أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية















المزيد.....

المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تفلح كل محاولات عزل المقاومة الوطنية المسلحة عن بيئتها وحاضنتها ومصدر طاقتها وملهمها الشعب العراقي بكل شرائحه الشريفة الاصيلة الابية المتطلعة لعراق حر ومستقل، عراق يستأنف مسيرة تنميته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية ، التي قطعتها جحافل جراد النفط الشرهة الوقحة ، والتي تجرب اغراء فريستها بعسل الديمقراطية المسموم،
مع ان الخبرة تقول ، والعلم يقول ، والعقل المجرد يقول ، ان الجراد لا يتبرز عسلا مهما ادعى ! فالديمقراطية وحقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة وتكافؤ الفرص وفصل السلطات ودولة المواطنة الواحدة ، دولة الدستور والمؤسسات ، لا تأتي بالاحتلال وبالاستغلال ، لا تأتي بالكذب والتزوير والتلفيق ، لا تأتي باهانة الشعوب واستعبادها ، وامتصاص خيراتها ، لا تأتي بالتلذذ في تعذيب الرجال والنساء بل حتى الفتيان والاطفال الذين لا ينصاعون لاوامرها ، لا تأتي في تحريم حقها في تقرير مصيرها ، لا تأتي في تدمير بناها التحتية والفوقية التي تشكل جوهر انسيابها نحو الازدهار الديمقراطي والانساني المتمدن حقا ، والذي يشكل تحصيل حاصل لمجمل التراكم النضالي والتعبوي السياسي والطبقي في هذا البناء .
لم تفلح محاولات احتوائها وتشويهها ، وشرائها ، وجر بعضها لضرب البعض الاخر منها ، لم تفلح صور الاستفتاء والانتخابات والوزارات ، ونقل السيادة الورقية من والى المستخدمين في المنطقة الخضراء ، ووعود الاعمار ، وتغيير الوجوه من بريمر الى زلماي خليل زاد مرورا بنغروبونتي ، ولا سياسة الارض المحروقة ، ولا الرعب الاستباقي ، ولا تحويل المدن العامرة الى مقابر جماعية ، ولا القوة المفرطة وباسلحة محرمة وملوثة ، باسلحة دمار شامل حقيقية ، ولا اللعب على الوتر الطائفي وتجنيد فرق الموت للقتل المنتقى طائفيا ، ولا تدمير قبة الامامين العسكريين في سامراء ، ولا ضرب مسجد الامام ابو حنيفة ، ولا ضرب مرقد الامام عبد القادر الكيلاني ، ولا محاصرة النجف بالحديد والنار وقبر من يجافيها بمقابرالسلام ، ولا تدمير فلوجة الكرامة التي لن تركع هامات فرسانها مهما تدمرت ابنيتها وشوارعها ومهما شرد او قتل من اطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها ، ولا ولا ، ولن تفلح محاولات كسر شوكة الرمادي حتى لو حولوها الى رماد .

تحت راية رد الصاع صاعين
المقاومة نهج ثابت في استنزاف المحتلين :

هذه المقاومة الباسلة يعترف بدورها وفعلها اليوم القاصي والداني ، انها الرقم الاصعب في المعادلة العراقية ، فهي الاصعب لانها تمثل الند الحقيقي للاحتلال ومشروعه في العراق ، وهي الاصعب لانها قامت على اساس لاشرعية الحرب على العراق ومن ثم لا شرعية لكل تداعياتها،
وهي بذلك تضع المحتلين امام حقيقة افعالهم ، وما يترتب عليها من تبعات ، ومطالب مشروعة تقرها كل الاعراف والمواثيق الدولية ، والتي بحالة اقرارها رسميا ، او التفاوض بشأنها ستكون للعراق حقوق مكتسبة على دول الاحتلال ناهيك عن انهاء حالة الاحتلال ذاتها بانسحاب القوات المحتلة من البلاد دون قيد او شرط ، ومن ابرز الحقوق المكتسبة للعراق نتيجة لاقرار حالة العدوان عليه واحتلاله ، هي التعويضات الضخمة التي يجب دفعها للعراق تعويضا عن الاضرار المادية الجسيمة التي لحقت به وبافراد شعبه ، ثم التعويض المعنوي والقاضي بالاعتراف بخطأ العدوان واحتلال البلاد والاعتذار الرسمي الموثق والعلني الذي يقدم الى الشعب العراقي وبالطريقة المناسبة ، ثم تشكيل لجان دولية ثابتة ومحايدة من الامم المتحدة وباشتراك ممثلين عن العراق ودول الاحتلال بصفة استشارية للنظر في كل الشكاوى العامة والخاصة المقدمة من قبل افراد او جماعات عراقية ضد قوات الاحتلال وفي المجالات المختلفة ، وتشكيل لجنة من ممثلي العراق ودول الاحتلال لغرض مراجعة ترتيبات تطبيع العلاقات بين دول وشعوب البلدان التي ساهمت في احتلال العراق ودولة وشعب العراق .
ان محاولة التملص من هذه الحقائق هو الدافع الرئيسي وراء مراوغة قوى الاحتلال في التفاوض الواضح والصريح والموثق مع فصائل المقاومة العراقية ، وهو ما يجعلها تتخبط احيانا وتتناقض في احيان كثيرة مع ما تدعيه وما تريده من العراق وشعبه ، وهي مجبرة على ايجاد مخرج ما ، بعد فشل كل محاولات تصفيتها ، بل تصاعدها وانضمام شرائح جديدة لها ، فهي قد جربت استخدام الواجهات العراقية التي نصبتها لحكم العراق في محاولة لاستدراج المقاومة الى تفاهمات جزئية تعفي المحتلين من تبعات ما فعلوه ، وتدعوها للتعاطي معها كامر واقع يمكن تحسين تداعياته بالنصيحة والرجاء والتمني ! وفي هذا تندرج التصريحات المشوشة ، لأيهم السامرائي ، وجلال الطالباني ووفيق السامرائي وغيرهم من ذيول الاحتلال ، ثم تجيء تصريحات طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الاسلامي الذي حاول الظهور بتميز موقفه من المقاومة معترفا وبشكل صريح بانها رقم لا يمكن تجاوزه وحاول المزايدة على رئيسه عندما دعاها للتفاوض المباشر مع الامريكان !
نعم انها الرقم الاصعب لانها لا تستسلم لشروط المحتلين ، ولانها تملك قاعدة حقيقية بين شعبها بل هي روح هذا الشعب الصابر المكابر على جراحه ، انها السهل الممتنع في كل غبار المعمعة العراقية ، فهي سهلة في فهمها وتعبيرها وسجيتها انها اسهل واقصر الطرق نحو الخروج من هذه العبودية الجديدة ، انها مقاومة لاحتلال غاصب وجب طرده وتدفيعه ثمن فعلته بارواح جنوده ومساعديهم وبمعداتهم وبمعنوياتهم ، وهي ممتنعة عن الشراء والبيع بقيم تفديها بالارواح الطاهرة ، هي ممتنعة عن الاحتلال واعوانه ، ممتنعة عن المهادنة معهم .
هذه المقاومة ردت على اهانة المحتلين الغادرة والجبانة ، لشعب العراق رجالا ونساءا ، انها تثأر للجندية العراقية واللعسكرية الوطنية ، انها ترد كرامة شعب العراق وجيشه الذي علم الامريكان وحلفائهم ان الدخول السريع لايعني حسم المعركة .
لايمر يوم دون ان يخر اثنان اوثلاثة من جنودهم حسب اعترافهم ، ودون ان يجرح او يعوق اويجن خمسة او ثمانية من مختلف مراتب صنوف جيشهم ، ومثل طائرات الورق تتساقط طائراتهم التجسسية ،
لقد وصل الامر بهم الى اختلاق اعذار واهية لمقتل جنودهم وتساقط طائرات الهليكوبتر التي تنقلهم واحتراق آلياتهم خوفا على معنويات المتبقين منهم ، واخر هذه الاعذار كان سقوط دبابة امريكية بعد تزحلقها من جسر لتهوي في قاع النهر ويقتل طاقمها المكون من اربعة جنود غرقا ! ؟ هل صار الجندي الامريكي اثولا لهذا الحد ، ام ان هناك نيران مقاومة جعلته يثول ويتهستر ، لقد اختلط صوت التكبير ألله اكبر مع اهازيج المارة والنظارة حينما صاح بعضهم "يدحج بالحايط حظه ايدولب بيه " والتكبير يتكرر والاهازيج تتشابه ، في الشمال والجنوب والوسط ، في الموصل وكركوك والبصرة ، اما في مدينة العمارة فقد تعود مجاهديها على ارسال برقيات شبه يومية مرفقة مع قذائف الهاون لتحيي معسكر ابو ناجي وتخبره ان الذي " خلف ما مات " فانتم احفاد " مود ، واللجمن" الذين جربوا حظهم في العراق ايام الاحتلال الاول ، وكانوا بالهزيمة كالغزال ، امام رجال شعلان ابو الجون والشيخ ضاري ، وها هم احفادهم يذيقوكم من ذات الكأس .

لا امان لهم الا بتنفيذ مطالب المقاومة :

50 مليار دولار ميزانية الدفاع الامريكي للسنة المالية الجديدة ، للعراق وافغانستان فقط ، لقد احتاروا في كيفية تفادي الخسائر البشرية لجنودهم ، فتارة يعزوها لنقص طواقم البدلات المصفحة التي يرتديها الجنود ، وتارة اخرى لضعف العمل الاستخباري ، واخرى لعوامل نفسية !؟
ايها السادة المشكلة واضحة ، فمشروعكم يملك ، راس مال ، وعمال ، وآليات ، لكنه لا يملك
الاستقرار والامان ، لايملك الارض ، ولا يملك اصحابها ، وعليه فالمشروع خاسر ، بمعايير الاقتصاد والسياسة ، وراس المال جبان ، لا يمكنه تحمل اعباء القلق الميداني الذي لا افق لنهايته ، والهروب الى الامام بتوسيع رقعة الاستثمار الحربي لتشمل المنطقة كلها من باكستان الى لبنان مرورا بافغانستان وايران والعراق وسوريا ولبنان ، وهو هروب الى الموت المؤجل ، الذي تستعجلوه بتهوركم ، وعندها لا وصفات حكمائكم تنفع ، ولا احلافكم تنفع ، ولا اسرائيل تنفع ، الذي ينفعكم هو ارواح جنودكم ، هو امان شعبكم ، هو استعادة مصداقيتكم ، هو القناعة بتوازن عالمي يمنحكم حقوقا مشروعة ، في الطاقة والاستثمار والتجارة الحرة كما يمنحها وعلى درجة واحدة للاخرين ،اليست هذه هي الديمقراطية الواقعية في العلاقات الدولية؟
اذن لماذا تدعون مالا تفعلون ، وتعرفون وتحرفون ؟ .
اما الهروب للخلف فهو مفتاح الفرج وهو التصرف الحكيم المنتظر ، فهل انتم فاعلون ام تتكابرون ؟ وحتى لا يكون هذا الهروب قاتلا ، فما عليكم الا التجاوب مع ما تريده مقاومة شعب العراق ، اتركوا البلاد سالمين وعوضوها كما يجب ، وتعاملوا مع اهلها ندا لند في اي رغبة مشروعة ترغبون .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في داخل العراق ازمة شعر وشعراء
- حزورة المليشيات في العراق
- البنتاغون يتأبط حربا جديدة
- الطبقة العاملة العراقية العدو الاول للاحتلال
- لقطات
- القيادات الكردية العراقية مدمنة على التصيد في المياه العكرة
- اليُتم اليساري في العراق
- الاعلام العراقي بين التخلف والتزلف
- بين الاستهتار الامريكي والخبث الايراني
- الجحيم لم يأتي بعد العقدة والحل
- الطينة الفكرية لرجالات العهد الجديد في العراق
- نقطة نظام - حالة الدجيل مسببة حسب القانون العراقي وقتها
- احتلال المرأة
- التحشيش الطائفي والتجييش الامريكي
- العراق في مزاد سياسي مزدحم
- يا أعداء الاحتلال وفتنه اتحدوا
- خبر التفجير والتفسر عند السفير
- دولة فساد أم فساد دولة
- امبراطورية سوق العبيد
- اعادة انتاج العوق جنحة العولمة الجديدة


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال محمد تقي - المقاومة الرقم الاصعب في المعادلة العراقية