ضارة. ولا يحق أكل هذه الحيوانات. كما حظر قتل بعض الحيوانات والتي لا يمكن أن تؤكل. من بين هذه الحيوانات الضفدع والنملة والنحلة والهدهد والصرد والخفافيش. وسبب الحظر ديني. وهكذا سبب حظر قتل النملة والنحلة والهدهد أن القرآن يذكرها بصورة إيجابية. وتقول رواية شيعية في جناح كل هدهد خلقه الله مكتوب بالسريانية: آل محمد خير البرية. وطير الصرد هو أول من صام عاشوراء، وهناك حديث يقول: لا تَقْتُلُوا الضَّفَادِعَ فَإِنَّ نَقِيقَهَا تَسْبِيحٌ، وَلا تَقْتُلُوا الْخُفَّاشَ فَإِنَّهُ لَمَّا خَرِبَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ، قَالَ : يَا رَبِّ سَلِّطْنِي عَلَى الْبَحْرِ حَتَّى أُغْرِقَهُمْ. وتذكر مصادر الشيعة: لا تقتلوا القنبرة، ولاتأكلوا لحمها، فانها كثيرة التسبيح، وتقول في آخر تسبيحها : لعن الله مبغضي آل محمد.

المحظورات الغذائية بين القانون والممارسة
لا يتم التعامل مع الأطعمة المحرمة بنفس الصرامة.
فيما يتعلق بلحم الخنزير، يحظر على حد سواء أكل اللحوم وامتلاكها، وبالتالي، إجراء معاملة بشأنه (البيع، الشراء، التبرع، إلخ). وينطبق الشيء نفسه على النبيذ. إذا قتل مسلم خنزيرا أو سرق زجاجة نبيذ من مسلم آخر، فلا يلزم تعويض مالكه. لكن يجوز لغير المسلمين أن يمتلكوا ويستهلكوا لحم الخنزير أو الخمر، وإذا قتل المسلم خنزير مسيحي أو سكب خمره، فيجب عليه تعويضه.
إذا استهلك المسلم لحم الخنزير أو الكلب أو الحمير، فإنه ينتهك الحظر الديني، لكن الفقهاء لا يذكرون أي عقوبة جنائية ضده. من ناحية أخرى، فإن الشخص الذي يستهلك الخمر يُعاقب عليه وفقًا للفقهاء، لكن ليس كل الدول الإسلامية تفرض عقوبة جزائية على انتهاك هذا الحظر. ويُعهد إلى صناعة وبيع النبيذ في هذه البلدان بالمسيحيين على وجه الخصوص، لكن المسلمون هم الذين يستهلكون أكثر من غيرهم. ومع ذلك، قد تتدخل الجماعات الإسلامية لمعاقبة أولئك الذين يستهلكون النبيذ ولمهاجمة المتاجر والفنادق التي تبيعها.
وعلى الرغم من أن حظر استهلاك لحم الخنزير لا يُعاقب عليه جنائيًا، على عكس النبيذ، يمكن القول أن المسلمين يحترمون الحظر المفروض على استهلاك لحم الخنزير أكثر من الحظر المفروض على شرب النبيذ. فالخنزير يعتبر حيوان نجس ومثير للاشمئزاز. ومع ذلك، فقد بلغني أن المسلمين في بعض أجزاء القاهرة يربون الخنزير ويبيعونه للمسيحيين. إن عدم استهلاك لحم الخنزير من قبل المسلمين يجعل هذا اللحم أرخص بكثير من لحم الحيوانات الأخرى.
إذا كان الفقهاء المسلمون متفقون فيما يخص بعض موانع الطعام، مثل لحم الخنزير أو النبيذ، فإن هؤلاء الفقهاء مختلفون فيما يتعلق بالأطعمة الأخرى. هذا الاختلاف يرجع إلى عدم وضوح النص القرآني وتناقض الأحاديث المنسوبة إلى محمد، وربما تم اختراع هذه الأحاديث لمعالجة العادات المحلية. وبالتالي، يحظر بعض الفقهاء استهلاك لحم السلاحف أو الحصان. لكن المالكية يذهبون إلى حد السماح باستهلاك أي لحم غير محظور صراحة. وحتى فيما يتعلق باستهلاك النبيذ، حاول بعض الفقهاء، دون جدوى، تقليل نطاق الحظر.
إلى جانب هذه المواقف التصالحية، هناك محاولة من جانب القرامطة الذين لا يوجد لديهم حظر على الطعام. فقد سمحت هذه المجموعة، التي انقرضت الآن، للجزارين بعرض اللحوم على جميع أنواع الحيوانات، بما في ذلك الخنازير والكلاب، طالما أبقوا على رأسها حتى يختار الناس ما يشاؤون، كل وفقا لضميره.
فيما يتعلق باحترام صيام رمضان، أحد أركان العقيدة الإسلامية الخمسة، فهو مضمون من حيث الأسرة والمجتمع والدولة. يمكن للأب إجبار زوجته وأطفاله من سن معين على الصوم. من ناحية أخرى، تحظر الدولة أي انتهاك علني للصيام. بينما لا يُطلب من غير المسلمين الصوم، إلا أنهم لا يستطيعون الاستهلاك في الأماكن العامة. القوانين تعاقب مثل هذا الاستهلاك. لكن بعض الدول أقل صرامة بخصوص الالتزام برمضان لأسباب تتعلق بالصحة والاقتصاد. وإذا كان الصوم في بعض الأحيان مفيدًا للصحة، فإن الصيام لمدة شهر كامل دون تناول الطعام أو الشرب يؤثر على الصحة ويسبب التعب والضعف البدني الذي يمكن أن يسبب الحوادث. من ناحية أخرى، خلال الإفطار، هناك إفراط في الطعام ضار بالصحة. في هذا الصدد، يلاحظ أن المستشفيات تشهد خلال فترة رمضان تدفقاً للمرضى بسبب الصيام والإفطار. من الناحية الاقتصادية، يؤثر الصيام على الأنشطة الخاصة والعامة، ويتم تقليل مواعيد العمل والمدارس بشكل عام. من ناحية أخرى، يصرف المسلمون خلال هذه الفترة أكثر مما يصرفونه في الأشهر الأخرى من العام، وخاصة في الطعام، بينما من المفترض أن يكون شهر رمضان هو شهر الامتناع. لهذه الأسباب، حث رئيس بورقيبة التونسي شعبه على عدم الإلتزام بشهر رمضان وكان يظهر على شاشات التلفزيون وهو يأكل ويشرب. لكن إذا كانت الدولة في بعض الأحيان تؤيد إلغاء الصوم، فقد يكون المجتمع قاسياً على من يفطرون في رمضان. فتقوم الجماعات الدينية في بعض الأحيان بجولة في المطاعم والبارات لمعاقبة من يستهلكون في الأماكن العامة خلال شهر رمضان.

النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى، بما فيها كتابي عن الختان: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات