أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة دالي - بسقط الرئيس القادم














المزيد.....

بسقط الرئيس القادم


فاطمة دالي

الحوار المتمدن-العدد: 6366 - 2019 / 10 / 1 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسقط الرئيس القادم
هكذا ردّد روّاد الفايسبوك الذين لا يتلأكون في التعبير عن رغبتهم في رئيس يحتويهم رئيس للجميع وليس حكرا على طبقة سياسية او اجتماعية معيّنة امّا ان تكون رئيسا للفقراء او فلتسقط أمّا اولئك الذين تلكّاو ولا زالوا يتلأكّون في المنابر الاعلامية وعلى شاشات التلفاز فقد رفضوا تماما ان يرأسهم رئيسا لا ينتمي لبوتقتهم رئيسا ليس من بني جلدتهم لا يلبس المعاطف الثمينة ولا يتعطّر بأجود انواع العطور و لا يملك كريزما دونجوانية تجعلهم يفتخرون به رئيسا يحفظ مصالحهم و يكمل مسار الانقلاب والعمالة .


ايّام قليلة تفصلنا عن الدور الثاني للانتخابات ولئن كانت النتيجة محسومة لصالح رجل القانون (هذا ان لم يحدث عارضا مفاجئا ) أقول عارضا مفاجئا لانّ المفاجآت صارت امرا اعتياديا -يكاد يكون يوميا- والغرائبيّ صار مألوفا بشدّة
لكن لابأس هذه مخاضات الثورة التي لم يحسم أمرها بعد رغم محاولات الالتفاف و التغييب( تغييب الشعب ) الذي مارسته قوى الانقلاب حتّى آخر رمق لتعود الجماهير المفروزة وتنقلب على المنقلبين في تحدّ صارخ لعصابات النّهب و كلاء الغرب ولأنّ الدروس المجانية لا تعطي النتائج المرجوّة أو لا تعطي نتائج بالمرّة ، اختارت الجماهير ان تعيد الدرس ثانية درس مفاده انّ السلطة سلطة الشعب سلطة شعب أعزل لا يملك اموالكم ولا اعلامكم ولا مناصبكم شعب لا يتكلّم لكنّه يفعل اذا أراد
الشعب قال كلمته وأصابهم بصدمة فاقت كلّ التصوّرات ارتبكوا تقهقروا ولكن لم ينسحبوا فاندفعوا يكيلون له الشتائم يسبّونه و يرمونه بابشع عبارات التقزيم ، وهكذا يفعل كلّ من يخسر حربا يخال نفسه رابحا فيها بدون شكّ ، أمّا التّهم التي وجّهت للناخبين فتُهم ثقافية وفكريّة بحتة والحال انّهم انتخبوا جامعيّا مثقّفا

يا للسّماء..

يدفع والديه ما فوقه وما تحته لينال شهادة جامعية تقيه من الفقر والعوز وليعيش حياة تليق به و ليحقّق ما عجزا عن انجازه هذا الجامعي المفقّر منذ ولادته وقبل حتّى ، لا يملك الحرّية الملزمة للاختيار واذا اختار من لا يرضى عنه مثقّفو البلاط تُنزّل عليه لعنات الآلهة جميعا !
انّها اقصى درجات الدّيمقراطية وأقصى درجات الثقافة والفكر أن ينتزع دعاة الحرّية والوطنية حرّية التصّويت لذلك لم نستغرب لعقدين من الزمن تلك النتائج التي أتحفنا بها المخلوع في انتخاباته الصّامتة بمباركة حاشيته المثقّفة و مفكّريه الذين مازالوا يتصدّرون المشهد الثقافي الى اليوم يفصّلونه على مقاساتهم ومن لبس فليهنأ بما لبس امّا الخمّاسة فهم من قديم الزمان خمّاسة وما علينا الاّ ان نقنعهم بهذه الفكرة هكذا يشطح خيالهم المبدع !

