أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع















المزيد.....

مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:01
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مدحت عزيز هذا لمن لا يعرفه هو شاب مصري قبطي مثل ملايين الشباب المصري الذي تقذفه لنا المدارس والجامعات المصرية كل عام بدون تخطيط أو متابعة وترسلهم فريسة سهلة للبطالة وإمراضها المختلفة ولكن مدحتنا هذا الذي تخرج من إحدى المدارس الفنية الصناعية في مصر والذي يعيش في كفر سليم التابع لمركز كفر الدوار محافظة البحيرة لم يستسلم للبطالة ولم ينتظر الوظيفة الحكومية بل اخذ يحاول شق طريقه من خلال المهنة التي أتقنها وتعلمها وهى مهنة النجارة هذه المهنة الجميلة التي نشأ بجوارها معلمنا وسيدنا يسوع المسيح بجانب يوسف النجار خطيب السيدة العذراء والتي توارثها الأقباط فى مصر أبا عن جد فلا تنزل في اى قرية أو كفر أو عزبة صغيرة وإلا وتجد الأقباط يمتهنون هذه المهنة لدقتهم وأماناتهم في العمل .
وهناك عشرات القرى التي زرتها في مصر تجد فيها عدد قليل من الأقباط معظمهم نجارين والجميع كان يعاملهم بكل احترام وتقدير نظرا لحاجة الجميع إليهم ونظرا لأمانتهم ولم نسمع عن احد تعرض لهم بكلمة أو سألهم عن ديانتهم فهذا كله كان عيب عند هؤلاء القرويين .
ولكن للأسف الزمن تغير وظهر هذا واضحا مع مدحت الذي لم يرتكب اى جناية أو جريرة إلا إذا كان الاحتفاظ بإيمانه الارثوذكسى والجهر به هو الجريمة بعينها في نظر هؤلاء المتطرفون الجدد التي تسميهم ابنته في حديثها لمراسل الأقباط متحدون بالسنية .
فمدحت الذي تمكن من خلال مهنته الجميلة تلك إن يتزوج ويكون أسرة وأراد العيش بسلام وسط المجتمع الذي يعيش فيه من خلال مهنته ولكن هذا المجتمع الذي عشش فيه التطرف بدأ يسأله عن إيمانه ودينه ولم يتركوه في حاله فكيف يتركوه وهم يرون فيه:
الشاب المسيحي الفاهم لكل أمور دينه .
الشاب المجاهر بمسيحيته والمعتز بها والغير ناكر لإيمانه.
الشاب المثقف فرغم حصوله على دبلوم المدارس الصناعية إلا انه تفوق على الكثيرين في تأليف الترانيم الجميلة ومنها هذه الترنيمة الجميلة "أم النور قديسة "التي شدت بها ابنته .
فكان عندما يسأل عن إيمانه لا يخفيه ويرد على كل متحاور من أعضاء الجماعات السنية الذين ناقشوه في أمور الدين ولأنهم لايريدون المناقشة بل يريدون السمع والطاعة وعدم المجادلة " بمنطق لا تجادل يا على " ولأنهم لا يستطيعون مجاراته في ردوده عليهم.
فلم يكن هناك حل إلا حصاره لعله يرتدع فبدأت تغلق في وجهه الأبواب للعمل في بيوت المسلمين فلم يجد فرصة للعمل إلا الذهاب إلى إحدى المشروعات في الجبل للعمل بها ولكنهم كانوا له بالمرصاد فقد عرض عليه احد المهندسين من أبناء بلده كفر سليم ويسمى شعبان إن يترك مسيحه مقابل سبعين إلف جنيه قائلا له أنت خسارة في المسيحية فرفض الشاب ذلك في آباء وشمم .
