أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل موسى حميدي - ملا عليوي














المزيد.....

ملا عليوي


اسماعيل موسى حميدي

الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 01:45
المحور: كتابات ساخرة
    



مشهد يومي يتكرر كثيرا عند ابواب الدخول الى القاعات والدوائر الحكومية ،عند صعود السلالم وولوج الممرات، عندما يقف امامك اثنان يتنازعان ايثارا ليئذن احدهما قبل الاخر في الدخول وهما يتبادلان الدعوة في ولوج المكان، فتقف انت وراءهم متأملا حائرا منتظرا انتهاء المشهد الحر، حتى يقضي بدخول ذات اليمين بعد ان يردد ذات الشمال عبارة المداخل والابواب والسلالم الشهيرة (تيامنوا).وفي بعض الاحيان يستغرك المشهد دقائق بسبب المفاوضات وتدافع بالايدي .وكأن الذي يدخل قبل صاحبة سوف يلج باب الجنة،او يحظى بامتياز الاحترام الخاص والمكانة العالية. وهنا القضية تتحمل بعدين الاول قيمي اجتماعي وهو الايثار والثاني ديني لان حديث (تيامنوا) ينسب كحديث نبي الرحمة محمد (ص).
ولكن لو نسال سؤالا،اذا كان الناس يعلمون انه حديث نبوي لماذا لايتعاملون معه بصراحة وسلاسة ولماذا لايبادر من كان في اليمين بالدخول مباشرة على اعتبار السير وفق معنى ومضمون الحديث الشريف وهو الاولى بالاتباع .
وهنا يجب ان نقف عن نقطة مفصلية في الموضوع وهي تفضيل (القيمي الاجتماعي) على (القيمي الديني) وهذا هو الخطأ الفاحش الذي نقع فيه كثيرا .والامثلة الاجتماعية كثيرة عن ذلك. فالمقتضى الظاهري لكثير من السلوكيات هي مغايرة للاحكام الشرعية والمقبول الشرعي، رغم علمنا بحجم الخطأ الذي نقع فيه ومخالفته للشرع، الا انه مقبول اجتماعيا بحسب الموقع النفسي والاجتماعي الذي يشغله كل فرد.
ولو سألنا سؤالا اخر :لماذا الناس يتبعون سلوكيات اجتماعية مخالفة للشرع رغم علمهم بطبيعة مخالفتها ،وما هو الباعث الحقيقي الذي يجعل الناس يتصرفون بمقتضى اجتماعي مخالف للدين، برأيي ان السبب وراء ذلك هو ( ملا عليوي ).
لان في داخل كل عراقي موجود (ملا عليوي) وهذا الملا لايرضى بكل القوانين والانظمة والاعراف والسنن ،سوى ما املته عليه سريرته التي تناسلت عبر الطبقات الاجتماعية.
يقال في منتصف السبعينات اشتهر الممثلون الرومانسيون في السينما والتلفاز، وراح الشباب العراقي يقلدونهم ويدخلون فضاءات الخيال ويتغزلون بالفتيات فوق السطوح ويتفننون في الحب واختيار الكلمات المنمقة، ولكن عندما يريد أي شباب ان يتزوج فانه يتزوج من أبنة عمه او واحده بعيدة عن الرومانسية او حتى لو لم تكن جميلة ،لان (ملا عليوي) الذي في داخله لايمكن ان يقبل بالزواج باي حال من الاحوال من فتاة يتغزل بها وتتغزل به .ووقتئذ قال علي الوردي مقولته الشهيرة،(العراقي افلاطون المظهر ملا عليوي الجوهر).

ملا عليوي خرّب الكون وغير مجاري الانهار ،واتلف الصحراء ،وشاكس الطير في السماء،ولايمكن المساس به او السيطرة عليه الا بالهروب الى الفضاء.
في ذات مرة كنت في احد المطاعم، وحصل ان شخصا كان جالسا بالقرب مني ،واثناء تناوله الطعام دخل الى المطعم ثلاثة اشخاص من معارفه،ما اضطر بهذا الشخص ان يدفع تكلفه غداء ضيوفه ورغم امتناعهم الشديد عن ذلك لان المطعم كان مكلفا ماديا الا ان (ملا عليوي)الذي بداخله اصر على ذلك ،وعندما ذهبت انا الى "الكاشير" لدفع حسابي الى صاحب المطعم جاء هو كذلك ليدفع حسابه مع حساب ضيوفه ،وعندما اخرج محفظته من جيبه كان يقول مع نفسه(العن دينكم) .
لو سالنا انفسنا لماذا ندفع حساب غيرنا في المطاعم او اجرة السيارات ،خصوصا اذا كانت مكلفة جدا ،هل هم فقراء او معوزين ،ما علاقة ذلك بالدين او الاخلاق او السنن،لماذا نكلف انفسنا دفع مبالغ من ارزاق اطفالنا بسبب تقاليد،لماذا لانعتاد على اشياء صحيحة خالية من الاحراج والتوجس ولماذا نفكر بعقلية غيرنا ،انه (ملا عليوي) ايها السادة الذي لايمكن ان يرضى بغير ذلك.
(ملا عليوي) ضخم الجثة جاحظ العينين اشعث الرأس كبير الخلفية، لايؤمن بغير افكاره ولايمرر غير قوانينه،لايسامح الاخرين ويفضل نفسه على الله،قلبه متعلق بالمساجد ويبغض المسلمين،يبكي في صلاة الليل ويطيل النظر الى خلفيات النساء، يؤدي الزكاة ويكره الفقراء،يحب القوزي ،ويكره اللحوم،يمتلك ثلاثة هكتارات في الجنة ملكا صرافا،ويسكن في العشوائيات،لايمكن قتله بالسيف ولابالثورات ،ولا بسم الفئران،ولكن يمكن قتله بلسعة البعوض ،يستقبل الارزاق من السماء ويقسمها على الشياطين في الارض.يحب العراقيين كثيرا ولايتمنى لهم الحياة.لذلك كثيرا مايدعوهم للموت وهو يفرح بموتهم ويقول لهم لقد فزتم.
يقال ان ملا عليوي(الاصلي) لديه ولد عاق يمتنع عن اداء الصلاة وغالبا ما كان يسبب الاحراج الى والده (الملة) المعروف في المدينة ،وفي احدى المرات قدم ضيوف الى (ملا عليوي) ،فأمر ابنه العاق ان يصلي بالضيوف صلاة المغرب ،فامتعظ ولده من مطلب ابيه كثيرا، ولكن انتهى به الحال في ان يصلي بهم صلاة الجماعة وعندما وقف امامهم وبدا الصلاة رفع يديه الى السماء قائلا ((نويت اصلي صلاة المغرب ثلاث ركعات جفيان شر (ملا عليوي) فاصبح ذلك مثلا سائرا.. فتعلم الناس من ابنه العاق سياسة ارضاء الملة فقط والتمتع بلذائذ النفس في الخلوات .



#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه ليلتي
- تموز الأكثر إحباطا في ساحة التحرير
- كربلاء ...ورقصة السامبا
- زمالات تالفة
- ياخسارة ..كلهم رحلوا
- اليوم الثالث
- الموظف الغثيث
- الحشد الشعبي ..وفائزة احمد ..ووجع المستنصرية
- السؤال الثاني
- صدى المعاني
- البحث عن السعادة في ظل شوشرة الحياة
- تزييف الثابت القيمي
- إحساس..يجوز..لايجوز
- ملصقات الجدران...والقبنجي ...وموسم الحصاد
- نخيل العراق..وشفيق الكمالي ..وموطني المستعار
- مواليد 2000..واتهام زوجة حجي شلاكه بالعهر
- المجمع العلمي العراقي ..وإخفات النور
- بائع الرقي ..وبزة عبد الكريم قاسم
- القاضي ..والحمار..وباب الرئيس
- رئيس وزراء بثلاثة جلابيب وسبعة حظوظ.. واختبار عسير لموظفي مص ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماعيل موسى حميدي - ملا عليوي