ذكّرتني هذه الحادثة بحادثة وقعت في التسعينات في سيدي بوزيد أيّام كانت المعاهد تضجّ ثوريّة والحادثة حصلت لتلميذ بكالوريا و الاستاذة ليست من ربوعنا (ولا مشكلة في ذلك ) يقول الطالب انّ الاستاذة اعطته عددا اقّل ممّا يستحقّ وعندما احتجّ على ذلك اجابته باستخفاف " اذا اعطيتك عددا تستحقّه اشكون باش يخدم عنّا لمرمّة ؟"
أذكر انّ الحادثة انتشرت انتشار النار في الهشيم ّخلّفت مشاعر الاستياء والتحدّي لدى التلاميذ و كذلك الأمّهات ولو أسعفتني اللّغة سأقول وبالأخّص الامّهات ففي ذلك العهد ورغم صغر سنّي لازلت أذكر ما تكابده كلّ أمّ في سبيل أن يدرس ابنها ويحصل على شهادة تتقلّدها الامّ وساما على شقائها وتبقى معلّقة على جدار النّسيان في دولة لا تعتبر نفسها ملزمة بتشغيل الجامعيين بقدر ماهي ملزمة بتفريغهم من شرط وجودهم الانساني لتصبح الشهادة الجامعية تهمة ويصبح التخرّج ذنبا اقترفناه عن قناعة نصارع يوميّا للتعايش معه
هذا ما يحدث منذ فتحت الجامعات أبوابها للفقراء تكدّست الشّهائد وما عادت جدران البيوت تتحمّلها و ازداد عدد المعطّلين حتّى صار بالآلاف وهو ما يتطلبّ حلاّ عاجلا بدون لفّ ودوران ولكن هذا ما لا يسعهم تنفيذه ولو على المدى البعيد فالفقراء يجب أن يظلّوا فقراء و الخمّاسة يجب ان يبقوا خمّاسة هذا ما يدعونه استقرار تونس
استقرار تونس يتطلبّ كلّ هذا الالتفاف و هذه المجهودات ، يتطلّب ان يزداد الفقير فقرا ويزداد الغنيّ غنى وعليك كوطنيّ فقير ان تصدّق هذه الأكاذيب ما عدا ذلك فأنت خائن أو جاهل أو الاثنين معا
لم يعجبهم أن يتحوّل المنقلَب عليهم الى منقلبين وعلى كلّ الاحوال لا أتصوّر أنّ المقهورون الّذين ضاقوا ذرعا باعادة تدوير النّظام سيبحثون عن تبرير لانقلابهم المفاجئ المربك العصيّ على الفهم على الاقّل بالنسبة لهم امّا نحن فقد فهمنا الدّرس جيّدا وحفظناه على أنّ الفهم وحده لا يكفي لتسجيل هدف واحد في مرماهم والفعل الذي لا تنتظم فيه الجموع للقضاء نهائيا على العصابات لا يحدث تغييرا حاسما لصالح الاغلبية المقهورة مالم يكن مرتبطا بارادة حقيقية للتنظّم و الاستقلال عن أدواتهم و ارتباطاتهم وتطلّعاتهم
انتخاب رئيس للدولة يمثّل هذه الاغلبية لن يقدّم في الامر شيء ، رئيس بصلاحيات محدودة جدّا لا تخوّله التدخّل في المجالات الخارجة عن نطاق وظيفته وغير مدعوم برلمانيا هل سيغيّر في المشهد شيء ؟
هل يكفي ان يكون الرئيس نظيفا ومتواضعا و منزّها عن كلّ الشبهات ليحسم الامر لصالحنا هذه جملة التساؤلات المطروحة اليوم
في انتظار الاجابات ستظلّ الجماهير تترقّب في هدوء ما سيحدث



#فاطمة_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشياء بسيطة تسمّى وطنا
- انتخابات 2019 : الانقلاب النّاعم
- أيمن العثماني : صوت قُتل قبل الأوان
- تونس ثماني سنوات بعد اعادة انتاج النظام وكأنّ ثوؤة لم تحدث


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة دالي - بسقط الرئيس القادم