أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - انا كارنينا ودروس بالحب














المزيد.....

انا كارنينا ودروس بالحب


عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)


الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 21:51
المحور: الادب والفن
    


تعد رواية انا كارنينا للمؤلف ليو تولستوي من اهم الروايات الخالدة في الادب العالمي وقد كانت فرحتي كبيرة وانا اعيد قراءتها من النسخة التي اختيرت كمنهاج دراسي بقرار من دائرة المناهج التربوية في لبنان سنة 1997 وذلك بهدف تنمية ثقافة المتعلم الادبية من خلال التعرف الى نماذج من روائع الادب العالمي ذات النزعة الانسانية. لا اخفي فضولي حين قرأت بمقدمة الرواية ان الترجمة اعدت لتصبح منهاجا دراسيا بين يدي الطلاب في المرحلة الثانوية لاهميتها انسانيا وماديا ومعنويا باعتبار انها تحاكي في الطالب عاطفته الجياشة من خلال تقديم الدعم النفسي بتعزيز البدائل الايجابية بحيث يتمكن الطالب من تخطي المرحلة بأمان. من خلال الشبكة العنكبوتية واثناء بحثي عن اهمية اقرار مثل هذه المناهج لم اقرأ كما كنت اتوقع عن الايدي المصفقة لاختيار مثل هذه المناهج في تنشئة جيل يشبه كثيرا لحاضره. للاسف ما وجدته كان صراخا واستهجانا من اطراف العملية التعليمية دون استثناء بصعوبة تطبيق مثل هذه المناهج الحالمة على ارض الواقع لان التعليم بنظرنا مجرد علامات نسعى لتحصيلها بصرف النظر عن اهمية بناء الشخصية. كان سيسعدني لو ان الطلاب عرفوا الهدف الحقيقي من الرواية، لو انهم فهموا معنى حقيقة جهاد النفس في بحثها الدائم عن الصراعات التي تدور رحاها ما بين القلب والعقل او بين الحب والواجب، واخيرا لعلهم يفرقوا ما بين العبودية والعدالة او المساوة.
رواية انا كارنينا تلك الملحمة التي ولدت من رحم الحقيقة عن سيدة اصيبت بداء الحب الذي لا شفاء منه ومن غير وجود الدواء او السعي لاختراعه، الحب الذي انتهى بها تحت عجلات القطار مدويا وصارخا وبائسا. نجد ان التسامح والغفران صفتان تحلى بهما الزوج الكسيس كارنين لكنه بقي كجلمود صخر امام مسألة الانفصال وشرعية الطلاق، فنراه يسامح بما هو خاص به اما العادات والتقاليد فلم يستطع مواجهة ريحها حين انعكست معه على حين غرة.
كما تبين لنا الرواية اهمية اختيار الشريك او القرين على اساس متين وحب عميق لان من يشبع في بيته لن يحث الخطى الى دكان خباز ليسرق رغيفا حتى لو كان له رائحة لذيذة. فالزواج رباط مقدس يحتم على الطرفين ان يكون اختيارهم صحيحا حتى لا يقع الندم ويدفع الابناء الثمن. غالبية من وقعوا بالحب لم يكن يعنيهم الحب الافلاطوني الطاهر الذي لا مأساة فيه بل كان يعنيهم البحث عن كلمات الاسترضاء والترضية للمرأة التي كانت يوما ما حبيبة!" لك منا ابلغ شكرنا فقد يسرت لنا متعة ولذة وشهوة"، وهذا ما حصل مع "انا كارنينا" بطلة الرواية التي تطورت علاقتها بسرعة البرق فأضحت عاطفتها متبادلة تجيش بأمل وتعمل برجاء. حتى عميت ولم تعد تعرف نفعها من ضرها. ولم تعد ترى في زوجها الا كل ما هو سوء! لا تحفل بالناس ولا تراعي العادات والتقاليد الى ان اذنبت وارتكبت الفاحشة والخطيئة، فشعرت بأن كل شيء صالح قد زال من حياتها وانها انخفضت الى الدرك الاسفل ولم يبقى لها سوى العقاب وطلب الصفح. بارتكابهم مثل هذه الخطيئة حرما نفسيهما من التفكير بالمستقبل من دون بأس ويأس فالحاضر مرآة للمستقبل والحاضر المدنس لا بد ان يفرز نهاية غير سعيدة لسيدة مجتمع كانت دوما سعيدة ومحط اعجاب المحيطين بها. ان عذاب نفسها صرعها قبل ان تموت، وقبل ان تأخذ قرار الموت او الانتحار فقد عظمت في ناظريها جريمتها وعرفت انها مرأة تلاشت قوتها وتخلت عنها ارادتها. ولم يعد لها في قوس الحلم منزع الى صبر حين غاب الحب وحلت العداوة والكراهية والبغضاء محل التفاهم والتقارب والمحبة بينهما. استسلمت للالم واليأس وقررت الموت حتى ينتهي عارها.
ستار الظلام الذي تمزق فجأة في لحظة يقظة جعل "انا " ترى نور الحياة كما كانت تراه قبل ان تقع اسيرة للحب الذي لم يكن في حقيقته الا اشباع للغرور في نفسها. في تلك اللحظة الخاطفة اصيبت بالرعب لانها لم تستطع ان تنقذ نفسها مما اقدمت عليه فعلقت بمصيبتها وانتهت تحت عجلات القطار.وبعد فانني انهي مقالتي بما ابتدأ به الكاتب العظيم ليو تولستوي روايته:
منشأ السعادة نعمة، والشقاء منشؤه نقمة.
السعادة وليدة ام، والشقاء له الف ام.
العائلات السعيدة ترتع في جنة والعائلات الشقية تتمرّغ في الف جحيم
اسباب السعادة تتشابه، واسباب الشقاء تتفرع الى اغصان وأفنان.



#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)       Abla_Abed_Alrahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخاطبة والازمة السورية!!
- هل نحتاج عرفات جديد....؟؟
- ثرثرة حول قصة موت معلن!!
- رواية العاشق!!
- صاحب السعادة عادل امام!!
- انت قلت!!
- طلاء اظافر
- المرأة اللاجئة في عيدها
- حين يختلط الحابل بالنابل!!
- ملعب رياضة ام إبادة!!
- لطفا بنا ايها العام الجديد
- زوجة في الاربعين!!
- ثوب الاثارة والوصول الى العالمية!!
- الاسير سمير السرساوي يتنفس حرية
- الخاشقجي يطيح بمصداقية الاعلام
- عانس بأرادتي!!
- اوراق مهمة تحت اقدام المارة!!
- جامع الفراشات
- طلب زواج بالحافلة
- داعش في الدراما الرمضانية


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبله عبدالرحمن - انا كارنينا ودروس بالحب