وهكذا استمر حصار أهل بلدته وجيرانه له منتظرين اى فرصة للفتك به حتى إن احدهم ويدعى الشيخ عادل عبد المجيد هدده في ذات ليلة بأنه سيقطع رقبته ويعلقها على باب بيته (كما يفعل الزرقاوى تماما )إذا سمع صوته في الشارع وفى يوم التاسع من شهر ديسمبر 2005 هجم على منزله الغوغاء رجال وسيدات منادين إياه انزل يا كافر انزل يا كافر فما كان منه إلا إن نزل لهم بكل شجاعة رغم محاولات أهله بمنعه من ذلك فرد علي أهله انه ليس جبان لكي يسمعهم يسبوه هكذا ولا ينزل لهم فما كان من هذا الجمع إلا الاعتداء عليه بالسيوف والسنج ومع ذلك لم يتركوه ليلتها ففي إثناء توجهه إلى منزل أخيه الأكبر حاولوا مرة أخرى الاعتداء عليه فادخلوه بعض الناس الطيبين بيت أخته القريب فلم يتورعوا عن تحطيم منزل أخته وطالبوه هو وأهله بترك المنطقة لأنهم لايريدون مسيحيين كفرة في وسطهم .
ولم يكتفوا بذلك بل أنهم ذهبوا إلى قسم الشرطة متهمين إياه بأنه يسب الإسلام والمسلمين وتعاطف معهم ضابط الشرطة موسى أبو العنين المكلف بحماية المجني عليهم فإذا به يقف مع الجناة ويرفض تسجيل ما حدث لمدحت عزيز بل بالعكس تم تسجيل تقريري طبيين من الجناة متهمين مدحت بأنه تعرض لهم وأصابهم ومنذ هذا الوقت اى منذ ستة شهور والى الآن لم يتم الإفراج عن مدحت عزيز إبراهيم .
ياسادة إن هذه الملهاة أو المأساة تحمل في طياتها مأسى متعددة :
1 مأساة المجتمع الذي عشش فيه التطرف بسبب الدولة ومزايدتها على المتطرفين في استخدام الدين وهذه هي النتيجة إن المسلمون في أماكن كثيرة يريدون تهجير المسيحيين من وسطهم وصدق الأستاذ محمد سلماوى الذي كتب متهكما مقالته "ماذا يفعل الأقباط هنا " ولكنها للأسف ياسيدى لم تعد هذه الأمور مجال للسخرية والتهكم بل أصبحت فكرة تتلاعب داخل رؤوس عشش فيها التطرف وكراهية الأخر تنتظر اللحظة المناسبة لتنفيذها .
2 مأساة وزارة الداخلية برجالها من كبيرهم إلى صغيرهم الذين أعجزهم قانون الطوارئ وأعطاهم سلطات ضخمة لا يستطيعون إن يستغنوا عنها لأداء عملهم بحيث أصبحوا كالمشلول الذي يسير على عكازين لو سحبت منه عكازيه لسقط على الأرض فورا وهؤلاء الصناديد من رجال الداخلية الذي تغلغل بينهم التطرف ولا يستطيعوا ضبط حركة الشارع إلا بمجاراته تجدهم دائما ما يقفون مع الجناة وقد قالها ضابط الشرطة موسى أبو العنين لزوجة مدحت انه هنا في قسم الشرطة في حمايتنا فالشرطة فعلا لا تستطيع حمايته في بيته و لا فى الشارع تماما كما فعل ضباط الشرطة حينما قاموا بتهجير المسيحيين من كفر سلامة شرقية ومن قرية حجازة بقنا لأنهم لا يستطيعون حمايتهم من تطرف جيرانهم المسلمين .
3 مأساة مجتمع مدني وجمعيات حقوق إنسان لم نسمع لها حس ولا خبر ومن سمعنا صوتهم في هذه المأساة ظهرت أصواتهم على استحياء وكأنهم يخافون ويرهبون من شئ ما مع إن هذه الجريمة كفيلة بان تهز حكومات وتقيل وزراء لو تمت في دولة تحترم حقوق الإنسان .
4 مأساة نظام زايد عاى استخدام الدين وكلما زاد تطرف الجماعات المتطرفة كلما أوغل هو في تطرفه حتى لا تسحب هذه الجماعات البساط من تحت إقدامه حتى أوصل المجتمع إلى ما نحن فيه الآن متناسيا ما حصده السادات من هكذا تطرف وهكذا مزايدة .
5 مأساة أسرة فقدت عائلها وهى أسرة كما اتضح من الحوار الذي شاهدناه تعيش حياة بسيطة وكانت تعتمد على عمل رب الأسرة الذي توقف منذ فترة نتيجة الحصار المفروض عليه من جميع أهل بلدته وألان أصبحت بلا مورد رزق .
6 مأساة مجتمع رجال الإعمال خصوصا المسيحيين منهم الذين لم نرى من احدهم قيامه بالإنفاق على هذه الأسرة المنكوبة التي لا تجد عائل لها بعد سجن عائلها بينما نجد معظمهم ينفق أمواله في تبرعات ذات اليمين وذات اليسار على بناء المساجد وعلى مساعدة فقراء المسلمين (التي لا نرفضها) وان كنا نقول لهم الم يرى أحدكم دموع طفلته هيلانة ؟
وألم يرى أحدكم دموع زوجته ؟ كي يتدخل ويتبنى هذه الأسرة ويقف إلى جوارها حتى يتم الإفراج عن عائلها .
7 مأساة كنيسة لم نسمع عن دورها للان فحتى لو كانت الكنيسة فقيرة وغير قادرة على المساعدة المادية إلا أنها بالسلطة المعنوية التي تملكها كان يجب عليها إلا تترك هذه المأساة تتفاقم وتستمر حتى الآن فكان يجب عليها إيصال هذه المأساة إلى اعلي المستويات حتى لا يظلم إتباع الكنيسة فى كل مكان في مصر لان القبطي الذي يلجا إلى كل السلطات لاسترداد حقه ولا يستطيع لا يجد إلا باب الكنيسة مفتوح له فعلى الكنيسة إلا تتركه وتهمله .
في النهاية أهدى هذه المأساة او الملهاة لكل مسلم ينكر إن هناك اضطهاد للأقباط
واهديها لكل قبطي ينكر شكوى الأقباط من الاضطهاد ويقول انه يعيش وسط مسلمين ويحصل على كل حقوقه كاملة خصوصا من أرسلوا لي ردا على مقالتي" التدين الظاهري ومسؤولية الحكام "وأقول لهم إن معيشتكم في بعض المدن الكبرى تحت المجهر ليست مقياس لمدى التطرف الذي انتشر في مصر (وان كانت إحداث الإسكندرية تؤكد إن التطرف في كل مكان ) بل مقياسي للتطرف والاضطهاد والظلم هو ما يتعرض له القبطي الذي يعيش في الأماكن النائية قرى ونجوع وعزب مصر التي لازال يعامل فيها القبطي كذمي وإذا رفض ذلك يتم تهجيره بمساعدة السلطات الحاكمة .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدين الظاهري ومسؤولية الحكام
- تعليق على برنامج الكلام وأخره
- سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
- مأساة الكنائس المغلقة في مصر
- الأغلبية والأقلية في مصر
- تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
- متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
- مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
- أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
- مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- ولازالت حرب الاستنزاف مستمرة ضد الأقباط
- رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
- الميكافيلية وبعض نماذجها العربية
- الدور المصرى فى العراق من عبد الناصر حتى مبارك
- من المستشار إلى الدكتور يا قلبي لا تحزن
- حزب الوفد العريق والسقوط إلى الهاوية
- هل انتهى شهر العسل بين الدولة والاخوان فى مصر ؟
- هل أصبح التطرف هو خيار الشعوب العربية ؟
- اما من نهاية لهذا الاستنزاف ؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي جورج - مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع